22: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري (ت: 186هـ):
والحارث هو ابن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة الفزاري.
وكان أبو إسحاق الفزاري علامة الشام في زمانه، قائماً بالسنة، والتفقيه في الدين، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وكان قد نشأ بالكوفة وسمع من علماء العراق ثم انتقل إلى الشام، ورابط بالمصيصة إلى أن مات بها.
روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وحميد الطويل، وسليمان الأعمش، وأبي إسحاق السبيعي، وعبد الله بن عون، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وهشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر، وموسى بن عقبة، ومسعر بن كدام، وخالد الحذاء، وشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، وعبد الله بن شوذب، ويونس بن عبيد، وشعيب بن أبي حمزة، وعبد الله بن المبارك، والأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وغيرهم كثير.
وروى عنه: أبو أسامة الكوفي، وبقية بن الوليد، والوليد بن مسلم، ومروان بن معاوية الفزاري ابن عمّه، وأبو توبة الربيع بن نافع الحلبي، وغيرهم كثير.
- قال صالح بن أحمد العجلي عن أبيه قال: (أبو إسحاق الفزاري كوفي واسمه إبراهيم بن محمد نزل الثغر بالمصيصة وكان ثقة رجلا صالحا صاحب سنة وهو الذي أدب أهل الثغر وعلمهم السنة وكان يأمر وينهي، وإذا دخل الثغر رجل مبتدع أخرجه، وكان كثير الحديث، وكان له فقه، وكان عربياً فزارياً، أمر سلطاناً يوماً ونهاه؛ فضربه مائتي سوط؛ فغضب له الأوزاعي؛ فتكلّم في أمره).
- وقال نصر بن علي الجهضمي: قال عبد الله بن داود الخريبي: «كان الأوزاعي أفضلَ أهلِ زمانه، وكان بعده أبو إسحاق الفزاري أفضل أهل زمانه». رواه أبو نعيم في الحلية، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال أحمد بن بشر: حدثنا أحمد بن عمران بن أبان قال: حدثني إسماعيل بن إبراهيم قال: أخذ هارون الرشيد زنديقاً فأمر بضرب عنقه؛ فقال له الزنديق: لِمَ تضربُ عنقي يا أمير المؤمنين؟!
قال: أريح العباد منك.
قال: فأين أنت من ألف حديث وضعتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلها ما فيها حرف نطق به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: (فأين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزاري وعبد الله بن المبارك ينخلانها فيخرجانها حرفاً حرفاً). رواه ابن عساكر.
- وقال أبو حامد محمد بن هارون بن عبد الله الحضرمي: حدثنا محمد بن عمرو بن العباس قال: سمعت ابن عيينة يقول: قال هارون أمير المؤمنين لأبي إسحاق الفزاري: أيها الشيخّ بلغني أنك في موضع من العرب.
قال: (إنَّ ذاك لا يغني عني من الله يوم القيامة شيئاً). رواه ابن عساكر.
- وقال محمود بن إبراهيم بن سُميع الدمشقي: سمعت أبا صالح الفراء - يعني محبوب بن موسى – قال: سمعت ابن المبارك يقول: (ما رأيتُ رجلاً أفقهَ من أبي إسحاق الفزاري). رواه ابن أبي حاتم، وقال: (وقد رأى ابنُ المبارك سفيانَ الثوريَّ، والأوزاعيَّ، ومالك ابن أنس، والخلق).
- وقال عبدة بن سليمان: رأيت ابن المبارك بين يدي أبي إسحاق الفزاري ومعه ألواح؛ فقلت له في ذلك؛ فقال: (ما أراني أدعه حتى أموت، يعني طلب الحديث). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال الحجاج بن حمزة العجلي: حدثنا علي بن الحسن ابن شقيق قال: ذُكر أبو إسحاق الفزاري عند سفيان بن عيينة فقال: (ما ينبغي أن يكون رجلٌ أبصرَ بالسِّيَر منه). رواه ابن أبي حاتم.
قلت: ولأبي إسحاق الفزاري كتاب في السير مطبوع.
- وقال نعيم بن حماد: سمعت ابن عيينة يقول: (ما أعلم أحداً من أهل الإسلام أجدى وأدفع عن أهل الإسلام من أبي إسحاق الفزاري). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال إبراهيم بن عمر بن أبي الوزير: سمعت ابن عيينة يقول: (كان أبو إسحاق الفزاري إماماً). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال أبو حاتم الرازي: حدثنا حماد بن أبي صالح قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: (الناس يتفاضلون في العلم، وكل إنسان يذهب إلى شيء، ولم أر أحداً أعلم بالسنة من حماد بن زيد؛ فإذا رأيت بصرياً يحب حماد بن يزيد؛ فهو صاحب سنة، وإذا رأيت كوفياً يحب زائدة ومالك بن مغول؛ فهو صاحب سنة، وإذا رأيت شامياً يحبّ الأوزاعيَّ وأبا إسحاق الفزاري؛ فهو صاحب سنة، وإذا رأيت حجازياً يحبّ مالك بن أنس؛ فهو صاحب سنة). رواه ابن عساكر.
- قال علي بن المديني: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: (إذا رأيتَ الشاميَّ يحبّ الأوزاعيَّ وأبا إسحاق الفزاريَّ؛ فارْجُ خيرَه). رواه ابن أبي حاتم.
وفي رواية حماد بن زاذان عن ابن مهدي: (فهو صاحب سنة).
- وقال أبو قدامة عبيد الله بن سعيد: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: (كان الأوزاعي والفزاري إمامين في السنة). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال أبو حاتم الرازي: قال الحسن بن الربيع: (ما رأيت أورع من أبي إسحاق الفزاري).
- وقال أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي: سألت يحيى بن معين قلت: فأبو إسحاق الفزاري؟ فقال: (ثقة ثقة).
- وقال أبو بكر المروذي: سئل - يعني أحمل بن حنبل- عن عيسى بن يونس، وأبي إسحاق الفزاري، ومروان بن معاويه، أيّهم أثبت؟
قال: ما فيهم إلا ثبتٌ.
قيل له: فمن تقدم؟
قال: ما (فيهم إلا ثقة ثبت، إلا أنَّ أبا إسحاق ومكانه من الإسلام).
- وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: (أبو إسحاق الفزاري الثقة المأمون إمام).
- وقال أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الأصبهاني: قلت لأبي حاتم ما تقول في أبي إسحاق الفزاري؟ فقال: (كان عظيم الغناء في الإسلام ثقةً مأموناً). رواه ابن عساكر.
- وقال ابن حبان: (كان من الفقهاء والعباد والحفاظ والزهاد ممن عُني بالعلم، ولزم الورع والحلم، ورابط بالثغر إلى أن مات).
- وقال عبد الله بن خُبيق الأنطاكي: حدثني أبو عبد الله الحلبي قال: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: (إنَّ للحوائج فرساناً كفرسان الحرب). رواه ابن عساكر.
- طبع له كتاب السير.
- وقال أبو عبد الله الذهبي: (سكن المصيصة مرابطاً في سبيل الله).