52: النضر بن شميل بن خرشة المازني التميمي(ت: 204هـ)
أبو الحسن، من بني مازن بن عمرو بن تميم، ولد سنة 122ه تقريباً بمرو الرَّوذ، ثم انتقل به أبوه إلى البصرة وهو ابن خمس أو ستّ سنين؛ فنشأ بها، وأخذ عن بعض التابعين وتابعي التابعين، وبرز في علوم العربية، وسمع من بعض الأعراب.
روى عن: حميد الطويل، وعبد الله بن عون، وهشام بن عروة، وهشام بن حسان، وإسماعيل بن أبي خالد، وإسرائيل بن يونس، وعوف الأعرابي، والخليل بن أحمد، وسعيد بن أبي عروبة، وسليمان بن المغيرة، وابن جريج، وشعبة بن الحجاج، وعبد الرحمن المسعودي، وغيرهم.
وروى عنه: إسحاق بن راهويه، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، ومحمد بن رافع، ومحمود بن غيلان، وعبدة بن عبد الرحيم المروزي، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، ونصر بن زياد النيسابوري، وغيرهم.
- قال ابن حبان: (مولده بمرو الرَّوذ، خرج به أبوه زمن الفتنة هارباً من مرو الرَّوذ إلى البصرة سنة ثمان وعشرين ومائة وهو ابن ست سنين؛ فكتب بالبصرة عن ابن عون وعوف الأعرابي والبصريين، ثم رجع إلى مرو الرَّوذ وسكنها، روى عنه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وأهل خراسان، مات بمرو وبها قبره سنة أربع ومائتين، وكان من فصحاء الناس وعلمائهم بالأدب وآداب الناس).
- وقال أحمد بن سعيد الدارمي: سمعت النضر بن شميل يقول: (خرج بي أبي من مرو الرَّوذ إلى البصرة سنة ثمان وعشرين، ومئة، وأنا ابن خمس أو ست سنين، هرب من مرو الروذ حين كانت الفتنة).
قال: (وسمعت النضر قبل موته بقليل يقول: (أنا ابن ثمانين، وكان مرضه نحواً من ستة أشهر، ومات في أول سنة أربع ومئتين). ذكرهما أبو الحجاج المزي في تهذيب الكمال، والظنّ أنهما من كتاب "تاريخ نيسابور" لأبي عبد الله الحاكم، وهو مفقود.
- وقال محمد بن يزيد المبرّد: (كان سيبويه وحماد بن سلمة أكثر في النحو من النضر بن شميل والأخفش، وكان النضر أعلم الأربعة باللغة والحديث). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال محمد بن خاقان: سُئل عبد الله بن المبارك عن النضر بن شميل؟
فقال: (درّة بين مروين ضائعة، كورة مرو ومرو روذ). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال العباس بن مصعب المروزي: (كان النضر بن شميل إماماً في العربية والحديث، وهو أوّل من أظهر السنة بمرو وجميع خراسان، وكان أروى الناس عن شعبة، وأخرج كتباً كثيرة لم يسبقه إليها أحد، وكان ولي قضاء مرو). ذكره أبو الحجاج المزي في تهذيب الكمال.
- وقال العباس بن مصعب: سئل النضر بن شميل عن الكتاب الذي ينسب إلى الخليل بن أحمد، ويقال له كتاب" العين"، فأنكره، فقيل له: لعله ألفه بعدك؟
فقال: (أوَخرجت من البصرة حتى دفنت الخليل بن أحمد؟!). ذكره أبو عبد الله الحاكم في كتابه "تاريخ نيسابور" كما في معجم الأدباء لياقوت الحموي.
- وقال داود بن مخراق: سمعت النضر بن شميل، يقول: (من أراد أن يشرف في الدنيا والآخرة فليتعلم العلم)
قال وسمعته يقول: (لا يجد الرجل لذة العلم حتى يجوع فينسى جوعه). رواهما أبو عبد الله ابن منده في أماليه.
- وقال ابن سعد: (وكان ثقة إن شاء الله، صاحب حديث ورواية للشعر ومعرفة بالنحو وبأيام الناس، وتوفي بخراسان سنة ثلاث ومائتين في خلافة المأمون، وذلك قبل خروج المأمون من خراسان).
وثّقه علي بن المديني، ويحيى بن معين، والنسائي.
وقال أبو حاتم الرازي: (ثقة، صاحب سنة).
- قال أبو عبد الله الحاكم: (أوّل من صنّف الغريب في الإسلام النضر بن شميل، له فيه كتاب هو عندنا بلا سماع، ثم صنف فيه أبو عبيد القاسم بن سلام كتابه الكبير).
قلت: يقصد غريب الحديث.
وللنضر بن شميل مشاركات حسنة في القراءات والحديث، وكتب كتباً كثيرة أكثرها مفقود، وقد طبع منها رسالته في الحروف العربية.
ومما ذكر من كتبه ولم أقف عليه مطبوعاً: كتاب غريب الحديث، وكتاب الصفات، والمعاني، والسلاح، والأنواء، وخلق الفرس، ولعل بعضها أجزاء من كتابه في الصفات فإنه كبير مصنّف على أسماء الأشياء..
وذكر له ابن النديم كتاباً في معاني القرآن.
- قال الحسن بن محمد بن مصعب: سمعت محمد بن عبد الله بن قهزاد يقول: (مات النضر بن شميل سنة ثلاث ومائتين في آخر يوم من ذي الحجة، ودفن أوّل يوم من المحرم). رواه ابن حبان في الثقات.