4: عروة بن الزبير بن العوام الأسدي(ت:93هـ)
أحد الفقهاء السبعة، من العلماء الأعلام الذين انتهت إليهم الفتوى بالمدينة، وكان واسع المعرفة بأحوال نزول القرآن وبالسير والمغازي، وأشعار العرب، وكان يتوقى القول في التفسير، فلذلك أكثر ما يُروى عنه في كتب التفسير ما يتصل بأسباب النزول وأحكام القرآن والسير والمغازي وما يرويه عن غيره وأكثره عن عائشة رضي الله عنها.
- قال حميد بن عبد الرحمن بن عوف: (لقد رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنهم يسألونه). رواه أبو زرعة الدمشقي ويعقوب بن سفيان.
- وقال هشام بن عروة: (ما سمعت أبي عروة بن الزبير يُؤَوّل آية قط) رواه ابن وهب.
ولد سنة ثلاث وعشرين، في أوّل خلافة عثمان بن عفان، وأمّه أسماء بنت أبي بكر، شهد يوم الدار وهو صبي، واستصغر يوم الجمل فرُدَّ، كان بينه وبين أخيه عبد الله أكثر من عشرين سنة.
عُني بالعلم، وحفظ من أمّه وأخيه ولازم خالته عائشة رضي الله عنها مدة طويلة ووعى عنها علماً كثيراً مباركاً حتى كان من كبار أوعية العلم في زمانه، وكان يتألّف الناس على علمه، ويرغّبهم في الأخذ عنه.
وكانت له كتب أحرقها يوم الحرة ثم ندم على إحراقها.
انتقل مع أخيه عبد الله إلى مكة، وبقي معه إلى قتل، ثمّ قدم إلى عبد الملك بن مروان الشام فبايعه، ثم عاد إلى المدينة، وبنى له قصراً بالعقيق.
- وقال أبو عمرو الأوزاعي: (خرَجَت في بطن قدمه- يعني عروة- بثرة؛ فتأخر ما به ذلك إلى أن نُشِرَت ساقه).
قال: وقال عروة لما نشرت ساقه: (اللهم إنك تعلم أني لم أمش بها إلى سوءٍ قط).رواه الفسوي.
اختلف في سنة وفاته، فقيل سنة 93هـ، وقيل: 94هـ، وقيل:95هـ، والأول أرجح قال به أبو نعيم وعلي بن المديني وخليفة بن خياط.