وهم على صنفين:
الصنف الأول: صنف بقي في المدينة فمنهم من مات بها ومنهم مات حاجاً أو معتمراً أو مسافراً سفراً عارضاً وأصل إقامته بالمدينة النبوية، ومن هؤلاء: سعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وسالم بن عبد الله بن عمر، وعروة بن الزبير، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، وخارجة بن زيد بن ثابت، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وعمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، ومحمد بن كعب القرظي، وسليمان بن يسار، ونافع مولى ابن عمر، وغيرهم كثير.
والصنف الثاني: من تعلّم في المدينة وعلّم ما شاء الله له ثمّ خرج منها إلى الأمصار الأخرى إما مقيماً بها وإما متنقّلا بينها وبين المدينة، ومن هؤلاء:
- قبيصة بن ذؤيب الخزاعي(ت:86هـ) كان يقيم بالمدينة أحياناً وبالشام أحياناً.
- وعمر بن عبد العزيز بن مروان(ت:101هـ) استقدمه الوليد بن عبد الملك إلى الشام بعد لما عزله عن إمارة المدينة.
- وعطاء بن يسار المدني(ت:103هـ) انتقل إلى الإسكندرية ومات بها.
- وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج انتقل إلى الإسكندرية ورابط بها.
- ومحمد بن مسلم ابن شهاب الزهري(ت:124هـ) انتقل إلى الشام.
- ويحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري(ت:143هـ) انتقل إلى العراق وتولى القضاء بالهاشمية وهي بلدة قرب الكوفة، وذلك قبل أن تبنى بغداد، وكان بناء بغداد بعد موته بسنتين.
- ومحمد بن إسحاق بن يسار المدني(ت:151هـ) انتقل إلى بغداد في خلافة أبي جعفر المنصور، وبقي بها إلى أن مات.
وكانت المدينة بلداً عامراً بالعلماء العباد، ففيها عدد كبير من علماء التابعين وعُبادهم، لكن سأقتصر على ذكر مشاهيرهم ومن له أثر باهر في تعليم العلوم الشرعية وسأرتبهم على الوفيات لأنه أضبط للترتيب، وإن كان جعل من يتأخر ذكرهم أسن من بعض من تقدم ولأن منهم من مات شاباً، ومن المتأخر ذكرهم من عُمر عمراً طويلاً، لكن الترتيب على سنوات الوفاة أكثر دقة وأضبط.