دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > الدورات العلمية العامّة > علماء الأمصار في القرون الفاضلة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 ذو القعدة 1442هـ/7-07-2021م, 03:02 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي

35: زيد بن أسلم العدوي(ت:136هـ)
هو الإمام الفقيه المفسر أبو أسامة، ويقال أبو عبد الله، مولى عمر بن الخطاب، كان والده من سبي اليمن، على الأرجح، فاشتراه عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وقد سمع من ابن عمر وأنس بن مالك، واختلف في سماعه من جابر والبراء بن عازب، وأما روايته عن أبي هريرة فهي مرسلة.
ورَوى عن جماعة من التابعين: منهم أبوه أسلم مولى عمر، وعلي بن الحسين، ومحمد بن المنكدر، وعاصم بن عمر بن قتادة، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وحمران بن أبان، وعطاء بن يسار، وأم الدرداء الصغرى، وغيرهم.
وكان في أوّل أمره معلّم كُتَّاب؛ ثمّ تفقّه في الكتاب والسنة حتى وعى علماً كثيراً، وتصدّر للتدريس في المسجد النبوي، وكانت له فيه حلقة، وكان رجلاً مهيباً، عني بالتفسير وبرع فيه، ووُلّي على معدن بني سُليم مدّة، وتولى خراج المدينة مدة، ورحل مع جماعة من علماء المدينة إلى الشام في خلافة الوليد بن يزيد، ثم رحل إلى مصر وأقام بالإسكندرية مدّة، ثم عاد إلى المدينة وتوفي بها.
- قال هشيم عن محمد بن عبد الرحمن القرشي قال: كان علي بن حسين يجلس إلى زيد بن أسلم، ويتخطَّى مجالس قومه؛ فقال له نافع بن جبير بن مطعم: تخطَّى مجالس قومك إلى عبد عمر بن الخطاب؟
فقال: (إنما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه). رواه البخاري في التاريخ الكبير وابن عساكر.
وله وصايا جليلة نافعة ذكرت ما تيسّر منها في سيرته المطوّلة.
وقد نُسب إلى زيد بن أسلم أنه يفسّر القرآن بالرأي، وانتقده بعض أهل عصره على ذلك، إذ كان معوّل أكثر المفسرين في بلده على النقل، وكثر فيهم التحفّظ عن القول في التفسير، ولذلك لما مات جماعة من كبار التابعين وأوساطهم ممن أخذوا عن مفسري الصحابة وكبار مفسري التابعين احتاج طلاب التفسير إلى من يجيب على أسئلتهم، فكان زيد بن أسلم يُسأل عن مسائل في القرآن فيجتهد رأيه ويجيب بما يفهمه، ويقع في بعض أجوبته ما يُستنكر، وقد يروي عنه بعض الضعفاء ما يفهمونه على غير وجهه فيستنكر، وهو يروي أيضاً أخباراً إسرائيلية عن وهب بن منبّه وغيره ممن يقرأ كتب أهل الكتاب، وأحيانا يذكر الخبر الإسرائيلي من غير إسناد.
- قال حماد بن زيد: قدمت المدينة وأهل المدينة يتكلمون في زيد بن أسلم؛ فقلت لعبد الله [أي ابن عمر العمري]: ما تقول في مولاكم هذا؟
قال: (ما نعلم به بأسا إلا أنه يفسر القرآن برأيه). رواه ابن عدي وابن عساكر.
وهذا لا يُراد به ما عُرف مؤخراً بالتفسير بالرأي المذموم، وهو تفسير أهل الأهواء للقرآن بما ينصرون به بِدَعهم، وإنما المراد به أنه كان يجتهد رأيه في التفسير؛ فيجيب بأجوبة بعضها من تلقاء نفسه لم يأخذها بالتلقي عن مفسري الصحابة وكبار التابعين، وقد تأملت بعض ما أنكر عليه من الأجوبة فوجدته يعتمد فيها على قواعد معروفة في التفسير؛ ومن خَفي عليه وجه القول ربما سارع إلى إنكاره، وهو غير معصوم من الخطأ في الاجتهاد، لكن أن يكون ممن يتعمد القول في القرآن بغير علم فلا.
- وقال ابن عدي: (زيد بن أسلم هو من الثقات، ولم يمتنع أحد من الرواية عنه، حدث عنه الأئمة).

وقد روى عنه جماعة من الأئمة، منهم: عبد الملك ابن جريج، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، ومعمر بن راشد، وسعيد بن أبي هلال الليثي، ومحمد بن عجلان، ويعقوب بن عبد الرحمن القاري، وأبو ضمرة أنس بن عياض، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وسليمان بن بلال التيمي، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري، وعبد الرحمن بن أبي الرجال، وأبو جعفر القارئ، وغيرهم من ثقات الرواة.
وروى عنه أولاده عبد الرحمن وأسامة وعبد الله، وهم ضعفاء في الحديث، وأشدّهم ضعفاً عبد الرحمن، وأمرهم في التفسير أهون.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثالث, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir