دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > أصول التفسير البياني

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #9  
قديم 28 ذو الحجة 1441هـ/17-08-2020م, 08:17 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي

روابط جواب الشرط:
إذا كان جواب الشرط فعلاً مجزوماً أو كان ارتباط جواب الشرط بجملة الشرط ظاهراً لم يحتج جواب الشرط إلى رابط ظاهر غير ذلك، كما تقدّم في أمثلة سابقة.
وإذا لم تفد جملة جواب الشرط الارتباط بجملة فعل الشرط بنفسها احتاجت إلى رابط ظاهر، والرابطان هما: "الفاء"، و"إذا" الفجائية، وقد يجتمعان، ويلتحق بهما: "اللام" و"ما" في جواب الشرط بـ"لو" و"لولا".

1: "الفاء"
وتدخل على جملة جواب الشرط لربطها بجملة الشرط في مواضع نظمها بعضهم بقوله:

اسمية طلبية وبجامد ... وبما ولن وبقد وبالتنفيس
أ: فالجملة الاسمية، نحو قول الله تعالى: {من يهد الله فهو المهتدي}، وقوله تعالى: {وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير} ، وقوله تعالى: {وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة} ، وقوله تعالى: {فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان}.
وقد تحذف
"الفاء" كما في قول الله تعالى:{وإن أطعتموهم إنكم لمشركون}، وقوله تعالى:{إن ترك خيرا الوصية}، وقوله تعالى:[وما أصابكم من مصيبة بما كسبت أيديكم] في قراءة نافع وابن عامر من غير "فاء".
وقد اختلف النحاة في تأويل حذف
"الفاء" في هذه المواضع على مذهبين:
المذهب الأول: القول بجواز حذف
"الفاء" في الاختيار إذا كان الربط ظاهراً، وهو ظاهر اختيار الأخفش وابن مالك.
والمذهب الثاني: تأويل هذه المواضع بما لا يخالف القاعدة المتقررة.
- فأما قول الله تعالى: {وإن أطعتموهم إنكم لمشركون}، فإن جواب القسم قد سدّ مسدّ جواب الشرط، وكذلك كلّ ما اجتمع فيه شرط وقسم فإنّ جواب القسم يسدّ مسدّ جواب الشرط كما في قول الله تعالى: {وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسنّ الذين كفروا منهم عذاب أليم}، وقوله تعالى: {قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}.
- وأما قول الله تعالى: {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف}، فإن "الوصية" نائب فاعل لفعل الشرط، وليست جواب شرط، وجواب الشرط متقدم وهو جملة {كتب عليكم} أو مقدّر بما يوافقها.
- وأما قول الله تعالى: [وما أصابكم من مصيبة بما كسبت أيديكم] في قراءة نافع وابن عامر ففيه وجهان:
أحدهما: أن تكون "ما" موصولة وليست شرطية، فتكون متركبة من مبتدأ وخبر، كما في قول الله تعالى:{قال موسى ما جئتم به السحر}.
والآخر: أن يكون جواب الشرط محذوفاً، وقوله:[ بما كسبت أيديكم ] من صلة جملة فعل الشرط،
كما في قول الله تعالى: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ (36)}. ويقدّر جواب الشرط هنا بما يناسب.
ومما يصلح من التقدير أن يقال: وما أصابكم من مصيبة - بما كسبت أيديكم - فبإذن الله.

ب: والطلبية هي التي تضمنت طلباً، والطلب على أنواع منها:
- الأمر، سواء أكان بفعل الأمر أم بالفعل المضارع المقرون
"بلام" الأمر أم باسم فعل الأمر، كما في قول الله تعالى:{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني}، وقوله تعالى:{ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله}، وقوله تعالى:{فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب}.
- والنهي، كما في قول الله تعالى:{فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلاً}.
- والاستفهام، كما في قول الله تعالى:{وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده}.
وأما في نحو قول الله تعالى:{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ}، وقوله تعالى:{قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين}، وقوله تعالى:{قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ}.
فجواب الشرط فيها محذوف، ويقدّر بما تقترن به
"الفاء".
- قال أبو حيان الأندلسي: (لا يجوز أن تكون هذه الجمل الاستفهامية جوابًا للشرط).

ج: والجامد هو الذي لا يتصرّف، "كعسى" و"ليس" و"نعم" و"بئس"، ومن أمثلته قول الله تعالى:{فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً}، وقوله تعالى:{ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء}، وقوله تعالى:{إن تبدوا الصدقات فنعما هي}.

د: و"ما" النافية، نحو قول الله تعالى:{وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين}، وقوله تعالى:{وإن لم تفعل فما بلغت رسالته}.
وأما نحو قوله تعالى:{لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك} فعنه جوابان:
أحدهما: أن يكون جواب القسم قد سدّ مسدّ جواب الشرط.
والآخر: أن يكون جواب الشرط محذوفاً، وجملة {ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك} مستأنفة استئنافاً بياناً.
وأما نحو قوله تعالى: {لو شاء الله ما تلوته} وقوله تعالى: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد} فأدوات الشرط هنا "لو" و"لولا" ويختصان بالربط "باللام" في الإثبات و"ما" في النفي، كما سيأتي.
ه: و
"لن"، نحو قول الله تعالى:{ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه}.
و: و
"قد"، نحو قول الله تعالى:{ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل}.
ز: والتنفيس، نحو قول الله تعالى:{وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء}، وقوله تعالى:{ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا}.

وهذه المواضع غير حاصرة؛ وقد زيد عليها "ربما" و"كأنما"؛ لأنَّ لهما حقَّ الصدارة في الكلام كما في قول الله تعالى:{ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً}.
وقول أبي عطاء السندي في رثاء يزيد بن هبيرة:
فإن تُمسِ مهجورَ الفِناء فربما ... أقام به بعد الوفودِ وفودُ

وإذا كان الجواب مصدَّراً
"بلا" النافية جاز اقترانه "بالفاء" وتجريده منها:
- فمن الأول، قول الله تعالى:{إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}، وقوله تعالى:{إن ينصركم الله فلا غالب لكم}.
- ومن الثاني، قول الله تعالى:{فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}، وقوله تعالى:{وإن تصبروا وتتقوا لا يضرّكم كيدهم شيئا}.

2: "إذا" الفجائية
وهي إذا وقعت في صدر جملة جواب الشرط سدّت مسدّ
"الفاء" في وصل جملة الشرط بجواب الشرط، كما في قول الله تعالى: {ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون}، وقوله تعالى:{ثمّ إذا كشف الضرّ عنكم إذا فريق منكم بربّهم يشركون}، وقوله تعالى:{وإن لم يُعطوا منها إذا هم يسخطون}.
وقد تقترن
"الفاء" "بإذا" الفجائية فتقوّي عملها في وصل جملة الشرط بجواب الشرط كما في قول الله تعالى:{حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون}، وقوله تعالى:{حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كلّ حدب ينسلون واقترب الوعد الحقّ فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا}.

3: "اللام" و"ما" في جواب الشرط بـ"لو" و"لولا".
- فأمّا
"اللام" فتكون في الإثبات؛ كما في قول الله تعالى:{ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم}، وقوله تعالى:{ولو آمن أهل الكتاب لكان خيراً لهم}، وقوله تعالى:{ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا} ، وقوله تعالى:{ولولا دفع الله الناس ببعضهم ببعض لفسدت الأرض}، وقوله تعالى:{ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا}.
وهذه "اللام" اختلف فيها فقيل هي "لام" جواب القسم، وقيل "لام" التوكيد، وهو أظهر.

- وأما "ما" فتكون في النفي كما في قول الله تعالى:{ولو شاء ربك ما فعلوه}، وقوله تعالى:{ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبداً}.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدرس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir