3: عامر بن عبد الله بن عبد قيس العنبري التميمي(ت: قبل 60هـ)
أبو عمرو، من بني العنبر بن عمرو بن تميم، من قراء البصرة وعبّادهم وزهّادهم، ثم نفي إلى الشام فأقام بها.
- قال علي بن المديني: حدثنا معتمر عن أبي كعب قال: (كان الحسن وابن سيرين يكرهان أن يقولا: عامر بن عبد القيس ويقولان: عامر ابن عبد الله). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- ذكر الذهبي في تاريخ الإسلام عن أبي عبيد القاسم بن سلام أنه قال في كتاب "القراءات": (كان عامر بن عبد الله الذي يعرف بابن عبد قيس يقرئ الناس)
ثم قال [أي أبو عبيد]: (حدثنا عباد عن يونس، عن الحسن أن عامراً كان يقول: من أقرئ؟ فيأتيه ناس، فيقرئهم القرآن، ثم يقوم يصلي إلى الظهر، ثم يصلي إلى العصر، ثم يقرئ الناس إلى المغرب، ثم يصلي ما بين العشاءين، ثم ينصرف إلى منزله، فيأكل رغيفا وينام نومة خفيفة. ثم يقوم لصلاته، ثم يتسحر رغيفا، ويخرج إلى المسجد).
وُشي به وبجماعة من العبّاد إلى عثمان فأمر بهم فنُفوا إلى الشام؛ منهم صعصعة بن صوحان ومذعور، فلما تبيّن معاوية حالهم كتب إلى عثمان بصلاحهم وبراءتهم مما نسب إليهم؛ وأمر لعامر بجائزة فأبى عامر أن يقبلها.
- قال جعفر بن سليمان: حدثنا سعيد الجريري قال: لما سُيّر عامر بن عبد الله تبعه إخوانه، فكان بظهر المربد فقال: «إني داع فآمنوا»
قالوا: هات، فقد كنا ننتظر هذا منك.
قال: «اللهم من وشى بي، وكذب علي، وأخرجني من مصري، وفرّق بيني وبين إخواني، اللهم أكثر ماله وولده، وأصحّ جسمه، وأطل عمره» رواه ابن سعد.
وكان قد سأل الله أن ينزع من قلبه شهوة النساء؛ فلم تكن له رغبة في الزواج، ولم يكن يُعنى بالمال.
- قال عمرو بن عاصم الكلابي: حدثنا همام عن قتادة قال: (سأل عامر بن عبد الله ربه أن يهون عليه الطهور في الشتاء؛ فكان يؤتى بالماء له بخار، وسأل ربه أن ينزع شهوة النساء من قلبه، فكان لا يبالي رجلا لقي أم أنثى، وسأل ربه أن يحول بين الشيطان وبين قلبه في الصلاة فلم يقدر على ذلك، وكان إذا غزا فيقال له: إن هذه الأجمة يخاف عليك فيها الأسد. قال: إني لأستحي من ربي أن أخشى غيره). رواه ابن سعد ويعقوب بن سفيان.
- وقال خلف بن خليفة الأشجعي: حدثنا أبو هاشم عن عامر بن عبد قيس قال: (وجدت أمر الدنيا يصير إلى أربع، إلى المال والنساء ولا حاجة بالمال والنساء، والنوم والأكل وايم الله لو استطعت لأضرن بهما جهدي). رواه ابن سعد ويعقوب بن سفيان.
- وقال أبو هلال الراسبي: حدثنا محمد بن سيرين قال: قيل لعامر بن عبد الله: ألا تتزوج؟ قال: «ما عندي من نشاط، وما عندي من مال، فما أغرّ امرأة مسلمة» رواه ابن سعد.
- وقال جعفر بن برقان الكلابي: حدثنا ميمون بن مهران أن عامر بن عبد قيس بعث إليه أمير البصرة، فقال: إن أمير المؤمنين أمرني أن أسألك ما لك لا تزوج النساء؟
قال: «ما تركتهن، وإني لدائب الخطبة»
قال: «وما لك لا تأكل الجبن؟»
قال: «إنا بأرض بها مجوس، فما شهد شاهد من المسلمين أنه ليس فيه ميتة أكلته»
قال: وما يمنعك أن تأتي الأمراء؟
قال: «لدى أبوابكم طلاب الحاجات، فادعوهم، فاقضوا حوائجهم، ودعوا من لا حاجة له إليكم». رواه ابن سعد في الطبقات، ولعله ورّى في الخطبة وهو يريد الحور العين.
- وقال عمرو بن عاصم: حدثنا جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار قال: لما رأى كعب عامرا بالشام قال: «من هذا؟» قالوا: عامر بن عبد قيس العنبري البصري قال: فقال كعب: «هذا راهب هذه الأمة» رواه ابن سعد.
- وقال عمرو بن عاصم: حدثنا همام قال: قال قتادة: قال عامر: «لحرف في كتاب الله أعطاه أحب إلي من الدنيا جميعا» فقيل له: وما ذاك يا أبا عمرو؟
قال: " أن يجعلني الله من المتقين، فإنه قال: {إنما يتقبل الله من المتقين}). رواه ابن سعد.
- وقال بشر بن عمر الزهراني: حدثنا همام، عن قتادة أن عامر بن عبد الله لما حضر جعل يبكي، فقيل له: ما يبكيك؟
فقال: «ما أبكي جزعا من الموت، ولا حرصا على الدنيا، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر، وعلى قيام ليل الشتاء» رواه ابن سعد.
- قال أبو زرعة الدمشقي: حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن ضمرة: أن قبر عبادة بن الصامت ببيت المقدس، وبها قبر عامر بن عبد قيس.
- وقال هارون بن معروف: حدثنا ضمرة عن ابن عطاء عن أبيه قال: (قبر عبادة بن الصامت وعامر بن عبد الله ببيت المقدس). رواه ابن عساكر.
- قال الذهبي: (قيل: إنه توفي في زمان معاوية).