18: سعيد بن بشير الأزدي(ت:169هـ):
مولى بني نصر بن معاوية من الأزد، كان رجلاً صالحاً صدوقاً، له عناية بتفسير قتادة، وكان أبوه شريكاً لأبي عروبة والد سعيد في تجارة؛ فأقدمه أبوه إلى البصرة فسمع من علماء البصرة مع سعيد بن أبي عروبة، وكتب كتاباً في التفسير أكثره عن قتادة، واشتهر كتابه في الشام، وكان الغالب عليه التفسير؛ فلذلك كان في التفسير لا بأس به، وفي غيره من الحديث مضعّف لضعف ضبطه.
روى عن: قتادة، وابن شهاب الزهري، ويزيد بن أبي مالك، وعمرو بن دينار، وأبي بشر اليشكري، وأبي الزبير المكي، وسليمان الأعمش، وعبيد الله بن عمر، ومنصور بن زاذان، وغيرهم.
وروى عنه: أبو مسهر الغساني، وهشيم بن بشير، وعبد الرحمن بن مهدي، وسفيان بن عيينة، ووكيع بن الجراح، وعبد الرزاق بن همام، والوليد بن مسلم، وعمرو بن أبي سلمة التنيسي، ورواد بن الجراح العسقلاني، وبقية بن الوليد، ومروان بن محمد الطاطري، ومعن بن عيسى القزاز، ويحيى بن صالح الوحاظي، وغيرهم كثير.
- قال ابن سعد: (كان من أهل البصرة؛ فتحوّل إلى الشام؛ فنزل دمشق).
- وقال ابن عساكر: (من أهل دمشق، حمله أبوه إلى البصرة فسمع بها، ثم رجع إلى دمشق).
- قال بقية بن الوليد: سألت شعبة عن سعيد ابن بشير قال: (ذاك صدوق اللسان). رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل.
- وقال ابن هانئ: سألت أبا عبد الله [أحمد بن حنبل] عن سعيد بن بشير؛ قال: (ليس حديثه بشيء).
- وقال عباس الدوري: سألت يحيى بن معين عن سعيد بن بشير، فقال: (ليس بشيء). رواه ابن أبي حاتم والعقيلي.
- وقال البخاري: (يتكلمون في حفظه، نراه أبا عبد الرحمن الدمشقي الذي روى عنه هشيم: عن أبي عبد الرحمن عن قتادة).
- قال أبو خليد: سألني سعيد بن عبد العزيز: ما الغالب على علم سعيد بن بشير؟
قلت له: التفسير.
قال: (خذ عنه التفسير، ودع ما سوى ذلك، فإنه كان حاطب ليل). رواه العقيلي.
- وقال أبو حاتم الرازي: قلت لأحمد بن صالح: سعيد بن بشير دمشقي شامي كيف هذه الكثرة عن قتادة؟
قال: (كان أبوه بشير شريكاً لأبي عروبة؛ فأقدم بشير ابنه سعيداً البصرةَ يطلبُ الحديثَ مع سعيد بن أبي عروبة). رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل.
- وقال أبو زرعة الدمشقي: سألت دحيماً: ما كان قول من أدركتَ في سعيد بن بشير؟
فقال: (يوثقونه، وكان حافظا). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي وأبا زرعة ذكرا سعيد بن بشير فقالا: (محله الصدق عندنا).
قلت لهما: يحتج بحديثه؟
فقالا: (يحتج بحديث ابن أبي عروبة والدستوائي، هذا شيخ يكتب حديثه).
بدرت منه كلمة في القدر وتاب منها، فلا يُلتفت إلى قول من رماه بالقدر.
وقد ذكره البخاري في كتاب "الضعفاء" فقال ابن أبي أحاتم: (سمعت أبي ينكر على من أدخله في كتاب الضعفاء وقال: يحوّل منه).
- قال ابن عدي: (وسعيد بْن بشير له عند أهل دمشق تصانيف لأنه سكنها، وَهو بصري ورأيت له تفسيراً مصنفاً من رواية الوليد عنه، ولاَ أرى بما يروي عن سَعِيد بْن بشير بأسا ولعله يهم في الشيء بعد الشيء ويغلط، والغالب على حديثه الاستقامة، والغالب عليه الصدق).
اختلف في سنة وفاته:
- فقال أبو الجماهر محمد بن عثمان التنوخي: (مات سعيد بن بشير سنة ثمان وستين ومائة). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال هشام بن عمار، والوليد بن مسلم: مات سنة 169هـ.
- قال أبو بكر الباغندي: حدثنا هشام بن عمار قال: (مات سعيد بن بشير سنة تسع وستين، وسمعت منه مجلساً فلم أكتبه). رواه ابن عساكر.
- وقال ابن سعد: (مات بدمشق سنة سبعين ومائة، أوّل ما استخلف هارون أمير المؤمنين).