دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > أصول التفسير البياني

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #5  
قديم 28 ذو الحجة 1441هـ/17-08-2020م, 07:27 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي

أسماء الشرط:
1: "إذا" الشرطية
وذلك أن "إذا" تأتي لمعانٍ منها: الشرطية، والظرفية، والفجائية.
أ: فـأما
"إذا" الفجائية، فكما في قول الله تعالى: {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29)} وقوله تعالى: {ثمّ إذا أنتم بشر تنتشرون}، وقوله تعالى: {فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين}.
وقد اختلف النحاة في حرفيّتها واسميّتها على أقوال لخّصها ابنُ أمّ قاسم المرادي بقوله: (اختلف النحويون في
"إذا" الفجائية، على ثلاثة أقوال:
الأول: أنها ظرف زمان، وهو مذهب الزجاج، والرياشي، واختاره ابن طاهر، وابن خروف، ونُسب إلى المبرد.
قيل: وهو ظاهر كلام سيبويه.
والثاني: أنها ظرف مكان، وهو مذهب المبرّد، والفارسي، وابن جنّي، ونُسب إلى سيبويه.
واستدل القائلون بأنها ظرف مكان بوقوعها خبراً عن الجثة، في نحو: "خرجت
"فإذا" زيد".
وأجاب الأولون بأنه على حذف مضاف، أي: حضور زيد.
والثالث: أنها حرف، وهو مذهب الكوفيين، وحكي عن الأخفش، واختاره الشلوبين في أحد قوليه، وإليه ذهب ابن مالك)
ا.هـ.
ب: وأما
"إذا" الظرفية و"إذا" الشرطية فاسمان منصوبان.
- فالظرفية كما في قول الله تعالى: {والليل إذا يغشى} وقوله تعالى: {وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ} وهي مختصّة بالجملة الفعلية عند جمهور النحاة.
- والشرطية كما في قول الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} وقوله تعالى: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ}.
- وقد يجتمع في
"إذا" معنى الظرفية والشرطية كما في قول الله تعالى: {وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه}.
وقد يُحذف جواب
"إذا" الشرطية كما في قول الله تعالى: {حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم}، وقوله تعالى: {حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون}.
والأصل في
"إذا" الشرطية أن تدخل على الفعل الماضي كما في قول الله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح}.
أو المضارع كما في قول الله تعالى: {وإذا يُتلى عليهم قالوا آمنا به} وقوله تعالى: {إذا يُتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا}.
وقد اختلف في توجيه دخولها على الأسماء كما في قول الله تعالى: {إذا السماء انشقّت}.
فمذهب جمهور النحاة أن الفعل مقدّر، والاسم فاعل لهذا الفعل المقدّر.
وإذا دخلت
"إذا" الشرطية على مبتدأ وخبر كان ذلك على إضمار "كان" الشأنية، كما في قول الفرزدق:

إذا باهلي تحته حنظلية ... له ولد منها فذاك المذرَّع
المذرَّع الذي أمّه أشرف من أبيه.
- قال المبرّد: (وإنما سمّي مذرَّعا للرّقمتين في ذراع البغل، وإنما صارتا فيه من ناحية الحمار).
ومن أمثال العرب: قيل من أبوك يا بغل؟ قال: خالي الفرَس.

2: "مَن" الشرطية
كما في قول الله تعالى: {من يعمل سوءً يُجزَ به}
- وتأتي "مَن" استفهامية كما في قول الله تعالى: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه}.
- وتأتي موصولة كما في قول الله تعالى:
{فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَق (200) وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار} وقوله تعالى: {ولا يزالون مختلفين إلا مَن رحم ربك}.
- وقد تأتي محتملة للاستفهامية والموصولة كما في قول الله تعالى: {فستعلمون من أصحاب الصراط السويّ ومن اهتدى}، وقوله تعالى: {قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين}، ويكثر ذلك في
"مَن" الواقعة بعد ألفاظ العِلم.
- وتأتي محتملة للشرطية والموصولة كما في قول الله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}، وقوله تعالى: {من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ}، وقوله تعالى: {كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم}، وقوله تعالى: {قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار}.
وقد يعتمد تحرير معنى
"مَن" على تعيين الأسلوب الذي وردت فيه، كما في قول الله تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا}.
إذا اعتبرت الاستثناء متصلاً كانت
"مَن" موصولة، والمعنى: إلا الذين ارتضاهم "من" رسله.
وإذا اعتبرت الاستثناء منقطعاً كانت
"مَن" شرطية، أي: ولكن "مَن" ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا؛ فتكون جملة {فإنه يسلك} جواباً للشرط، والجملة التي قبلها تامة لا يُستثنى منها أحد، ويفسّر الغيب بما لا يعلمه إلا الله؛ أو باعتبار الأصل قبل إطْلاع أحد عليه، أو بتفسير الإظهار تفسيراً يختص بالله تعالى.
وكذلك تحرير معنى
"مَن" في قول الله تعالى: {فسوف يلقون غيا إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة}.

3: "ما" الشرطية
كما في قول الله تعالى: {وما تفعلوا من خير يعلمْه الله}، وقوله تعالى: {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده}.
وقد تأتي
"ما" محتملة للشرطية والموصولة كما في قول الله تعالى: {وما عملت من سوء تودّ لو أنّ بينها وبينه أمداً بعيداً} وقوله تعالى: {قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين}، وقوله تعالى: {فما استمتعتم به منهنّ فآتوهنّ أجورهنّ}، وقوله تعالى: {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله}.
وتأتي
"ما" لمعانٍ أخرى كثيرة منها: النافية، والاستفهامية، والموصولة، والمصدرية، والظرفية، والتعجبية، والنكرة الموصوفة، والزائدة.

4: "مهما"
وهي اسم من أسماء الشرط مجرّد عن الظرفية، وقد أتت في موضع واحد في القرآن، في قوله تعالى: {وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين}، جملة {فما نحن لك بمؤمنين} جواب الشرط.

5: "متى" الشرطية
كما في قول طرفة بن العبد:
متى تأتنا أصبحت كأساً رويّة ... وإن تك عنها ذا غنى فاغْنَ وازدد
ولم تأت "متى" في القرآن شرطية، وإنما جاءت استفهامية، كما في قول الله تعالى: {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين}.

6: "كيف" الشرطية
وهي أداة شرط غير جازمة، والأصل فيها أن يكون جوابها مثل فعلها، كما يقال:
"كيف" تصنع أصنع.
ويجوز حذف جوابها كما في قول الله تعالى: {يصوركم في الأرحام كيف يشاء} والتقدير:
"كيف" يشاء أن يصورّكم صوركم، وقوله تعالى: {بل يداه مبسوطتان يُنفق كيف يشاء}، والتقدير: "كيف" يشاء أن ينفق أنفق.
وتأتي
"كيف" استفهامية، وقد يخرج المعنى عن الاستفهام الحقيقي إلى التعجب والتوبيخ والتشنيع وغيرها.

7: "أين"
"أين" الشرطية لم تقع في القرآن، ومثّل لها جماعة من النحاة بقول القائل: "أين" تكن أكن.
وأكثر ما تكون
"أين" استفهامية في محل نصب على الظرفية المكانية.

8: "أينما"
"أينما" وردت في القرآن بمعنى الشرط كما في قول الله تعالى: {أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً} وقوله تعالى: {أينما تكونوا يدركّم الموت}، وقوله تعالى: {أينما يوجّهه لا يأت بخير}.
وقد يُحذف الجواب لدلالة ما قبلها عليه كما في قول الله تعالى: {وجعلني مباركاً أينما كنت} وقوله تعالى: {ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا}.

9: "أنَّى"
وهي طرف مكان، وقد وردت شرطية في قوله تعالى: {فأتوا حرثكم أنّى شئتم} وجوابها محذوف لدلالة ما قبلها عليه.
وسائر مواضعها في القرآن استفهامية بمعنى "كيف" أو "من" "أين"، ويأتي الاستفهام بها للاستبعاد أو الاستغراب أو الإنكار أو التوبيخ أو التعجب.

10: "أيان"
وهي ظرف بمعنى
"متى" و"أين"، وتفارقهما في أمور:
- منها: أنها تختص بالمستقبل.
- ومنها: أنه لا يقع بعدها فعل ماضٍ.
- ومنها: أنها تختص بالاستعمال في الأمور ذات الشأن.
قال تعالى: {وما يشعرون أيان يبعثون} وقال تعالى: {يسألونك عن الساعة أيان مرساها}
ولم تقع في القرآن بمعنى الشرط، ومن أمثلة استعمالها شرطية قول ساعدة بن جؤيَّة الهذلي:
نُفاثِيّةٌ أيّان ما شاءَ أهلُها ... رأَوا فُوقَها في الخُصِّ لمَ يتَغيّب

11: "أيّ" الشرطية
وقد جاءت في موضعين في القرآن متبوعة بما، وذلك في قول الله تعالى: {أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}، وقوله تعالى: {أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي}.
وتأتي "أيّ" استفهامية كما في قول الله تعالى: {فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون}، وقوله تعالى: {وإذا الموءودة سئلت بأيّ ذنب قتلت}، وقوله تعالى: {فمنهم من يقول أيّكم زادته هذه إيمانا}.
وتأتي موصولة كما في قول الله تعالى: {ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا} على قراءة الرفع.
وتأتي محتملة للاستفهامية والموصولة كما في قول الله تعالى: {يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب}، وقوله تعالى: {فلينظر أيها أزكى طعاما}.

12: "حيثما"
و"حيث" لا تكون أداة شرط إلا إذا اتصلت بـ"ما".
- قال المبرّد: (ولا يكون الجزاء في "إذ" ولا في "حيث" بغير "ما" لأنهما ظرفان يضافان إلى الأفعال، وإذا زدت على كل واحد منهما "ما" مُنعتا الإضافة فعَمِلَتا)ا.هـ.
وقد وردت "حيثما" في موضعين في القرآن هما قول الله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}، وقوله تعالى: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}.
ومما يلتحق بأدوات الشرط "كلّما" لاستدعائها جواباً كما في قول الله تعالى: {كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله} ، وقوله تعالى: {كلما أضاء لهم مشوا فيه}.
و"كلّ" فيها مؤكدة لعموم "ما".


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدرس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir