دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #4  
قديم 3 شوال 1435هـ/30-07-2014م, 11:46 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

تلخيص مقاصد تفسير ابن كثير


المقصد العام لمقدمة تفسير ابن كثير :

وضع مختصرًا لبعض أنواعِ علوم القرآن التي يستفيد منها طالب علم التفسير ، وأبوابًا من فضائل القرآن لتشجع الطالب وتهيئه لطلب علم التفسير والاستفادة منه علمًا وعملا.


المقاصد الفرعية:
أ: بيان بعض الفوائد والقواعد في أصول التفسير

1- أهمية علم التفسير :
أرسل اللهُ الرسل بالتوحيد وأنزل القرآن على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليتدبر الناس آياته ويفهموا معانيه فيطبقونه
لذا وجب على علماء الأمة الاهتمام بعلم التفسير وتعلمه وتعليمه للناس
قال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} [ص: 29]

كما قال تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون} [آل عمران: 187]

2- طرق التفسير :
1- تفسير القرآن بالقرآن
2- تفسير القرآن بالسنة : قال تعالى :{ إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما} [ النساء: 105]، وقال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} [ النحل: 44] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه)) يعني: السنة.
3- تفسير القرآن بأقوال الصحابة وأشهرهم عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود ، قال أبو عبد الرحمن السُّلمي : " حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن أنهم كانوا لا يتجاوزون العشر آيات حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل فتعلموا العلم والعمل جميعًا".
4- تفسير القرآن بأقوال التابعين فإن اختلفوا فقول أحدهم ليس بحجة على الآخر.

3- التحذير من تفسير القرآن بالرأي :

أمّا تفسيرُ القرآن بمجرد الرأي فحرام ، وهو التفسير بما لا علم للمرء به
عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال في القرآن برأيه، -أو بما لا يعلم-، فليتبوأ مقعده من النار
فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا، فلا حرج عليه ، لقوله تعالى: {لتبيننه للناس ولا تكتمونه} [آل عمران: 187]، ولما جاء في الحديث المروى من طرق: ((من سئل عن علم فكتمه، ألجم يوم القيامة بلجام من نار)).
عن أبي الزناد قال: قال ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله.
4- الرواية عن بني إسرائيل :
على ثلاثة أوجه :
- ما علمنا صدقه مما يطابق شرعنا فهو حق.
- ما علمنا كذبه لمخالفته شرعنا فهو باطل
- مسكوت عنه ، فلا نصدقه ولا نكذبه وتجوز روايته ما لم يُخش محذور.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: ((بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)) رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو.
وأغلبها مما لا فائدة منه كما حكى الله تعالى عن بني إسرائيل
قال تعالى : {سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا} [الكهف: 22]
فحكى عنهم ثلاثة أقوال ؛ ضعف الأولين وسكت عن الأخير فدل على أنه الصواب ثم ذكر أنه لا طائل من تحديد ذلك { فلا تمار فيهم إلا مراءً ظاهرًا }.


ب: بيان فضل القرآن

-
مناسبة تقديم ابن كثير لفضائل القرآن في أول التفسير ، ليكون ذلك باعثًا على حفظ القرآن وفهمه وتدبر ما فيه من الآيات

  • اجتماع شرف الزمان والمكان في أول نزول القرآن:
القرآن بدأ نزوله في مكة وفي رمضان فاجتمع له شرفُ الزمان والمكان ، والقرآن منه مكي ومدني عن عائشة وابن عباس – رضي الله عنهم - قال: لبث النبي" صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن، وبالمدينة عشرا "
  • ·القرآن مهيمن على الكتب السابقة
قال تعالى :{ وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقًا لما بين يديهِ من الكتاب ومهيمنًا عليه} [المائدة: :48]
قال ابن عباس :
" المهيمن الأمين القرآن ، أمين على كل كتاب قبله".

· السفيرُ بين الله عز وجل ورسوله -محمد صلى الله عليه وسلم- هو جبريل عليه السلام
- قال تعالى:
{إنه لقول رسول كريم * ذي قوة عند ذي العرش مكين * مطاع ثم أمين وما صاحبكم بمجنون} الآيات [التكوير: 19- 22]
- عن
أبي عثمان قال: أنبئت أن جبريل، عليه السلام، أتى النبي صلى الله عليهوسلم وعنده أم سلمة، فجعل يتحدث، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((منهذا؟)) أو كما قال، قالت: هذا دحية الكلبي، فلما قام قالت: والله ما حسبته إلا إياه، حتى سمعت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يخبر خبر جبريل.

  • القرآنُ معجزةُ النبي صلى الله عليه وسلم
وفضيلته على معجزات سائر الأنبياء ببقائه حتى بعد موته صلى الله عليه وسلم وفيه خبر من كان قبلنا ونبأ ما بعدنا وفصل ما بيننا.
وتحدى الله عز وجل العرب أن يأتوا بسورة مثله فعجزوا
قال تعالى :
{ أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون اللهِ إن كنتم صادقين}[يونس : 38]
قال النبي صلى الله عليه وسلم
: " ما من الأنبياء نبي إلا أُعطي ما مثله آمن عليه البشر ، وإنما كان الذي أوتيت وحيًا أوحاه الله إلي ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة ".

  • تتابع الوحي بعد الفترة الأولى ولم تحدث فترةً بعدها:
عن أنس بن مالك أن الله تابع الوحي على رسوله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد.
  • فائدة نزول القرآن مفرقًا :
    - الاعتناء بالنبي صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه وتثبيته عن الأسود بن قيس قال: سمعت جندبا يقول: اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة أو ليلتين، فأتته امرأة فقالت: يا محمد، ما أرى شيطانك إلا تركك، فأنزل الله تعالى: { والضحى ، والليل إذا سجى ، ما ودعك ربُّك وما قلى } [الضحى : 1-3]
    - قال تعالى {وَقُرآنًا فرقناهُ لِتقرآهُ على الناسِ على مُكثٍ ونزلناهُ تنزيلا}
  • نزول القرآن بأفصح اللغات - اللغة العربية . :
قال تعالى: {وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكونمن المنذرين * بلسان عربي مبين} [الشعراء: 192 -195]
وقال تعالى:
{وهذالسان عربي مبين} [النحل: 103]، وقال تعالى: {ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي} الآية [فصلت: 4]




  • فضل القرآن على سائر الكلام
- بهِ فُضلت أمة محمد صلى الله عليه وسلم على سائر الأمم
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم * لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاءوالله ذو الفضل العظيم}
عن أنسبن مالك، عن أبي موسى، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((مثل الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، طعمها طيب وريحها طيب. والذي لا يقرأالقرآن كالتمرة، طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها)).
وعن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم كما بين صلاة العصر ومغرب الشمس، ومثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استعمل عمالا فقال: من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط؟ فعملت اليهود فقال: من يعمل لي من نصف النهار إلى العصر؟ فعملت النصارى، ثم أنتم تعملون من العصر إلى المغرب بقيراطين قيراطين، قالوا: نحن أكثر عملا وأقل عطاء! قال: هل ظلمتكم من حقكم؟ قالوا: لا. قال: فذلك فضلي أوتيه من شئت)).


  • اغتباط صاحب القرآن
لما معهُ من القرآن فينبغي أن يستشعر عظيم فضل الله عليه ويغبطه الناس على ذلك
- عن عبدالله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا حسد إلافي اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب فقام به آناء الليل، ورجل أعطاه الله مالافهو يتصدق به آناء الليل والنهار)).
- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله أهلين من الناس)). قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: ((أهل القرآن هم أهل الله وخاصته)) ". رواهُ الإمام أحمد.
- عن أبي سعيد قال: قال نبي الله عليه الصلاة والسلام: ((يقال لصاحب القرآن إذادخل الجنة: اقرأ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيءمعه)). رواهُ الإمام أحمد

  • فضل تحسين الصوت بالقرآن
وهو تحسين الصوت وأفضل ما يكون إذا صاحبه خشوع القلب لذا كانت قراءةُ الأنبياء الأفضل من حيث الكمال في حسن الصوت وخشوع القلب
عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أنه كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لم يأذن الله لشيء، ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن)) ومعنى أذن على الراجح استمع له.
عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو رأيتني وأنا أستمع قراءتك البارحة)). قلت: أما والله لو علمت أنك تستمع قراءتي لحبرتها لك تحبيرا. ورواه مسلم من حديث طلحة به وزاد: ((لقدأوتيت مزمارا من مزامير آل داود ".
وفي الصحيحين عن جبير بن مطعم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قال: قراءة منه. وفي بعض ألفاظه: فلما سمعته قرأ:{أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون} [الطور: 35]
- وأما قراءة القرآن بالألحان التي يُسلك بها مذاهب الغناء فقد نص الأئمة على النهي عنه وإذا تسبب في زيادة حرفٍ أو نقصانه فقد نصوا على تحريمه.
  • نزول السكينة والملائكة عند القراءة:
- {وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا}[الإسراء: 78]، وجاء في بعض التفاسير: أن الملائكة تشهده.
- عن أسيد بن الحضير قال: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة، وفرسه مربوطة عنده، إذ جالت الفرس، فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت الفرس فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت الفرس، فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبا منها، فأشفق أن تصيبه، فلم ااجتره رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها، فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((اقرأ يابن حضير، اقرأ يابن حضير)). قال: فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى وكان منها قريبا، فرفعت رأسي وانصرفت إليه، فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة، فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها قال: ((أو تدري ما ذاك؟)). قال: لا قال: (( تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم)).رواه البخاري معلقًا.
وقد وقع مثل ذلك لثابت بن قيس بن شماس
قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ألم تر ثابت بن قيس بن شماس لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح؟ قال: ((فلعله قرأ سورة البقرة)). قال: فسئل ثابت فقال: قرأت سورة البقرة. رواهُ أبو عبيد.
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((مااجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه فيما بينهم،إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)) رواه مسلم عن أبي هريرة.

  • القرآن هو تركةُ النبي صلى الله عليه وسلم
- قال تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} الآية [فاطر: 32]
- عن عبد العزيز بن رفيع قال: دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس، فقال له شداد بن معقل: أترك النبي صلى الله عليه وسلم من شيء؟ قال: ما ترك إلا مابين الدفتين. قال: ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه فقال: ما ترك إلا مابين الدفتين. رواه البخاري.
- وفي حديث أبي الدرداء: ((إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)).

  • الوصايا بكتاب الله
عن طلحة بن مصرف قال: "سألت عبدالله بن أبي أوفى: أوصى النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا. فقلت: فكيف كتب على الناس الوصية، أمروا بها ولم يوص؟ قال: أوصى بكتاب الله، عز وجل". رواهُ البخاري
  • فضل تعلم القرآن وتعليمه :
ذلك من صفات المؤمنين المتبعين للرسل ، قال تعالى :{ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين} [ فصلت: 33]
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه))



ج : جمع القرآن


  • معارضة النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام بالقرآن
وكان ذلك في رمضان من كل عام مرة ، ثم عارضه في العام الأخير من حياة النبي صلى الله عليه وسلم مرتين وذلك لمقابلته على ما أوحاهُ إليه فيبقى ما بقي ويذهب ما نُسخ توكيدًا.
عنعائشة، عن فاطمة، رضي الله عنها، أسر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة وأنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلاحضر أجلي. رواهُ البخاري مُعلقًا في فضائل القرآن وأسنده في موقع آخر.
عن ابن عباس قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة"متفق عليه.
  • القرآء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم :
عن مسروق: ذكر عبد الله بن عمرو عبد الله بن مسعود، فقال: لا أزال أحبه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب))، رضي الله عنهم .رواهُ البخاري.
والقرآء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كُثر منهم:
أ‌- من المهاجرين:
- لم يجمع القرآن من الخلفاء الراشدين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم سوى عثمان ابن عفان - رضي الله عنه " وقد ورد أنه قرأه كله في ركعة "
- عبد الله بن مسعود : عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد)).
عن شقيق بن سلمة قال: خطبنا عبد الله فقال: والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة، والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم. قال شقيق: فجلست فيالحلق أسمع ما يقولون، فما سمعت رادا يقول غير ذلك.رواه البخاري .
- عبد الله بن عباس : عن مجاهد أنه قال: قرأت القرآن على ابن عباس مرتين، أقفه عند كل آية وأسأله عنها.
- عبد الله بن عمرو : وعنه أنه قال جمعتُ القرآن فقرأت به كل ليلة، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((اقرأه في شهر)). الحديث ، رواهُ النسائي.
- سالم مولى أبي حذيفة.
ب‌- من الأنصار :
- معاذ بن جبل
- أبي بن كعب
- زيد بن ثابت
- أبو الدرداء
- أبو زيد واختُلف في اسمه والراجح أنه من الخزرج من عمومة أنس بن مالك رضي الله عنه.

عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى اللهعليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيدبن ثابت، وأبو زيد.رواهُ البخاري.
ويُحمل هذا الحديث على أنه قصد من جمعه من الأنصار .

  • جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
كان الصحابة يحفظون القرآن في صدورهم كما كانوا يحفظونه كتابةً على العسب واللخاف وعظام الأكتاف ورقاع الجلود
وممن جمع القرآن من الصحابة القرآن :
من المهاجرين جمع كثير ، أشهرهم ؛ الخلفاء الأربعة وعبد الله بن مسعود.
من الأنصار :
عن أنس قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة؛ أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، ونحن ورثناه.

  • جمع أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - القرآن في مصحف واحد :
قُتل عدد كبير من الصحابة القراء في معركة اليمامة ، فأشار عمر بن الخطاب رضي الله عنه على أبي بكر بجمع القرآن ، فما زال أبو بكر يراجعه وعمر يؤكد عليه حتى شرح الله صدر أبي بكر لذلك
فندب زيد بن ثابت رضي الله عنه إلى جمعه من صدور الرجال وعسب النخيل وعظام الأكتاف.
- جُمِعَ المصحف على العرضة الأخيرة التي عرضها جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته-.
وأشار أبو بكر رضي الله عنهه عليه أن يكتب الآية إذا وُجد لها شاهدين فوجد آخر آيتين من سورة التوبة :
{ لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم ..} الآيات – مع خزيمة بن ثابت وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قد جعل شهادته بشهادة رجلين فكتبهما.
بقي المصحف بعد جمعه عند أبي بكر ثم عمر ثم حفصة بنت عمر رضي الله عنهم أجمعين
  • جمع عثمان - رضي الله عنه - الأمة على مصحف واحد :
- السبب في ذلك :
ظهر أثر اختلاف القراءات بين الناس ، ولحظ ذلك حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في فتح أرمينية وأذربيجان.
فأشار عليه حذيفة رضي الله عنه بجمع القرآن على مصحف واحد.
فاستأذن عثمان رضي الله عنه حفصة رضي الله عنه أن تُرسل إليه المصحف
وأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما أنزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
- المصاحف العثمانية :
أرسل عثمان مصحف لكل من مكة والبصرة والكوفة واليمن والشام والبحرين وأبقى في المدينة نسخة.

- موافقة الصحابة عثمان بن عفان رضي الله عنه على ذلك :
قال علي حين حرق عثمان المصاحف: لو لم يصنعه هو لصنعته.

عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، قال: أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك، أو قال: لم ينكر ذلك منهم أحد. وهذا إسناد صحيح.
- اعتراض عبد الله بن مسعود على جمع عثمان المصحف على قراءة واحدة :

- عن أبي وائل، قال: خطبنا ابن مسعود على المنبر فقال: {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة} [آل عمران: 161]، غلوا مصاحفكم، وكيف تأمروني أن أقرأ على قراءة زيد بن ثابت، وقد قرأت القرآن من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة، وإن زيد بن ثابت ليأتي مع الغلمان له ذؤابتان، والله ما نزل من القرآن شيء إلا وأنا أعلم في أي شيء نزل، وما أحد أعلم بكتاب الله مني، وما أنا بخيركم، ولو أعلم مكانا تبلغه الإبل أعلم بكتاب الله مني لأتيته. قال أبو وائل: فلما نزل عن المنبر جلست في الحلق، فما أحد ينكر ما قال. أصل هذا مخرج في الصحيحين وعندهما: ولقد علم أصحاب محمد أني أعلمهم بكتاب الله. وقول أبي وائل: "فما أحد ينكر ما قال"، يعني: من فضله وعلمه وحفظه، والله أعلم.
- هل رجع ابن مسعود عن قوله ؟
عن فلفلة الجعفي قال: فزعت فيمن فزع إلى عبد الله في المصاحف، فدخلنا عليه، فقال رجل من القوم: إنا لم نأتك زائرين، ولكنا جئنا حين راعنا هذا الخبر، فقال: إن القرآن أنزل على نبيكم من سبعة أبواب، على سبعة أحرف -أو حروف- وإن الكتاب قبلكم كان ينزل -أو نزل- من باب واحد على حرف واحد" رواه أبو بكر ابن أبي داوود واستدل به على رجوع ابن مسعود عن قوله.
قال ابن كثير :
وهذا الذي استدل به أبو بكر، رحمه الله، على رجوع ابن مسعود فيه نظر، من جهة أنه لا يظهر من هذا اللفظ رجوع عما كان يذهب إليه، والله أعلم.


  • تأليف سور القرآن :
1. ترتيب القرآن في المصحف العثماني :
* ترتيبُ الآيات توقيفي كما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم.
* ترتيب السور اجتهادي من الصحابة وهناك خلاف بين المصاحف في ذلك إلا أنه حصل الإجماعُ على مصحف عثمان رضي الله عنه.

-
عن ابن عباس قال: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينها ولم تكتبوا بينها سطر "بسم الله الرحمن الرحيم"، ووضعتموها في السبع الطوال؟ ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان: كان رسول الله مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا أنزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أول ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، وحسبت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" فوضعتها في السبع الطوال.

- عن ابن جريج قال
وأخبرني يوسف بن ماهك قال: إني عند عائشة أم المؤمنين،رضي الله عنها، إذ جاءها عراقي فقال: أي الكفن خير؟ قالت: ويحك! وما يضرك، قال: يا أم المؤمنين، أريني مصحفك، قالت: لم؟ قال: لعلي أؤلف القرآن عليه، فإنه يقرأ غير مؤلف، قالت: وما يضرك أيه قرأت قبل، إنما ينزل أول ما نزلمنه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام،نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء: ولا تشربوا الخمر، لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل: لا تزنوا، لقالوا: لا ندع الزنا أبدا، لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب:{بل الساعة موعدهم والساعةأدهى وأمر} [القمر: 46]، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده، قال: فأخرجت له المصحف فأملت عليه آي السور. رواهُ البخاري في فضائل القرآن.

- عن عبد الرحمن بن يزيد قال: سمعت ابن مسعود يقول في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء: إنهن من العتاق الأول، وهن من تلادي. رواهُ البخاري في فضائل القرآن.

- عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي عن جده أوس بن حذيفة قال: كنت في الوفد الذين أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا فيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسمر معهم بعد العشاء فمكث عنا ليلة لم يأتنا، حتى طال ذلك علينا بعدالعشاء. قال: قلنا: ما أمكثك عنا يا رسول الله؟ قال: ((طرأ علي حزب من القرآن، فأردت ألا أخرج حتى أقضيه)). قال: فسألنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبحنا، قال: قلنا: كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشرة سورة، وثلاث عشرة سورة،وحزب المفصل من قاف حتى يختم.رواهُ الإمام أحمد وابن ماجة.
* والأولى قراءةُ السور بترتيبها في المصحف فإن قُرئ بغير ترتيبه فلا بأس :
فقد روى حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ البقرة ثم النساء ثم آل عمران. أخرجه مسلم.

2. ترتيب سور القرآن في مصحف ابن مسعود - رضي الله عنه - :
- عن شقيق قال: قال عبد الله: لقد علمت النظائر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأهن اثنين اثنين في كل ركعة، فقام عبد الله ودخل معه علقمة، وخرج علقمة فسألناه فقال: عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود، آخرهن من الحواميم حم الدخان وعم يتساءلون.
3. ترتيب سور القرآن في مصحف علي بن أبي طالب :
- ورد أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أراد ترتيب السور على ترتيب نزولها ، ولكن لم يثبت ذلك.
  • نقط المصحف وشكله وتقسيمه :
اختُلف في أول من فعل ذلك على أقوال منها عبد الملك بن مروان حيثُ ندب لذلك الحجاج
وقد اختلف على جواز إضافة الفواتح والخواتم فكرهه بعض التابعين

وقال أبو عمرو الداني: ثم قد أطبق المسلمون في ذلك في سائر الآفاق على جواز ذلك في الأمهات وغيرها.


نزول القرآن على سبعة أحرف :

  • الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف :
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ربه الاستزادة فزاده لسبعة أحرف – رحمةً بأمته –
عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيدهويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).رواهُالبخاري

- أنَّ ميكائيل عليه السلام هو من سأل ذلك :
عنأبي بن كعب قال: ما حاك في صدري شيء منذ أسلمت، إلا أنني قرأت آية وقرأها آخر غير قراءتي فقلت: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أقرأتني آية كذا وكذا؟ قال: ((نعم))، وقال الآخر: أليس تقرأني آية كذا وكذا؟ قال: ((نعم)). فقال: ((إن جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف وكل حرف شاف كاف)).

  • على أي حرفٍ قُرئ أُجزئ :
قالالإمام أحمد: حدثنا سفيان عن عبيد الله وهو ابن أبي يزيد -عن أبيه، عن أمأيوب- يعني امرأة أبي أيوب الأنصارية- أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، أيها قرأت أجزأك)). وهذا إسناد صحيح ولميخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة.

  • معنى الأحرف السبعة

لخص ابن كثير ذلك في خمسة أقوال :

1- سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة، مثل تعال وهلم ، وهو قولُ أكثر العلماء.
عن
أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده،حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآيةعذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل.

2- أن بعضه نزل على حرف والبعض الآخر على حرفٍ أخر. قال ابن عباس: ما كنت أدري ما معنى: {فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1]، حتى سمعت أعربيا يقول لبئر ابتدأ حفرها: أنا فطرتها. وأما قول عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه نزل بلسان قريش فمعناه أن معظمه وليس كله.
3- أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب
4- أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء، منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل: {ويضيقُ صدري} [الشعراء: 13] و "يضيقَ"، ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل: {فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا} [سبأ: 19] و "باعَد بين أسفارنا"، وقديكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل: {ننشزها} [البقرة: 259]،و"ننشرها" أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5]،أو "كالصوف المنفوش" أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: {وطلح منضود} "وطلع منضود" أو بالتقدم والتأخر مثل: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19]،أو "سكرة الحق بالموت"، أو بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفوررحيم".
5- أن المرادبالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة،وأمثال. قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني.





هـ: آداب تلاوة القرآن وأحكامها:
1: وجوب الإخلاص في تلاوة القرآن
  • النهي عن المراءاة في القرآن :
عن أبي هريرة- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((نزل القرآن على سبعةأحرف، مراء في القرآن كفر -ثلاث مرات- فما علمتم منه فاعملوا وما جهلتم منهفردوه إلى عالمه)). رواهُ الإمام أحمد.

  • التحذير من ترك العمل بما علم من القرآن :
عن أنس بن مالك، عن أبي موسى، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب، والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها،ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كالريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلة طعمها مر أو خبيث وريحها مر)). رواهُ البخاري.
قال علي، رضي الله عنه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية،يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم،فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة)). رواهُ البخاري.

2: فضل تلاوة القرآن
  • من أحب الأعمال إلى الله تعاهد قراءة القرآن :
عن ابن عباس قال: "سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال: ((الحال المرتحل)). قال: يا رسول الله، ما الحال المرتحل؟ قال: ((صاحب القرآن يضرب في أوله حتى يبلغ آخره، وفي آخره حتى يبلغ أوله)) ". رواه الطبراني.

  • يكون من أهل الله وخاصته
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله أهلين من الناس)). قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: ((أهل القرآن هم أهل الله وخاصته)) " رواه الإمام أحمد.
  • شفاعة القرآن لأهله يوم القيامة :
عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه))، قال: ((فيشفعان)). رواهُ الإمام أحمد.
  • الارتقاء في درجات الجنة :
عن أبي سعيد قال: قال نبي الله عليه الصلاة والسلام: ((يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة: اقرأ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه)).رواهُ الإمام أحمد.

3: فضل حفظ القرآن
  • القراءة عن ظهر قلب
مدارُ تفضيلها على خشوع القلب
فإن كان الخشوع أكبر في حال القراءة عن ظهر قلب تُقدم وإلا فبالنظر في المصحف فإن استويا قُدم النظر في المصحف لأنها أثبت ولئلا يُعطل المصحف.
عن ابن مسعود قال: أديموا النظر في المصحف.
عن ابن مسعود: أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف، فقرؤوا، وفسر لهم
عن عمر: أنه كان إذا دخل بيته نشر المصحف فقرأ فيه.

  • استذكار القرآن وتعاهده
وذلك حتى لا يتفلت منه فقد ورد الوعيد على ذلك :
قال تعالى : {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى} [طه: 124- 126]
عنابن عمر؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت))رواهُ البخاري ومسلم.
قال الضحاك بن مزاحم يقول: ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب يحدثه؛ لأن اللهتعالى يقول: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} [الشورى: 30]، وإننسيان القرآن من أعظم المصائب.

  • كراهية قول نسيتُ القرآن :
يكرهُ قول نسيتُ القرآن وإنما يقولُ أنسيتُ القرآن أدبًا مع الله عز وجل ولأن النسيان ليس من فعل العبد وقد تكونُ أسبابه من فعله فيُنهى عن الأسباب
عن عبد الله، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بئس ما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسي))


  • الدعاء المأثور لحفظ القرآن وطرد النسيان وبيان ضعفه :
عن ابن عباس قال: "قال علي بن أبي طالب: يا رسول الله، القرآن يتفلت من صدري، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفعمن علمته)). قال: قال: نعم بأبي وأمي، قال: ((صل ليلة الجمعة أربع ركعات تقرأ في الأولى بفاتحة الكتاب ويس، وفي الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان،وفي الثالثة بفاتحة الكتاب والم تنزيل السجدة، وفي الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله واثن عليه، وصل على النبيين، واستغفر للمؤمنين، ثم قل: اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني، وارحمني من أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني ... " الحديث
رواهُ الترمذي ، ورواهُ الطبراني في المعجم الكبير.
والحديث قال عنه ابن كثير : في المتن غرابة بل نكارة.


4: ترتيل القرآن وتجويد تلاوته

  • استحباب الترتيلُ في القراءة
يُستحبُ الترتيل في القراءة ويكره قراءته هذرمة ، قال الله تعالى :
{ورتل القرآن ترتيلا} [المزمل: 4]، وقال: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث} [الإسراء: 106]
- عن عائشة أنه ذكر لها أن ناسا يقرؤون القرآن في الليل مرة أو مرتين،فقالت: أولئك قرؤوا ولم يقرؤوا، كنت أقوم مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة التمام، فكان يقرأ سورة البقرة وآل عمران والنساء، فلا يمر بآية فيها تخوف إلا دعا الله واستعاذ، ولا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله ورغب إليه. رواهُ الإمام أحمد.
- عن ابن عباس في قوله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} [القيامة: 16]: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل جبريل بالوحي، وكان مما يحرك به لسانه وشفتيه فيشتد عليه. رواهُ البخاري.

  • استحباب المد في القراءة
ويُتسحبُ ذلك لما روي عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كان يمد مدا.
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ قراءة مفسرة حرفًا حرفًا ويقطع قراءته بأن يقرأ آية آية.

  • استحباب الترجيع
وهو الترديد في الصوت وهو جائز كما ورد في البخاري عن عبدالله بن مغفل قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته -أو جمله- وهي تسير به، وهو يقرأ سورة الفتح قراءة لينة وهو يرجع.
وورد في البخاري أيضًا أنه جعل يقول " آ آ آ " .

  • من أحب أن يسمع القرآن من غيره وقول المقرئ للقارئ حسبك :
عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله قال: "قال لي رسول الله صلى الله عليهوسلم: ((اقرأ علي)). فقلت: يا رسول الله، آقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال: ((نعم))، فقرأت عليه سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية: {فكيف إذا جئنامن كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} [النساء: 41]، قال: ((حسبك الآن)) فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان. رواهُ البخاري.


5: أحكام متفرّقة في تلاوة القرآن
  • جوازُ البكاءِ عند القراءة لمن تفكر وتدبر معنى الآية :
    عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله قال: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ علي)). فقلت: يا رسول الله، آقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال: ((نعم))، فقرأت عليه سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية: {فكيف إذا جئنامن كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} [النساء: 41]، قال: ((حسبك الآن)) فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان. رواهُ البخاري.
  • القراءة على الدابة
جائزةُ لما رُوي عن عبد الله بن مغفل، رضي الله عنه، قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وهو يقرأ على راحلته سورة الفتح".
وأما القراءة في الطريق فالراجح جوازها خلافًا لمن قال بكراهتها.
وتُكرهُ القراءةُ في الحشوش وبيت الرحى ، وورد الخلاف في القراءة في الحمام والراجح جوازها.

  • تعليمُ الصبيان القرآن
قال ابن عباس: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين وقد قرأت المحكم.
- وهو مستحب وقد يكون واجبًا والأمر فيه سعة بحسب حال الصبي وهمته ويُستحب تعليمه شيئًا فشيئًا لئلا يمل وينصرف عنه إلى اللعب وكان عمر يستحب أن يُعلم خمسًا فخمسًا.


  • يجوزُ قول آية كذا وكذا من سورة كذا
لما ورد في الأحاديث
- عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأ بهما في ليلة كفتاه)).
- ع نعائشة قالت: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قارئا يقرأ من الليل فيالمسجد، فقال: ((يرحمه الله، لقد أذكرني كذا وكذا آية، كنت أسقطتهن من سورةكذا وكذا)).
وقد كره بعض السلف ذلك واستحبوا قول السورة التي يذكر فيها كذا لما ورد من حديث عثمان أنه قال: إذا نزل شيء من القرآن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اجعلوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))
والعمل على القول الأول وقد وردت الرخصة فيه والأحاديث الدالة عليه من سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • في كم يقرأ القرآن
الأمرُ في ذلك و اسع بحسب الشخص فمن كان له تفكر وتدبر في القراءة فيقرأ بما يحصل له ذلك
كذا من كان منشغلا بنشر العلم والدعوة فيقرأ بما لا يشغله عن ذلك ، لكن لا يهجره !
ومن لم يكن كذلك فيقرأ وسعه من غير ملل ولا هذرمة
وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أٌقصاها شهر وأقلها أسبوع
عن عبد الله بن عمرو قال: أنكحني أبي امرأة ذات حسب، فكان يتعاهد كنته فيسألها عن بعلها فتقول: نعم الرجل من رجل لم يطأ لنا فراشا، ولم يفتش لنا كنفا منذ أتيناه، فلما طال ذلك عليه ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " ((ألقني به))، فلقيته بعد، فقال: ((كيف تصوم؟)). قلت: كل يوم. قال: ((وكيف تختم؟)). قال: كل ليلة. قال: ((صم كل شهر ثلاثة، واقرأ القرآن في كل شهر)): قال: قلت: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: ((صم ثلاثة أيام في الجمعة)).قلت: أطيق أكثر من ذلك. قال: ((أفطر يومين وصوم يوما)). قلت: أطيق أكثر منذلك. قال: ((صم أفضل الصوم صوم داود، صيام يوم وإفطار يوم، واقرأ في كل سبع ليال مرة))، فليتني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم! وذلك أنيكبرت وضعفت، فكان يقرأ على بعض أهله السبع من القرآن بالنهار والذي يقرأيعرضه بالنهار ليكون أخف عليه بالليل، وإذا أراد أن يتقوى أفطر أياما وأحصى وصام مثلهن، كراهية أن يترك شيئا فارق عليه النبي صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم: في ثلاث وفي خمس وأكثرهم على سبع ".رواهُ البخاري.
وورد أقل من ذلك من حديث سعد بن المنذر الأنصاري؛ أنه قال: يا رسول الله، أقرأ القرآن في ثلاث؟ قال: ((نعم)). قال: فكان يقرؤه حتى توفي.رواهُ الإمام أحمد.
وورد عن السلف وأشهرهم عثمان بن عفان أنه كان يقرؤه في ركعة .



  • الأمر بتلاوة القرآن إذا كانت القلوب مجتمعة عليه متفكرة فيه لا في حال شغلها وملالها
عن جندب بن عبد الله، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه)). رواهُ البخاري.
ويُفهم من الحديث كذلك النهي عن الاختلاف في القرآن والمراءاة فيه.


و: فوائد متفرّقة:

  • القرآن منه مكي ومدني :
قال أبو بكر بن الأنباري: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، عن حجاج بن منهال، حدثنا همام، عن قتادة قال: نزل في المدينة من القرآن البقرة، وآل عمران،والنساء، والمائدة، وبراءة، والرعد، والنحل، والحج، والنور، والأحزاب،ومحمد، والفتح، والحجرات، والرحمن، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة،والصف، والجمعة والمنافقون، والتغابن، والطلاق، ويا أيها النبي لم تحرم،إلى رأس العشر، وإذا زلزلت، وإذا جاء نصر الله. هؤلاء السور نزلت بالمدينة،وسائر السور نزل بمكة.

  • عدد آيات القرآن الكريم
فأما عدد آيات القرآنالعظيم فستة آلاف آية، ثم اختلف فيما زاد على ذلك على أقوال:
- منهم من لم يزد.
ومنهم من زاد :
- ومائتا آية وأربع آيات
- وأربع عشرة آية
- ومائتان وتسع عشرة
- ومائتان وخمس وعشرون آية
- أو ست وعشرون آية
- مائتان وست وثلاثون آية. حكى ذلك أبو عمرو الداني في كتابه البيان.

  • عدد كلمات القرآن الكريم:
عن عطاء بن يسار: سبع وسبعون ألف كلمة وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة.

  • عدد حروفه :
- عن مجاهد: ثلاثمائة ألف حرف وأحدوعشرون ألف حرف ومائة وثمانون حرفا.
- عن عطاء بن يسار: ثلاثمائة ألف حرف وثلاثة وعشرون ألفا وخمسة عشر حرفا.
وقال سلام أبو محمدالحماني: إن الحجاج جمع القراء والحفاظ والكتاب فقال: أخبروني عن القرآن كله كم من حرف هو؟ قال: فحسبنا فأجمعوا أنه ثلاثمائة ألف وأربعون ألفاوسبعمائة وأربعون حرفا. قال: فأخبروني عن نصفه. فإذا هو إلى الفاء من قوله في الكهف: {وليتلطف} [الكهف: 19]، وثلثه الأول عند رأس مائة آية من براءة،والثاني على رأس مائة أو إحدى ومائة من الشعراء، والثالث إلى آخره. وسبعه الأول إلى الدال من قوله تعالى: {فمنهم من آمن به ومنهم من صد} [النساء: 55]. والسبع الثاني إلى الياء من قوله تعالى في سورة الأعراف: {أولئك حبطت} [الأعراف: 147]، والثالث إلى الألف الثانية من قوله تعالى في الرعد: {أكلها} [الرعد: 35]، والرابع إلى الألف في الحج من قوله: {جعلنا منسكا} [الحج: 67]، والخامس إلى الهاء من قوله في الأحزاب: {وما كان لمؤمن ولامؤمنة} [الأحزاب: 36]، والسادس إلى الواو من قوله تعالى في الفتح: {الظانينبالله ظن السوء} [الفتح: 6]، والسابع إلى آخر القرآن. قال سلام أبو محمد: عملنا ذلك في أربعة أشهر.
قالوا: وكان الحجاج يقرأفي كل ليلة ربع القرآن، فالأول إلى آخر الأنعام، والثاني إلى {وليتلطف} من سورة الكهف، والثالث إلى آخر الزمر، والرابع إلى آخر القرآن. وقد حكى الشيخ أبو عمرو الداني في كتابه البيان خلافا في هذا كله، والله أعلم.


  • التجزئة :
فقداشتهرت الأجزاء من ثلاثين كما في الربعات بالمدارس وغيرها
  • التحزيب :
عن أوس بن حذيفة أنه سأل أصحاب رسول اللهصلى الله عليه وسلم في حياته: كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: ثلث وخمس وسبع وتسع وأحد عشرة وثلاث عشرة، وحزب المفصل حتى تختم." رواهُ الإمام أحمد في مسنده "
  • اشتقاق السورة :
على أقوال
- من الإبانة والارتفاع. قال النابغة " ألم تر أن الله أعطاك سورة ترى كل ملك دونها يتذبذب "
- لشرفها وارتفاعها كسور البلدان.
- سميت سورة لكونها قطعة من القرآن وجزءا منه، مأخوذ من أسآر الإناء وهو البقية، وعلى هذا فيكون أصلها مهموزا، وإنما خففت الهمزة فأبدلت الهمزة واوا لانضمام ما قبلها. وقيل: لتمامها وكمالها لأن العرب يسمون الناقة التامة سورة.
- ويحتمل أن يكون من الجمع والإحاطة لآياتها كما يسمى سور البلد لإحاطته بمنازله ودوره.
وجمع السورة سور بفتح الواو، وقد تجمع على سورات وسورات.


  • معنى الآية :
- من العلامة على انقطاع الكلام الذي قبلها عن الذي بعدها وانفصالها، أي: هي بائنة عن أختها ومنفردة. قال الله تعالى: {إن آية ملكه} [البقرة: 248]، وقال النابغة:
توهمت آيات لها فعرفتها لستة أعوام وذا العام سابع
- جماعة حروف من القرآن وطائفة منه ، كما يقال : خرج القوم بآيتهم أي بجماعتهم.
قال الشاعر : " خرجنا من النقبين لا حي مثلنا بآيتنا نزجي اللقاح المطافلا "
- آية لأنها أعجزت البشر عن التكلم بمثلها.

  • اشتقاق الآية :
- قال سيبويه: وأصلها أيية مثل أكمة وشجرة،تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصارت آية، بهمزة بعدها مدة.
- وقالالكسائي: أصلها آيية على وزن آمنة، فقلبت ألفا، ثم حذفت لالتباسها.
- وقال الفراء: أصلها أيّة -بتشديد الياء- الأولى فقلبت ألفا، كراهة التشديد فصارت آية، وجمعها: آي وآياي وآيات

.
  • معنى الكلمة :
هي اللفظة الواحدة، وقد تكونعلى حرفين مثل: ما ولا وله ونحو ذلك، وقد تكون أكثر.
وأكثر ما تكون عشرة
أحرف مثل: {ليستخلفنهم} [النور: 55]، و {أنلزمكموها} [هود: 28]،{فأسقيناكموه} [الحجر: 22]

وقد تكون الكلمة الواحدة آية، مثل: والفجر،والضحى، والعصر، وكذلك: الم، وطه، ويس، وحم -في قول الكوفيين- وحم، عسقعندهم كلمتان. وغيرهم لا يسمي هذه آيات بل يقول: هي فواتح السور. وقال أبوعمرو الداني: لا أعلم كلمة هي وحدها آية إلا قوله تعالى: {مدهامتان} بسورةالرحمن.

  • هل في القرآن ألفاظ أعجمية :
قال القرطبي: أجمعوا على أنه ليس في القرآن شيء من التراكيب الأعجمية
وأجمعوا أن فيه أعلاما من الأعجمية كإبراهيم ونوح، ولوط.
واختلفوا: هل فيه شيء منغير ذلك بالأعجمية؟
فأنكر ذلك الباقلاني والطبري وقالا ما وقع فيه ممايوافق الأعجمية، فهو من باب ما توافقت فيه اللغات.


والحمدُ لله الذي بنعمته تتمُ الصالحات.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لم, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir