تمهيد:
الاستثناء مأخوذ من الثُنيا، بالضمّ، وهو ما كُفَّ عن أصله، يقال: ثنيتُ الحبل إذا كففت طَرَفَه، فما كففتَه فهو الثُنيا، والثَنِيَّة، والثَّنْوَى، والمَثْنَاة، وفعلك: ثَنْيٌ، واستثناء؛ لأنك استثنيتَ المكفوف من طول الحبل.
ومن ذلك أُخذ الاستثناء في الكلام على الراجح من أقوال أهل اللغة، وهو إخراج جزء من كلّ بأداة ظاهرة.
وللاستثناء أنواع بينها تداخل؛ ويشتمل كلّ نوع منها على تفصيل ودلالات بيانية، ويتركّب من هذه الأنواع المتداخلة دلالات أخرى، وربما احتملت الجملة الواحدة نوعين أو أكثر من أنواع الاستثناء.
ولذلك فإنّ أسلوب الاستثناء من الأساليب البيانية التي تكرر استعمالها كثيراً في القرآن الكريم لأغراض بيانية بديعة واسعة الدلالات؛ يحسن بالمفسّر دراستها وتعرّف أنواع الاستثناء ودلالاته.
وربما اختلف المفسّرون في مسائل بسبب اختلاف أنظارهم في تفسير الاستثناء وتفهّم غرضه.