تلخيص مقاصد المرشد الوجيز لأبي شامة
تلخيص مقاصد المرشد الوجيز لأبي شامة
المقصد العام للكتاب
معرفة كيفية نزول القرآن وجمعه وتلاوته، ومعنى الأحرف السبعة التي نزل عليها، والمراد بالقراءات السبع وضابط ما قوي منها، وبيان ما انضم إليها، والتعريف بحق تلاوته وحسن معاملته.
المقاصد الفرعية :
أ: نزول القرآن :
1: نزول القرآن في ليلة القدر من شهر رمضان.
2: الرد على من قال بأن القرآن نزل في ليلة النصف من شعبان.
3: الجمع بين نزول القرآن في ليلة القدر وبين نزوله مفرقًا على عشرين سنة.
5: فائدةُ إنزاله إلى السماء الدنيا جملة واحد.
6: زمن نزوله إلى السماء الدنيا جملة واحدة.
7: سورة القدر من ضمن ما أُنزل إلى السماء الدنيا جملة واحدة.
8: الحكمة من نزوله إلى الأرض منجما.
9: أول ما نزل من القرآن.
10:آخر ما نزل من القرآن.
11: تحديد المدة الزمنية بين أول نزول القرآن وآخره.
12:تتابع الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه.
ب: جمع القرآن
المرحلة الأولى : في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :
1: حفظ القرآن في صدر النبي صلى الله عليه وسلم وتيسير بيانه للأمة.
2: معارضة جبريل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم.
3: طرق جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
4:ترتيب القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
5: أنواع النسخ .
المرحلة الثانية : جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه :
1:الحكمة من عدم جمع القرآن في مصحف واحد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
2: سبب جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
3: طريقة جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق.
· جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه
1:سبب جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه.
2: طريقة جمع القرآن في عهد عثمان .
3: معنى نزول القرآن بلسان قريش.
4: معنى فقد زيد بن ثابت لآية الأحزاب.
5:موافقة الصحابة عثمان بن عفان رضي الله عنه على ما فعل.
6: اجتهاد عثمان بن عفان في ترتيب السور.
7:عدد المصاحف العثمانية.
8:حرق مصحف أبي بكر الصديق.
ج: الأحرف السبعة :
1:الأحاديث الواردة في الأحرف السبعة.
2: المقصود بالأحرف السبعة.
3: ما ورد بأن الأحرف ثلاثة.
4: هل المصحف على جميع الأحرف السبعة أو حرف واحد منها ؟
5: معنى القراءات المشهورة الآن وعلاقتها بالأحرف السبعة.
6: القراءات السبعة المتواترة.
7:سبب تحديد القراءات المتواترة بالع سبعة.
8:القراءات السبعة ليست هي الأحرف السبعة.
د: الفصل بين القراءة الصحيحة القوية والشاذة الضعيفة المروية
1: ضابط القراءة الصحيحة القوية.
2: تواتر القراءات السبعة.
3: القراءات السبعة والعرضة الأخيرة.
4: وجود حروف ضعيفة في القراءات السبعة.
5: معنى القراءات الشاذة.
ه:آداب تلاوة القرآن :
1: المقصود من تلاوة القرآن تدبره والعمل به.
2: إكرام حامل القرآن.
3: النهي عن التعمق في تلاوة الألفاظ والغلو بسببها.
المقاصد الفرعية :
أ: نزول القرآن :
1: نزول القرآن في ليلة القدر من شهر رمضان:
فالقرآن نزل في ليلة القدر وهي الليلة المباركة وهي في شهر رمضان جمعا بين هؤلاء الآيات.
2: الرد على من قال بأن القرآن نزل في ليلة النصف من شعبان:
احتج القائلين بهذا القول بـ:
- الليلة المباركة في قوله تعالى { إنا أنزلناه في ليلة مباركة } هي ليلة النصف من شعبان.
والرد على ذلك بصريح الآيات : { شهرُ رمضان الذي أُنزِل فيهِ القرآن }
وما صح من الأحاديث من أن ليلة القدر في رمضان.
3: الجمع بين نزول القرآن في ليلة القدر وبين نزوله مفرقًا على عشرين سنة :
على عدة أقوال :
القول الأول :أنه ابتدئ إنزاله فيها.
القول الثاني:أنه أنزل فيها جملة واحدة.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة، وقرأ:{وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا}. أخرجه الحاكم في مستدركه وذكره أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن.
القول الثالث: أنه أنزل في عشرين ليلة من عشرين سنة.
القول الرابع :
أن القرآن نزل في رمضان وفي ليلة القدر جملة واحدة من عند الله تعالى من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا، فنجمته السفرة على جبريل عليه السلام عشرين ليلة، ونجمه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة، فكان ينزل على مواقع النجوم أرسالا في الشهور والأيام. أورده الماوردي في تفسيره لقول الله عز وجل :{إنا أنزلناه في ليلة القدر}.
5: فائدةُ إنزاله إلى السماء الدنيا جملة واحدة :
تعظيمًا لأمره وأمر النبي صلى الله عليه وسلم وأمته بإعلام ملائكة السماء الدنيا به.
6: زمن نزوله إلى السماء الدنيا جملة واحدة :
على قولين :
القول الأول : قبل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وهو أظهر.
القول الثاني : بعد نبوته صلى الله عليه وسلم.
7: سورة القدر من ضمن ما أُنزل إلى السماء الدنيا جملة واحدة :
أحدهما أن يكون معنى الكلام: إنا حكمنا بإنزاله في ليلة القدر، وقضينا به، وقدرناه في الأزل، وأردناه، وشئناه، وما أشبه ذلك.
والثاني أن لفظه لفظ الماضي، ومعناه الاستقبال.
8: الحكمة من نزوله إلى الأرض منجما:
تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى:{وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك }، وقال تعالى:{وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا }
في القرآن ما هو جواب عن أمور سأل الصحابة والمشركين عنها.
في القرآن الناس والمنسوخ ولا يتأتى ذلك إلا فيما أنزل مفرقا.
9: أول ما نزل من القرآن :
أول آياتٍ من سورة العلق على ما ورد في حديث بداية الوحي.
10:آخر ما نزل من القرآن :
على أقوال :
- آيات الربا وآخرها قوله تعالى : {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }
- {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} إلى آخرها.
- {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين.
- ونزل يوم عرفة في حجة الوداع : : {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية.
11: تحديد المدة الزمنية بين أول نزول القرآن وآخره:
على أقوال :
1:عشرون سنة.
2: ثلاث وعشرون سنة.
3: خمس وعشرون سنة.
سبب الخلاف : الخلاف في المدة التي مكثها النبي صلى الله عليه وسلم في مكة بعد بعثته ولم يختلفوا أنه مكث في المدينة عشر سنوات.
12:تتابع الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه:
عن ابن شهاب قال: أخبرني أنس بن مالك : " أن الله تعالى تابع الوحي على رسوله قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد" .هذا لفظ البخاري، ولمسلم: " إن الله عز وجل تابع الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته حتى توفي، وأكثر ما كان الوحي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
ب: جمع القرآن
المرحلة الأولى : في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :
1: حفظ القرآن في صدر النبي صلى الله عليه وسلم وتيسير بيانه للأمة :
قال تعالى : {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه} سورةُ القيامة ، وقال تعالى : {سنُقرئك فلا تنسى } سورةُ الأعلى.
وفي الصحيحين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي كان مما يحرك به لسانه وشفتيه، فيشتد عليه، فكان ذلك يعرف منه، فأنزل الله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} أخذه {إن علينا جمعه وقرآنه}، إن علينا أن نجمعه في صدرك وقرآنه فتقرؤه، {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}، قال: أنزلناه فاستمع له {ثم إن علينا بيانه} أن نبينه بلسانك، فكان إذا أتاه جبريل عليه السلام أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله تعالى".
2: معارضة جبريل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم :
في صحيح البخاريعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل عليه السلام كان يلقاه كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة".
وفيه عن عائشة رضي الله عنها عن فاطمة رضي الله عنها: أسر إلى النبي صلى الله عليه وسلم: "أن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة، وأنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي".
3: طرق جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :
أ- حفظه في الصدور :
عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك:من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟قال:أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد. وفي رواية: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد، قال: ونحن ورثناه، وفي رواية: أحد عمومتي.رواهُ البخاري ، وفي روايات أخرى زادوا ، عثمان بن عفان وسعد بن عبيد رضي الله عنهما.
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأه في شهر))، الحديث.
سمى الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام أهل القرآن من الصحابة في أول "كتاب القراءات" له، فذكر:
من المهاجرين: أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة وسعدا وابن مسعود وسالما مولى أبي حذيفة وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعمرو بن العاص وأبا هريرة ومعاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن السائب، قارئ مكة.
من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وأبا الدرداء وزيد بن ثابت ومجمع بن جارية وأنس بن مالك.
من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم :عائشة وحفصة وأم سلمة.
قال: وبعض ما ذكرنا أكثر في القراءة وأعلى من بعض، وإنما خصصنا بالتسمية كل من وصف بالقراءة، وحكي عنه منها شيء.
وحمل الأحاديث التي فيها الحصر على عدة أقوال أبرزها :
- أنه لم يجمع القرآن على جميع الأوجه والقراءات التي نزل بها سواهم ، أو لم يجمع على ما نُسخ منه سواهم.
- لم يأخذ القرآن من فيِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كاملا سواهم وإنما كان أكثر الصحابه يتلقوه عن بعضهم البعض.
- أنه لم يُعلن من الصحابة أنه جمع القرآن وتصدر لتعليمه للناس سواهم بينما لم يُعلن ذلك البقية خوفًا من الرياء أو لتفرقهم في الأمصار وصعوبة أن يبلغ الرواي حالهم كلهم.
ب:حفظه كتابة :
وخلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى فقال: يا رسول الله فما تأمرني، فإني رجل ضرير البصر؟ فنزلت مكانها {غير أولي الضرر}. رواه البخاري.
4:ترتيب القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم :
أ: ترتيب الآيات توقيفي :
ب: ترتيب السور :
5: أنواع النسخ :
1- ما نسِخت تلاوته ولم يُنسخ حكمه :
مثل آية الرجم و " خمس رضعاتٍ معلوماتٍ يُحرمن "
2- ما نُسخ حكمه وتلاوته :
مثل : " عشرُ رضعاتٍ معلومات يحرمن " كما ورد من حديث عائشة رضي الله عنه المذكور أعلاه.
3- ما نُسِخ حكمه ولم يُنسخ تلاوته :
مثل : آية عدة الوفاة حولا نسخت بالآية التي قبلها التي ذكر فيها {أربعة أشهر وعشرا}.
- عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه الآية التي في البقرة: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج}، لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى؟ قال: يا ابن أخي، لا أغير شيئا عن مكانه. رواه البخاري.
المرحلة الثانية : جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه :
1:الحكمة من عدم جمع القرآن في مصحف واحد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :
- جواز ورود النسخ على أحكامه ورسومه فلما انتفى ذلك بوفاته صلى الله عليه وسلم ؛ وفق الخلفاء الراشدين لجمعه.
2: سبب جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه :
استشهاد عدد كبير من الصحابة في معركة اليمامة فأشار عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - بجمع القرآن في مصحف واحد ، خشية أن يضيع القرآن بموت القراء.
3: طريقة جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق:
- جمعه من صدور الرجال وعظام الأكتاف واللخاف والأحجار في مصحف واحد.
- وكان يشترط على كل آية شاهدين فجمعوا المصحف كله إلا آخر آيتين من سورة التوبة وجدوهما مع أبي خزيمة الأنصاري وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جعل شهادته بشهادة رجلين فقُبل منه.
- عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رآه عمر.
قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمراني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}، حتى خاتمة "براءة"، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر.رواهُ البخاري.
· جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه :
1:سبب جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه:
بعد ما اتسعت الفتوحات واختلف الناس في القراءات وذلك بنسخ المصحف الذي جمعه أبو بكر رضي الله عنه مع ترتيب سوره.
عن ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثه: أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق. فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى…" الحديث.
2: طريقة جمع القرآن في عهد عثمان :
- جمعه على رسم واحد.
عن ابن شهاب أنس بن مالك حدثه :
" فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك… فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم. ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
قال ابن شهاب: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت قال: سمعت زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخت الصحف، قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}، فألحقتها في سورتها في المصحف.
3: معنى نزول القرآن بلسان قريش
أي معظمه بلسانهم، فإذا وقع الاختلاف في كلمة فوضعها على موافقة لسان قريش أولى من لسان غيرهم. أو المراد: نزل في الابتداء بلسانهم، ثم أبيح بعد ذلك أن يقرأ بسبعة أحرف.
4:معنى فقد زيد بن ثابت لآية الأحزاب :
قال أبو شامة : ..." أنه كان يتطلب نسخ القرآن من غير ما كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يجد كتابة تلك الآية مع ذلك الشخص، وإلا فالآية كانت محفوظة عنده وعند غيره، وهذا المعنى أولى مما ذكره مكي وغيره: أنهم كانوا يحفظون الآية، لكنهم أنسوها فوجدوها في حفظ ذلك الرجل فتذاكروها وأثبتوها لسماعهم إياها من النبي صلى الله عليه وسلم ".
5:موافقة الصحابة عثمان بن عفان رضي الله عنه على ما فعل
حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن أبي إسحاق. عن مصعب بن سعد قال: أدركت الناس حين شقق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك -أو قال: لم يعب ذلك أحد.
وحدثنا عبد الرحمن عن شعبة عن علقمة بن مرثد عن رجل عن سويد بن غفلة قال: قال علي رضوان الله عليه: لو وليت لفعلت في المصاحف الذي فعل عثمان. وفي رواية أخرى لو وليت من أمر المصاحف ما ولي عثمان لفعلت ما فعل عثمان.
6:اجتهاد عثمان بن عفان في ترتيب السور :
عن ابن عباس – رضي الله عنهما - قال: قلت لعثمان رضي الله عنه: ما حملكم على أن عمدتم إلا "براءة" وهي من المئين، وإلى "الأنفال" وهي من المثاني، فقرنتم بينهما، ولم تجعلوا بينهما سطرا فيه {بسم الله الرحمن الرحيم}، ووضعتموها في السبع الطوال؟ فقال: كانت "الأنفال" من أول ما نزل عليه بالمدينة، وكانت "براءة" من آخر القرآن نزولا، وكانت قصتها تشبه قصتها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين أمرها، فظننت أنها منها.
- الرواية التي وردت بأن الصحابة كتبوا المصحف في عهد عثمان من الكتب التي بأيدي الناس لا تصح.
7:عدد المصاحف العثمانية :
8:حرق مصحف أبي بكر الصديق :
- المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان عنده حتى تُوفي ثم انتقل إلى عمر بن الخطاب ثم إلى حفصة ، فلما أراد عثمان بن عفان رضي الله عنه أن يجمع المصحف على قراءةٍ واحدة أخذه منها ثم رده إليها ، وبقي عندها حتى ماتت ثم انتقل إلى عبد الله بن عمر فأرسل إليه مروان بن الحكم يسأله ذلك المصحف ثم حرقه.
- وجه ما فعله مروان : أنه خاف من خلاف الأمة إذ كان ترتيب السور في مصحف أبي بكر مخالف لما في مصحف عثمان رضي الله عنهما ، أو أن مصحف أبي بكر رضي الله عنه كان على الأحرف السبعة فخاف تفرق الأمة في القرآن – إن صح ذلك.
الأحرف السبعة :
1:الأحاديث الواردة في الأحرف السبعة :
عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل عليه السلام على حرف واحد فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).متفق عليه.
و عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم، فلببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذا يقرأ "سورة الفرقان" على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: ((أرسله))، فأرسله عمر فقال لهشام: ((اقرأ يا هشام))، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذلك أنزلت))، ثم قال: ((اقرأ يا عمر))، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه)).متفق عليه ، واللفظ للبخاري.
زاد مسلم: قال ابن شهاب: بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا، لا يختلف في حلال ولا حرام. وأخرجه النسائي في سننه الكبرى وقال: فقرأ فيها حروفا لم يكن نبي الله أقرأنيها.
عن أبي بن كعب قال: كنت في المسجد، فدخل رجل فصلى فقرأ قراءة أنكرتها، ثم دخل آخر، فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ -وفي رواية: ثم قرأ هذا- سوى قراءة صاحبه، فأقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرآ، فحسن النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما، فسقط في نفسي من التكذيب، ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني ضرب في صدري، ففضت عرقا، وكأنما أنظر إلى الله عز وجل فرقا فقال: ((يا أبي إن ربي أرسل إلي أن أقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلي الثانية: اقرأه على حرفين، فرددت إليه يهون على أمتي فرد إلي في الثالثة: اقرأه على سبعة أحرف ولك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم صلى الله عليه وسلم)). رواهُ مسلم.
2: المقصود بالأحرف السبعة
ورد في ذلك عدة أقوال :
أ: سبع لغات :
وهذا ما رجحه المصنف نقلا عن صاحبِ كتاب الدلائل -وهو القاسم بن ثابت بن عبد الرحمن العوفي السرقسطي رحمه الله-
ودليله :
روى أبو خلدة عن أبي العالية قال: "قرأ عند النبي صلى الله عليه وسلم من كل خمس رجل، فاختلفوا في اللغة، ورضي قراءتهم كلهم، وكانت تميم أعرب القوم".
وقال الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "نزل القرآن على سبعة أحرف، صارت في عجز هوازن منها خمسة".
2: الألفاظ المترادفة والمتقاربة في المعنى
عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم، فلببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذا يقرأ "سورة الفرقان" على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: ((أرسله))، فأرسله عمر فقال لهشام: ((اقرأ يا هشام))، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذلك أنزلت))، ثم قال: ((اقرأ يا عمر))، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه)). متفق عليه واللفظ للبخاري.
قال فإن هشام بن حكيم وعمر بن الخطاب كلاهما من قريش ،وقد اختلفت قراءتهما، ومحال أن ينكر عليه عمر لغته، كما محال أن يقرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا منهما بغير ما يعرفه من لغته.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نزل القرآن على سبعة أحرف عليما حكيما غفورا رحيما))، قال: "وهذا الحديث يفسره قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ليس الخطأ أن تجعل خاتمة آية خاتمة آية أخرى، أن تقول: عزيز حكيم، وهو غفور رحيم، ولكن الخطأ أن تجعل آية الرحمة آية العذاب".
3: سبع أصناف:
فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه.
واحتجوا بحديث يرويه سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
والحديث لا يصح سندًا ولا متنا إذ أن بالقرآن غير هذه الأصناف كما أنه لا يجوزُ أن يُقرأ القرآن على أنه حلال كله أو حرام كله كما قرر ذلك ابن عبد البر.
3: ما ورد بأن الأحرف ثلاثة:
عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أنزل القرآن على ثلاثة أحرف)).
قال أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها على الأحرف السبعة.
وقال : ولا نرى المحفوظ إلا السبعة؛ لأنها المشهورة.
فإن صحَّ يُحمل على :
- أن يكون بعضه على ثلاثة أحرف
أو أنه كان أولا ثلاثة أحرف ثم وُسِّعَ إلى سبعة أحرف.
4: هل المصحف على جميع الأحرف السبعة أو حرف واحد منها ؟
على ثلاثة أقوال :
1: أن جميع الأحرف السبعة وردت بالمصحف وهو قول القاضي أبو بكر الطيب.
2:أن جميع الأحرف السبعة كانت بالمصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق ، وأما مصحف عثمان رضي الله عنه يشمل حرف واحد ؛ وهو قول الشاطبي.
3: أن المصحف يشمل حرف واحد من الأحرف السبعة وهو قول الطبري وجماعة من أهل العلم
والتفصيل في ذلك كما أورده المصنف :
أن المجموع في المصحف هو الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابةً ، أو ثبت عنه أنه قرأ به أو أقرأ غيره به.
وما اختلفت فيه المصاحف حذفا وإثباتا، نحو "من تحتها"، {هو الغني}، {فبما كسبت أيديكم} فمحمول على أنه نزل بالأمرين، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابته على الصورتين لشخصين أو في مجلسين، أو أعلم بهما شخصا واحدا وأمره بإثباتهما.
وأما ما لم يرسم فهو مما كان جوز به القراءة، وأذن فيه، ولما أنزل ما لم يكن بذلك اللفظ خير بين تلك الألفاظ توسعة على الناس وتسهيلا عليهم.
فلما أفضى ذلك إلى ما نقل من الاختلاف والتكثير اختار الصحابة رضي الله عنهم الاقتصار على اللفظ المنزل المأذون في كتابته، وترك الباقي للخوف من غائلته، فالمهجور هو ما لم يثبت إنزاله، بل هو من الضرب المأذون فيه بحسب ما خف وجرى على ألسنتهم.
5: معنى القراءات المشهورة الآن وعلاقتها بالأحرف السبعة :
القراءات هي بعض ما أُذن في قراءته من الأحرف السبعة ووافقت رسم المصحف العثماني.
لم تكن المصاحف معجمة ولا مشكلة ، فاجتهد الصحابة في الأمصار -التي أُرسلت إليها المصاحف العثمانية - أن يُقرئوا الناس وفق ما كان من خط المصحف وما تحتمله القراءاة من الأحرف السبعة التي أُذِن بالقراءةِ بها
فلما كثر القراء عن الصحابة والتابعين في القرن الثاني والثالث وكثر الاختلاف ؛ اجتهد أبو بكر بن مجاهد – قبل سنة ثلاثمائة للهجرة - باختيار سبعة من القراء الذين اشتهروا بالعدل والضبط في روايتهم عن التابعين ، وكان أساسه :
1: صحة الإسناد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
2: قوة وجهه في اللغة العربية
3: ما اجتمعت عليه الأمة.
6: القراءات السبعة المتواترة :
- أبو عمرو من أهل البصرة.
- حمزة وعاصم من أهل الكوفة وسوادها.
-االكسائي من أهل العراق.
- ابن كثير من أهل مكة.
- ابن عامر من أهل الشام.
- نافع من أهل المدينة
ولم تُترك القراءة برواية غيرهم مما توافرت فيه الشروط الثلاثة حتى الآن.
تتمة العشرة :
· سبب تحديد القراءات المتواترة بالع سبعة :
على وجهين :
الأول : أن عثمان رضي الله عنه كتب سبعة مصاحف ووجه بها إلى الأمصار، فجعل عدد القراء على عدد المصاحف".
الثاني: أن ابن مجاهد جعل عددهم على عدد الحروف التي نزل بها القرآن، وهي سبعة على أنه لو جعل عددهم أكثر أو أقل لم يمتنع ذلك؛ إذ عدد الرواة الموثوق بهم أكثر من أن يحصى".
· القراءات السبعة ليست هي الأحرف السبعة :
وذلك لعدة أوجه نقله أبو شامة عن أبي محمد مكي :
أن القول بأن القراءات السبعة هي الأحرف السبعة يستلزم :
1: ترك غيره من القراءات الصحيحة.
2: ترك القراءة بما روي عن أئمة هؤلاء السبعة من التابعين والصحابة مما يوافق خط المصحف، مما لم يقرأ به هؤلاء السبعة.
3: يجب منه أن لا تروى قراءة عن ثامن فما فوقه؛ لأن هؤلاء السبعة عند معتقد هذه القول قد أحاطت قراءتهم بالأحرف السبعة".
وهذه الأمور لم يقل بها أحد من أئمة العلم.
الفصل بين القراءة الصحيحة القوية والشاذة الضعيفة المروية
·ضابط القراءة الصحيحة القوية :
اختلف الناس في القراءات اختلافهم في رواية الأحكام.
فكان ضابط الرواية الصحيحة :
1:صحة السند.
2:موافقة رسم المصحف.
3:الإجماع عليها.
فإن اختلت هذه الأركان الثلاثة أطلق على تلك القراءة أنها شاذة وضعيفة.
· تواتر القراءات السبعة :
قال الإمام أبو بكر بن مجاهد في "كتاب السبعة":
: "والقراءة التي عليها الناس بالمدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام هي القراءة التي تلقوها عن أوليهم تلقيا، وقام بها في كل مصر من هذه الأمصار رجل ممن أخذ عن التابعين، اجتمعت الخاصة والعامة على قراءته وسلكوا فيها طريقه وتمسكوا بمذاهبه على ما روي -يعني- عن عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما من الصحابة، وعن ابن المنكدر وعروة بن الزبير وعمر بن عبد العزيز وعامر الشعبي من التابعين أنهم قالوا: القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول، فاقرءوا كما علمتموه، قال زيد: القراءة سنة".
القراءات السبعة والعرضة الأخيرة :
ذكر أبو بكر بن مجاهد عن محمد بن سيرين أنه قال:
"كانوا يرون أن قراءتنا هذه هي أحدثهن بالعرضة الأخيرة"، وفي رواية قال: "نبئت أن القرآن كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم كل عام مرة في شهر رمضان، فلما كان العام الذي توفي فيه عرض عليه مرتين".
قال ابن سيرين: "فيرون أو يرجون أن تكون قراءتنا هذه أحدث القراءات عهدا بالعرضة الأخيرة". أخرجه أبو عبيد وغيره.
وعنه عن عبيدة السلماني قال: "القراءة التي عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي قبض فيه، هي التي يقرؤها الناس اليوم.
· وجود حروف ضعيفة في القراءات السبعة :
قرر المصنف وجود بعض الأحرف التي أُنكرت على أصحاب القراءات السبعة لتخلف أحد شروط القراءة الصحيحة عنها وذكر مما نسب إليهم وفيه إنكار لأهل اللغة وغيرهم :
فكل هذا محمول على قلة ضبط الرواة فيه على ما أشار إليه كلام ابن مجاهد المنقول في أول هذا الباب."
· معنى القراءات الشاذة :
وهي ما تخلف فيها أحد الشروط الثلاثة :
قال الشيخ أبو الحسن رحمه الله :
"وقال خلاد بن يزيد الباهلي: قلت ليحيى بن عبد الله بن أبي مليكة: إن نافعا حدثني عن أبيك عن عائشة أنها كانت تقرأ "إذ تلقونه" وتقول: إنما هو ولق الكذب. فقال يحيى: ما يضرك أن لا تكون سمعته عن عائشة، نافع ثقة على أبي وأبي ثقة على عائشة، وما يسرني أني قرأتها هكذا، ولي كذا وكذا. قلت: ولم وأنت تزعم أنها قد قرئت؟ قال: لأنه غير قراءة الناس، ونحن لو وجدنا رجلا يقرأ بما ليس بين اللوحين ما كان بيننا وبينه إلا التوبة أو نضرب عنقه، نجيء به، نحن عن الأمة عن الأمة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله عز وجل. وتقولون أنتم: حدثنا فلان الأعرج عن فلان الأعمى أن ابن مسعود يقرأ ما بين اللوحين، ما أدري ما ذا، إنما هو والله ضرب العنق أو التوبة".
"وقال هارون: ذكرت ذلك لأبي عمرو -يعني القراءة المعزوة إلى عائشة فقال: قد سمعت هذا قبل أن تولد، ولكنا لا نأخذ به. وقال أبو عمرو في رواية أخرى: إني أتهم الواحد الشاذ إذا كان على خلاف ما جاءت به العامة".
آداب تلاوة القرآن :
· المقصود من تلاوة القرآن تدبره والعمل به :
عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة في قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}، قال: يتبعونه حق إتباعه. أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "كتاب فضائل القرآن"
وعن الشعبي في قوله تعالى: {فنبذوه وراء ظهورهم}،قال: أما إنه ما كان بين أيديهم، ولكن نبذوا العمل به.
وعن أبي حمزة قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث، فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة، فأدبرها وأرتلها، أحب إلي من أن أقرأ كما تقول.
عن الحسن البصري قال: إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان، لا علم لهم بتلاوته، ولم ينالوا الأمر من أوله. قال الله عز وجل:{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}، أما تدبر آياته، اتباعه والعمل بعلمه، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كله، فما أسقط منه حرفا، وقد والله أسقطه كله ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل، حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نفس واحد، والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعة، متى كانت القراء تقول مثل هذا، لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء. خرجه أبو بكر محمد بن الحسين الآجري في حلية القارئ.
· إكرام حامل القرآن :
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: إن من إجلال الله إكرام حامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه. رواهُ أبو بكر بن أبي شيبة في كتاب ثواب القرآن.
ورواه البيهقي في "الشعب" عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من إجلال الله عز وجل إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط)).
· النهي عن التعمق في تلاوة الألفاظ والغلو بسببها:
حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم)).رواهُ أبو بكر بن أبي شيبة.
وقال عبد الله: إياكم والتنطع والاختلاف.
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني الحافظ المقرئ رحمه الله:
"التحقيق الوارد عن أئمة القراءة حده أن يوفي الحروف حقوقها من المد والهمز والتشديد والإدغام والحركة والسكون والإمالة والفتح، إن كانت كذلك من غير تجاوز ولا تعسف ولا إفراط ولا تكلف".
قال: "فأما ما يذهب إليه بعض أهل الغباوة من القراء من الإفراط في التمطيط، والتعسف في التفكيك، والإسراف في إشباع الحركات إلى غير ذلك من الألفاظ المستبشعة والمذاهب المكروهة فخارج عن مذاهب الأئمة وجمهور سلف الأمة، وقد وردت الآثار عنهم بكراهة ذلك".