33: ربيعة بن أبي عبد الرحمن فرّوخ المدني(ت:136هـ)
مولى آل المنكدر التيميين، وهو المعروف بربيعة الرأي، الإمام الفقيه المفسر، مفتي أهل المدينة في زمانه، أدرك أنس بن مالك والسائب بن يزيد وسمع منهما.
روي أنه كان مُقبلاً على العبادة من صلاة وصيام وتلاوة إقبالاً شديداً في أول أمره؛ ثمّ جالس كبار العلماء في زمانه كالقاسم بن محمد وغيره؛ فتفقَّه وبرع، وحفظ واجتهد، وكان اعتماده على الفهم والمقايسة ومعرفة الأشباه والنظائر وأصول الأحكام أكثر من اعتماده على حفظ المسائل؛ فلذلك كثر منه الاجتهاد، وهو ثقة ثبت في مروياته.
- قال الليث بن سعد: (وكان صاحب معضلات أهل المدينة ورئيسهم في الفتيا).
ترأّس في المدينة مدّة حتى برع مالك بن أنس وتصدّر وجمع بين النقل والرأي فانجفل الناس إليه.
وقد روى الخطيب البغدادي من طريق أحمد بن مروان الدينوري - وهو متّهم - قصة مكذوبة على والد ربيعة في تركه إياه وهو حمل في بطن أمّه ثمّ رجوعه إلى المدينة بعدما بلغ سبعاً وعشرين سنة وتصدر في المسجد النبوي، وقد بيّن الحافظ الذهبي كذب هذه القصة من وجوه متعددة.
ابتلي بسعاية رجل من أهل المدينة؛ فجُلد وحُلقَ رأسه ولحيته، ثم تولى أمير آخر فسجن الذي سعى به وطيّن عليه ليقتله جوعاً؛ فبلغ ذلك ربيعة فلم يسعه أن يراه يُقتل بسببه؛ فسعى لإطلاقه، وقال: (سأحاكمه إلى الله).
استقدمه أبو العباس السفاح إلى العراق ليوليه القضاء، وأمر له بجائزة فأبى أن يقبلها، ومات بالأنبار على أرجح الأقوال في آخر خلافة أبي العباس.
روى عنه: مالك بن أنس، والليث بن سعد، ومحمد بن إسحاق، وعمرو بن الحارث المصري، وابن لهيعة، ونافع بن أبي نعيم، ويونس بن يزيد الأيلي، وعبد الجبار بن عمر الأيلي، وسليمان بن بلال، ورجاء بن جميل، وغيرهم.