9: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج (ت: 151هـ):
أحد الأئمة الأعلام، وأوعية العلم الكبار، ومفتي أهل مكة في زمانه، أصله رومي، وهو مولى بني أمية، ولد بعد سنة سبعين للهجرة، وأدرك جماعة من أصحاب ابن عباس؛ فروى عن مجاهد، وعطاء بن أبي رباح، وطاووس بن كيسان، وابن أبي مليكة، وعمرو بن دينار، وغيرهم.
وروى أيضاً عن القاسم بن أبي بزة وعطاء الخراساني ونافع مولى ابن عمر، وغيرهم خلق كثير.
وقد عُني بتدوين العلم مع جودة حفظه، وحسن ضبطه؛ فدوّن أحاديث كثيرةً جداً، حتى قال سفيان الثوري وهو من كبار الحفّاظ: (أعياني حديث ابن جريج أن أحفظه، فنظرت إلى شيء يجمع فيه المعنى، فحفظته وتركت ما سوى ذلك).
وهو أوّل من صنّف التصانيف بمكة، وكانت كتبه محلّ عناية أهل الحديث وثقتهم، حتى قال يحيى بن سعيد القطان: (كنا نسمي كتب ابن جريج كتب الأمانة).
- قال عبد الله بن الإمام أحمد: قلت لأبي: من أول من صنّف الكتب؟
قال: (ابن جريج وابن أبي عروبة).
- وقال سفيان بن عيينة: سمعت ابن جريج يقول: (ما دوَّن العلمَ تدويني أحد). رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ.
قلت: يقصد من أهل زمانه، وهذا من دلائل كثرة كتابته.
ومرويات ابن جريج في كتب التفسير المسندة كثيرة جداً، له في تفسير ابن جرير وحده نحو ألفين وخمسمائة رواية.
وقد طبع تفسيره حديثاً برواية الحسن بن الصباح الزعفراني عن حجاج بن محمد المصيصي عنه.