دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > الدورات العلمية العامّة > علماء الأمصار في القرون الفاضلة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #23  
قديم 10 صفر 1443هـ/17-09-2021م, 10:44 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي

22: معاوية بن أبي سفيان بن حرب الأموي(ت:60هـ):
واسم أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، يلتقي نسبه مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف.
روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر، وأخته أم المؤمنين أمّ حبيبة بنت أبي سفيان، وكعب الأحبار، ومالك بن يخامر السكسكي.
وروى عنه: جرير بن عبد الله البجلي، وعبد الله بن عباس، وأبو سعيد الخدري، وجبير بن نفير، وأبو إدريس الخولاني، وخالد بن معدان، وعبد الله بن عامر اليحصبي، وراشد بن سعد المقرائي، وعبد الله بن محيريز الجمحي، وسعيد بن المسيب، وأبو الشعثاء جابر بن زيد، وأبو قلابة الجرمي، والحسن البصري، وعطاء بن أبي رباح، ومحمد بن كعب القرظي، وسعيد المقبري، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وهمام بن منبه، وشعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، وغيرهم كثير.
وُلد قبل البعثة بخمس سنين أو نحوها، وأظهر إسلامه يوم فتح مكة، وروي أنه أسلم عام القضية، وكان في أوّل إسلامه شابّاً فقيراً لا مال له، وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم الوحي، وبعض كتبه إلى العرب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبعثه في بعض شؤونه.
ثم خرج للجهاد في الشام في خلافة أبي بكر رفقة أبيه وأخيه يزيد بن أبي سفيان، ولمّا مات يزيد ولاه عمر مكانه؛ ففتح فتوحاً كثيرة في الشام، وبقي أميراً على نصف الشام حتى مات عمر، ثم جمع له عثمان إمارة الشام كلّه؛ فبقي أميراً على الشام حتى بويع بالخلافة عام الجماعة، وبقي في الخلافة عشرين سنة، ومات في رجب من سنة ستين للهجرة، وكان يغازي الروم في إمارته، وفي زمان خلافته.
وكان خير ملوك المسلمين، عالماً فقيهاً، ذا كياسة ودهاء، وحلم وأناة، وسياسة للأمور.
- قال ابن أبي خيثمة: حدثنا مصعب الزبيري قال: (كان معاوية يقول: (أسلمتُ عامَ القضية، لقيت النبي صلى الله عليه وسلم)). رواه ابن عساكر.
وروي هذا الخبر من غير وجه، وعام القضية بعد الحديبية وقبل الفتح.
- وقال النضر بن محمد اليمامي: حدثنا عكرمة، حدثنا أبو زميل، حدثني ابن عباس، قال: كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه؛ فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا نبي الله ثلاث أعطنيهنّ.
قال: «نعم».
قال: عندي أحسن العرب وأجمله، أم حبيبة بنت أبي سفيان، أزوّجكها.
قال: «نعم».
قال: (ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك).
قال: «نعم».
قال: (وتؤمّرني حتى أقاتلَ الكفارَ، كما كنتُ أقاتلُ المسلمين).
قال: «نعم».
قال أبو زميل: (ولولا أنه طلب ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم ما أعطاه ذلك، لأنه لم يكن يسأل شيئا إلا قال: نعم). رواه مسلم في صحيحه.
وزواج النبي صلى الله عليه سلم بأم حبيبة كان قبل إسلام أبي سفيان، ولذلك حمل بعض أهل العلم هذا الحديث على أنه سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم تجديد عقد الزواج، ليكون تزويجها إياه من قِبَله.
وكان أبو سفيان رجلاً داهيةً؛ فلعلّه أراد أن يُسمع منه هذا الكلام فيشتهر عنه، ويذهب ما كان في نفسه من تزوّج النبي صلى الله عليه وسلم بابنته من غير إذنه حين كان على الكفر.
- وقال سعيد بن عبد العزيز التنوخي: حدثنا ربيعة بن يزيد قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في معاوية بن أبي سفيان: ((اللهم اجعله هادياً مهدياً واهدِه واهدِ به)). رواه أحمد في المسند، والبخاري في التاريخ الكبير، والترمذي في سننه، وغيرهم.
- وقال عبد الله بن محمد النفيلي: حدثنا عمرو بن واقد، عن يونس بن حلبس، عن أبي إدريس الخولاني، قال: لما عزل عمر بن الخطاب عمير بن سعد عن حمص ولى معاوية، فقال الناس: عزل عميراً وولى معاوية، فقال عمير: لا تذكروا معاوية إلا بخير، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم اهد به). رواه الترمذي في سننه، وقال: (هذا حديث غريب، وعمرو بن واقد يُضعّف).
قلت: (وفيه علّة أخرى، وهي أنّ الذي عزل عمير بن سعد إنما هو عثمان حين تولى الخلافة، ولم يعزله عمر).
- وقال أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرحمن بن عميرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( اللهم علّم معاويةَ الحساب، وقِهِ العذاب )). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رهم، عن العرباض بن سارية السلمي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب». رواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان، وفي إسناده الحارث بن زياد مجهول.
- وقال أمية بن خالد: حدثنا شعبة، عن أبي حمزة القصاب، عن ابن عباس، قال: كنت ألعب مع الصبيان، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب، قال فجاء فحطأني حطأة، وقال: «اذهب وادع لي معاوية».
قال: فجئت فقلت: هو يأكل.
قال: ثم قال لي: «اذهب فادع لي معاوية».
قال: فجئت فقلت: هو يأكل، فقال: «لا أشبع الله بطنه». رواه مسلم في صحيحه، وجعله بعد حديث يُتَيِّمة أمّ سليم، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يا أم سليم أمَا تعلمين أنَّ شرطي على ربي، أني اشترطت على ربي فقلت: إنما أنا بشر، أرضى كما يرضى البشر، وأغضب كما يغضب البشر؛ فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهوراً وزكاةً وقربةً يقرّبه بها منه يوم القيامة)).
ومن شرّاح الحديث من تأوّل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في شأن معاوية بتأويلات أخرى.
- وقال نوح بن يزيد البغدادي: حدثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر قال: (ما رأيتُ أحداً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أسودَ من معاوية).
قالوا: ولا أبو بكر؟
قال: (أبو بكر خير منه، وكان هو أسودَ منه).
قال: فقيل له: ولا عمر؟
فقال: (عمر والله كان خيراً منه، وكان هو أسود منه).
قال: فقيل له: ولا عثمان؟
قال: (رحمة الله على عثمان، إن كان لسيداً، وهو كان أسود منه). رواه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة، ولهذا الخبر طرق أخرى عن ابن عمر رضي الله عنهما.
- وقال ابن جريج: أخبرني عتبة بن محمد بن الحارث، أن كريباً مولى ابن عباس أخبره أنه، " رأى معاوية صلى العشاء ثم أوتر بركعة واحدة ولم يزد عليها، فأخبر ابن عباس فقال: (أصاب، أي بني! ليس أحد منّا أعلم من معاوية، هي واحدة أو خمس أو سبع إلى أكثر من ذلك الوتر ما شاء). رواه الشافعي وعبد الرزاق.
- وقال معمر بن راشد: سمعت همام بن منبه، عن ابن عباس، قال: (ما رأيتُ أحداً أخلقَ للملك من معاوية). رواه البخاري في التاريخ الكبير، وابن سعد في الطبقات، وزاد: (إن كان الناس ليرِدُون منه على أرجاء وادٍ رَحْب، ولم يكن بالضيّق الحَصِص الحصر المتغضّب).
- قال فليح بن سليمان: حدثنا عبدة بن أبي لبابة عن وراد مولى المغيرة بن شعبة قال: كتب معاوية إلى المغيرة: اكتب إلي ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خلف الصلاة، فأملى عليَّ المغيرة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خلف الصلاة: « لا إله إلا الله وحده لا شريك له، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد». رواه البخاري ومسلم.
قال البخاري: وقال ابن جريج: أخبرني عبدة: أن وراداً أخبره بهذا ثم [قال:] (وفدت بعد إلى معاوية، فسمعته يأمر الناس بذلك القول).

- وقال عثمان بن سعيد الدارمي: سمعت أبا توبة الربيع بن نافع الحلبي يقول: (معاوية بن أبي سفيان سترٌ لأصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ فإذا كشف الرجلُ السترَ اجترأَ على ما وراءه). رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (لم يتولَّ أحدٌ من الملوكِ خيراً من معاوية؛ فهو خير ملوك الإسلام، وسيرته خيرٌ من سيرة سائر الملوك بعده).
- قال أبو زرعة الدمشقي: سمعت أبا مسهر - أملاه علينا -: (أن معاوية بويع سنة أربعين، وهو عام الجماعة، فأقام عشرين سنة إلا أشهراً).
قال أبو مسهر: (وتوفي سنة ستين).
- وقال خليفة بن خياط: مات في رجب سنة ستين.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثامن, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir