13. عبادة بن الصامت بن قيس الخزرجي الأنصاري(ت:34هـ):
شهد بيعة العقبة وكان أحد النقباء فيها، وشهد بدراً والمشاهد كلّها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من أحبّ الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من معلمي القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، روي أنه كان يعلّم بعض أصحاب الصفّة، ثم انتدبه عمر إلى حمص لتعليم القرآن، وولاه القضاء بها؛ فكان أوّل قاضٍ لأهل حمص، ثم نقله إلى فلسطين بعد موت معاذ بن جبل وولاه قضاء فلسطين وإمامة القدس؛ وكان أوّل قاض لأهل فلسطين أيضاً،وكانت له وفادات إلى دمشق وحمص ومات بالرملة وقيل ببيت المقدس.
- قال بشر بن عبد الله السلمي: حدثني عبادة بن نسي، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُشغل، فإذا قدم رجلٌ مهاجر على رسول الله صلى الله عليه وسلم دفعه إلى رجل منّا يعلمه القرآن، فدفع إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً، فكان معي في البيت أعشّيه عشاءَ أهلِ البيت، فكنتُ أقرئه القرآن فانصرف انصرافةً إلى أهله، فرأى أنَّ عليه حقا فأهدى إليَّ قوسا لم أرَ أجودَ منها عوداً ولا أحسنَ منها عطفاً؛ فأتيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ فقلت: ما ترى يا رسول الله فيها؟
قال: ((جمرة بين كتفيك تقلدتها - أو تعلقتها -)). رواه أحمد، وأبو داوود، والطبراني في مسند الشاميين، والحاكم، والبيهقي.
- قال هشام بن عمار: حدثني الوليد بن مسلم عن تميم بن عطية قال: ولّى عمرُ معاوية بن أبي سفيان الشام بعد يزيد، وولى معه رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة والقضاء؛ فولّى أبا الدرداء قضاء دمشق والأردن وصلاتهما، وولى عبادة قضاء حمص وقنسرين وصلاتهما). رواه البلاذري في فتوح البلدان.
- وقال الوليد بن مسلم: سمعت الأوزاعي يقول: (أوّل من ولي قضاء فلسطين: عبادة بن الصامت).رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال يحيى بن حمزة، عن بدر بن سنان، عن إسحاق بن قبيصة بن ذؤيب عن أبيه (أن عبادة أنكر على معاوية شيئاً فقال: (لا أساكنك بأرض).
فرحل إلى المدينة؛ فقال له عمر: ما أقدمك؟ فأخبره.
فقال: (ارجع إلى مكانك؛ فقبح الله أرضاً لستَ فيها، ولا أمثالك، ولا أمرة عليك). رواه يعقوب بن سفيان.
وقال ابن محيريز عن أبي سلام الأسود قال: (كنت إذا قدمت بيت المقدس نزلت على عبادة بن الصامت). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال هشام بن عمار: حدثنا صدقة، حدثنا زيد بن واقد، عن حرام بن حكيم، ومكحول، عن نافع بن محمود الأنصاري، عن عبادة قال: وكان على إيلياء فأبطأ عبادة عن الصبح، فأقام أبو نعيم الصلاة، وكان أوّل من أذن ببيت المقدس، فجئت مع عبادة حتى صفّ مع الناس، وأبو نعيم يجهر بالقرآن، فقرأ عبادة بأم القرآن حتى فهمتها منه، فلما انصرف قلت: سمعتك تقرأ بأم القرآن!
قال: نعم، صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الصلاة التي يجهر فيها بالقراءة، فقال: ((لا يقرأنّ أحدٌ منكم إذا جهرتُ بالقراءة إلا بأمّ القرآن)). رواه البيهقي في السنن الكبرى.
- قال يحيى بن سعيد القطان: حدثنا ثور بن يزيد: حدثنا مالك بن شرحبيل قال: قال عبادة بن الصامت: ألا تروني لا أقوم إلا رفداً، ولا آكل إلا ما يُؤتَّى لي.
قال يحيى: لُيّن وسُخّن.
قال عبادة: وقد مات صاحبي منذ زمان.
قال يحيى: يعني ذكره.
قال عبادة: وما يسرني أني خلوتُ بامرأة لا تحلّ لي، وأنَّ لي ما تطلع عليه الشمس، مخافة أن يأتي الشيطان فيحرّكه عليَّ، إنه لا سمع له ولا بصر). رواه البيهقي في شعب الإيمان وابن عساكر في تاريخ دمشق.
مالك بن شرحبيل ذكره ابن حبان في الثقات.
- قال أبو حفص الفلاس: (مات عبادة بن الصامت بالرَّملة من الشام سنة أربع وثلاثين، وهو يومئذ ابن ثنتين وسبعين سنة، ويكنى أبا الوليد، وكان طويلاً جسيماً).
- وقال دحيم عن ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال: (قبر عبادة بن الصامت ببيت المقدس). رواه أبو زرعة الدمشقي.
روى عنه من الصحابة: فضالة بن عبيد، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وأبو أمامة الباهلي، ورفاعة بن رافع، ومحمود بن الربيع، وابنه الوليد بن عبادة وغيرهم.
ومن التابعين: حطان بن عبد الله الرقاشي، وعطية بن سعد الكلابي، وأبو إدريس الخولاني، وعبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، وعبادة بن نسي الكندي، وعامر بن شراحيل الشعبي، وعبد الله بن محيريز الجمحي، وحميد بن عبد الله المزني، وأيوب بن خالد بن صفوان، وأبو العوام عمران بن داوود القطان، وعطاء بن يسار، وغيرهم.