9: سعيد بن عامر بن حِذْيَم الجمحي(ت:20هـ):
من بني جمح، أمّه أروى بنت أبي معيط الأموية، شهد مقتلَ خبيب بن عدي بمكة، وأسلم وهاجر إلى المدينة قبل خيبر، وشهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم شهد ما بعدها من المشاهد، وذكر أهل المغازي أنّ عمر بن الخطاب أمدّ أبا عبيدة يوم اليرموك بجيش أمّر عليهم سعيد بن عامر، ولما مات عياض بن غنم أمّر عمر على حمص سعيد بن عامر فمكث في الإمارة بضعة أشهر ثم مات، وله أخبار في الزهد.
- قال ابن سعد: (أسلم سعيد بن عامر قبل خيبر، وهاجر إلى المدينة، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، وما بعد ذلك من المشاهد).
ولاه عمر حمص بعد موت أبي عبيدة، فمكث سنة ثمّ عزله وولّى عمير بن سعد.
روى عنه عبد الرحمن بن سابط الجمحي، وحسان بن عطية، وشهر بن حوشب، وغيرهم.
- قال أصبغ بن الفرج: حدثنا ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، قال: (كانت الشام على أميرين: على أبي عبيدة بن الجراح، ويزيد بن أبي سفيان، فتوفي أبو عبيدة، واستخلف خاله عياض بن غنم أحد بني الحارث بن فهر فأقرّه عمر، ثم توفي عياض، فأمّر مكانه سعيد بن عامر بن حذيم، ثم توفي سعيد بن عامر، فأمر مكانه عمير بن سعد). رواه الطبراني في المعجم الكبير، وأبو نعيم في معجم الصحابة.
- قال الحافظ يحيى بن محمد بن صاعد: حدثنا الحسين بن الحسن، حدثنا عبد الله بن المبارك عن محمد بن إسحاق: حدثني بعض أصحابنا، قال: كان عمر بن الخطاب استعمل سعيد بن عامر بن حذيم على بعض الشام؛ فكانت تصيبه غشية وهو بين ظهراني القوم؛ فذكر ذلك لعمر؛ فقيل له: إن الرجل مصاب؛ فسأله عمر في قدمة قدمها عليه.
فقال: يا سعيد ما هذا الذي يصيبك؟
قال: والله يا أمير المؤمنين! ما بي من بأس، ولكني كنت فيمن حضر خبيب بن عدي حين قتل، وسمعت دعوته؛ فوالله ما خطرت على قلبي وأنا في مجلس قط إلا غشي عليَّ.
قال: (فزادته تلك عند عمر خيراً). رواه ابن عساكر.
- وقال الوليد بن مسلم: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، حدثني عطية بن قيس أن عمر بن الخطاب استعمل سعيد بن عامر بن حذيم على جند حمص؛ فقدم عليه فعلاه بالدرة؛ فقال سعيد: (سبق سيلك مطرك، إن تستعتب نعتب، وإن تعاقب نصبر، وإن تعف نشكر).
قال: فاستحيا عمر، وألقى الدرة، وقال: (ما على المؤمن - أو المسلم - أكثر من هذا، إنك تبطئ بالخراج).
فقال سعيد: (إنك أمرتنا أن لا نزيد الفلاح على أربعة دنانير؛ فنحن لا نزيد ولا ننقص، إلا أنا نؤخّرهم إلى غلاتهم).
فقال عمر: (لا أعزلك ما كنت حيّا). رواه ابن عساكر.
مات في خلافة عمر بن الخطاب، لكن اختلف في تعيين سنة وفاته:
- فقال الهيثم بن عدي وابن زبر الربعي: سنة تسع عشرة.
- وقال ابن سعد وأبو بكر البغدادي: مات سنة عشرين، واختاره الذهبي.
- وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: مات سنة إحدى وعشرين.
ونقل ابن حجر في الإصابة عن أبي بكر البغدادي صاحب كتاب تاريخ الحمصيين أنه قال: (استعمله عمر على حمص بعد عياض، فوليها دون نصف سنة ومات، ولي في المحرم سنة عشرين ومات في جمادى الأولى).