30: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي (ت: 182هـ)
مفسّر معروف من كبار مفسري تابعي التابعين، كان عالماً بالتفسير والمغازي والأخبار، لكنه كان ضعيف الحديث، يخطئ في الأسانيد، ويقلب الأخبار، ويروي بالمعنى على ما يفهمه، وقد يقع في فهمه شيء من الخطأ؛ ويجزم به، وقد تركه أكثرُ أهلِ الحديث لكثرة خطئه، والأقرب أنه لا يتعمد الكذب، وكان فيما يذكر عنه رجلاً صالحاً في نفسه.
وله أقوال حسنة في التفسير تدلّ على سعة علمه بمعاني القرآن، وله عناية بتفسير القرآن بالقرآن، وأكثر ما يُروى عنه في كتب التفسير المسندة من أقواله وأقوال أبيه، لا من مروياته الأخرى.
- قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: (كان عبد الرحمن صاحب قرآن وتفسير، جمع تفسيراً في مجلد، وكتاباً في الناسخ والمنسوخ).
قلت: يُروى عن عبد الرحمن بن زيد نسختان كبيرتان في التفسير:
إحداهما: نسخة يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وقد أكثر منها ابن جرير في تفسيره، حتى أخرج منها نحو ألفي رواية أو تزيد، وأخرج منها ابن أبي حاتم جملة من المرويات.
والأخرى: نسخة أبي يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي، عن أصبغ بن الفرج المصري عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وعليها أكثر اعتماد ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن زيد.
وأصبغ بن الفرج(ت:225ه) كان وراقاً لابن وهب، وهو من خاصة أصحابه، والقراطيسي(ت:287هـ) إمام ثقة كان مسند مصر في زمانه.
وما رُوي عن ابن زيد من غير هذين الطريقين فقليل جداً في كتب التفسير المسندة.
وقد ذكر بعضهم أن هذه النسخ إنما هي تفسير زيد بن أسلم رواه عنه، وهو قول فيه نظر، نعم قد يكون استفاد بعضه أو أكثره من أبيه، لكن العبارة عبارته، والاختيار اختياره، فنسبته إليه نسبة صحيحة إنشاء أو اختياراً، ونسبته إلى أبيه مشكوك فيها، وإن كان استفاد أصله من أبيه؛ فتجعل عهدته عليه لا على أبيه، ما لم ينصّ على أنّه من قول أبيه.