45: وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي (ت: 197هـ)
نسبة إلى رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، من هوازن.
روى عن الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وابن جريج، وابن عون، والأوزاعي، وشعبة، والثوري، وغيرهم.
وكان آية في الحفظ، وسرد الحديث، وهو الذي خلف سفيان الثوري في مكانه، وكان يفتي بقول أبي حنيفة.
وكان إماماً فقيهاً حافظاً، يضرب بحفظه المثل، وكان مع ذلك عابداً زاهداً كثير التلاوة والصيام، استقدمه هارون الرشيد إلى بغداد وألحّ عليه أن يلي القضاء؛ فامتنع.
وجرت له محنة بمكة بسبب حديث منكرٍ حدّث به والعهدة على من حدَّثه؛ فرُفع أمره إلى والي مكة، وأفتاه أحد العلماء من جلسائه بقتله؛ فحُبس وكيع، ونصبت له خشبة في الحرم ليصلب عليها، فسعى في أمره سفيان بن عيينة وكلّم الوالي واجتهد في إطلاق سراحه حتى تمّ له ذلك بعد لأي.
- قال أحمد بن حنبل: (ما رأيت أحداً أوعى للعلم من وكيع بن الجراح، ولا أشبه بأهل النسك منه). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال علي ابن المديني: (نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة، ثم صار علم هؤلاء الستة إلى اثني عشر ثم انتهى علم هؤلاء الاثني عشر إلى ستة: إلى يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجراح، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعبد الله بن المبارك ويحيى بن آدم). رواه ابن أبي حاتم.
- قال إسحاق ابن راهويه: (حفظي وحفظ ابن المبارك تكلّف، وحفظ وكيع أصلي، قام وكيع يوماً قائماً، ووضع يده على الحائط وحدّث سبعمائة حديثٍ حفظاً). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال ابن سعد: (حج سنة ست وتسعين ومائة ثم انصرف من الحج فمات بفيد في المحرم سنة سبع وتسعين ومائة في خلافة محمد بن هارون، وكان ثقة مأموناً، عالماً رفيعاً، كثير الحديث حجة).
وله مصنفات، طبع منها كتابه في الزهد، ونسخة حديثه عن الأعمش، وله كتاب في التفسير مفقود، رواه عنه محمد بن إسماعيل الحساني، ذكره أبو القاسم ابن منده في المستخرج والمستطرف.
وله مرويات كثيرة في كتب التفسير المسندة.
- قال إبراهيم الحربي: لما قرأ وكيع التفسير قال للناس: (خذوه! فليس فيه عن الكلبي ولا ورقاء شيء). رواه الخطيب البغدادي.