40: علي بن حمزة الكسائي (ت: 189هـ)
كان إماماً في القراءة والنحو والغريب والوقوف، وهو أحد القراء السبعة، قرأ على حمزة ثمّ اختار لنفسه قراءة اشتهرت عنه، وكان ذا مكانة عند هارون الرشيد؛ فهو مؤدّبه ومؤدّب ولده الأمين.
ذُكر أنه طلب النحو على كِبَر لِلَحْن وقع فيه، وأُخذ عليه؛ فانتقل إلى البصرة وأخذ عن الخليل ثم ارتحل إلى بوادي العرب، وأخذ من فصاحتهم وأدبهم، وكتب كثيراً من أخبارهم وأشعارهم ولغاتهم، وأعمل القياس والنظر في مسائل النحو حتى تبحّر فيه وتمكّن.
- قال علي بن عبد الله الخياط: حدثنا عبد الرحيم بن موسى، قال: قلت للكسائي: لم سميت الكسائي؟
قال: (لأني أحرمت في كساء). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال حرملة بن يحيى التجيبي: سمعت محمد بن إدريس الشافعي، يقول: (من أراد أن يتبحر في النحو، فهو عيال على الكسائي). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أبو منصور الأزهري: (وللكسائي كتاب في "معاني القرآن" حسن، وهو دون كتاب الفراء في المعاني، وكان أبو الفضل المنذري ناولني هذا الكتاب وقال فيه: أخبرت عن محمد بن جابر، عن أبي عمر عن الكسائي.
وله كتاب في "قراءات القرآن"، قرأته على أحمد بن علي بن رزين وقلت له: حدثكم عبد الرحيم بن حبيب عن الكسائي؛ فأقرَّ به إلى آخره.
وله كتاب في "النوادر"، رواه لنا المنذري عن أبي طالب عن أبيه عن الفراء عن الكسائي).
قلت: طبع له كتاب "متشابه القرآن" ، وكتاب "ما تلحن فيه العامة"، وله كتب لم تطبع منها: "معاني القرآن"، و"الآثار في القراءات"، و"النوادر"، ورويت عنه مسائل في القراءة والعربية في كتب التفسير المسندة.
وجمع الدكتور عيسى شحاتة أقوال الكسائي في التفسير من مصادر متعددة وأخرجها في كتاب باسم "معاني القرآن لعلي بن حمزة الكسائي"، وهو غير كتابه المفقود.