56: يزيد بن هارون بن زاذي السلمي(ت:206هـ)
مولى بني سليم، وشيخ الإسلام في زمانه، ولد سنة 118هـ، وأخذ العلم عن جماعة من الأئمة منهم: عاصم الأحول، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وسليمان التيمي، وداوود بن أبي هند، وابن عون، وشعبة، وغيرهم.
وروى عنه: احمد بن حنبل، وابن معين، وابن المديني، وابن راهويه، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وغيرهم.
- قال علي ابن المديني: (ما رأيت أحفظ من يزيد بن هارون).
- وقال أحمد بن سنان القطان: (ما رأينا عالما قط أحسن صلاة من يزيد بن هارون. لم يكن يفتر من صلاة الليل والنهار).
- وقال ابن عرعرة: حدثني ابن أكثم، قال: قال لنا المأمون: (لولا مكان يزيد بن هارون لأظهرت القرآن مخلوق).
فقال بعض جلسائه: يا أمير المؤمنين ومن يزيد حتى يكون يتقى؟
قال: فقال ويحك، إني لا أتقيه لأن له سلطانا أو سلطنة، ولكن أخاف إن أظهرته فيرد علي، فيختلف الناس وتكون فتنة، وأنا أكره الفتنة.
قال: فقال له الرجل: فأنا أخبر لك ذلك منه.
قال: فقال له: نعم، فخرج إلى واسط فجاء إلى يزيد فدخل عليه المسجد، وجلس إليه، فقال له: يا أبا خالد إن أمير المؤمنين يقرئك السلام، ويقول لك: إني أريد أن أظهر القرآن مخلوق.
قال: فقال كذبت على أمير المؤمنين، أمير المؤمنين لا يحمل الناس على ما لا يعرفونه، فإن كنت صادقا فاقعد إلى المجلس، فإذا اجتمع الناس فقل.
قال: فلما أن كان من الغد اجتمع الناس فقام، فقال: يا أبا خالد، رضي الله عنك، إن أمير المؤمنين يقرئك السلام، ويقول لك: إني أردت أن أظهر القرآن مخلوق فما عندك في ذلك؟
قال: "كذبت على أمير المؤمنين، أمير المؤمنين لا يحمل الناس على ما لا يعرفونه، وما لم يقل به أحد".
قال: فقدم، فقال: (يا أمير المؤمنين كنتَ أنت أعلم.
قال: كان من القصة كيت وكيت، قال: فقال له: ويحك يلعب بك). رواه الخطيب البغدادي.
أراد أن يزيد أراد أن يشهد الناس عامة على إنكار هذا القول حتى يشتهر فيهم إنكاره.
له روايات كثيرة في كتب التفسير المسندة، وكان قد حصّل نسخاً في التفسير منها:
- نسخة أصبغ بن زيد الجهني، عن القاسم بن أبي أيوب، عن سعيد بن جبير.
- ونسخة سفيان بن حسين الواسطي، عن أبي بشر اليشكري عن سعيد بن جبير.
- وتفسير ورقاء عن ابن أبي نجيح.
- ونسخة جويبر عن الضحاك.
وغيرها.