22: أبو الشعثاء جابر بن زيد اليحمدي الأزدي (ت:93هـ)
من أزد عمان، سكن البصرة وكان من خاصة أصحاب ابن عباس، عالماً فقيهاً مفسراً، من كبار أهل الفتوى بالبصرة.
وروى عن ابن عمر، وابن الزبير، والحكم بن عمرو الغفاري، وغيرهم.
- قال عمرو بن دينار: أخبرني عطاء سمع ابن عباس يقول: (لو أنَّ أهلَ البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لأوسعهم علماً عمّا في كتاب الله). رواه البخاري في التاريخ الكبير، وابن سعد في الطبقات.
- وقال عمرو بن دينار: (ما رأيت أحداً أعلم بالفتيا من جابر بن زيد). رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة.
- وقال جرير بن حازم: سمعت إياس بن معاوية قال: (أدركت البصرة وما لهم مفتٍ يفتيهم غير جابر بن زيد). رواه ابن سعد ووكيع في أخبار القضاة.
- وقال خالد بن فضاء عن إياس قال: (أدركت البصرة ومفتيهم رجل من أهل عمان جابر بن زيد). رواه ابن سعد.
- وقال يحيى بن سعيد القطان عن سليمان التيمي أكبر علمي قال: (كان الحسن يغزو وكان مفتي الناس هاهنا جابر بن زيد). قال: (ثم جاء الحسن فكان يفتي). رواه ابن سعد.
- وقال همام بن يحيى: حدثنا قتادة قال: سُجن جابر بن زيد؛ فأرسلوا إليه يستفتونه في الخنثى كيف يورث؟ فقال:
(تسجنوني وتستفتوني!)
قال: (انظروا من أيّهما يبول فورثوه). رواه ابن سعد.
- وقال يحيى بن عتيق: ذُكر جابر بن زيد عند محمد بن سيرين فقال: (رحم الله جابرا كان مسلما عند الدراهم). رواه ابن سعد.
قلت: يريد أنه كان ورعاً تقياً في أمور المال.
- وقال حماد بن زيد: سئل أيوب هل رأيت جابر بن زيد؟
قال: (نعم، كان لبيبا لبيبا لبيبا). رواه ابن سعد.
انتحلته الإباضية وكان بريئاً منهم.
- قال همام عن قتادة عن عزرة قال: قلت لجابر بن زيد: إن الإباضية يزعمون أنك منهم.
قال: (أبرأ إلى الله منهم). رواه ابن سعد، ورواه ابن أبي حاتم من طريق أبي هلال [الراسبي] عن داوود [بن أبي هند] عن عزرة.
- قال عارم بن الفضل: (وكانت الإباضية ينتحلونه).
- قال سفيان بن عيينة: قلت لعمرو: سمعت من أبي الشعثاء من أمر الأباضية شيئاً مما يقولون؟
فقال: (ما سمعت منه شيئاً قط، وما أدركت أحداً أعلم بالفتيا من جابر بن زيد، ولو رأيتَه قلت: لا يحسن شيئاً). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
يريد أنه لم تكن له تلك الهيئة، وكان أعور.
ولما حضره الموت وكان مريضاً قيل له ما تشتهي؟
قال: نظرة من الحسن، وكان الحسن البصري متوارياً من الحجاج وجنده؛ فذهب إليه ثابت البناني؛ فأخبره فجاء الحسن لعيادة جابر.
اختلف في سنة وفاته:
- فقال الواقدي: سنة 103هـ.
- وقال أحمد والبخاري: مات سنة ثلاث وتسعين.
- وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: مات جابر سنة ثلاث وتسعين مع أنس بن مالك في جمعة.
وخبر العيادة يردّ قول الواقدي؛ فإن الحجاج مات سنة 95هـ.
روى عنه أيوب، وقتادة، وعمرو بن دينار، وعزرة بن عبد الرحمن، وأبو المنيب العتكي، وغيرهم.