36: أبو حازم سلمة بن دينار الأعرج(ت:140هـ)
كان عالماً عابداً، وواعظاً بليغاً، صاحب حكم ومقولات سائرة، وله أخبار ووصايا يتناقلها العلماء في الزهد والورع، وكانت له كتب صارت إلى ابنه عبد العزيز من بعده؛ فكان يرويها عنه.
أصله من فارس، ونشأ بالمدينة، وتفقّه بها، وسمع سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، وأكثر من الرواية عنه، وروى عن جماعة من التابعين، منهم: أبو سلمة بن عبد الرحمن، وعطاء بن أبي رباح، ومحمد بن كعب القرظي، وسعيد المقبري، والنعمان بن أبي عياش، وغيرهم.
وكان جاراً للزهري في المدينة، وكان يقصّ بها ويحدّث، وكان ثقة ثبتاً.
- وقال ابن سعد: قدم سليمان بن هشام بن عبد الملك المدينة فأتاه الناس، وبعث إلى أبي حازم فأتاه، وساءله عن أمره وعن حاله، وقال له: يا أبا حازم ما مالك؟
قال: لي مالان.
قال: ما هما؟
قال: (الثقة بالله، واليأس مما في أيدي الناس).
- وقال إبراهيم بن سالم الهذلي: قال أبو حازم: (والله لئن نجونا من شر ما أُعطينا لا يضرنا ما زُوي عنا، وإن كنا قد تورطنا في شر ما قد بسط علينا ما يُطلب ما بقي إلا حُمقا). رواه ابن عساكر.
- وقال سفيان بن عيينة: قال أبو حازم: (ليس للملوك صديق، ولا للحسود راحة، والنظر في العواقب تلقيح للعقول).
قال سفيان: فذاكرت الزهري هذه الكلمات؛ فقال: (كان أبو حازم جاري، وما ظننت أنه يحسن مثل هذه الكلمات). رواه ابن عساكر.
وفي رواية عند ابن عساكر أيضاً: (ليس للمَلولِ صديق).
روى عنه: ابنه عبد العزيز، وسفيان بن عيينة، وأنس بن عياض، وسعيد بن أبي هلال الليثي، وأبو غسان محمد بن مطرف، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، ويعقوب بن عبد الرحمن بن عبدٍ القاري الإسكندري، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وسليمان الطائفي، وعبد الجليل القيسي، وأبو محمد عيسى بن موسى القرشي، وأبو صخر الخراط، وعبد الرحمن بن إسحاق المدني.