4: عليّ بن أبي طلحة الوالبي(ت:143هـ)
اسم أبيه: سالم بن المخارق، مولى بني هاشم.
أصله من الجزيرة وانتقل إلى حمص، وهو صاحب النسخة المشهورة في التفسير عن ابن عباس.
روى عن: راشد بن سعد المقرائي، والقاسم بن محمد، ومجاهد بن جبر، وغيرهم.
وروى عنه: سفيان الثوري، والحسن بن صالح بن حي، ومعاوية بن صالح الحضرمي، وغيرهم.
جمع تفسير ابن عباس وهو لم يدركه، ولم يسمّ الواسطة بينه وبين ابن عباس، ولما سئل الحافظ المحدث صالح جزرة عن علي بن أبي طلحة ممن سمع التفسير؟ قال: (من لا أحد!). رواه الخطيب البغدادي في تاريخه.
وما ذكره الطحاوي من أن الواسطة مجاهد وعكرمة لا يُقبل، ولا دليل على أنه لم يأخذ من غيرهما، والتفسير الذي جمعه الغالب عليه الصحة، ومنه ما تعضده الروايات الصحيحة عن ابن عباس وأصحابه، وفيه أشياء منكرة، يُجزم أنها لا تصحّ عن ابن عباس، فلعلها مما دخل عليه من طريق بعض الضعفاء أو من رداءة بعض النسخ التي اعتمد عليها ولم تقابل.
- قال يعقوب الفسوي: (علي بن أبي طلحة أبو الحسن الهاشمي شاميٌّ ليس هو بمتروك، ولا هو حجة).
- وقال عبد الرحمن المعلّمي: (صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يَستأنس بها أهل العلم، ولا يحتجون بها).
- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (أما ثبوت ألفاظه عن ابن عباس ففيها نظر؛ لأن الوالبي لم يسمعه من ابن عباس ولم يدركه، بل هو منقطع، وإنما أخذ عن أصحابه، وكما أن السدي أيضاً يذكر تفسيره عن ابن مسعود وابن عباس وغيرهما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وليست تلك ألفاظهم بعينها، بل نقل هؤلاء شبيه بنقل أهل المغازي والسير، وهو مما يُستشهد به ويعتبر به، ويُضم بعضه إلى بعض؛ فيصير حجة، وأما ثبوت شيء بمجرد هذا النقل عن ابن عباس؛ فهذا لا يكون عند أهل المعرفة بالمنقولات، وأحسن حال هذا أن يكون منقولاً عن ابن عباس بالمعنى الذي وصل إلى الوالبي إن كان له أصل عن ابن عباس)ا.هـ.
- وقال ابن القيّم كما في مختصر الصواعق: (وفي ثبوت ألفاظه عن ابن عباس نظر؛ لأن الوالبي لم يسمعها من ابن عباس فهو منقطع، وأحسن أحواله أن يكون منقولا عن ابن عباس بالمعنى).