دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > أصول التفسير البياني

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #4  
قديم 28 ذو الحجة 1441هـ/17-08-2020م, 07:26 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي

حروف الشرط:
1: "إنْ"
وهي أصل أدوات الشرط الجازمة، وبها تفسّر كثير منها، وتختصّ بدخولها على الاسم المرفوع الذي بعده فعلٌ يفسّره، كما في قول تعالى: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره}، وقوله تعالى: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما}.
- وتدخل على الفعل الماضي كما في قول الله تعالى: {قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه}.
- وتدخل على الفعل المضارع فتجزمه، كما في قول الله تعالى: {إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء}.

وتستعمل "إن" غالباً لما يقلّ وقوعه أو يُشكّ فيه، أو يُنزّل منزلته، بخلاف "إذا" التي تُستعمل غالباً لما يكثر وقوعه أو يُتوقّع أو يُنزّل منزلته، وقد اجتمعا في قول الله تعالى: {فإن خفتم فرجالاً أو رُكباناً فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علّمكم ما لم تكونوا تعلمون}.
فالخوف حالة عارضة، والأمن أكثر؛ وفي الآية لطيفة أخرى، وهي تعظيم الرجاء لمن ابتلي بالخوف بأن يتوقّع الأمن؛ وذلك في قوله تعالى: {فإذا أمنتم} فنزّل الأمن منزلة الأمر القادم المتوقّع وقوعه.
وفرّق بينهما أيضاً في قول الله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ}.
وقوله تعالى: {وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها، وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون}.
وقوله تعالى: {فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه}.
وقوله تعالى: {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف}.
وقوله تعالى: {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (102) فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا (103)}.
وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا}.

وقد تُستعمل "إن" فيما هو متحقق الوقوع لعلّة؛ كإبهام الزمان نحو ما في قول الله تعالى: {أفإن متّ فهم الخالدون}، وقوله تعالى: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم}.

2: "إمَّا" الشرطية
وهي مركَّبة من "إن" و"ما"، كما في قول الله تعالى: {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا (28)} وقوله تعالى: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا}.
و"لإمَّا" معانٍ أخر خارجة عن معنى الشرط، وأصل معانيها التفصيل كما في قول الله تعالى: {قُلْنَا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86)} وقوله تعالى: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)}.

3: "أمّا"
وتُسمّى "التفصيلية"، وهي حرف شرط يتطلّب جزاءً، كما في قول الله تعالى: {فأما اليتيم فلا تقهر} ، وقوله تعالى: {فأما الّذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم}.
و"الفاء" لازمة في جوابها ذكراً كما في المثالين السابقين، أو تقديراً كما في قول الله تعالى: {فأمّا الذين اسودّت وجوههم أكفرتم} أي: فيقال لهم: أكفرتم.
وفي قول الله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ} أي: فيقال لهم: ألم تكن آياتي تتلى عليكم، فانتقلت "الفاء" إلى صدر جملة مقول القول، وتقدّمتها "همزة" الاستفهام لاستحقاقها الصدارة في الجملة.
وهذا التقدير أولى من تقدير من قدّرها من النحاة بقوله: فألم.
وقد تجتمع مع "أمّا" أداة شرط أخرى؛ فيكون جواب الشرط جواب "أمّا".
- فمن ذلك اجتماعها مع "إن" كما في قول الله تعالى: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ}
- واجتماعها مع "إذا" كما في قول الله تعالى: {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ}
- واجتماعها مع "مَنْ" كما في قول الله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ}
- واجتماعها مع "ما" كما في قول الله تعالى: {وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}
والجواب في كلّ هذه المواضع جواب "أمّا" لأنها أسبق ولوجوب اقتران جوابها "بالفاء".
والأصل في "أما" أن تكرَّر لإفادتها التفصيل، والتفصيل يقتضي مفصولين أو أكثر، كما في قول الله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6)}.
وقوله تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}.
وقد يُكتفى بذكر مفصول واحدٍ لظهور تقدير المفصول الآخر كما في قول الله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَىٰ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ}.
وقوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175)}.

4: "لمّا" الحينية

وهي مختصّة بالماضي، وتأتي على نوعين:
أ: متمحضة للظرفية لا تستدعي جواباً،
كما في قول الله تعالى: {فقد كذبوا بالحقّ لما جاءهم}، وقوله تعالى: {وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا}، وقوله تعالى: {قال موسى أتقولون للحقّ لما جاءكم أسحر هذا}.
ب: حرف وجود لوجود، فتستدعي جواباً، وفيها معنى الظرف، ولذلك يختلف المعربون في إعرابها، وأكثر ما يكون جوابها:
- فعلاً ماضيا كما في قول الله تعالى: {فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلاً منهم} وقوله تعالى: {فلمّا آسفونا انتقمنا منهم}، وقوله تعالى: {فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به}.
- أو جملة اسمية مقرونة "بإذا" الفجائية كما في قول الله تعالى: {فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون}.
- أو شبه جملة مقرونة "بالفاء" كما في قول الله تعالى: {فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد}.
- وقد يأتي جوابها فعلاً مضارعاً كما في قول الله تعالى: {فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط} ، وهو مؤوَّل عند النحاة بـ"جادلنا" أو "أخذ يجادلنا"، والثاني أرجح لدلالته على تكرار المجادلة منهم طمعاً في هدايتهم.
وقد يُحذف جواب "لمَّا" كما في قول الله تعالى: {فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجبّ وأوحينا إليه لتنبئنّهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون}، وقوله تعالى: {فلما أسلما وتلّه للجبين وناديناه أن يا إبراهيم }.
وكذلك قوله تعالى: {ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء} جملة {ما كان يغني عنهم} اعتراضية وليست جواب "لمّا".

وقد تأتي "لمّا" نافية جازمة للفعل المضارع فلا تستدعي جواباً، كما في قول الله تعالى: {كلا لما يقض ما أمره} وقوله تعالى: {بل لما يذوقوا عذاب}.
والفرق بينها وبين "لم" أنَّ "لم" تفيد مطلق النفي، و"لما" تفيد النفي إلى وقت التكلّم مع توقع قوع الفعل بعده.
تقول: قمتُ و"لم" يقم زيد؛ فأثبتّ قيامك ونفيت قيام زيد.
وتقول: قمتُ و"لمَّا" يقم زيد، فأثبتَّ قيامك ونفيت قيام زيد إلى وقت التكلّم، وأنت تتوقع أن يقوم بعد ذلك.
قال الله تعالى: { قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}، فنفى دخول الإيمان في قلوبهم إلى الحال، مع إطماعهم بدخوله بعد ذلك.
- وقد تأتي "لمّا" بمعنى "إلا" كما في قول الله تعالى: {وإنّ كلا لمّا ليوفينّهم ربك أعمالهم} وقوله تعالى: {وإن كل لمّا جميع لدينا محضرون}.
ويدل لمجيء "لمّا" بمعنى "إلا" قراءة ابن مسعود رضي الله عنه فيما ذكره الفراء [ وإنَّ كلنا لمّا له مقام معلوم ] والقراءة المتواترة: {وما منا إلا له مقام معلوم}.

5: "لو"
وهي حرف يأتي لمعانٍ منها: الشرط، والامتناع، والتمنّي، والتقليل، والتأكيد.
وقد تجتمع بعض هذه المعاني في بعض الأمثلة.
أ: فالشرط، كما في قول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} وقوله تعالى: {ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به} وقوله تعالى: {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم}.
وقد تأتي "لو" شرطية للشرط المستبعد وقوعه والمؤكد عدم وقوعه، كما في قول الله تعالى: {ولو سمعوا ما استجابوا لكم} وقوله تعالى: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا}

ب: ومعنى الامتناع وقع في تحريره خلاف بين النحاة، والجاري على ألسنة كثير منهم أنَّ
"لو" حرف امتناع لامتناع، وهذا إنما يصحّ باعتبار الأصل، وهو أن تدخل على جملتين مثبتتين، كقول قائل: "لو" قام زيد لقمت؛ فامتنع قيامه لامتناع قيام زيد.
أما إذا دخلت
"لو" على جملتين منفيتين أو إحداهما منفية فلا تفيد امتناعاً لامتناع، وذلك كما في قول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا}.
وقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ}.
وتفصيل أقوال النحاة في هذه المسألة يطول به المقام، لكن الخلاصة المُفهمة أن دخول
"لو" على جواب منفي يقع على معنيين:
أحدهما: تأكيد النفي، كما في الآيتين السابقتين، وكما في قول القائل:
"لن" أعفو عن فلان، و"لو" شفع فيه الأمير ما عفوت عنه.
فهذا الاستعمال يفيد تأكيد النفي، ولا يصحّ أن تعتبر فيه
"لو" حرف امتناع لامتناع.
والآخر: بيان السببية، كما
"لو" قلتَ: قمتُ و"لو" قام زيد لم أقم.
فـ
"لو" هنا حرف وجود لامتناع؛ فحصل قيامك لامتناع قيام زيد.
ج- وتأتي
"لو" للتمنّي كما في قول الله تعالى: {وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم}.
د- وتأتي
"لو" مصدرية بمعنى "أن" المصدرية كما في قول الله تعالى: {يود أحدهم لو يعمر ألف سنة}، أي: "أن" يُعمَّر، وقوله تعالى: {وودوا لو تكفرون} أي: "أن" تكفروا.
وهي مُشْربة معنى التمني.
ه- وتأتي للتأكيد، كما في قول الله تعالى: {وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ}، وقوله تعالى: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى}، وقوله تعالى: {ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت}.
و- وتأتي للتقليل، كما في الحديث: (( اتقوا النار ولو بشقّ تمرة )) ، وحديث: (( أولِمْ ولو بشاة )).

وقد يُحذف جواب
"لو" كما في قول الله تعالى: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا}، وقوله تعالى: {قال لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد}.

6: "لولا"

وتأتي لمعنيين: الامتناع والتحضيض.
أ- فأما
"لولا" الامتناعية؛ فتستدعي جواباً، ولذلك كان فيها شوب معنى الشرط، فألحقت بأدوات الشرط، وهي حرف امتناع لوجود، كما في قول الله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)}.
وقد يُحذف جواب
"لولا" كما في قول الله تعالى: { وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10)}.
ب- وأما
"لولا" التحضيضية فلا تستدعي جواباً، وإنما يُفهم منها معنى التحضيض حقيقة أو تهكّماً أو توبيخاً أو عتاباً.
فمن الأول: قول الله تعالى: {لولا تستغفرون الله لعلكم تُرحمون} وقوله تعالى: {نحن خلقناكم فلولا تصدّقون}.
ومن الثاني: قول الله تعالى: {فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قرباناً آلهة}.
ومن الثالث: قول الله تعالى: {لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت}.
ومن الرابع: قول الله تعالى: {لولا إذ سمعتموه ظنّ المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً}، وقوله تعالى: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ}.
فهذه الأمثلة وما قاربها الأصل فيها التحضيض إلا أنها تُفسّر في كل موضع بما يناسبها.
وقد اجتمعت
"لولا" الامتناعية و"لولا" التحضيضية في قول الله تعالى: {ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا}.

7: "لوما"
وهي مثل
"لولا" تأتي لمعنيين: الامتناع والتحضيض.
أ: فالامتناع يستدعي جواباً ولذلك ألحق بأدوات الشرط، ومثاله قول القائل: "لوما زيد لأكرمتك"، ولم تأت في القرآن الكريم بهذا المعنى.
ب: والتحضيض، كما في قول الله تعالى: {وَقَالُوا يَاأَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7)}

8: "إذ لم"، و"إذ ما"

أما "إذ لم" فقد وردت بمعنى الشرط في قول الله تعالى: { فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ}.
وقوله تعالى: {فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13)}.
وقوله تعالى: {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ (11)}.

وأما "إذما" فهي حرف شرط مركّب من "إذ" و"ما"، ولم يرد في القرآن الكريم، واستشهد له سيبويه بقول عباس بن مرداس رضي الله عنه:

إذما مررْتَ على الرسولِ فقُلْ له ... حقاً عليك إذا اطمأنّ المجلسُ
يا خيرَ من ركب المطيَّ وَمَن مشى ... فوقَ التراب إذا تعَدُّ الأنفسُ
"فقل له" جواب "إذما".
- قال المبرّد: (ولا يكون الجزاء في "إذ" ولا في "حيث" بغير "ما" لأنهما ظرفان يضافان إلى الأفعال، وإذا زدت على كل واحد منهما "ما" مُنعتا الإضافة فعَمِلَتا)ا.هـ.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدرس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir