دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > الدورات العلمية العامّة > علماء الأمصار في القرون الفاضلة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 صفر 1443هـ/15-09-2021م, 09:43 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي الدرس الثامن عشر: علماء الشام في القرون الفاضلة [ طبقة الصحابة ]

الدرس الثامن عشر: علماء الشام في القرون الفاضلة
[ طبقة الصحابة ]
عناصر الدرس:
● طبقة الصحابة رضي الله عنهم:
1: أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري القرشي(ت:18هـ).
2: معاذ بن جبل بن عمرو الخزرجي الأنصاري(ت:18هـ) رضي الله عنه.
3: شرحبيل بن عبد الله بن المطاع الكندي(ت:18هـ).
4: يزيد بن أبي سفيان بن حرب الأموي(ت:18هـ).
5: سهل ابن الحنظلية الأنصاري(ت:42هـ).
6: أبو مالك كعب بن عاصم الأشعري(ت:18هـ).
7: بلال بن رباح الحبشي(ت:20هـ).
8: عياض بن غنم بن زهير الفهري(ت:20هـ).
9: سعيد بن عامر بن حِذْيَم الجمحي(ت:20هـ).
10: خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي(ت:21هـ).
11: عمير بن سعد بن شُهيد العوفي الأوسي(ت: 30هـ تقريباً).
12: أبو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس الخزرجي الأنصاري (ت:32هـ) رضي الله عنه.
13. عبادة بن الصامت بن قيس الخزرجي الأنصاري(ت:34هـ).
14: عمرو بن عبسة بن عامر السلمي(ت: قبل 35هـ).
15. تميم بن أوس بن حارثة وقيل ابن خارجة الداري اللخمي(ت:40 هـ).
16: شرحبيل بن السِّمْط بن الأسود الكندي(ت:40هـ).
17: النواس بن سمعان الكلابي(ت:45هـ تقريباً).
18. فضالة بن عبيد بن نافذ العوفي الأوسي الأنصاري(ت:53هـ).
19: ثوبان بن بجدد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم (ت:54هـ).
20: أبو أيوب خالد بن زيد بن كُليب النجاري الخزرجي الأنصاري(ت: 55هـ).
21: أبو يعلى شداد بن أوس بن ثابت النجاري الأنصاري(ت:58هـ).
22: معاوية بن أبي سفيان بن حرب الأموي(ت:60هـ).
23. النعمان بن بشير بن سعد الخزرجي الأنصاري(ت:65هـ) رضي الله عنهما.
24: أبو عثمان عمرو بن سفيان البِكَالي(ت: بعد 65ه) تقريباً.
25: عوف بن مالك بن أبي عوف الأشجعي(ت:73هـ).
26: أبو نجيح العرباض بن سارية السلمي(ت:75هـ).
27: أبو ثعلبة جرثوم بن ناشر الخشني(ت:75هـ).
28. واثلة بن الأسقع الليثي(ت:85هـ) رضي الله عنه.
29: أبو أمامة صُدَيّ بن عجلان الباهلي(ت:86هـ).

30: أبو كريمة المقدام بن معدي كرب الكندي(ت:87هـ).
31: عبد الله بن بسر المازني(ت:88هـ).


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 صفر 1443هـ/15-09-2021م, 09:43 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

طبقة الصحابة رضي الله عنهم
1: أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري القرشي(ت:18هـ):
أمين الأمة، وأحد السابقين الأوّلين إلى الإسلام، عدّه النبيّ صلى الله عليه وسلم مع العشرة المبشرين بالجنّة، ومناقبه كثيرة.
هاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي طلحة الأنصاري.
وشهد بدراً، وروي في خبر مُرسل أنه قتل أباه يوم بدر، ولم أره بإسناد صحيح.
وشهد يوم أحد وأبلى فيه بلاء حسناً، فكان من أوّلَ من أفاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبو بكر، وانتزع يومئذ بفمه حلقتين من المغفر دخلتا في وجنتي النبي صلى الله عليه وسلم؛ حتى سقطت ثنيّتاه.
وشهد المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم، وبعثه أميراً على سرايا منها سرية سيف البحر، وسرية المدد لعمرو بن العاص في ذات السلاسل، وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم لجباية الزكاة من البحرين ونجران، وأشاد بأمانته في حديث مشهور.
ثمّ قادَ جيوش المسلمين في فتوحِ الشامِ إلى أن مات في طاعون عمواس، رضي الله عنه وأرضاه.
- قال عبد الأعلى السامي: حدثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة قال: حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن لكل أمة أميناً، وإن أمينناً أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح». رواه البخاري من هذا الطريق، ورواه مسلم بنحوه من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس.
- وقال شعبة بن الحجاج: سمعت أبا إسحاق يحدث عن صلة بن زفر، عن حذيفة، قال: جاء أهل نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله ابعث إلينا رجلاً أميناً فقال: «لأبعثن إليكم رجلاً أميناً حقَّ أمين، حقَّ أمين».
قال: فاستشرف لها الناس.
قال: (فبعث أبا عبيدة بن الجراح). رواه البخاري ومسلم.
- وقال جعفر بن عون: أخبرنا أبو عميس، عن ابن أبي مليكة قال: سمعت عائشة وسُئلتْ: من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخلفاً لو استخلفه؟
قالت: أبو بكر.
فقيل لها: ثم من بعد أبي بكر؟
قالت: عمر.
ثم قيل لها: من بعد عمر؟
قالت: "أبو عبيدة بن الجراح " ثم انتهت إلى هذا). رواه مسلم.
- وقد أشار به أبو بكر الصديق ليبايَع هو أو عمر يوم السقيفة فأبى عمر والمسلمون إلا أبا بكر.
- وقال سعيد الجريري، عن عبد الله بن شقيق، قال: قلت لعائشة: أي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحبَّ إلى رسول الله؟
قالت: أبو بكر.
قلت: ثم من؟
قالت: عمر.
قلت: ثم من؟
قالت: ثم أبو عبيدة بن الجراح.
قلت: ثم من؟
قال: (فسكتت). رواه الترمذي والنسائي في الكبرى.
- وقال حريز بن عثمان: حدثنا نمران بن مخمر الرحبي قال: قال: كان أبو عبيدة بن الجراح يسير في الجيش وهو يقول: «ألا رب مبيض لثيابه مدنس لدينه، ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين، ألا بادروا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات، فإن أحدكم لو أساء ما بين السماء والأرض، ثم عمل حسنة لغلبت سيئاته حتى تقهرهن». رواه ابن أبي شيبة في مصنفه وأبو داوود في الزهد.
- وقال معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: قدم عمر بن الخطاب الشام، فتلقّاه أمراء الأجناد، وعظماء أهل الأرض، فقال عمر: أين أخي؟
قالوا: من؟
قال: أبو عبيدة.
قالوا: يأتيك الآن.
قال: فجاء على ناقة مخطومة بحبل، فسلّم عليه وسأله، ثم قال للناس: انصرفوا عنا، فسار معه حتى أتى منزله، فنزل عليه، فلم يرَ في بيته إلا سيفه وترسه ورحله.
فقال له عمر بن الخطاب: (لو اتخذت متاعاً) - أو قال: (شيئاً ؟!)
قال أبو عبيدة: (يا أمير المؤمنين! إنَّ هذا سيبلّغنا المقيل). رواه عبد الله بن المبارك في الزهد، وابن أبي الدنيا في الزهد، والبيهقي في شعب الإيمان.
- قال أبو عبد الله الذهبي: (هذا والله هو الزهد الخالص، لا زهد من كان فقيراً معدماً).
قلت: يريد أنه اختار هذا الحال مع كونه أمير جيوش الشام كلها.
- وقال قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب عن أبي موسى الأشعري قال: (إنَّ أمير المؤمنين كتب إلى أبي عبيدة حين سمع بالطاعون الذي أخذ الناس بالشام: إني قد بدت لي حاجة إليك، فلا غنى لي عنك فيها، فإن أتاك كتابي ليلاً فإني أعزم عليك أن تصبح حتى تركب إليَّ، وإن أتاك نهارا فإني أعزم عليك أن تمسي حتى تركب إليَّ.
فقال أبو عبيدة: (قد علمت حاجة أمير المؤمنين التي عرضت، وأنه يريد أن يستبقي من ليس بباق).
فكتب إليه: (إني في جند من المسلمين، لن أرغب بنفسي عنهم، وإني قد علمت حاجتك التي عرضت لك، وأنك تستبقي من ليس بباق، فإذا أتاك كتابي هذا فحلّلني من عزمتك، وائذن لي في الجلوس).
فلما قرأ عمر كتابه فاضت عيناه وبكى، فقال له من عنده: يا أمير المؤمنين! مات أبو عبيدة؟
قال: (لا، وكأن قدْ).
قال أبو موسى: فكتب إليه عمر: (إنَّ الأردن أرض عمقة، وإن الجابية أرض نزهة، فانهض بالمسلمين إلى الجابية).
قال: قال أبو عبيدة حين قرأ الكتاب: (أما هذا فنسمع فيه أمر أمير المؤمنين ونطيعه).
قال أبو موسى: فأمرني أن أبوئ الناس منازلَهم.
قال: فطُعنت امرأتي، فجئت إلى أبي عبيدة، فقلت: قد كان في أهلي بعض العرض شغلني عن الوجه الذي بعثتني له.
فقال: لعل المرأة أصيبت؟
فقلت: أجل.
فانطلق هو يبوئ الناس منازلهم، وأمرني أن أرحّلهم على أثره.
قال: فطعن أبو عبيدة حين أرسله.
فقال: (لقد وجدت في قدمي وخزة، فلا أدري لعل هذا الذي أصابني قد أصابني).
قال أبو موسى: (فانطلق أبو عبيدة؛ فبوَّأ الناس منازلهم، وارتحل الناس على أثره، وكان انكشافُ الطاعون، وتوفي أبو عبيدة رحمة الله عليه). رواه الشاشي في مسنده، والطحاوي في شرح معاني الآثار بأطول مما ذكرته.
- وقال أبو مسهر الغساني: حدثني يحيى بن حمزة، حدثني عروة بن رويم أنَّ أبا عبيدة بن الجراح هلك بعجل؛ فقال: (ادفنوني خلف النهر).
ثم قال: (ادفنوني حيث قبضت). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال أبو زرعة الدمشقي: حدثني محمد بن عايذ عن أبي مسهر قال: قرأت في كتاب يزيد بن عبيدة: (توفي معاذ بن جبل، وأبو عبيدة بن الجراح سنة سبع عشرة).
- قال أبو زرعة: فسمعت أبا مسهر يقول: حدثني يحيى بن حمزة عن عروة بن رويم قال: (توفي أبو عبيدة بن الجراح بفِحْل).


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 صفر 1443هـ/15-09-2021م, 09:44 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

2: معاذ بن جبل بن عمرو الخزرجي الأنصاري(ت:18هـ) رضي الله عنه:
من بني أُدَيّ بن سعد من الخزرج، وهم إخوة بني سلمة بن سعد رهط جابر بن عبد الله.
كان من كبار علماء الصحابة وقرائهم، وأعلمهم بالحلال والحرام، شهد بيعة العقبة وبدراً والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم، قال له النبي صلى الله عليه وسلم مرة: «يا معاذ، والله إني لأحبّك» كما في المسند والأدب المفرد وسنن أبي داوود من حديث أبي عبد الرحمن الحبلّي عن الصنابحي عن معاذ.
وروي من طرق يشد بعضها بعضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «معاذ بن جبل أمام العلماء برتوة يوم القيامة»
واختلف في تفسير الرتوة فقيل: هي الخطوة أو أقرب، وقيل: مقدار رمية بسهم، وقيل غير ذلك، والقول الأول أحظى بالشواهد.
- وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: (كان معاذ بن جبل من أحسن الناس وجهاً، وأحسنهم خلقاً، وأسمحهم كفاً) رواه الحاكم والبيهقي
- وكان ابن مسعود يقول: (كنّا نشبّهه بإبراهيم عليه السلام). رواه الحاكم.
- وقال أبو حازم بن دينار، عن أبي إدريس الخولاني أنه قال: دخلت مسجد دمشق فإذا فتى شاب براق الثنايا، وإذا الناس معه إذا اختلفوا في شيء أسندوا إليه، وصدروا عن قوله، فسألت عنه، فقيل: هذا معاذ بن جبل، فلما كان الغد هجّرتُ فوجدتُه قد سبقني بالتهجير، ووجدته يصلي.
قال: فانتظرته حتى قضى صلاته، ثم جئته من قبل وجهه، فسلمت عليه، ثم قلت: والله إني لأحبك لله
فقال: أالله؟
فقلت: أالله.
فقال: أالله؟
فقلت: أالله.
فقال: أالله؟
فقلت: أالله.
قال: فأخذ بحبوة ردائي فجبذني إليه، وقال: أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيَّ، والمتجالسين فيَّ، والمتزاورين فيَّ، والمتباذلين فيَّ)). رواه مالك في الموطأ، وأحمد في المسند.
قلت: كان عمر أبي إدريس الخولاني عشر سنين حين رآه.
ومناقبه كثيرة.
قرأ معاذ على ابن مسعود في أوّل الأمر حتى حذق ما لديه، ثمّ قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم حتى جمع القرآن، وكان من المعلّمين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.

انتدبه النبي صلى الله عليه وسلم مراراً لتعليم القرآن والتفقيه في شرائع الدين، فعلّم في المدينة، وفي مكة بعد الفتح، وفي اليمن بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إليها معلّماً وقاضياً وأميراً، ثمّ عاد إلى المدينة في خلافة أبي بكر، ثمّ انتدبه عمر إلى حمص وفلسطين ليقرئ القرآن ويعلّم السنن؛ فعلّم في حمص حتى رضي ثم انتقل إلى فلسطين فعلَّم بها، وبورك له في أصحابه فنشروا علماً كثيراً مباركاً.
وشهد فتوح الشام، وكان أميراً على طائفة من الجيش يوم اليرموك.
مات في طاعون عمواس سنة 18هـ وهو ابن ثمانية وثلاثين.

قرأ عليه جماعة من الصحابة والتابعين في بلدان شتى، ومن أشهر من قرأ عليه: الأسود بن يزيد النخعي قرأ عليه في اليمن قبل أن ينتقل إلى العراق، وفي حمص قرأ عليه عبد الله بن قيس السكوني.
قلّت الرواية عنه لتقدّم وفاته.
روى عنه من الصحابة: ابن عباس، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر، وجابر، وأنس، وأبو الطفيل رضي الله عنهم.
ومن التابعين: عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، وقيس بن أبي حازم، وعمرو بن ميمون الأودي، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وأبو وائل شقيق بن سلمة، ومالك بن يخامر السكسكي، وميمون بن أبي شبيب، وأبو حمزة الشيباني، وعمرو بن مرة، وغيرهم.


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 صفر 1443هـ/15-09-2021م, 09:45 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

3: شرحبيل بن عبد الله بن المطاع الكندي(ت:18هـ):
المعروف بشرحبيل بن حسنة، وحسنة أمّه، نشأ في قريش، وكان حليفاً لبني زهرة، أسلم قديماً، وهاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، وهو معدود من كتبة الوحي، بعثه أبو بكر أميراً على جيش في فتوح الشام؛ فبقي مجاهداً في الشام حتى مات في طاعون عمواس، وهو ابن سبع وستين.
روى عنه: ابنه ربيعة، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وشرحبيل بن شفعة الشامي، وغيرهم.


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 8 صفر 1443هـ/15-09-2021م, 09:46 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

4: يزيد بن أبي سفيان بن حرب الأموي(ت:18هـ):
أسلم يوم فتح مكة، وشهد حنيناً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذا فضل وعقل وتدبير حسن؛ بعثه أبو بكر أميراً على جيش في فتوح الشام؛ فبقي في الإمارة حتى مات في طاعون عمواس.
- قال ابن سعد: (وليس له عقب).
- قال مالك في الموطأ، عن يحيى بن سعيد؛ أن أبا بكر الصديق بعث جيوشاً إلى الشأم؛ فخرج يمشي مع يزيد بن أبي سفيان، وكان أمير ربع من تلك الأرباع، فزعموا أن يزيد قال لأبي بكر: إما أن تركب، وإما أن أنزل.
فقال أبو بكر: (ما أنتَ بنازل، وما أنا براكب، إني احتسبت خطاي هذه في سبيل الله).


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 8 صفر 1443هـ/15-09-2021م, 09:47 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

5: سهل ابن الحنظلية الأنصاري(ت:42هـ):
وهو سهل بن عمرو وقيل ابن عُقيب، وقيل: ابن عديّ، من بني جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، وأمّه من بني حنظلة من تميم، فقيل: ابن الحنظلية، نسبة إلى أمّه، وقيل: إنَّ الحنظلية أمّ أبيه؛ فنُسب ولدها إليها.
روى سهل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه: أبو كبشة السلولي، وبشر بن قيس التغلبي، وغيرهما.
- قال ابن سعد: (شهد أحداً والخندق والمشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تحوَّل إلى الشام، فنزل دمشق حتى مات بها).
- وقال هشام بن عمار: حدثنا صدقة بن خالد عن يزيد بن أبي مريم الأنصاري (أن سهل بن الحنظلية ممن بايع تحت الشجرة). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال البخاري: (سهل بن الحنظلية الأنصاري، له صحبةٌ، وكان عقيماً لا يولد له، بايع النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، نزل الشام).
- وقال قيس بن بشر التغلبي: أخبرني أبي وكان جليساً لأبي الدرداء، قال: كان بدمشق رجلٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له: ابن الحنظلية، وكان رجلاً متوحداً، قلما يجالس الناس، إنما هو في صلاة؛ فإذا فرغ فإنما يسبح ويكبر حتى يأتي أهله، فمرّ بنا يوماً ونحن عند أبي الدرداء، فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، فقَدِمَت؛ فجاءَ رجل منهم فجلس في المجلس الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لرجل إلى جنبه: لو رأيتنا حين التقينا نحن والعدو، فحمل فلان فطعن، فقال: خذها وأنا الغلام الغفاري، كيف ترى في قوله؟
قال: ما أراه إلا قد أبطل أجره، فسمع ذلك آخر، فقال: ما أرى بذلك بأساً، فتنازعا حتى سمع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((سبحان الله! لا بأس أن يحمد ويؤجر)).
قال: فرأيت أبا الدرداء سُرَّ بذلك، وجعل يرفع رأسه إليه، ويقول: أنتَ سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فيقول: نعم.
فما زال يعيد عليه حتى إني لأقول: (ليبركن على ركبتيه). رواه أحمد.
- قال ابن حجر في الإصابة: وفي جامع ابن وهب، من طريق القاسم مولى معاوية قال: (هجّرت يوم الجمعة في مسجد دمشق ومعاوية حينئذ خليفة، فرأيتُ رجلاً بين الناس يحدّثهم؛ فاطّلعتُ فإذا شيخ مصفرّ اللّحية).
فقيل لي: (هذا سهل بن الحنظلية صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم).
- قال أبو زرعة الدمشقي: حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم: (أن سهل بن الحنظلية توفي في صدر خلافة معاوية).
- قال أبو زرعة: (ورأيت أهل العلم ببلدنا يذكرون أن بمقبرة دمشق من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، بلال بن رباح مولى أبي بكر، وسهل بن الحنظلية، وأبو الدرداء).


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 8 صفر 1443هـ/15-09-2021م, 09:47 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

6: أبو مالك كعب بن عاصم الأشعري(ت:18هـ):
من الأشعريين رهط أبي موسى الأشعري، وهم أصحاب السفينة، اختلف في اسمه؛ فقيل: كعب بن عاصم، وقيل: عامر بن الحارث.
قدم مع جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، ثمّ شهد المشاهد بعد ذلك مع النبي صلى الله عليه وسلم، وعقد له النبي صلى الله عليه وسلم لواء على خيل الطلب بعد حنين.
روى عنه: عبد الرحمن بن غنم الأشعري، وأم الدرداء، وربيعة الجرشي، وشريح بن عبيد، وغيرهم.
مات في طاعون عمواس، وقيل: بعد ذلك في خلافة عمر.
- قال الوليد بن مسلم: حدثنا يحيى بن عبد العزيز الأزدي عن عبد الله بن نعيم الأزدي عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب عن أبي موسى الأشعري (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد لأبي مالك الأشعري على خيل الطلب وأمره بطلب هوازن حين انهزمت). رواه ابن سعد والبغوي في معجم الصحابة.
- قال صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد الحضرمي أن أبا مالك الأشعري لما حضرته الوفاة قال: يا سامع الأشعريين ليبلغ الشاهد منكم الغائب إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((حلوة الدنيا مرة الآخرة، ومرة الدنيا حلوة الآخرة)). رواه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة.


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 8 صفر 1443هـ/15-09-2021م, 09:48 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

7: بلال بن رباح الحبشي(ت:20هـ):
مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد السابقين الأولين إلى الإسلام، أسلم بعد أبي بكر، وعذّب عذاباً شديداً على أن يدع الإسلام؛ فصبر وثبت، ثمّ اشتراه أبو بكر من أميّة بن خلف، وأعتقه، فكان بلال يصحب النبيّ صلى الله عليه وسلم، ويخدمه، وكان خازِنَه الذي يلي نفقاته وخاصة شؤونه، وكان يؤذن للنبي صلى الله عليه وسلّم، وشهد معه المشاهد كلها؛ فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم امتنع عن التأذين لغيره، ثم خرج إلى الشام مجاهداً، وسكن فيها بعد فتحها ومات بدمشق سنة عشرين للهجرة.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى عنه: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمر، وأسامة بن زيد، والبراء بن عازب، وطارق بن شهاب، وقيس بن أبي حازمن والأسود بن يزيد النخعي، وأبو عثمان النهدي، وغيرهم.
- وقال يحيى بن أبي بكير: حدثنا زائدة، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر، عن عبد الله، قال: (أوّل من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنعه الله بعمه أبي طالب، وأما أبو بكر، فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون، فألبسوهم أدراع الحديد، وصهروهم في الشمس، فما منهم إنسان إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلال، فإنه هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه، فأعطوه الولدان، وأخذوا يطوفون به شعاب مكة، وهو يقول: أحد، أحد). رواه أحمد وابن أبي شيبة.
وروى ابن سعد وابن أبي شيبة نحوه عن جرير بن عبد الحميد عن منصور عن مجاهد مرسلاً.
- وقال أبو أسامة الكوفي، عن أبي حيان، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال عند صلاة الفجر: «يا بلال! حدّثني بأرجى عملٍ عملتَه في الإسلام؛ فإني سمعتُ دفَّ نعليكَ بين يديَّ في الجنة».
قال: (ما عملتُ عملاً أرجى عندي أني لم أتطهر طهوراً في ساعة ليل أو نهار إلا صليتُ بذلك الطهور ما كُتب لي أن أصلي). رواه البخاري.
- قال عبد الله بن الزبير الحميدي: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس قال: (اشترى أبو بكر بلالاً بخمس أواقٍ). رواه ابن سعد.
- وقال عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن محمد بن المنكدر قال: أخبرنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان عمر يقول: (أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا -يعني بلالا). رواه البخاري في صحيحه.
- وقال محمد بن عبيد الطنافسي: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس أن بلالاً قال لأبي بكر: «إن كنتَ إنما اشتريتني لنفسك، فأمسكني، وإن كنت إنما اشتريتني لله، فدعني وعمل الله». رواه البخاري في صحيحه.
- قال هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: (قدمنا الشام مع عمر فأذنَ بلالٌ فذكرَ الناسٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فلم أرَ يوماً أكثرَ باكياً منه). رواه البخاري في التاريخ الصغير.
- قال أبو حفص الفلاس: (مات بلال بن رباح مؤذن رسول الله بدمشق، وهو ابن بضع وستين، سنة عشرين، في خلافة عمر).


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 8 صفر 1443هـ/15-09-2021م, 09:48 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

8: عياض بن غنم بن زهير الفهري(ت:20هـ):
خال أبي عبيدة ابن الجراح، أسلم قبل الحديبية، وكان من أصحاب بيعة الرضوان، وشهد ما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان سمحاً جواداً كريماً، له أخبار وبلاء حسن في فتوح الشام، وقد استخلفه أبو عبيدة لما حضرته الوفاة؛ فأقرّه عمر، فبقي أميراً حتى مات سنة عشرين للهجرة.


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 8 صفر 1443هـ/15-09-2021م, 09:49 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

9: سعيد بن عامر بن حِذْيَم الجمحي(ت:20هـ):
من بني جمح، أمّه أروى بنت أبي معيط الأموية، شهد مقتلَ خبيب بن عدي بمكة، وأسلم وهاجر إلى المدينة قبل خيبر، وشهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم شهد ما بعدها من المشاهد، وذكر أهل المغازي أنّ عمر بن الخطاب أمدّ أبا عبيدة يوم اليرموك بجيش أمّر عليهم سعيد بن عامر، ولما مات عياض بن غنم أمّر عمر على حمص سعيد بن عامر فمكث في الإمارة بضعة أشهر ثم مات، وله أخبار في الزهد.
- قال ابن سعد: (أسلم سعيد بن عامر قبل خيبر، وهاجر إلى المدينة، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، وما بعد ذلك من المشاهد).
ولاه عمر حمص بعد موت أبي عبيدة، فمكث سنة ثمّ عزله وولّى عمير بن سعد.
روى عنه عبد الرحمن بن سابط الجمحي، وحسان بن عطية، وشهر بن حوشب، وغيرهم.

- قال أصبغ بن الفرج: حدثنا ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، قال: (كانت الشام على أميرين: على أبي عبيدة بن الجراح، ويزيد بن أبي سفيان، فتوفي أبو عبيدة، واستخلف خاله عياض بن غنم أحد بني الحارث بن فهر فأقرّه عمر، ثم توفي عياض، فأمّر مكانه سعيد بن عامر بن حذيم، ثم توفي سعيد بن عامر، فأمر مكانه عمير بن سعد). رواه الطبراني في المعجم الكبير، وأبو نعيم في معجم الصحابة.
- قال الحافظ يحيى بن محمد بن صاعد: حدثنا الحسين بن الحسن، حدثنا عبد الله بن المبارك عن محمد بن إسحاق: حدثني بعض أصحابنا، قال: كان عمر بن الخطاب استعمل سعيد بن عامر بن حذيم على بعض الشام؛ فكانت تصيبه غشية وهو بين ظهراني القوم؛ فذكر ذلك لعمر؛ فقيل له: إن الرجل مصاب؛ فسأله عمر في قدمة قدمها عليه.
فقال: يا سعيد ما هذا الذي يصيبك؟
قال: والله يا أمير المؤمنين! ما بي من بأس، ولكني كنت فيمن حضر خبيب بن عدي حين قتل، وسمعت دعوته؛ فوالله ما خطرت على قلبي وأنا في مجلس قط إلا غشي عليَّ.
قال: (فزادته تلك عند عمر خيراً). رواه ابن عساكر.
- وقال الوليد بن مسلم: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، حدثني عطية بن قيس أن عمر بن الخطاب استعمل سعيد بن عامر بن حذيم على جند حمص؛ فقدم عليه فعلاه بالدرة؛ فقال سعيد: (سبق سيلك مطرك، إن تستعتب نعتب، وإن تعاقب نصبر، وإن تعف نشكر).
قال: فاستحيا عمر، وألقى الدرة، وقال: (ما على المؤمن - أو المسلم - أكثر من هذا، إنك تبطئ بالخراج).
فقال سعيد: (إنك أمرتنا أن لا نزيد الفلاح على أربعة دنانير؛ فنحن لا نزيد ولا ننقص، إلا أنا نؤخّرهم إلى غلاتهم).
فقال عمر: (لا أعزلك ما كنت حيّا). رواه ابن عساكر.
مات في خلافة عمر بن الخطاب، لكن اختلف في تعيين سنة وفاته:
- فقال الهيثم بن عدي وابن زبر الربعي: سنة تسع عشرة.
- وقال ابن سعد وأبو بكر البغدادي: مات سنة عشرين، واختاره الذهبي.
- وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: مات سنة إحدى وعشرين.
ونقل ابن حجر في الإصابة عن أبي بكر البغدادي صاحب كتاب تاريخ الحمصيين أنه قال: (استعمله عمر على حمص بعد عياض، فوليها دون نصف سنة ومات، ولي في المحرم سنة عشرين ومات في جمادى الأولى).


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 8 صفر 1443هـ/15-09-2021م, 09:49 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

10: خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي(ت:21هـ):
سيف الله المسلول، أمّه عصماء بنت الحارث أخت ميمونة أم المؤمنين، وأخت أم الفضل بن العباس.
أسلم قبل الفتح، وشهد فتح مكة، وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبلى بلاء حسناً يوم مؤتة، وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم بعد تبوك إلى دومة الجندل، وقاد الجيوش في حروب الردة، وفي فتوح العراق ثم فتوح الشام، ولما عزله عمر عن الإمارة العامة للجيوش الإسلامية بقي أبو عبيدة يستعين به في قيادة السرايا وفتوح البلدان، وكان على رأس جيش في فتح دمشق، تحت إمارة أبي عبيدة.
- قال الأسود بن شيبان، عن خالد بن سمير، عن عبد الله بن رباح الأنصاري قال: حدثنا أبو قتادة الأنصاري فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر جيش الأمراء، ونعاهم واحداً واحداً، واستغفر لهم، فقال: «ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد سيف الله»
قال: ولم يكن من الأمراء.
قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم إصبعيه، وقال: «اللهم هو سيف من سيوفك، فانتصر به»
قال: «فيومئذ سمي خالد سيف الله». رواه ابن سعد.
- وقال حماد بن زيد، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، نعى زيدا، وجعفرا، وابن رواحة للناس، قبل أن يأتيهم خبرهم، فقال «أخذ الراية زيد، فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب، وعيناه تذرفان حتى أخذ سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم». رواه البخاري في صحيحه.
- وقال إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما خالد سيف من سيوف الله، صبه الله على الكفار». رواه ابن سعد.
- وقال سفيان بن عيينة: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت قيس بن أبي حازم يقول: لما مات خالد بن الوليد قال عمر: «يرحم الله أبا سليمان، لقد كنا نظنّ به أموراً ما كانت». رواه ابن سعد.


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 8 صفر 1443هـ/15-09-2021م, 09:50 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

11: عمير بن سعد بن شُهيد العوفي الأوسي(ت: 30هـ تقريباً):
- قال الذهبي: (وهم ابن سعد فقال: إنه عمير بن سعد بن عبيد، وإنما هو ابن عم أبيه).
وفي نسبه أقوال أخرى، لكنّهم اتفقوا على أنّه من بني عمرو بن عوف من الأوس.
وأما عمير؛ فكان علماء الصحابة وعبّادهم وزهّادهم، شهد فتوح الشام، واستعمله عمر على طائفة من الشام حمص وفلسطين وما سنة، ثم استقدمه وجدد له عهده؛ فأبى أن يقبل.
نزل فلسطين ومات بها في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
- وقال حماد بن سلمة: حدثنا أبو سنان، عن طلحة قال: (أتينا عمير بن سعد، وكان يقال له: نسيج وحده). رواه ابن قانع في معجم الصحابة.

- وقال ابن وهب: حدثني يونس عن ابن شهاب قال: استخلف عمر فتوفي أبو عبيدة؛ فاستخلف خاله أو ابن عمه عياض بن غنم أحد بني الحارث بن فهر؛ فأقره عمر وقال: (ما أنا بمبدل أميراً أمَّره أبو عبيدة).
قال الزهري: (وتوفي يزيد بن أبي سفيان فأمَّر مكانه معاوية، ثم توفّي عياض؛ فأمَّر مكانه سعيد بن عامر، ثم توفي سعيد بن عامر فأمَّر مكانه عمير بن سعد الأنصاري، ثم توفي عمر واستخلف عثمان فجمع الناس لمعاوية ونزع عميراً).
- وقال وكيع بن الجراح: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن حزام، أنه مرّ بأناس من أهل الذمة، قد أقيموا في الشمس بالشام، فقال: ما هؤلاء؟
قالوا: بقي عليهم شيء من الخراج.
فقال: أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنَّ الله عزَّ وجلَّ يعذب يوم القيامة الذين يعذبون الناس)).
قال: (وأمير الناس يومئذ عمير بن سعد على فلسطين).
قال: (فدخل عليه، فحدّثه فخلى سبيلهم). رواه أحمد في المسند، ورواه مسلم في صحيحه من طريق أبي أسامة الكوفي عن هشام بن عروة به.
وفي رواية في المسند من طريق معمر عن الزهري وهشام بن عروة عن عروة بن الزبير بنحوه وفيه: (فدخل على عمير بن سعد، وكان على طائفة الشام).
وفي رواية في صحيح مسلم من طريق جرير بن عبد الحميد عن هشام به، قال: (وأميرهم يومئذ عمير بن سعد على فلسطين فدخل عليه فحدثه، فأمر بهم فخلوا).
- وقال عبد الملك بن هارون بن عنترة، حدثني أبي، عن جدي، عن عمير بن سعد، قال: بعث عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه عمير بن سعد عاملاً على حمص فمكث حولاً لا يأتيه خبر، فقال عمر لكاتبه: اكتب إلى عمير فوالله ما أراه إلا قد خاننا...). في خبر طويل رواه الطبراني في المعجم الكبير وفيه ذكر شدّة فاقته وأنه مات في خلافة عمر.
وعبد الملك بن هارون متروك الحديث متّهم بالكذب.
- قال الحافظ ابن عساكر: (شهد فتحَ دمشق، وُلّيَ على دمشق وحمص في خلافة عمر بن الخطاب).

روى عنه: ابنه محمود، وأبو إدريس الخولاني، وأبو طلحة الخولاني، وراشد بن سعد المقرائي، وغيرهم.


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 8 صفر 1443هـ/15-09-2021م, 09:50 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

12: أبو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس الخزرجي الأنصاري (ت:32هـ) رضي الله عنه:
حكيم الأمّة، قيل اسمه عامر، وعويمر لقب، واشتهر بكنيته، وهو أخو عبد الله بن رواحة لأمّه، واجتهد عبد الله في ترغيبه في الإسلام حتى أسلم بعد بدر، وشهد أحداً وأبلى فيها بلاء حسناً، وشهد ما بعدها من المشاهد، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سلمان الفارسي، وقرأ على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، وأقبل عليه حتى جمعه في عهده صلى الله عليه وسلم، واجتهد في العلم والعمل وأكثر على نفسه حتى أمره سلمان الفارسي بالاقتصاد، وأقرّ النبي صلى الله عليه وسلم سلمان.
وكان أبو الدرداء من العلماء الحكماء، والعبّاد الزهّاد، كثير التفكر والاعتبار، وكان ينطق بالحكمة، ويعظ المواعظ البليغة، ويوصي الوصايا الجليلة.
شهد فتح دمشق وحمص، وقاد بعض السرايا في فتوح الشام، وانتدبه عمر إلى حمص لتعليم القرآن، ثم إلى دمشق فاستقرّ بها وولي قضاءها في أوّل إمارة معاوية على دمشق، وكثر طلابه في الشام جداً، حتى روي أنه طلب مرة أن يُعدّوا فعدّوهم فزادوا على ألف وستمائة، وكان يجعل على كلّ عشرة عريفاً، فإذا أحكم القارئ منهم انتقل إليه فعرض عليه.
وروي أنّ عبد الله بن عامر اليحصبي وهو أحد القراء السبعة كان عريف عشرة عنده.
- قال خالد بن يزيد المري، عن هشام بن الغاز عن مكحول: (أنَّ عمر انتقل أبا الدرداء من حمص إلى دمشق). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال سعيد بن عبد العزيز: (عمر أمّر أبا الدرداء على القضاء يعني بدمشق، وكان القاضي يكون خليفة الأمير إذا غاب). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال يزيد بن عميرة: لما حضر معاذ بن جبل الموت قيل له: يا أبا عبد الرحمن أوصنا.
قال: أجلسوني؛ فقال:(إن العلم والإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما - يقول ثلاث مرات - فالتمسوا العلم عند أربعة رهط: عند عويمر أبي الدرداء، وعند سلمان الفارسي، وعند عبد الله بن مسعود، وعند عبد الله بن سلام الذي كان يهودياً، ثم أسلم؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنه عاشر عشرة في الجنة "). رواه أحمد والترمذي والنسائي في السنن الكبرى من طريق معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن يزيد به.
- قال الوليد بن مسلم: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن أبي عبيد الله مُسْلِم بن مِشْكَم كاتبِ أبي الدرداء قال: قال لي أبو الدرداء: اعدد من يقرأ عندنا يعني في مجلسنا هذا.
قال: فعددت ألفا وستمائة ونيفا؛ فكانوا يقرأون ويتسابقون عشرة عشرة، لكل عشرة منهم مقرئ، وكان أبو الدرداء قائما يستفتونه في حروف القرآن، يعني المقرئين فإذا أحكم الرجل من العشرة القراءة تحول إلى أبي الدرداء، وكان أبو الدرداء يبتدئ في كل غداة إذا انفتل من الصلاة؛ فيقرأ جزءا من القرآن، وأصحابه محدقون به يسمعون ألفاظه؛ فإذا فرغ من قراءته جلس كل رجل منهم في موضعه، وأخذ على العشرة الذين أضيفوا إليه، وكان ابنُ عامر مقدماً فيهم). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال سويد بن عبد العزيز السلمي: كان أبو الدرداء إذا صلى الغداة في جامع دمشق اجتمع الناس للقراءة عليه، فكان يجعلهم عشرة عشرة، ويجعل على كل عشرة منهم عريفاً، ويقف هو قائماً في المحراب يرمقهم ببصره، وبعضهم يقرأ على بعض، فإذا غلط أحدهم رجع إلى عريفهم، فإذا غلط عريفهم رجع إلى أبي الدرداء، فسأله عن ذلك.
وكان ابن عامر عريفاً على عشرة، وكان كبيراً فيهم، فلما مات أبو الدرداء خلفه ابن عامر، وقام مقامه مكانه، وقرأ عليه جمعيهم، فاتخذه أهل الشام إماماً، ورجعوا إلى قراءته). ذكره علم الدين السخاوي في "جمال القراء"، والذهبي في معرفة القراء الكبار.
قلت: سويد بن عبد العزيز(ت:194هـ) ضعّفه غير واحد من الأئمة لضعف ضبطه، وكان قارئاً صدوقاً غير متّهم، وهو قاضي بعلبك، ولد سنة 108هـ، وقرأ على يحيى بن الحارث الذماري، بقراءته على ابن عامر، وابن عامر ولد سنة 21هـ؛ وكان له نحو 12 سنة حين مات أبو الدرداء.
- وقال الحكم بن نافع: حدثنا صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر عن جبير بن نفير قال: (دخلتُ على أبي الدرداء منزله بحمص؛ فسمعته يتعوّذ بالله من النفاق). رواه أبو زرعة الدمشقي.
قرأ على أبي الدرداء: زوجته أمّ الدرداء الصغرى، واسمها جهيمة الوصابية، وخليد بن سعد السلاماني، وراشد بن سعد الحبراني، وخالد بن معدان، وعبد الله بن عامر اليحصبي على خلاف فيه.
وروى عنه: فضالة بن عبيد، وأم الدرداء، وأبو إدريس الخولاني، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن قيس، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، ومحمد بن المنكدر، ومرثد بن سمي الخولاني، وجبير بن نفير، ومعدان بن أبي طلحة، وميمون بن مهران، وعبادة بن نسي، وصالح بن نبهان مولى التوأمة بنت أمية بن خلف، وحميد بن عقبة، وعبد الرحمن بن سابط، ولقمان بن عامر الوصابي، وعطاء بن يسار المدني، وأبو صالح السمان، وخليد بن عبد الله العصري، وعبد الرحمن بن مسعود الفزاري.
مات أبو الدرداء بعد ابن مسعود، واختلف في سنة وفاته:
- فقال يحيى بن بكير وابن سعد وأبو مسهر الغساني وخليفة بن خياط ويعقوب بن شيبة وأبو عبيد وأبو حفص الفلاس وابن نمير وابن زبر الربعي: مات سنة 32ه.
- وقال الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز: مات قبل مقتل عثمان بسنتين، أي سنة 33هـ.
- وقال المفضل بن غسان وخالد بن معدان: مات سنة 31هـ.
- وقال عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي دحيم: حدثنا سويد بن عبد العزيز عن الأوزاعي قال: (مات أبو الدرداء قبل قتل عثمان بسنتين). رواه أبو زرعة الدمشقي.


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 8 صفر 1443هـ/15-09-2021م, 09:51 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

13. عبادة بن الصامت بن قيس الخزرجي الأنصاري(ت:34هـ):
شهد بيعة العقبة وكان أحد النقباء فيها، وشهد بدراً والمشاهد كلّها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من أحبّ الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من معلمي القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، روي أنه كان يعلّم بعض أصحاب الصفّة، ثم انتدبه عمر إلى حمص لتعليم القرآن، وولاه القضاء بها؛ فكان أوّل قاضٍ لأهل حمص، ثم نقله إلى فلسطين بعد موت معاذ بن جبل وولاه قضاء فلسطين وإمامة القدس؛ وكان أوّل قاض لأهل فلسطين أيضاً،وكانت له وفادات إلى دمشق وحمص ومات بالرملة وقيل ببيت المقدس.
- قال بشر بن عبد الله السلمي: حدثني عبادة بن نسي، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُشغل، فإذا قدم رجلٌ مهاجر على رسول الله صلى الله عليه وسلم دفعه إلى رجل منّا يعلمه القرآن، فدفع إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً، فكان معي في البيت أعشّيه عشاءَ أهلِ البيت، فكنتُ أقرئه القرآن فانصرف انصرافةً إلى أهله، فرأى أنَّ عليه حقا فأهدى إليَّ قوسا لم أرَ أجودَ منها عوداً ولا أحسنَ منها عطفاً؛ فأتيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ فقلت: ما ترى يا رسول الله فيها؟
قال: ((جمرة بين كتفيك تقلدتها - أو تعلقتها -)). رواه أحمد، وأبو داوود، والطبراني في مسند الشاميين، والحاكم، والبيهقي.

- قال هشام بن عمار: حدثني الوليد بن مسلم عن تميم بن عطية قال: ولّى عمرُ معاوية بن أبي سفيان الشام بعد يزيد، وولى معه رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة والقضاء؛ فولّى أبا الدرداء قضاء دمشق والأردن وصلاتهما، وولى عبادة قضاء حمص وقنسرين وصلاتهما). رواه البلاذري في فتوح البلدان.
- وقال الوليد بن مسلم: سمعت الأوزاعي يقول: (أوّل من ولي قضاء فلسطين: عبادة بن الصامت).رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال يحيى بن حمزة، عن بدر بن سنان، عن إسحاق بن قبيصة بن ذؤيب عن أبيه (أن عبادة أنكر على معاوية شيئاً فقال: (لا أساكنك بأرض).
فرحل إلى المدينة؛ فقال له عمر: ما أقدمك؟ فأخبره.
فقال: (ارجع إلى مكانك؛ فقبح الله أرضاً لستَ فيها، ولا أمثالك، ولا أمرة عليك). رواه يعقوب بن سفيان.
وقال ابن محيريز عن أبي سلام الأسود قال: (كنت إذا قدمت بيت المقدس نزلت على عبادة بن الصامت). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال هشام بن عمار: حدثنا صدقة، حدثنا زيد بن واقد، عن حرام بن حكيم، ومكحول، عن نافع بن محمود الأنصاري، عن عبادة قال: وكان على إيلياء فأبطأ عبادة عن الصبح، فأقام أبو نعيم الصلاة، وكان أوّل من أذن ببيت المقدس، فجئت مع عبادة حتى صفّ مع الناس، وأبو نعيم يجهر بالقرآن، فقرأ عبادة بأم القرآن حتى فهمتها منه، فلما انصرف قلت: سمعتك تقرأ بأم القرآن!
قال: نعم، صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الصلاة التي يجهر فيها بالقراءة، فقال: ((لا يقرأنّ أحدٌ منكم إذا جهرتُ بالقراءة إلا بأمّ القرآن)). رواه البيهقي في السنن الكبرى.
- قال يحيى بن سعيد القطان: حدثنا ثور بن يزيد: حدثنا مالك بن شرحبيل قال: قال عبادة بن الصامت: ألا تروني لا أقوم إلا رفداً، ولا آكل إلا ما يُؤتَّى لي.
قال يحيى: لُيّن وسُخّن.
قال عبادة: وقد مات صاحبي منذ زمان.
قال يحيى: يعني ذكره.
قال عبادة: وما يسرني أني خلوتُ بامرأة لا تحلّ لي، وأنَّ لي ما تطلع عليه الشمس، مخافة أن يأتي الشيطان فيحرّكه عليَّ، إنه لا سمع له ولا بصر). رواه البيهقي في شعب الإيمان وابن عساكر في تاريخ دمشق.
مالك بن شرحبيل ذكره ابن حبان في الثقات.
- قال أبو حفص الفلاس: (مات عبادة بن الصامت بالرَّملة من الشام سنة أربع وثلاثين، وهو يومئذ ابن ثنتين وسبعين سنة، ويكنى أبا الوليد، وكان طويلاً جسيماً).
- وقال دحيم عن ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال: (قبر عبادة بن الصامت ببيت المقدس). رواه أبو زرعة الدمشقي.

روى عنه من الصحابة: فضالة بن عبيد، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وأبو أمامة الباهلي، ورفاعة بن رافع، ومحمود بن الربيع، وابنه الوليد بن عبادة وغيرهم.
ومن التابعين: حطان بن عبد الله الرقاشي، وعطية بن سعد الكلابي، وأبو إدريس الخولاني، وعبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، وعبادة بن نسي الكندي، وعامر بن شراحيل الشعبي، وعبد الله بن محيريز الجمحي، وحميد بن عبد الله المزني، وأيوب بن خالد بن صفوان، وأبو العوام عمران بن داوود القطان، وعطاء بن يسار، وغيرهم.


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 8 صفر 1443هـ/15-09-2021م, 09:51 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

14: عمرو بن عبسة بن عامر السلمي(ت: قبل 35هـ):
من السابقين الأوّلين إلى الإسلام، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة في أوّل البعثة فأسلم، ثم رجع إلى بلده بأمر النبي صلى الله عليه وسلم له، ثم هاجر إليه بالمدينة.
وذكر خليفة بن خياط أنه أخو أبي ذرّ لأمّه.
روى عنه: ابن مسعود، وسهل بن سعد، وأبو أمامة الباهلي، وشرحبيل بن السمط، وأبو إدريس الخولاني، وجبير بن نفير، وضمرة بن حبيب، وغيرهم.
شهد فتوح الشام، وكان أحد الأمراء يوم اليرموك، وسكن حمص.
- قال عكرمة بن عمار: حدثنا شداد بن عبد الله أبو عمار، ويحيى بن أبي كثير، عن أبي أمامة قال: قال عمرو بن عبسة السلمي: كنت وأنا في الجاهلية أظنّ أن الناس على ضلالة، وأنهم ليسوا على شيء وهم يعبدون الأوثان، فسمعت برجل بمكة يخبر أخباراً، فقعدت على راحلتي، فقدمت عليه، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيا جُرَءَاءٌ عليه قومه، فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة، فقلت له: ما أنت؟
قال: «أنا نبي».
فقلت: وما نبي؟
قال: «أرسلني الله».
فقلت: وبأي شيء أرسلك؟
قال: «أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحد الله لا يشرك به شيء».
قلت له: فمن معك على هذا؟
قال: «حر، وعبد».
قال: ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممن آمن به.
فقلت: إني متبعك.
قال: «إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا، ألا ترى حالي وحال الناس، ولكن ارجع إلى أهلك فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني».
قال: فذهبت إلى أهلي وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وكنت في أهلي فجعلتُ أتخبّر الأخبار، وأسأل الناس حين قدم المدينة، حتى قدم عليَّ نَفَرٌ من أهل يثرب من أهل المدينة، فقلت: ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة؟
فقالوا: الناس إليه سراع، وقد أراد قومه قتله؛ فلم يستطيعوا ذلك.
فقدمت المدينة فدخلت عليه، فقلت: يا رسول الله ‍ أتعرفني؟
قال: «نعم، أنت الذي لقيتني بمكة». رواه مسلم في صحيحه.
- وقال يزيد بن طلق، عن عبد الرحمن بن البيلماني، عن عمرو بن عبسة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقلت: يا رسول الله من أسلم؟
قال: «حر وعبد» أو قال: «عبد وحر» يعني أبا بكرٍ وبلالاً.
قال: (فأنا رابع الإسلام). رواه ابن سعد.
- قال الذهبي: (ولا أعلم هل مات في خلافة معاوية أو في خلافة يزيد).
- قال ابن حجر العسقلاني: (أظنه مات في أواخر خلافة عثمان، فإنني لم أر له ذكراً في الفتنة، ولا في خلافة معاوية).


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 8 صفر 1443هـ/15-09-2021م, 09:52 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

15. تميم بن أوس بن حارثة وقيل ابن خارجة الداري اللخمي(ت:40 هـ):
من بني لخم بن عدي وهم بطن من العرب اليمانية استوطنوا فلسطين، وكان تميم نصرانياً وروي أنه كان راهباً فيهم، فوفد على النبي صلى الله عليه وسلم منصرفَه من تبوك فأسلم، وحسن إسلامه، وقرأ القرآن وجمعه، وكان يختم كلَّ سبع ليالٍ، وربما قرأ القرآن كلَّه في ركعة، وربما قام بآية يكررها حتى يصبح، وكان حسن القراءة جواداً كريماً، رويت عنه كرامات.
وكان يؤمّ المصلين في قيام رمضان في المسجد النبوي مع أبيّ بن كعب، وهو أوّل من قصّ بالمدينة؛ استأذن عمر أن يقصّ فأذن له فكان يقصّ قائماً يوماً في الأسبوع، ثمّ زاده عثمان يوماً آخر.
- قال أبو داود الطيالسي: حدثنا أبو مَكِين قال: سألت نافعا عن القصص فقال: «أوّل من قصَّ تميم الداري رضي الله عنه على عهد عمر رضي الله عنه، فكان يقوم فيتكلم، فإذا جاء عمر رضي الله عنه أمسك، وقد علم ذلك عمر رضي الله عنه» رواه عمر بن شبة.
وهذا إسناد صحيح إلى نافع، وهو وإن لم يدرك عمر إلا أنّ هذا الخبر في شأن عامّ مما يُعلم بالاستفاضة، وقد قد روي نحو هذا الخبر عن السائب بن يزيد والزهري وعمرو بن دينار وغيرهم.
- قال ابن عقيل: حدثنا يزيد [يعني ابن عبد الله بن الشخير] أن رجلاً أتى تميما ًالداري فقال: كيف صلاتك بالليل؟
فغضب غضباً شديداً؛ فقال: (والله لركعة أصليها في جوف الليل في السرّ أحبّ إليَّ من أن أصلي الليل كله ثم أقصّه على الناس).
فغضب السائل عند ذلك فقال: يا أصحاب رسول الله! الله أعلم بكم، إن سألناكم عنّفتمونا، وإن لم نسألكم جفوتمونا؟
فأقبل تميم عند ذلك على الرجل فقال: (أرأيت إن كنتَ مؤمناً قوياً وأنا مؤمن ضعيف؛ أكنتَ ساطيا عليَّ بقوتك فتقطعني؟ أرأيتَ إن كنتَ مؤمناً ضعيفاً وأنا مؤمنٌ قويٌّ أكنتُ ساطياً عليك بقوّتي فأقطعك؟ ولكن خذ من نفسك لدينك، ومن دينك لنفسك، حتى تستقيم لك على عبادة ترضاها). رواه الإمام أحمد في كتاب الزهد، وإبراهيم الحربي في غريب الحديث، وهو عنده "أشاطّ أنت عليَّ بقوتك فتقطعني" بدل ساطياً، وهو من الشطط، وهو ما صححه أبو عبيد في غريب الحديث، قال: (قَوْله: "إِنَّك لشاطِّي" أَي إِنَّك لجائرٌ عليّ حِين تحمل قوتك على ضعْفي وهُوَ من الشطط والْجور فِي الحُكم).
- وقال هاشم بن القاسم: حدثنا محمد بن راشد، عن جعفر بن عمرو [بن أمية الضمري] قال: كنا فئةً من أبناء أصحابِ النبي صلى الله عليه وسلم قلنا: إنَّ آباءَنا قد سبقونا بالهجرة وصحبة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهلموا نجتهد في العبادة لعلنا ندرك فضائلهم، منهم - أو كما قال- عبد الله بن الزبير، ومحمد بن أبي حذيفة، ومحمد بن أبي بكر، ومحمد بن طلحة، ومحمد بن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث.
قال: (فاجتهدنا في العبادة بالليل والنهار، وأدركنا تميماً الداري شيخاً فما قمنا له ولا قعدنا في طول الصلاة). رواه الإمام أحمد في الزهد.
- وقال الحسن بن عبد العزيز الجروي: كتب إلينا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة، عن ابن عون، عن ابن سيرين قال: (اشترى تميم الداري حُلّةً بألف كان يصلي فيها).رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب الزهد لأبيه.
انتقل إلى أرض قومه بفلسطين بعد مقتل عثمان، وبقي بها إلى أن مات، وقد روي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أقطعه حبرى وبيت عينون بفلسطين.
- قال ابن جريج: قال عكرمة: لما أسلم تميم الداري، قال: يا رسول الله! إن الله مظهرك على الأرض كلها، فهبْ لي قريتي من بيت لحم، قال: «هي لك»، وكتب له بها، فلما استخلف عمر وظهر على الشام، جاء تميم الداري بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: أنا شاهد ذلك فأعطاها إياه.
قال: (وبيت لحم هي القرية التي ولد فيها عيسى ابن مريم عليهما السلام). رواه أبو عبيد في كتاب الأموال.
روى عنه النبي صلى الله عليه وسلم حديث الجساسة كما في صحيح مسلم، وقد عدّ ذلك من مناقبه.
وروى عنه: ابن عباس، وأبو هريرة، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وقبيصة بن ذؤيب، وموسى بن نصير المصري، وعمرة بنت عبد الرحمن، وأبو الضحى، والقاسم بن عبد الرحمن الدمشقي، وكثير بن مرة، وعباس بن ميمون وعطاء بن يزيد الليثي، وغيرهم.


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 8 صفر 1443هـ/15-09-2021م, 09:52 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

16: شرحبيل بن السِّمْط بن الأسود الكندي(ت:40هـ):
تقدّمت ترجمته في أهل المدائن حيث تولّى إمارتها مدّة ثم إنه رغب إلى عمر أن يلحقه بأبيه في الشام فألحقه.
وكان شرحبيل قائد الجيش الذي افتتح حمص بعد فتح دمشق، وكان أوّل أمير لها، وهو الذي قسمها منازل.
- قال عبد الله بن المبارك، عن أشعث، عن الشعبي، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استعمل شرحبيل بن السمط على المدائن وأبوه بالشام؛ فكتب إلى عمر رضي الله عنه: (إنك تأمر أن لا يفرق بين السبايا وبين أولادهن؛ فإنك قد فرّقت بيني وبين أبي؛ فكتب إليه فألحقه بأبيه). رواه البيهقي في السنن الكبرى.
- وقال ابن سعد: (وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد شهد القادسية، وولي حمص، وهو الذي افتتحها وقسمها منازل).
- وقال البخاري: (كان على حمص، له صحبة).
- قال أبو الجماهر محمد بن عثمان الصنعاني: (لما فتح الله دمشق خرجنا مع أبي الدرداء في مسلحة برزة، ثم تقدمنا مع أبي عبيدة ففتح الله بنا حمص).
قال: (ثم تقدمنا مع شرحبيل بن السمط فأوطأ الله بنا ما دون النهر- يعني الفرات- وحاصرنا عانات، فأصابنا عليه لأواء، وقدم علينا سلمان الخير في مدد لنا). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال أسد بن وداعة الطائي: سمعت شرحبيل بن السمط وهو أمير على حمص يقول لعمرو بن عبسة السلمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا نجيح حدثنا بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار». رواه الدولابي في الكنى.
- قال ابن القيم: (وكان من المفتين بالشام: أبو إدريس الخولاني، وشرحبيل بن السمط، وعبد الله بن أبي زكريا الخزاعي، وقبيصة بن ذؤيب الخزاعي، وحيان بن أمية، وسليمان بن حبيب المحاربي، والحارث بن عمير الزبيدي، وخالد بن معدان، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وجبير بن نفير).


رد مع اقتباس
  #18  
قديم 8 صفر 1443هـ/15-09-2021م, 09:53 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

17: النواس بن سمعان الكلابي(ت:45هـ تقريباً):
من بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، له ولأبيه صحبة.
روى عنه: أبو إدريس الخولاني، وجبير بن نفير، ويحيى بن جابر الطائي، وغيرهم.
- قال ابن حبان: (سكن الشام).
- قال عبد الله بن صالح: حدثني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن النواس بن سمعان قال: (أقمت مع النبي صلى الله عليه وسلم سنة بالمدينة ما يمنعني من الهجرة إلا المسألة؛ فإن أحدنا إذا هاجر لم يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن البر والإثم). رواه البخاري في التاريخ الكبير.


رد مع اقتباس
  #19  
قديم 8 صفر 1443هـ/15-09-2021م, 09:53 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

18. فضالة بن عبيد بن نافذ العوفي الأوسي الأنصاري(ت:53هـ):
من بني جحجبى من بني عمرو بن عوف.
شهد أحداً وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايع تحت الشجرة، وكان من القرّاء الفقهاء وأهل الفتوى.
ولّاه معاوية قضاء دمشق بعد أبي الدرداء بتوصية منه قبل موته، وكان يستخلفه على دمشق إذا غاب عنها، وأمّره معاوية على جيش لغزو الروم فغزا وغنم.
- قال أبو مسهر الغساني: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: (لما خرج معاوية إلى صفين استخلف فضالة بن عبيد على دمشق). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال أبو مسهر أيضاً: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: توفي فضالة بن عبيد في خلافة معاوية؛ فحمل معاوية سريره، وقال لعبد الله ابنه: (أعقبني، أي بني، فإنك لم تحمل بعده مثله).

رواه أبو زرعة الدمشقي.
رويت عنه حروف في القراءة، قرأ عليه: عبد الله بن عامر اليحصبي.
وروى عنه: محمد بن كعب القرظي، وعمرو بن مالك الجنَبي، وأبو عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي، وأبو عبد الرحمن الحُبُلّي، وحنش بن علي الصنعاني، وعبد الله بن محيريز الجمحي، وغيره.
وأرسل عنه: إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي، وأبو مرزوق التجيبي.
قال ابن سعد: مات في خلافة معاوية.
وقال المدائني وأبو نعيم وأبو عبيد وابن زبر: مات سنة ثلاث وخمسين.
وقال خليفة بن خياط: سنة تسع وخمسين.


رد مع اقتباس
  #20  
قديم 8 صفر 1443هـ/15-09-2021م, 10:23 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

19: ثوبان بن بجدد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم (ت:54هـ) :
أصله من اليمن، ووقع في الرقّ، واشتراه النبي صلى الله عليه وسلم، وأعتقه؛ فبقي يصحب النبي ويخدمه، ثم انتقل إلى الشام، وسكن حمص.
روى عنه: جبير بن نفير، وخالد بن معدان، وأبو أسماء الرحبي، وراشد بن سعد، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وغيرهم.
- قال مصعب بن عبد الله الزبيري: (ثوبان من العرب، من حكم بن سعد، وهو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يسكن الرَّملة، وكانت له هناك دار، ولا عقب له، وكان من ناحية اليمن). رواه ابن عساكر.
- وقال ابن سعد: (ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكنى أبا عبد الله، وهو من أهل السراة، ويذكرون أنه من حِمْيَر، أصابه سِبَاءٌ؛ فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأعتقه فلم يزل مع رسول صلى الله عليه وسلم حتى قُبِض رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فتحوَّل إلى الشام؛ فنزل حمص).
- وقال ابن حبان: (ثوبان بن بجدد، أبو عبد الله الهاشمي، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، سكن الشام، مات سنة أربع وخمسين في ولاية معاوية، وكان يسكن حمص).
- وقال الذهبي: (سُبي من نواحي الحجاز، فاشتراه النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يخدمه حضراً وسفراً، وحفظ عنه كثيراً، وسكن حمص).
توفي سنة أربع وخمسين.


رد مع اقتباس
  #21  
قديم 8 صفر 1443هـ/15-09-2021م, 11:06 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

20: أبو أيوب خالد بن زيد بن كُليب النجاري الخزرجي الأنصاري(ت: 55هـ):
من بني مالك بن النجار، من الخزرج، جار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصاحبه، وهو الذي نزل النبي صلى الله عليه وسلم في داره لما هاجر إلى المدينة شهراً، وكان من النقباء ليلة العقبة، وشهد بدراً والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم خرج مجاهداً إلى الشام وشهد فتوحها، ثم قاتل الحرورية مع عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، ورُوي أنه نزل على ابن عباس وهو أمير البصرة؛ فأكرمه ابن عباس واحتفى به، وخرج له عن بيته كما خرج أبو أيوب عن بيته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم غزا القسطنطينية في خلافة معاوية، ومات وهو محاصر لها، ودفن بجانب سورها سنة 55هـ.
روى عنه: عبد الله بن عباس، والبراء بن عازب، وجابر بن سمرة، وسعيد بن المسيب، ومولاه أفلح، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وجبير بن نفير، وغيرهم.

- قال محمد بن إسحاق: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني، عن أبي أمامة الباهلي، عن أبي أيوب، قال: لما نزل عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قلت: بأبي أنت وأمي إني أكره أن أكون فوقك، وتكون أسفل مني؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني أَرْفَقُ بي أن أكون في السفلى لما يغشانا من الناس» قال: فلقد رأيت جرَّةً لنا انكسرت فاهريق ماؤها؛ فقمتُ أنا وأم أيوب بقطيفة لنا، ما لنا لحاف غيرها، ننشف بها الماء، فرقاً أن يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء يؤذيه). رواه الحاكم في المستدرك.
- وقال فردوس ابن الأشعري: حدثنا مسعود بن سليمان، قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن ابن عباس أن أبا أيوب ابن زيد الأنصاري الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عليه حين هاجر إلى المدينة غزا أرض الروم؛ فمرَّ على معاوية فجفاه؛ فانطلق ثم رجع من غزوته، فمرَّ عليه فجفاه، ولم يرفع به رأساً، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنبأني: أنا سنرى بعده أثرةً، فقال معاوية: فبم أمركم؟
قال: أمرنا أن نصبر.
قال: فاصبروا إذاً.
فأتى عبدَ الله بن عباس بالبصرة، وقد أمَّره عليٌّ عليها، فقال: يا أبا أيوب، إني أريد أن أخرج لك عن مسكني كما خرجت لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر أهله فخرجوا، وأعطاه كلَّ شيء أغلق عليه الدار؛ فلما كان انطلاقه قال: حاجتك؟
قال: (حاجتي عطائي، وثمانية أعبد يعملون في أرضي).
قال: (وكان عطاؤه أربعة آلاف؛ فأضعفها له خمس مرات؛ فأعطاه عشرين ألفاً وأربعين عبداً). رواه الطبراني في المعجم الكبير، والحاكم في المستدرك، وأبو نعيم في معرفة الصحابة، ومسعود بن سليمان قال فيه أبو حاتم الرازي: مجهول، وللخبر طريق آخر عن حبيب بن أبي ثابت عند الحاكم في المستدرك، ويعضده مرسل رواه الحاكم من طريق الأعمش، عن الحكم، عن مقسم.
- وقال شيخ الشباب أبو زرعة الدمشقي: حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز قال: (لما قتل عثمان واختلف الناس لم تكن للناس غازية ولا صائفة حتى اجتمعت الأمة على معاوية سنة أربعين، وسموها سنة الجماعة).
قال سعيد بن عبد العزيز: (فأغزا معاوية الصوائف، وشتاهم بأرض الروم ست عشرة صائفة، تصيف بها وتشتو ثم تقفل، وتدخل معقّبتها، ثم أغزاهم معاوية ابنه يزيد في سنة خمس وخمسين في جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في البر والبحر حتى جاز بهم الخليج، وقاتلوا أهل القسطنطينية على بابها، ثم قفل).
قال أبو زرعة: (فدلّنا خبر سعيد بن عبد العزيز هذا أن أبا أيوب الأنصاري مات سنة خمس وخمسين بالقسطنطينية).
- وقال يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عمران التجيبي، قال: (غزونا القسطنطينية، ومعنا أبو أيوب الأنصاري، فصففنا صفين ما رأيت صفين قط أطول منهما، ومات أبو أيوب الأنصاري في هذه الغزاة، وكان أوصى أن يدفن في أصل سور القسطنطينية، وأن يقضى دين عليه ففعل). رواه الحاكم في المستدرك.
- وقال أبو زرعة الدمشقي: حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا الفزاري عن الأعمش عن أبي ظبيان قال: (أوصى أبو أيوب الأنصاري - وهم على حصار القسطنطينية - أن يدفن إلى جانب حائطهم).
قال: (فقربناه منه، ثم دفنّاه تحت أقدامنا).
- وقال دحيم: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا ابن جابر: (أن أبا أيوب الأنصاري توفي في غزاة يزيد بن معاوية القسطنطينية في خلافة معاوية). رواه أبو زرعة الدمشقي.


رد مع اقتباس
  #22  
قديم 8 صفر 1443هـ/15-09-2021م, 11:52 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

21: أبو يعلى شداد بن أوس بن ثابت النجاري الأنصاري(ت:58هـ):
استشهد أبوه أوس يوم أحد، وعمّه يزيد يوم اليمامة، وعمّاه حسان وزيد ابنا ثابت.
صحب النبي صلى الله عليه وسلم وكان من جيرانه، وروى عنه أحاديث، وكان زاهداً عابداً فقيهاً.
روى عنه: ابناه يعلى ومحمد، وأبو إدريس الخولاني، وخالد بن معدان، وبشير بن كعب، وأبو أسماء الرحبي، وغيرهم.
له أخبار في فتوح الشام، وسكن بيت المقدس.
- قال أبو مسهر الغساني: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: (فَضَلَ شدادُ بن أوس الأنصار بخصلتين: ببيان إذا نطق، وبكظم إذا غضب).رواه أبو زرعة الدمشقي كما في تاريخ دمشق لابن عساكر.


رد مع اقتباس
  #23  
قديم 10 صفر 1443هـ/17-09-2021م, 10:44 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

22: معاوية بن أبي سفيان بن حرب الأموي(ت:60هـ):
واسم أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، يلتقي نسبه مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف.
روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر، وأخته أم المؤمنين أمّ حبيبة بنت أبي سفيان، وكعب الأحبار، ومالك بن يخامر السكسكي.
وروى عنه: جرير بن عبد الله البجلي، وعبد الله بن عباس، وأبو سعيد الخدري، وجبير بن نفير، وأبو إدريس الخولاني، وخالد بن معدان، وعبد الله بن عامر اليحصبي، وراشد بن سعد المقرائي، وعبد الله بن محيريز الجمحي، وسعيد بن المسيب، وأبو الشعثاء جابر بن زيد، وأبو قلابة الجرمي، والحسن البصري، وعطاء بن أبي رباح، ومحمد بن كعب القرظي، وسعيد المقبري، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وهمام بن منبه، وشعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، وغيرهم كثير.
وُلد قبل البعثة بخمس سنين أو نحوها، وأظهر إسلامه يوم فتح مكة، وروي أنه أسلم عام القضية، وكان في أوّل إسلامه شابّاً فقيراً لا مال له، وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم الوحي، وبعض كتبه إلى العرب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبعثه في بعض شؤونه.
ثم خرج للجهاد في الشام في خلافة أبي بكر رفقة أبيه وأخيه يزيد بن أبي سفيان، ولمّا مات يزيد ولاه عمر مكانه؛ ففتح فتوحاً كثيرة في الشام، وبقي أميراً على نصف الشام حتى مات عمر، ثم جمع له عثمان إمارة الشام كلّه؛ فبقي أميراً على الشام حتى بويع بالخلافة عام الجماعة، وبقي في الخلافة عشرين سنة، ومات في رجب من سنة ستين للهجرة، وكان يغازي الروم في إمارته، وفي زمان خلافته.
وكان خير ملوك المسلمين، عالماً فقيهاً، ذا كياسة ودهاء، وحلم وأناة، وسياسة للأمور.
- قال ابن أبي خيثمة: حدثنا مصعب الزبيري قال: (كان معاوية يقول: (أسلمتُ عامَ القضية، لقيت النبي صلى الله عليه وسلم)). رواه ابن عساكر.
وروي هذا الخبر من غير وجه، وعام القضية بعد الحديبية وقبل الفتح.
- وقال النضر بن محمد اليمامي: حدثنا عكرمة، حدثنا أبو زميل، حدثني ابن عباس، قال: كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه؛ فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا نبي الله ثلاث أعطنيهنّ.
قال: «نعم».
قال: عندي أحسن العرب وأجمله، أم حبيبة بنت أبي سفيان، أزوّجكها.
قال: «نعم».
قال: (ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك).
قال: «نعم».
قال: (وتؤمّرني حتى أقاتلَ الكفارَ، كما كنتُ أقاتلُ المسلمين).
قال: «نعم».
قال أبو زميل: (ولولا أنه طلب ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم ما أعطاه ذلك، لأنه لم يكن يسأل شيئا إلا قال: نعم). رواه مسلم في صحيحه.
وزواج النبي صلى الله عليه سلم بأم حبيبة كان قبل إسلام أبي سفيان، ولذلك حمل بعض أهل العلم هذا الحديث على أنه سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم تجديد عقد الزواج، ليكون تزويجها إياه من قِبَله.
وكان أبو سفيان رجلاً داهيةً؛ فلعلّه أراد أن يُسمع منه هذا الكلام فيشتهر عنه، ويذهب ما كان في نفسه من تزوّج النبي صلى الله عليه وسلم بابنته من غير إذنه حين كان على الكفر.
- وقال سعيد بن عبد العزيز التنوخي: حدثنا ربيعة بن يزيد قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في معاوية بن أبي سفيان: ((اللهم اجعله هادياً مهدياً واهدِه واهدِ به)). رواه أحمد في المسند، والبخاري في التاريخ الكبير، والترمذي في سننه، وغيرهم.
- وقال عبد الله بن محمد النفيلي: حدثنا عمرو بن واقد، عن يونس بن حلبس، عن أبي إدريس الخولاني، قال: لما عزل عمر بن الخطاب عمير بن سعد عن حمص ولى معاوية، فقال الناس: عزل عميراً وولى معاوية، فقال عمير: لا تذكروا معاوية إلا بخير، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم اهد به). رواه الترمذي في سننه، وقال: (هذا حديث غريب، وعمرو بن واقد يُضعّف).
قلت: (وفيه علّة أخرى، وهي أنّ الذي عزل عمير بن سعد إنما هو عثمان حين تولى الخلافة، ولم يعزله عمر).
- وقال أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرحمن بن عميرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( اللهم علّم معاويةَ الحساب، وقِهِ العذاب )). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رهم، عن العرباض بن سارية السلمي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب». رواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان، وفي إسناده الحارث بن زياد مجهول.
- وقال أمية بن خالد: حدثنا شعبة، عن أبي حمزة القصاب، عن ابن عباس، قال: كنت ألعب مع الصبيان، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب، قال فجاء فحطأني حطأة، وقال: «اذهب وادع لي معاوية».
قال: فجئت فقلت: هو يأكل.
قال: ثم قال لي: «اذهب فادع لي معاوية».
قال: فجئت فقلت: هو يأكل، فقال: «لا أشبع الله بطنه». رواه مسلم في صحيحه، وجعله بعد حديث يُتَيِّمة أمّ سليم، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يا أم سليم أمَا تعلمين أنَّ شرطي على ربي، أني اشترطت على ربي فقلت: إنما أنا بشر، أرضى كما يرضى البشر، وأغضب كما يغضب البشر؛ فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهوراً وزكاةً وقربةً يقرّبه بها منه يوم القيامة)).
ومن شرّاح الحديث من تأوّل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في شأن معاوية بتأويلات أخرى.
- وقال نوح بن يزيد البغدادي: حدثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر قال: (ما رأيتُ أحداً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أسودَ من معاوية).
قالوا: ولا أبو بكر؟
قال: (أبو بكر خير منه، وكان هو أسودَ منه).
قال: فقيل له: ولا عمر؟
فقال: (عمر والله كان خيراً منه، وكان هو أسود منه).
قال: فقيل له: ولا عثمان؟
قال: (رحمة الله على عثمان، إن كان لسيداً، وهو كان أسود منه). رواه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة، ولهذا الخبر طرق أخرى عن ابن عمر رضي الله عنهما.
- وقال ابن جريج: أخبرني عتبة بن محمد بن الحارث، أن كريباً مولى ابن عباس أخبره أنه، " رأى معاوية صلى العشاء ثم أوتر بركعة واحدة ولم يزد عليها، فأخبر ابن عباس فقال: (أصاب، أي بني! ليس أحد منّا أعلم من معاوية، هي واحدة أو خمس أو سبع إلى أكثر من ذلك الوتر ما شاء). رواه الشافعي وعبد الرزاق.
- وقال معمر بن راشد: سمعت همام بن منبه، عن ابن عباس، قال: (ما رأيتُ أحداً أخلقَ للملك من معاوية). رواه البخاري في التاريخ الكبير، وابن سعد في الطبقات، وزاد: (إن كان الناس ليرِدُون منه على أرجاء وادٍ رَحْب، ولم يكن بالضيّق الحَصِص الحصر المتغضّب).
- قال فليح بن سليمان: حدثنا عبدة بن أبي لبابة عن وراد مولى المغيرة بن شعبة قال: كتب معاوية إلى المغيرة: اكتب إلي ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خلف الصلاة، فأملى عليَّ المغيرة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خلف الصلاة: « لا إله إلا الله وحده لا شريك له، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد». رواه البخاري ومسلم.
قال البخاري: وقال ابن جريج: أخبرني عبدة: أن وراداً أخبره بهذا ثم [قال:] (وفدت بعد إلى معاوية، فسمعته يأمر الناس بذلك القول).

- وقال عثمان بن سعيد الدارمي: سمعت أبا توبة الربيع بن نافع الحلبي يقول: (معاوية بن أبي سفيان سترٌ لأصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ فإذا كشف الرجلُ السترَ اجترأَ على ما وراءه). رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (لم يتولَّ أحدٌ من الملوكِ خيراً من معاوية؛ فهو خير ملوك الإسلام، وسيرته خيرٌ من سيرة سائر الملوك بعده).
- قال أبو زرعة الدمشقي: سمعت أبا مسهر - أملاه علينا -: (أن معاوية بويع سنة أربعين، وهو عام الجماعة، فأقام عشرين سنة إلا أشهراً).
قال أبو مسهر: (وتوفي سنة ستين).
- وقال خليفة بن خياط: مات في رجب سنة ستين.


رد مع اقتباس
  #24  
قديم 10 صفر 1443هـ/17-09-2021م, 10:46 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

23. النعمان بن بشير بن سعد الخزرجي الأنصاري(ت:65هـ) رضي الله عنهما:
من بني الحارث بن الخزرج، أبوه بشير من كبار الأنصار شهد العقبة وبدراً وأحداً وغيرها، وأمّه عمرة بنت رواحة، أخت عبد الله بن رواحة.
- قال ابن سعد: (كان أول مولود من الأنصار ولد بالمدينة بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد في شهر ربيع الآخر على رأس أربعة عشر شهرا من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا في رواية أهل المدينة وأما أهل الكوفة فيروون عنه رواية كثيرة يقول فيها: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فدل على أنه أكبر سنا مما روى أهل المدينة).
انتقل إلى الشام.
- ولاه معاوية إمارة الكوفة سنة 53هـ بعد وفاة زياد بن أبيه؛ فمكث فيها بضعة أشهر، ثمّ نقله إلى دمشق وولاه القضاء بعد موت فضالة بن عبيد، ثمّ بعثه أميراً على حمص، ثم ولي حمص أيضاً في زمان يزيد بن معاوية حتى مات يزيد.
وبعد موت يزيد اختلف أمراء الشام واضطرب أمرهم في من يُبايَع له، وهاجت فتنة؛ فلما دعا ابن الزبير إلى نفسه، وبايعه أهل مكة والمدينة، بايعه النعمان بن بشير وكان على حمص، والضحاك بن قيس الفهري وكان على دمشق، وزفر بن الحارث وكان على الجزيرة، وكاد الأمر أن يستوسق لابن الزبير في الشام حتى إنّ مروان بن الحكم وعمرو بن سعيد الأشدق خرجا يريدان أن يبايعا لابن الزبير في مكة، فلقيهما عبيد الله بن زياد بأذرعات وأشار على مروان أن يدعو لنفسه، وجيّش له جيشاً، وماجت فتنة في الشام حصلت فيها مقتلة عظيمة بمرج راهط في نصف ذي الحجة سنة 64هـ، هُزم فيها الضحاك بن قيس وجيشه ممن كانوا يدعون لابن الزبير، وكانوا نحو ثلاثين ألفاً، وكان النعمان بن بشير قد أمدّه بجيش من أهل حمص، وأمدّه زفر بن الحارث حيش؛ فلما قُتل الضحاك وهُزم من معه، سارت طائفة من جيش مروان إلى حمص وتحوّل هوى أهل حمص إلى مروان بن الحكم فخرج النعمان بن بشير منها حتى أدركته الخيل بين حمص ودمشق؛ وقُتل هناك.
- قال ابن كثير: (وهو الذي ردّ آلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بأمر يزيد له في ذلك، وهو الذي أشار على يزيد بالإحسان إليهم وقال: عاملهم بما كان يعاملهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم لو رآهم على هذه الحالة؛ فرقَّ لهم يزيد، وأحسن إليهم وأكرمهم، وأمر بإكرامهم).
- قال أبو بكر البغدادي في "تاريخ الحمصيين": (النعمان بن بشير الأنصاري ولي على حمص ليزيد بن معاوية، وحدّث عنه جماعة من أهل حمص، وقُتل في قرية من قرى حمص يقال لها بيرين؛ فبلغني أنَّ الناس لما انصرفوا من راهط، وقتل الضحاك بن قيس، وكانت وقعتهم في النصف من ذي الحجة سنة أربع وستين، سار النعمان بن بشير حين بلغه قتل الضحاك بن قيس يريد زفر بن الحارث؛ فقُتل النعمان). ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال علي بن عثمان بن نفيل: حدثنا أبو مسهر قال: (كان النعمان بن بشير على حمص عاملا لابن الزبير؛ فلمّا تّمرْوَنَ أهلُ حمص خرج هارباً؛ فاتبعه خالد بن خلي الكلاعي فقتله). رواه ابن عساكر.
قوله: (تـَمَرْوَن أهلُ حمص): أي تحوّل هواهم إلى مروان بن الحكم وبايعوه.
- وقال دحيم: (مات يزيد سنة أربع وستين، وراهط سنة خمس وستين، ولحقت الخيل النعمان بن بشير؛ فقُتل فيما بين دمشق وحمص يوم راهط، وكان زبيرياً). رواه ابن عساكر.
- قال ابن سعد: (لما قتل الضحاك بن قيس بمرج راهط في ذي الحجة سنة أربع وستين في خلافة مروان بن الحكم هرب النعمان بن بشير من حمص فطلبه أهل حمص فأدركوه فقتلوه واحتزوا رأسه ووضعوه في حجر امرأته الكلبية).
- قال عبد الله بن بكر السهمي: حدثنا حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك بن حرب، (أن معاوية استعمل النعمان بن بشير على الكوفة وكان والله من أخطب من سمعت من أهل الدنيا يتكلَّم). رواه ابن سعد.
روى عنه: ابنه محمد، وأبو سلام الحبشي، وعامر الشعبي، وحميد بن عبد الرحمن، وأبو إسحاق الهمداني، وسماك بن حرب، وغيرهم.


رد مع اقتباس
  #25  
قديم 10 صفر 1443هـ/17-09-2021م, 10:49 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

24: أبو عثمان عمرو بن سفيان البِكَالي(ت: بعد 65ه تقريباً).
من بني بِكَال بن دعمي، من حِميَر.
روى عن: عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبي الأعور عمرو بن سفيان السلمي.
وروى عنه: أبو تميمة الهجيمي، وطريف بن مجالد، ومعدان بن طلحة، وعبد الله بن هبيرة.
- قال البخاري في التاريخ الكبير: (موسى بن اسمعيل عن حماد بن سلمة عن الجريري: عن أبي تميمة الهجيمي: سمع عمرا البكالي بالشام له صحبة).
- قال يزيد بن هارون: أخبرنا الجريري، عن أبي تميمة الهجيمي، قال: قدمت الشام، فإذا أنا برجل مجتمَع عليه يحدّث، مجذوذ الأصابع؛ فقلت: من هذا؟
قالوا: «إن هذا أفقه من بقي على وجه الأرض من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا عمرو البكالي».
فقلت: ما شأن أصابعه؟
قالوا: «أصيبت يوم اليرموك» رواه ابن سعد من هذا الطريق، ورواه البخاري في التاريخ الأوسط من طريق حماد بن زيد عن الجريري به.
- وقال أبو سعيد الأشجّ: (حدثنا حفص بن غياث، عن خالد الحذّاء، عن أبي قلابة، عن عمرو البكالي، وكان من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وكان ذا فقه). ثم ذكر حديثاً موقوفاً، ذكره ابن حجر في الإصابة وقال: (وهذا سنده صحيح).
ذكر ابن يونس في تاريخه أنه قدم مصر مع مروان بن الحكم سنة خمس وستين.
وقال أبو تميمة الهجيمي وأبو قلابة وحفص بن غياث البخاري وأبو حاتم الرازي وأبو أحمد الحاكم وابن السكن: له صحبة.
وقال العجلي: شاميّ تابعي ثقة من كبار التابعين.
وعدّه أبو زرعة الدمشقي من التابعين.
ولعلهما رجلان.
- وقال المفضل بن غسان: حدثني عبد الله بن الحارث، حدثني موسى الكوفي قال: (وقفت على منزل عمرو البكالي وهو أخو نوف بحمص وهما من حمير). رواه ابن عساكر.
ونوف هو ابن فضالة البكالي، وهذا عمرو بن سفيان البكالي.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثامن, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:10 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir