27: أبو قلابة عبد الله بن زيد بن عامر الجرمي(ت:104هـ)
من بني جرم بن ربان، من قضاعة.
من كبار فقهاء البصرة ومفتيهم، كان زاهداً ورعاً، طُلب للقضاء زمن الحجاج بن يوسف فهرب إلى اليمامة ثم إلى الشام، فبقي فيها حتى أدرك بها خلافة عمر بن عبد العزيز، وكان يسكن دمشق، ثم انتقل إلى داريا.
روى عن أنس بن مالك، ومالك بن الحويرث، والنعمان بن بشير، وعمرو بن سلمة الجرمي، وأمّ الدرداء، ومعاذة العدوية، وغيرهم.
وروى عنه: أيوب، وقتادة، وخالد الحذاء، وعاصم الأحول، وداوود بن أبي هند، وغيرهم.
- قال حماد بن زيد: سمعت أيوب، وذكر أبا قلابة، فقال: «كان والله من الفقهاء وذوي الألباب» رواه ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم.
- قال حماد بن زيد: حدثنا أيوب، قال: قال مسلم بن يسار: «لو كان أبو قلابة من العجم كان موبذ موبذان» رواه ابن أبي شيبة، وابن سعد، ويعقوب بن سفيان.
قال ابن سعد: يعني قاضي القضاة.
- وقال حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة قال: (أقمت بالمدينة ثلاثة وما لي بها حاجة إلا رجل كان في ضيعة له، وبلغني عنه حديث انتظرته أن يقدم فأسأله عنه). رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة، وابن سعد، ولفظه: (أقمت بالمدينة ثلاثا ما لي بها من حاجة إلا حديث بلغني عن رجل أقمت عليه حتى قدم فسألته).
- وقال الأوزاعي عن مخلد عن أيوب عن أبي قلابة قال: (إذا حدثتَ الرجلَ بالسنة فقال: دعنا من هذا وهات كتاب الله؛ فاعلم أنه ضالّ). رواه ابن سعد.
- وقال حماد بن زيد عن أيوب قال: قال أبو قلابة: (لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم؛ فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون). رواه ابن سعد.
- وقال وهيب عن أيوب عن أبي قلابة قال: (ما ابتدع رجل بدعة إلا استحل السيف). رواه ابن سعد.
- وقال سعيد بن عامر: حدثنا صالح بن رستم قال: قال أبو قلابة لأيوب: (إذا أحدث الله لك علماً فأحدث لله عبادة، ولا تكونن إنما همك أن تحدث به الناس). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال الحكم بن سنان: حدثنا أيوب السختياني قال: قال لي أبو قلابة: (يا أيوب! احفظ عني ثلاث خصال: إياك وأبواب السلطان، وإياك ومجالسة أهل الاهواء، والزم سوقك؛ فإنّ الغنى من العافية).رواه ابن عساكر.
- وقال حماد بن زيد عن أيوب السختياني قال: مرّ بي أبو قلابة، وأنا أشتري تمراً ليس بالجيد؛ فقال: يا أيوب! قد كنتُ أحسب أن مجالستك إيانا قد نفعتك، أما علمتَ أن الله عز وجل قد نزع البركة من كل رديء). رواه ابن عساكر.
- قال عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار: أخبرنا كلثوم بن جبر قال: كان المتمني بالبصرة يقول: «فقه الحسن، وورع محمد بن سيرين، وعبادة طلق بن حبيب وحلم مسلم بن يسار» رواه ابن أبي شيبة.
- وقال عمرو بن زرارة: حدثنا إسماعيل ابن علية، عن أيوب، قال: «لما توفي عبد الرحمن بن أذينة ذكر أبو قلابة للقضاء فهرب حتى أتى الشام» رواه أبو نعيم في الحلية
- قال أبو عمر النمري: حدثنا حماد قال: قال أيوب: (وجدت أعلم الناس بالقضاء أشدّ الناس منه فراراً وأشدهم منه فرقاً).
ثم قال: (وما أدركتُ أحداً كان أعلم بالقضاء من أبي قلابة، لا أدري ما محمد بن سيرين؛ فكان يراد على القضاء فيفرّ إلى الشام مرة، ويفرّ إلى اليمامة مرة، وكان إذا قدم البصرة كان كالمستخفي حتى يخرج). رواه يعقوب بن سفيان.
- قال يونس بن عبد الأعلى: أخبرني أشهب صاحب مالك قال: قال مالك: (مات ابن المسيب والقاسم ولم يتركوا كتباً، ومات أبو قلابة فبلغني أنه ترك حمل بغل كتباً). رواه ابن عساكر.
- وقال حماد بن زيد: أوصى أبو قلابة قال: (ادفعوا كتبي إلى أيوب إن كان حياً وإلا فاحرقوها). رواه ابن سعد.
- وقال سليمان بن حرب: حدثنا حماد قال: (مات أبو قلابة بالشام فأوصى بكتبه لأيوب فأرسل أيوب فجئ به عدل راحلة.
قال أيوب: فلما جاءني قلت لمحمد: جاءني كتب أبي قلابة؛ فأحدّث منها؟
قال: نعم، ثم قال: (لا آمرك ولا أنهاك). رواه ابن عساكر.