معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   علماء الأمصار في القرون الفاضلة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=1076)
-   -   الدرس الثالث: علماء المدينة النبوية [ طبقة التابعين ] (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=44591)

عبد العزيز الداخل 25 ذو القعدة 1442هـ/4-07-2021م 11:41 PM

الدرس الثالث: علماء المدينة النبوية [ طبقة التابعين ]
 
الدرس الثالث: علماء المدينة النبوية

طبقة التابعين

عناصر الدرس:
التعريف بعلماء التابعين في المدينة النبوية.
طبقة التابعين رحمهم الله.
1: كثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري(ت:63هـ)
2: قبيصة بن ذؤيب الخزاعي(ت:86هـ)
3: صالح بن خوات بن جبير(ت:90هـ تقريباً)
4: عروة بن الزبير بن العوام الأسدي(ت:93هـ)
5: سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي (ت:94هـ)
6: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي(ت:94هـ)
7: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي(ت:98ه)
8: خارجة بن زيد بن ثابت الخزرجي الأنصاري(ت:100هـ)
9: عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي(ت:101هـ)
10: عطاء بن يسار المدني(ت:103هـ)
11: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري(ت:104هـ)
12: وعمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الخزرجية(ت:106هـ)
13: وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي(ت:106هـ)
14: وسليمان بن يسار المدني(ت:107هـ)
15: القاسم بن محمد بن أبي بكر التيمي القرشي(ت:108هـ)
16: محمد بن كعب بن سليم القرظي(ت:108هـ)
17: مسلم بن جندب الهذلي(ت: بعد 110هـ )
18: محمد بن جعفر بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي(ت:115هـ)
19: أبو داوود عبد الرحمن بن هرمز بن كيسان الأعرج(ت:117هـ)
20: أبو عبد الله نافع بن هرمز الديلمي مولى ابن عمر(ت:117هـ)
21: أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم النجاري الأنصاري(ت:120هـ)
22: عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الأوسي(ت:120هـ)
23: محمد بن مسلم بن عبيد الله ابن شهاب الزهري(ت:124هـ)
24: أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة العدوي القرشي(ت:125هـ)
25: عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق(ت:126هـ)
26: أبو أيوب محمد بن قيس المدني(ت:126هـ)
27: أبو نعيم وهب بن كيسان الزبيري(ت:127هـ)
28: أبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني(ت:127هـ)
29: أبو رَوح يزيد بن رومان المدني(ت:130هـ)
30: أبو بكر محمد بن المنكدر بن عبد الله التيمي القرشي(ت:130هـ)
31: شيبة بن نصاح بن سرجس المدني(ت:130هـ)
32: أبو الزناد عبد الله بن ذكوان المدني(ت:131هـ)
33: ربيعة بن أبي عبد الرحمن فرّوخ المدني(ت:136هـ)
34: داود بن الحصين المدني (ت:135هـ)
35: زيد بن أسلم العدوي(ت:136هـ)
36: أبو حازم سلمة بن دينار الأعرج(ت:140هـ)
37: يحيى بن سعيد بن قيس الخزرجي الأنصاري(ت:143هـ)
38: عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب(ت:145هـ)
39: هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي(ت:146هـ)
40: ومحمد بن إسحاق بن يسار المدني(ت:151هـ)

عبد العزيز الداخل 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م 05:32 AM


وهم على صنفين:
الصنف الأول: صنف بقي في المدينة فمنهم من مات بها ومنهم مات حاجاً أو معتمراً أو مسافراً سفراً عارضاً وأصل إقامته بالمدينة النبوية، ومن هؤلاء: سعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وسالم بن عبد الله بن عمر، وعروة بن الزبير، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، وخارجة بن زيد بن ثابت، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وعمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، ومحمد بن كعب القرظي، وسليمان بن يسار، ونافع مولى ابن عمر، وغيرهم كثير.
والصنف الثاني: من تعلّم في المدينة وعلّم ما شاء الله له ثمّ خرج منها إلى الأمصار الأخرى إما مقيماً بها وإما متنقّلا بينها وبين المدينة، ومن هؤلاء:
- قبيصة بن ذؤيب الخزاعي(ت:86هـ) كان يقيم بالمدينة أحياناً وبالشام أحياناً.
- وعمر بن عبد العزيز بن مروان(ت:101هـ) استقدمه الوليد بن عبد الملك إلى الشام بعد لما عزله عن إمارة المدينة.
- وعطاء بن يسار المدني(ت:103هـ) انتقل إلى الإسكندرية ومات بها.
- وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج انتقل إلى الإسكندرية ورابط بها.
- ومحمد بن مسلم ابن شهاب الزهري(ت:124هـ) انتقل إلى الشام.
- ويحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري(ت:143هـ) انتقل إلى العراق وتولى القضاء بالهاشمية وهي بلدة قرب الكوفة، وذلك قبل أن تبنى بغداد، وكان بناء بغداد بعد موته بسنتين.
- ومحمد بن إسحاق بن يسار المدني(ت:151هـ) انتقل إلى بغداد في خلافة أبي جعفر المنصور، وبقي بها إلى أن مات.

وكانت المدينة بلداً عامراً بالعلماء العباد، ففيها عدد كبير من علماء التابعين وعُبادهم، لكن سأقتصر على ذكر مشاهيرهم ومن له أثر باهر في تعليم العلوم الشرعية وسأرتبهم على الوفيات لأنه أضبط للترتيب، وإن كان جعل من يتأخر ذكرهم أسن من بعض من تقدم ولأن منهم من مات شاباً، ومن المتأخر ذكرهم من عُمر عمراً طويلاً، لكن الترتيب على سنوات الوفاة أكثر دقة وأضبط.

عبد العزيز الداخل 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م 06:16 AM

التعريف بعلماء التابعين في المدينة النبوية

1: كثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري(ت:63هـ)
وأحد كتبة المصاحف العثمانية زمن عثمان بن عفان، وكان أبوه أفلح وسيرين والد محمد من سبي عين التمر، قتل كثير وأبوه يوم الحرة، ورأى فيه محمد بن سيرين رؤيا حسنة.

عبد العزيز الداخل 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م 11:05 AM

2: قبيصة بن ذؤيب الخزاعي(ت:86هـ)
وكان من الفقهاء المعلّمين في المدينة، وهو من أصحاب زيد بن ثابت، وأعلم الناس بقضاء زيد، وأدرك جماعة من كبار الصحابة، وكان صديقاً لعبد الملك بن مروان.
أصيبت عينه يوم الحرة، واختلف في سنة وفاته على أقوال متقاربة، والأكثر على أنه توفي سنة 86هـ.

عبد العزيز الداخل 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م 06:24 PM

3: صالح بن خوات بن جبير(ت:90هـ تقريباً)
روى عن أبيه خوات بن جبير، وعن خاله سهل بن أبي حثمة رضي الله عنهما، وعن غيرهما، وكان من قراء المدينة المعدودين.
- قال ابن الجزري: (روى القراءة عن أبي هريرة، أخذ عنه القراءة عرضًا نافع بن أبي نعيم).
- وقال ابن سعد: (ثقة قليل الحديث).

عبد العزيز الداخل 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م 06:32 PM

4: عروة بن الزبير بن العوام الأسدي(ت:93هـ)
أحد الفقهاء السبعة، من العلماء الأعلام الذين انتهت إليهم الفتوى بالمدينة، وكان واسع المعرفة بأحوال نزول القرآن وبالسير والمغازي، وأشعار العرب، وكان يتوقى القول في التفسير، فلذلك أكثر ما يُروى عنه في كتب التفسير ما يتصل بأسباب النزول وأحكام القرآن والسير والمغازي وما يرويه عن غيره وأكثره عن عائشة رضي الله عنها.
- قال حميد بن عبد الرحمن بن عوف: (لقد رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنهم يسألونه). رواه أبو زرعة الدمشقي ويعقوب بن سفيان.
- وقال هشام بن عروة: (ما سمعت أبي عروة بن الزبير يُؤَوّل آية قط) رواه ابن وهب.
ولد سنة ثلاث وعشرين، في أوّل خلافة عثمان بن عفان، وأمّه أسماء بنت أبي بكر، شهد يوم الدار وهو صبي، واستصغر يوم الجمل فرُدَّ، كان بينه وبين أخيه عبد الله أكثر من عشرين سنة.
عُني بالعلم، وحفظ من أمّه وأخيه ولازم خالته عائشة رضي الله عنها مدة طويلة ووعى عنها علماً كثيراً مباركاً حتى كان من كبار أوعية العلم في زمانه، وكان يتألّف الناس على علمه، ويرغّبهم في الأخذ عنه.
وكانت له كتب أحرقها يوم الحرة ثم ندم على إحراقها.
انتقل مع أخيه عبد الله إلى مكة، وبقي معه إلى قتل، ثمّ قدم إلى عبد الملك بن مروان الشام فبايعه، ثم عاد إلى المدينة، وبنى له قصراً بالعقيق.
- وقال أبو عمرو الأوزاعي: (خرَجَت في بطن قدمه- يعني عروة- بثرة؛ فتأخر ما به ذلك إلى أن نُشِرَت ساقه).
قال: وقال عروة لما نشرت ساقه: (اللهم إنك تعلم أني لم أمش بها إلى سوءٍ قط).رواه الفسوي.
اختلف في سنة وفاته، فقيل سنة 93هـ، وقيل: 94هـ، وقيل:95هـ، والأول أرجح قال به أبو نعيم وعلي بن المديني وخليفة بن خياط.

عبد العزيز الداخل 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م 06:36 PM

5: سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي (ت:94هـ)
إمام التابعين في المدينة، ممن انتهت إليه الفتوى في زمانه، كان عالماً بالقرآن وبالقضاء وبعبارة الرؤيا، وكان أبوه وجده من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولد سعيد في أوّل خلافة عمر بن الخطاب نحو سنة 15هـ، وأدرك السماع منه وهو صبي، وأخذ عن جماعة من علماء الصحابة منهم عثمان وعلي وسعد بن أبي وقاص وزيد بن ثابت وأبو هريرة وابن عمر وعائشة وأمّ سلمة وغيرهم.
وكان من أكثر الناس حديثاً عن أبي هريرة وأثبتهم عنه، وهو زوج بنت أبي هريرة، ومن أعلم التابعين بمسائل عمر؛ جدّ في طلبها حتى حفظها واحتاج الناس إليه فيها، حتى قال الإمام مالك: (إن كان عبد الله بن عمر ليرسل إلى سعيد بن المسيب يسأله عن القضاء من أقضية عمر بن الخطاب).رواه ابن أبي خيثمة.
- وروى سعد بن إبراهيم عن سعيد بن المسيب أنه قال: (ما بقي أحد أعلم بقضاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر منّي). رواه البخاري في التاريخ الكبير، وابن أبي خيثمة في تاريخه.
- وقال علي ابن المديني: (لا أعلم في التابعين أوسع علما منه، هو عندي أجلّ التابعين).
- وقال ابن وهب: سمعت الليث يحدث، عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيَّب: (أنه كان لا يتكلم إلا في المعلوم من القرآن). رواه ابن جرير.
امتحن في الفتنة بين ابن الزبير وعبد الملك بن مروان، وسجن وضرب ضرباً شديداً وطيف به ثمّ فرّج الله عنه ورفع ذكره.
روى عنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، وابن شهاب الزهري، وسالم بن عبد الله، وقتادة، وعبد الرحمن بن حرملة، وداود بن أبي هند، وعمرو بن مرة، وعلي بن زيد بن جدعان، وغيرهم.

عبد العزيز الداخل 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م 10:40 PM

6: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي(ت:94هـ)
أحد الفقهاء السبعة وأئمة المسلمين، وكان من أشراف قريش وصالحيهم، كثير العبادة، وكان عالماً بالسير والمغازي، فقيهاً ورعاً، وأكثر ما يُروى عنه في التفسير ما له تعلّق بنزول القرآن وأحكامه.
- قال البخاري وابن أبي خيثمة: اسمه أبو بكر وكنيته أبو عبد الرحمن.
وأمّ أبي بكر هي الشريدة، واسمها فاختة بنت عتبة بن سهيل بن عمرو ، لُقّبت بالشريدة لقول عمر بن الخطاب: (زوّجوا الشريدَ الشريدةَ)
وذلك أنّ الحارث بن هشام وعتبة بن سهيل كانا قد خرجا متصاحبين للجهاد في الشام فقتلا، وأُتي بعبد الرحمن بن الحارث وفاختة بنت عتبة إلى المدينة، ولم يبق من ولد سهيل بن عمرو غيرها؛ فزوَّج عمرُ عبدَ الرحمن فاختةَ، وأقطعهما أرضاً بالمدينة وأوسع لهما، فقيل له: أوسعتهما يا أمير المؤمنين، قال: (لعل الله ينشرُ منهما).
- قال مصعب الزبيري: (فنشر الله منهما ولداً كثيراً رجالاً ونساءً). ذكره ابن أبي خيثمة.
وقد ولد أبو بكر في خلافة عمر، واستُصغر يوم الجمل، وردّ من الطريق، وهذا يدلّ على أنه لم يولد كفيفاً، ثمّ ابتلي بذهاب بصره بعد.
ونشأ في المدينة نشأة صالحة واجتهد في العلم والعبادة، وسمع من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أبي هريرة وزيد بن ثابت وجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد عدّه علي بن المديني من العشرة الذين هم أعلم التابعين بعلم زيد بن ثابت، وكان صوّاماً قوّاماً، جواداً كريماً، جليل القدر يُجلّه الخلفاء والعلماء والعامّة.
اختلف في سنة وفاته فقيل سنة 93هـ، والأكثر على أنه توفي سنة 94هـ، وكانت تسمى سنة الفقهاء لكثرة من مات فيها منهم.
وروى عنه أولاده سلمة وعبد الله وعبد الملك، ومولاه سُميّ، وعمر بن عبد العزيز، وابن شهاب الزهري، ومجاهد بن جبر، وعكرمة بن خالد المخزومي، وعبد الله بن كعب الحميري مولى عثمان، وعراك بن مالك، وغيرهم.

عبد العزيز الداخل 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م 11:19 PM

7: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي(ت:98ه)
أحد الفقهاء السبعة، جدّه عتبة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قديم الإسلام، وهو أخو عبد الله بن مسعود، وأبوه عبد الله مختلف في صحبته، والأرجح أنه من طبقة صغار الصحابة رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس سنين أو ستّ، وكان عالماً فقيهاً.
وكان عبيد الله ذكيّا حافظاً فَهِماً، إذا حُدّث بحديث حفظه ووعاه، سمع من ابن عباس، وكان يُحسن التلطفَ له مع حفظه وجودة فهمه، فاستفاد منه علماً كثيراً مباركاً.
وروى عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري وعائشة وغيرهم.
وكان على سعة علمه بأحكام الشريعة من أهل المعرفة بالأدب والسير والمغازي وأيّام العرب، وكان حسن الرأي ثاقب النظر جيّد الشعر.
- وقال سفيان بن عيينة: سمعت الزهري يقول: (لما جالستُ عبيد الله بن عبد الله بن عتبة صرت كأني أصحب بحرا). رواه الفسوي.

عبد العزيز الداخل 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م 11:26 PM

8: خارجة بن زيد بن ثابت الخزرجي الأنصاري(ت:100هـ)
أحد الفقهاء السبعة، أبوه زيد بن ثابت كاتب الوحي، وأمّه جميلة بنت سعد بن الربيع، وكان أحد النقباء ليلة العقبة، شهد بدراً واستشهد بأحد، وكان من أفاضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولد خارجة سنة 30هـ في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وتفقّه بأبيه وجماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عُدَّ من كبار أهل الفتوى في زمانه.
اختلف في سنة وفاته على أقوال أرجحها أنها سنة 100هـ، وله سبعون سنة.
وقد روي أنه رأى في منامه أنه بنى سبعين درجة فلما بلغ آخرها تهوّرت فنظر في عمره فإذا هو قد بلغ سبعين سنة؛ فمات في تلك السنة.
وروي أنّ عمر بن عبد العزيز لما بلغه موته استرجع، وصفق بإحدى يديه عَلَى الأخرى، وَقَال: (ثُلمة والله فِي الإسلام).
روى خارجة عن أبيه وأمّه وعن أسامة بن زيد، وسهل بن سعد الساعدي، وعبد الرحمن بن أبي عمرة، وأمّ العلاء الأنصارية.
وروى عنه: ابنه سليمان، وابن شهاب الزهري، ومحمد الديباج، وأبو الزناد، ويزيد بن عبد الله بن قسيط، وعبد الله بن كعب الحميري، وغيرهم.

عبد العزيز الداخل 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م 11:31 PM

9: عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي(ت:101هـ)
الإمام العادل، والفقيه الفاضل، ومجدد الدين في المائة الأولى، ولد سنة 63هـ، وأمّه أمّ عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، تولى أبوه ولاية مصر في زمن أخيه عبد الملك بن مروان، وبعثَ ابنَه عمر إلى المدينة ليتأدّب بها، وكتب إلى صالح بن كيسان يتعاهده، وكان رجلاً حازماً؛ فانتفع بحزمه وتأديبه.
وسمع من عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ووعى عنه علماً كثيراً، وأخذ من سليمان بن يسار، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وغيرهم من كبار فقهاء التابعين.
تولى إمارة المدينة سنة 87هـ، وهو ابن خمس وعشرين سنة، وذلك في خلافة الوليد بن عبد الملك، وكان من خير أمراء المدينة؛ قرّب الفقهاء السبعة وغيرهم من أهل العلم فجعلهم جلساءه، لا يصدر إلا عن رأيهم ومشورتهم.
وولّى على قضاء المدينة أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، وهو من أفاضل القضاة وأعلمهم وأحزمهم.
وقد اجتمع له بالمدينة أعلم الناس بأحكام الدين وبأقضية النبي صلى الله عليه وسلم وأقضية أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت وغيرهم من فقهاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، منهم سعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسليمان بن يسار، وغيرهم.
وكان موفقاً مسدداً في كثير من أموره، وحُمدت سيرته في المدينة، وله فضائل كثيرة، أحيا السنة، وردّ المظالم وأقام العدل، وحكم بين الناس بالعلم والعدل والرفق، حتى كان في عباداته يترسّم هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنّته.
- قال سعيد بن جبير: (سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: « ما رأيت أحداً أشبه صلاةً بصلاةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى » يعني عمر بن عبد العزيز فحزرنا في ركوعه عشر تسبيحات، وفي سجوده عشر تسبيحات). رواه أبو داوود والنسائي.
- وقال عثمان بن يزدويه: (كان يخفف في تمام). رواه أحمد.
وفي إمارته للمدينة أمره الوليد بن عبد الملك أن يوسّع المسجد النبوي من جهاته الأربع، وأن يعطي أصحاب الحقوق ثمن الزيادات شاءوا أو أبوا، وهدمت حجرات أمهات المؤمنين وأدخلت في المسجد.
ثم إن الوليد بن عبد الملك عزله من إمارة المدينة سنة 93ه واستقدمه إلى الشام فأقام بها وكان من جلساء الخليفة، ثم إن الوليد بدا له أن يعزل سليمان بن عبد الملك عن ولاية العهد، ويعهد لابنه عبد العزيز بن الوليد؛ فأبى عمر وقال: "لسليمان بيعة في أعناقنا"، فضيّق عليه الوليد، وحبسه في بيتٍ حتى كاد أن يهلك ثم فرّج الله عنه.
وكان عمر عضداً للخليفة سليمان بن عبد الملك، ثم تولى الخلافة بعده سنة 99هـ، وهو ابن ستة وثلاثين، فأقام العدل، وردّ المظالم، فبدأ بأهل بيته ومظالم بني أميّة فردَّها، ووضع المكوس عن الناس، وولّى على الأمصار الأخيارَ من أهل العلم والرأي والتدبير، ففشا الخير، وصلح أمر الرعية، واستيسر الناس، ودامت خلافته تسعة وعشرين شهراً، ومات وهو ابن تسعة وثلاثين لم يبلغ الأربعين.

عبد العزيز الداخل 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م 11:36 PM

10: عطاء بن يسار المدني(ت:103هـ)
مولى أمّ المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، وهو أخو سليمان بن يسار، وكان شديد اللزوم لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان قاصّا يبكي بقصصه، وكان يقيم بالمدينة مدة وبالشام مدة، ثم انتقل في آخر حياته إلى الإسكندرية ومات بها مرابطاً.
- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه قال: (كان عطاء بن يسار يقص علينا حتى نبكي، ثم يحدّثنا بالمُلَحِ حتى نضحك، ثم يقول: مرة كذا ومرة كذا). رواه ابن عساكر.

عبد العزيز الداخل 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م 11:39 PM

11: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري(ت:104هـ)
غلبت كنيته على اسمه، حتى قيل إن اسمه كنيته، ولد سنة 21هـ من أمّ كَلْبية، قيل إنها أوّل كلبية تزوجها قرشي، ونشأ بالمدينة نشأة صالحة، وعني بطلب العلم والتفقّه في الدين؛ فحفظ عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً كثيراً، وكان وهو صغير يَسأل مسائلَ الكبار ويتحفّظها.
- قال أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: سألتُ عائشة: ما يوجب الغسل؟
فقالت: «أتدري ما مثلك يا أبا سلمة؟ مثل الفَرُّوج يسمع الديكة تصرخ فيصرخ معها، إذا جاوز الختانُ الختانَ فقد وجب الغسل» رواه مالك في الموطأ وعبد الرزاق في مصنفه.
ورويت هذه الكلمة عن عائشة في سياق آخر من غير إسناد، وهذا السياق أثبت وأشبه.
ودأب في طلب العلم وحفظ الحديث حتى وعى علماً كثيراً.
وولي القضاءَ بالمدينة سنة 48هـ ولمّا يبلغ الثلاثين من عمره، وذلك في إمارة سعيد بن العاص إلى أن عُزل سعيد سنة 54هـ.
وكان يسائل ابنَ عباس ويماريه فحُرم بذلك كثيراً من علم ابن عباس.
ثم إنه ندم على ذلك، وقال: «لو رفقتُ بابن عباس لأصبتُ منه علما كثيرا» رواه الدارمي من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري عنه.
وكان ثقة كثير الحديث، صبيح الوجه، حريصاً على نشر العلم.
- قال محمد بن إسحاق: (رأيت أبا سلمة بن عبد الرحمن يأخذ بيد الصبي من الكُتَّاب؛ فيذهب به إلى البيت فيملي عليه الحديث ويكتب له). رواه الخطيب البغدادي وابن عساكر في تاريخيهما.
اختلف في سنة وفاته، والأرجح أنها كانت سنة 104هـ.
روى عن: أبي هريرة فأكثر، وعن عائشة، وزيد بن ثابت، وجابر بن عبد الله، وأبي سعيد الخدري، وفاطمة بنت قيس، وغيرهم.
وأرسل عن أبيه وعن طلحة بن عبيد الله وأبيّ بن كعب وعبادة بن الصامت.
وروى عنه: ابن شهاب الزهري، ويحيى بن أبي كثير، وأبو حازم سلمة بن دينار، وابنه عمر وفيه ضعف وابن أخيه سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وجعفر بن ربيعة بن شرحبيل بن حسنة، ومحمد بن إبراهيم التيمي، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، وغيرهم.

عبد العزيز الداخل 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م 12:27 AM

12: وعمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الخزرجية(ت:106هـ)
جدّها سعد بن زرارة أخو أسعد بن زرارة رأس النقباء ليلة العقبة، وسعد بن زرارة ذكره بعضهم في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رويت عنه أحاديث قليلة، وأما عبد الرحمن فمختلف في صحبته، وقد وُلدت عمرة في خلافة عثمان بن عفان سنة 29هـ.
نشأت عمرة في بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وكانت في حجر عائشة؛ فوعت علماً كثيراً مباركاً حتى كانت من أعلم أهل زمانها، واحتاج الناس إلى علمها.
- وقال يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن دينار قال: «كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن محمد بن حزم أن انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سنة ماضية أو حديث عمرة فاكتبه فإني خشيت دروس العلم وذهاب أهله». رواه ابن سعد.
اختلف في سنة وفاتها، فقيل سنة 98هـ، وقيل: سنة 106هـ ولها 77 سنة، والأظهر أنها كانت حية في خلافة عمر بن عبد العزيز.
روت عمرة عن عائشة فأكثرت وأطابت، وروت عن أمّ سلمة، ورافع بن خديج، وأم هشام بنت حارثة بن النعمان وقيل: إنها أختها لأمها وهو وهم، أم هشام صحابية مذكورة في المبايعات، ولها أخت اسمها عمرة، فاشتبه ذلك على بعض الرواة.
وروى عن عمرة: ابنُها أبو الرجال محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان النجاري الأنصاري، وإنما سمي بأبي الرجال لأنه كان له عشرة أبناء، وكان أبو الرجال ثقة كثير الحديث، وابنه حارثة، وابن أختها أبو بكر بن محمد ابن حزم، وابنه عبد الله، وابن شهاب، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وسليمان بن يسار، وغيرهم.

عبد العزيز الداخل 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م 12:30 AM

13: وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي(ت:106هـ)
الفقيه الزاهد الوَرِع، أحد الفقهاء السبعة الذين انتهت إليهم الفتوى في زمانهم، وكان ثقة جليل القدر، حسن الرأي، يستشيره أمراء المدينة في زمانه ويستفتونه.
وكان على ذلك حسن السَّحْنة، قويّ الجسم، كريم الخلق، محبوباً، يتَّجر في الأسواق، ويأكل من كسب يده، وكان زاهداً ورعاً، يتقلل في لباسه وهيئته، وكان كثير الحج، وغزا في الثغور، وذكره أبو عبيد في قرّاء التابعين بالمدينة.
سماه أبوه سالماً على اسم سالم مولى أبي حذيفة.
توفي سالم بالمدينة، وصلى عليه هشام بن عبد الملك، وكان قد حجّ تلك السنة ثم قدم المدينة، فوافق موت سالم بن عبد الله، وشيّع جنازته خلق كثير حتى تعجّب هشام من كثرتهم، وما كان يظنّ أنّ بالمدينة كلّ هذا العدد؛ ففرض على أهل المدينة بعث أربعة آلاف رجل في الغزو.
وكان القاسم بن محمد بن أبي بكر صديقاً لسالم؛ فلما مات سالم حزن عليه القاسم حزناً شديداً.
روى سالم عن أبيه فأكثر، وعن عمّته حفصة بنت عمر، وعن أبي هريرة، ورافع بن خديج، وأبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم، وغيرهم
وروى عنه: ابن أخيه القاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، وابن شهاب الزهري، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وأبو قلابة الجرمي، ومقاتل بن حيان، وعبد العزيز بن أبي رواد، وعمرو بن دينار، وموسى بن عقبة، وأيوب السختياني، وغيرهم.

عبد العزيز الداخل 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م 05:32 AM

14: وسليمان بن يسار المدني(ت:107هـ)
مولى أمّ المؤمنين ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية رضي الله عنها، ولد في آخر خلافة عثمان، وكان مقدماً في الفقه والعلم، يقاس بسعيد بن المسيب، وكان يقول في مجلسه ويفتي فإذا كثر فيه الكلام وسمع اللغط أخذ نعليه ثم قام عنهم.
- قال مصعب بن عبد الله: (سليمان بن يسار، وعطاء بن يسار، وعبد الله، وعبد الملك بنو يسار، كلهم يؤخذ عنه العلم، موالي ميمونة زوج النبي عليه السلام).رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال مصعب بن عثمان: كان سليمان بن يسار من أحسنِ الناس وجهاً؛ فدخلت عليه امرأة تستفتيه فسامته نفسه؛ فامتنع عليها وذكَّرها؛ فقالت له: لئن لم تفعل لأشهرنك ولأصيحنَّ بك.
قال: فخرج وتركها في بيته؛ فرأى في منامه يوسف النبي عليه السلام؛ فقال له: أنت يوسف؟
قال: (أنا يوسف الذي هممت، وأنت سليمان الذي لم يهمم). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال ابن شهاب الزهري: سمعت سليمان بن يسار، يقول: «كنا نجالس زيد بن ثابت أنا وسعيد بن المسيب، وقبيصة بن ذؤيب، ونجالس ابن عباس، فأما أبو هريرة فكان سعيد أعلمنا بمسنداته لصهره منه». رواه ابن سعد.
وكان سعيد بن المسيب زوج بنت أبي هريرة.
اختلف في سنة وفاته على أقوال، وأكثر العلماء بالوفيات على أنه مات سنة 107هـ، وهو ابن ثلاث وسبعين.
وعدّه أبو عبيد من قرّاء التابعين بالمدينة، وقد رويت عنه مسائل في التفسير.
روى عن: مولاته ميمونة، وأمّ سلمة، وعن أبي هريرة، وجابر بن عبد الله، وزيد بن ثابت، وابن عمر، وابن عباس، ورافع بن خديج، وأبي سعيد الخدري، وغيرهم.
وروى عنه: ابن شهاب الزهري، وأبو الزناد، ومحمد بن المنكدر، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأيوب بن أبي تميمة السختياني، وقتادة، ونافع مولى ابن عمر، ويحيى بن أبي إسحاق، وخالد بن أبي عمران، ويزيد بن عبد الله بن قسيط، وبكير بن عبد الله ابن الأشج، وصالح بن كيسان، وعبد الله بن دينار، وغيرهم.

عبد العزيز الداخل 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م 10:23 AM

15: القاسم بن محمد بن أبي بكر التيمي القرشي(ت:108هـ)
أحد الفقهاء السبعة، بل كان مقدَّماً فيهم، ولد في آخر خلافة عثمان أو أوّل خلافة علي رضي الله عنهما، ونشأ في حجر عمّته عائشة رضي الله عنها، فأخذ من علمها وأدبها، ونشأ نشأة صالحة مباركة، وكان صاحب وَرَع وزهد، وافر العقل حادّ الذهن، كثير الصمت، لا يتكلّف ولا يُماري، وكان على سعة علمه يتوقّى الكلام في التفسير، ويتثبت في الفتوى، ويروي الحديث بحروفه.
وقد رويت عنه مسائل في كتب التفسير أكثرها مما له صلة بأحكام القرآن، وما حفظه أصحابه مما استفتي فيه، وما رواه عن عائشة وابن عباس وأبي هريرة في التفسير.
رويت عنه وصايا نافعة وأخبار تدلّ على فقهه وزهده وورعه ذكرت بعضها في ترجمته المطولة.

عبد العزيز الداخل 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م 10:24 AM

16: محمد بن كعب بن سليم القرظي(ت:108هـ)
من ذريّة هارون بن عمران عليه السلام.
- قال البخاري: (كان أبوه ممن لم ينبت يوم قريظة فتُرك).
ولد في آخر خلافة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وروى عن كعب بن عجرة، وأبي هريرة وابن عباس، وزيد بن أرقم، ومعاوية بن أبي سفيان، وفضالة بن عبيد، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وغيرهم.
وأرسل عن: أبي ذر، وابن مسعود، وأبي الدرداء، والعباس بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، وغيرهم.
وقد رُوي في فضله حديث في إسناده ضعف، رواه أبو صخر حميد بن زياد، عن عبد الله بن معتّب بن أبي بردة الظفري، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يخرج من الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسها أحد يكون بعده)) أخرجه أحمد، والطبراني في الكبير، والبيهقي في دلائل النبوة.
وكان عالماً بالسير والمغازي، إماماً في التفسير، بارعاً في الاستنباط، واستخراج الحجج من القرآن، وكان يقول: (كنتُ إذا سمعت حديثاً عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم التمسته في القرآن). رواه ابن المبارك في الزهد.
وكان مجتهداً في العبادة، يغلب عليه الخوف من الله والخشوع، متقللاً من الدنيا، زاهداً فيها.
وكانت له مجالس في التفسير، ومواعظ حسنة، وكان متمسكاً بالسنّة، حذراً من مداخل الشيطان.
- قال محمد بن فضيل البزاز: (كان لمحمد بن كعب جلساء كانوا من أعلم الناس بتفسير القرآن، وكانوا مجتمعين في مسجد الربذة، فأصابتهم زلزلة، فسقط عليهم المسجد فماتوا جميعا تحته). رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ.
وكانت وفاته سنة 108هـ، على أرجح الأقوال، وهو قول تلميذه أبي معشر المدني وأكثر العلماء بالوفيات، وهو القول الذي اختاره البخاري ولم يحكِ غيره، وقيل: سنة 117هـ، وقيل: سنة 120هـ.
@@

عبد العزيز الداخل 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م 10:48 AM

17: مسلم بن جندب الهذلي(ت: بعد 110هـ )
كان قاصَّ الجماعة بالمدينة، وكان فصيحاً حسن القراءة عالماً بالتفسير والعربية، وهو معلّم عمر بن عبد العزيز.
- وقال الحسن بن أبي مهران: حدثنا أحمد بن يزيد عن عيسى ابن مينا قالون قال: (كان أهل المدينة لا يهمزون حتى همز ابن جندب فهمزوا {مستهزئون} و{استهزئ} ). رواه ابن مجاهد.
- وقال سعيد بن أبي مريم: حدثنا زياد بن يونس، قال: حدثني نافع بن أبي نعيم قال: سألت مسلم بن جندب عن قول الله عز وجل: {ردءا يصدقني} قال: زيادة، أما سمعت قول الشاعر:
وأسمر خطي كأن كعوبه ... نوى القسب قد أردى ذراعا على عشر).
رواه ابن وهب وأبو جعفر الترمذي في جزء تفسير نافع بن أبي نعيم، وابن أبي حاتم.
- وقال الليث بن سعد: (كان أوَّلَ من فسر هذه الآية لأهل المدينة مسلم بن جندب الهذلي: {فانفروا ثبات أو انفروا جميعا}، قال: ثُبَةٌ، ثُبَتَان، ثلاثُ ثُبَاتٍ، قال: الفرقة بعد الفرقة في سبيل الله، و{جميعا}بمرَّة). رواه ابن وهب.
قرأ مسلم على عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، وحدث عن أبي هريرة وحكيم بن حزام وابن عمر وابن الزبير وأسلم مولى عمر وغيرهم.
وقرأ عليه: نافع بن أبي نعيم المدني.
وروى عنه: ابنه عبد الله بن مسلم، ونافع بن أبي نعيم، وزيد بن أسلم، وابن أبي ذئب.

عبد العزيز الداخل 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م 11:01 AM

18: محمد بن جعفر بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي(ت:115هـ)
من فقهاء المدينة وقرائهم، مات شابّاً، وكان عالماً بالسير والمغازي ونزول القرآن ولابن إسحاق صحيفة عنه.
وكان أبوه أمير المدينة زمن ابن الزبير.
أخرج له الجماعة، وهو متفق على توثيقه، وقال الذهبي: مات شاباً.

عبد العزيز الداخل 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م 08:10 PM

19: أبو داوود عبد الرحمن بن هرمز بن كيسان الأعرج(ت:117هـ)
مولى محمد بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وكان من كبار القراء والمحدثين، وممن يكتب المصاحف بالمدينة، قرأ على أبي هريرة، وابن عباس، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة.
وقرأ عليه نافع بن أبي نعيم وغيره.
وكان الأعرج ملازماً لأبي هريرة فحفظ عنه حديثاً كثيراً، وكان عالماً بالعربية وأنساب قريش، وهو أول من وضع العربية بالمدينة.
- قال صفوان بن عمرو السكسكي: قال عبد الرحمن الأعرج: (إني أريد أن آتي الإسكندرية فأرابط بها).
فقيل له: وما تصنع بها وما عندك قتال، وما تكون في مكان إلا كنت كلا على المسلمين؟!!
قال: (سبحان الله!! فأين التحضيض؟)
قال: وكان شيخا كبيرا فخرج إليها.
قال: (أراه مات بها). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.

عبد العزيز الداخل 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م 09:42 PM

20: أبو عبد الله نافع بن هرمز الديلمي مولى ابن عمر(ت:117هـ)
من كبار الأئمة الحفاظ بالمدينة، وهو مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب، وكان من أحبّ مواليه إليه، وأكثرهم ملازمة له، وانتفاعاً بعلمه، ورواية له، أعطاه فيه عبد الله بن جعفر اثني عشر ألف درهم فأبى أن يبيعه، ثمّ أعتقه، ثمّ زوّجه جارية له كانت أحبّ جواريه إليه.
وقد اختلف في أصل نافع على أقوال، والأرجح أنه من جبال الطالقان جنوب بحر قزوين.
وقد انتفع نافع بصحبة عبد الله بن عمر انتفاعاً كبيراً؛ ولزمه نحواً من ثلاثين عاماً، وحفظ عنه علماً غزيراً مما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة، ومن أقواله فيما يُستفتى فيه وما يبتدئ به، ومن سيرة ابن عمر وسمته وهديه، وكان ابن عمر من أشبه الصحابة هدياً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وروى نافع عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، ورافع بن خديج، وعن عائشة وحفصة وأم سلمة رضي الله عنهم أجمعين، وروى عن جماعة من التابعين كسالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وصفيّة بنت أبي عبيد زوجة عبد الله بن عمر، وغيرهم.
وكان ثقة ثبتاً، فقيهاً عالماً، كثير الحديث، وكان من أعلم الناس بحديث ابن عمر ومسائله، وكان سالم بن عبد الله بن عمر يوصي بسؤاله، وبعثه عمر بن عبد العزيز إلى أهل مصر ليفقههم في الدين، ويعلّمهم السنن.
وكان نافع يكتب، وله حقيبة فيها صحف له مما كتبه، وكان يملي على أصحابه حديث ابن عمر، فكتب عنه جماعة منهم ابن جريج وخالد بن زياد الترمذي له عنه نسخة.
وكان كثير الذكر مقبلاً على شأنه زاهداً ورعاً، يقعد بعد صلاة الفجر إلى أن ترتفع الشمس لا يكلّم أحداً.
- قال خلف البزاز: سألت أحمد بن حنبل: أي الأسانيد أثبت؟ فقال: (أيوب عن نافع عن ابن عمر، وإن كان من حديث حماد بن زيد فيا لك). رواه ابن عساكر.
- وقال محمد بن سليمان النيسابوري: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: (أصح الأسانيد كلها: مالك عن نافع عن ابن عمر). رواه ابن عساكر.
- وقال حماد بن زيد: (حدثنا عبيد الله بن عمر بن حفص أن عمر بن عبد العزيز بعث نافعا إلى مصر يعلمهم السنن). رواه ابن سعد وأبو زرعة الدمشقي.
روى عنه: عبيد الله وعبد الله ابنا عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وأيوب، ومالك، وابن جريج، وابن إسحاق، ومحمد بن عجلان، وموسى بن عقبة، وابن عون، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وغيرهم.

عبد العزيز الداخل 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م 11:27 PM

21: أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم النجاري الأنصاري(ت:120هـ)
- قال يحيى بن معين وغيره: اسمه كنيته.
وهو الإمام الفقيه العابد، قاضي المدينة زمن إمارة عمر بن عبد العزيز، ثم تولى إمارة المدينة مرتين بعد ذلك، وكان أمير الحج سنوات عدة، وكان من أعلم الناس بالقضاء في زمانه، وكان يقضي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان في إمارته هو الذي يصلي بهم ويخطب في الجُمعات والأعياد.
أدرك جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، والسائب بن يزيد، وعن خالدة بنت أنس أم بني حزم وهي صحابية.
وروى عن جماعة من التابعين منهم: خالته عمرة بنت عبد الرحمن، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وسالم بن عبد الله بن عمر، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وخارجة بن زيد بن ثابت، وأفلح مولى أبي أيوب، وغيرهم.
وهو من أوّل من جمع السنن وكتبها بأمر عمر بن عبد العزيز من حديث خالته عمرة بنت عبد الرحمن وحديث القاسم بن محمد وغيرهما.
- قال مالك بن أنس: فسألت ابنَه عبدَ الله بن أبي بكر عن تلك الكتب؛ فقال: (ضاعت). رواه يعقوب بن سفيان.

عبد العزيز الداخل 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م 11:41 PM

22: عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الأوسي(ت:120هـ)
جدّه قتادة بن النعمان من فضلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أصيبت عينه يوم بدر، فسالت حدقته على وجنته، فأرادوا أن يقطعوها، فقالوا: لا، حتى نستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأمروه، فقال: «لا» ثم دعا به فوضع راحته على حدقته، ثم غمزها؛ فكان لا يدرى أي عينيه أصيبت، والقصة في مسند أبي يعلى وفي مصنف بن أبي شيبة وغيرهما.
وكان عاصم بن عمر عالماً بالسير والمغازي ، وله مرويات في كتب التفسير المسندة أكثرها فيما يتصل بالمغازي ونزول القرآن.
روى عن أنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، ومحمد بن لبيد، ونملة بن أبي نملة الأنصاري، وجدته رُميثة ولها صحبة.
وروى عن جماعة من التابعين: منهم أبوه عمر بن قتادة بن النعمان، والقاسم بن محمد، والحسن بن محمد بن الحنفية، وعبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ، وعبد الرحمن بن جابر بن عبد الله.
- وروى عنه ابن شهاب الزهري، وزيد بن أسلم، وعمارة بن غزية، ومحمد بن إسحاق، ومحمد بن عجلان، وغيرهم.
- قال ابن سعد: (وفد عاصم بن عمر على عمر بن عبد العزيز في خلافته في دين لزمه؛ فقضاه عنه عمر، وأمر له بعد ذلك بمعونة، وأمره أن يجلس في جامع دمشق؛ فيحدّث الناس بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومناقب أصحابه، وقال: "إن بني مروان كانوا يكرهون هذا وينهون عنه"؛ فاجلس فحدّث الناس بذلك؛ ففعل ثم رجع إلى المدينة؛ فلم يزل بها حتى توفي سنة عشرين ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك).

عبد العزيز الداخل 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م 11:42 PM

23: محمد بن مسلم بن عبيد الله ابن شهاب الزهري(ت:124هـ)
الإمام الحافظ الكبير، كان من كبار أوعية العلم، وحفاظ السنة، ولد في منتصف القرن الأول، وأدرك جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، منهم ابن عمر، وأنس بن مالك، وسهل بن سعد، ومحمود بن الربيع، وأبو الطفيل، وغيرهم.
واجتهد في طلب العلم وهو شابّ صغير السنّ، وجالس ابن المسيب ثمان سنين، وأخذ عن بقية الفقهاء السبعة وغيرهم من فقهاء المدينة، وصبر على طلب العلم صبراً عظيماً، وكان فَهِماً قويّ الحفظ، لا يكاد يستمع إلى حديث فينساه، حتّى رأس في المدينة وتصدّر للفتوى فيها، ثمّ رحل إلى الشام، وجالس عبد الملك بن مروان؛ ثم لم يزل مقرّباً عند بني مروان حتى توفي، وكان كريماً جواداً كثير الإنفاق، والسعي لنشر العلم.
وكان سخياً لا يردّ سائلاً؛ فيعطي حتى إذا لم يبق معه شيء، وأتاه سائل استسلف من أصحابه، فإن لم يجد من يسلفه شقّ عليه أن يعود خائباً؛ فيقول له: (أبشر فسيأتي الله بخير).
- قال الليث بن سعد: كتب مالك بن أنس: (حضرتهم بالمدينة وغيرها ورأسهم في الفتيا يومئذ ابن شهاب وربيعة بن أبي عبد الرحمن). رواه الفسوي.
- وقال جعفر بن ربيعة: قلت لعراك بن مالك: من أفقه أهل المدينة؟
قال: أما أعلمهم بقضايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقضايا أبي بكر وعمر وعثمان وأفقههم فقها وأعلمهم بما مضى من أمر الناس فسعيد بن المسيب، وأما أغزرهم حديثاً فعروة بن الزبير، ولا تشاء أن تفجر من عبيد الله بن عبد الله بحراً إلا فجرته.
قال: ثم يقول لي عراك بن مالك: (وأعلمهم عندي جميعاً ابن شهاب؛ فإنه جمع علمَهم جميعاً إلى علمه). رواه الفسوي.
قدم مراراً إلى مكة والمدينة وسمع منه أهل الحجاز حديثاً كثيراً، واجتمع عليه الناس في الحجاز؛ فكره أن يوطأ عقبه، وبقي أصل إقامته في الشام إلى أن توفي.
روى عنه: مالك بن أنس، والليث بن سعد، والأوزاعي، وعبيد الله بن عمر، وابن إسحاق، وسفيان بن عيينة، ويونس بن يزيد الأيلي، وشعيب بن أبي حمزة، وعقيل بن خالد، وخلق كثير.

عبد العزيز الداخل 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م 11:55 PM

24: أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة العدوي القرشي(ت:125هـ)
كان عالماً فقيهاً، حسن المعرفة بالأنساب.
- قال موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال: (شهدت عمر بن عبد العزيز يسأل أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال الحكم بن نافع: حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: (وكان أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة من علماء قريش). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال ابن لهيعة، عن أبي الأسود، قال: سمعت أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة يقول: «ما وجدنا في علم عالم، ولا شعر شاعر أحدا يعرف ما وراء معد بن عدنان» رواه ابن وهب.

عبد العزيز الداخل 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م 11:57 PM

25: عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق(ت:126هـ)
العالم الفقيه أبو محمد التيمي القرشي المدني، ولد في حياة عمّة أبيه عائشة رضي الله عنها، وهو خال جعفر الصادق.
أدرك جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ممن كان في المدينة وممن وفد إليها، وله رواية عن عبد الله بن عامر بن ربيعة رضي الله عنه، وهو من طبقة صغار الصحابة رضي الله عنهم، وأخذ عن أبيه علماً غزيراً، وعن جماعة من التابعين، وخلف أباه في مجلسه، وتصدّر بالمدينة؛ وكان ورعاً فاضلاً.
- قال سفيان بن عيينة: (كان أفضل أهل زمانه). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال ابن عساكر: (وفد على هشام بن عبد الملك متظلما من عامل المدينة واستوفده الوليد بن يزيد مع فقهاء من أهل المدينة ليستفتيهم عن الطلاق قبل النكاح؛ فمات بالفدين من أرض حوران ودفن بها).
وقيل: توفي بالمدينة سنة 126هـ.
روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، ومحمد بن إسحاق، ومالك بن أنس، وعبيد الله بن عمر، وأخوه عبد الله بن عمر، وشعبة، وعمرو بن الحارث.

عبد العزيز الداخل 28 ذو القعدة 1442هـ/7-07-2021م 12:05 AM

26: أبو أيوب محمد بن قيس المدني(ت:126هـ)
مولى آل أبي سفيان بن حرب، ويقال: مولى يعقوب القبطي، كان قاصّاً لعمر بن عبد العزيز، قصّ عليه وهو أمير بالمدينة، ثم انتقل معه إلى الشام، وكان فقيهاً عالماً بالتفسير وبالسير والمغازي، وكان قارئاً حسن الصوت.
وهو من رجال مسلم، له مرويات في كتب التفسير المسندة، وأكثر ما يُروى عنه في كتب التفسير المسندة أخبار إسرائيلية من طريق أبي معشر المدني.
روى عن حابر بن عبد الله، وعن أبيه وكان ممن أدرك عليّ بن أبي طالب، وعن محمد بن كعب القرظي وهو من أقرانه، وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي بردة بن أبي موسى الأشعري، وعمر بن عبد العزيز، وغيرهم.
وروى عنه: عمرو بن دينار، ومحمد بن إسحاق بن يسار، والليث بن سعد، ومحمد بن عجلان، وأسامة بن زيد الليثي، وأبو معشر المدني، وموسى بن عبيدة الربذي، وغيرهم.
- قال محمد بن جعفر المدائني، عن أبي معشر، قال: (كان محمد بن قيس إذا أراد أن يبكي أصحابه قرأ آيات قبل أن يتكلم، وكان من أحسن الناس صوتا، فإذا قرأ بكى وأبكى، قال: ثم يتكلم بعد ذلك). رواه ابن أبي الدنيا في الرقة والبكاء.
- وقال ابن سعد: ( وكان كثير الحديث عالماً).
قال ابن سعد: توفي في فتنة الوليد بن يزيد بالمدينة.

عبد العزيز الداخل 28 ذو القعدة 1442هـ/7-07-2021م 12:07 AM

27: أبو نعيم وهب بن كيسان الزبيري(ت:127هـ)
مولى آل الزبير بن العوام، وهو معدود من أهل المدينة، وقد كان مع ابن الزبير في مكة.
- قال وهب بن جرير: أخبرنا عبد الله بن عمر، عن وهب بن كيسان، قال: (رأيت سعد بن مالك، وأبا هريرة، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك). رواه ابن أبي خيثمة.
وهو ثقة متقن، من رجال الصحيحين، وله روايات قليلة في كتب التفسير المسندة.
روى عن جابر بن عبد الله، وابن الزبير، وعمر بن أبي سلمة، وروى عن عبيد بن عمير
وروى عنه: هشام بن عروة، ومالك بن أنس، وعبيد الله بن عمر العمري، ومحمد بن عجلان.

عبد العزيز الداخل 28 ذو القعدة 1442هـ/7-07-2021م 12:10 AM

28: أبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني(ت:127هـ)
أحد القراء العشرة، مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وتلميذه، مشهور بكنيته، واختلف في اسمه، والمشهور أنه يزيد بن القعقاع، وقال أحمد بن صالح المصري: اسمه جندب بن فيروز.
مولده في خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد أدرك جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، منهم: أبو هريرة، وابن عباس، وابن عمر، وجابر بن عبد الله، وغيرهم.
تعلّم القرآن في خلافة معاوية، وكان يقرئ الناس في المسجد النبوي قبل وقعة الحرة سنة 63هــ، واُمرَ أن يكون خلف الأئمة يفتح عليهم في قراءتهم.
- قال أبو بكر ابن مجاهد: (كان أبو جعفر لا يتقدَّمه أحد في عصره، أخذ القراءة عن ابن عباس وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما وعن مولاه عبد الله ابن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، وكان عبد الله بن عياش قد قرأ على أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه، وقرأ أبيّ على النبي صلى الله عليه وسلم).
- وقال ابن جماز: (أخبرني أبو جعفر أنه أُتي به أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير؛ فمسحت على رأسه ودعت فيه بالبركة). رواه ابن مجاهد وابن عساكر.
- وقال أبو مصعب الزهري: أخبرنا مالك عن أبي جعفر القارئ أنه قال: (كنت أصلي وعبد الله بن عمر ورائي وأنا لا أشعر؛ فالتفتّ فوضع يده في قفاي فغمزني). رواه ابن عساكر.
- وقال محمد بن عبد الرحمن القرشي: سمعت أبا جعفر مولى ابن عياش يحدث قال: (رأيت أبا هريرة يلقّن مروان بن الحكم في صلاة العشاء الآخرة).رواه ابن عساكر.
- وقال سليمان بن مسلم بن جماز الزهري: سمعت أبا جعفر يحكي لنا قراءة أبي هريرة رضي الله تعالى عنه في {إذا الشمس كورت} يحزّنها شبه الرثاء). رواه ابن مجاهد وابن عساكر.
- وقال عبد الله بن وهب: حدثنا ابن زيد بن أسلم قال: قال رجل لأبي جعفر مولى ابن عياش، وكان في دينه فقيهاً وفي دنياه أبله: هنيئا لك ما أتاك من القرآن!
فقال: (ذاك إذا أحللت حلاله وحرمت حرامه وعملت بما فيه). ذكره الذهبي في "معرفة القراء"

عبد العزيز الداخل 28 ذو القعدة 1442هـ/7-07-2021م 12:13 AM

29: أبو رَوح يزيد بن رومان المدني(ت:130هـ)
مولى آل الزبير بن العوام، من فقهاء المدينة وقرائهم، ومن أوعية العلم، وهو تابعي ثقة من رجال الصحيحين.
قرأ على عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، وروى عن أنس بن مالك، وعبد الله بن الزبير، ونافع بن جبير، وعروة بن الزبير، وسالم بن عبد الله بن عمر، وصالح بن خوات بن جبير، والزهري وهو من أقرانه.
وكان قارئاً فقيهاً عالماً بالسير والمغازي، روى عن عروة بن الزبير وغيره أخباراً كثيرة مبثوثة في كتب السير والمغازي.
روى عنه: ابن إسحاق، ومالك، وابن جريج، وأبو معشر المدني، وغيرهم.

عبد العزيز الداخل 28 ذو القعدة 1442هـ/7-07-2021م 12:15 AM

30: أبو بكر محمد بن المنكدر بن عبد الله التيمي القرشي(ت:130هـ)
يلتقي نسبه مع أبي بكر الصديق في سعد بن تيم بن مرة، وقد ذكر ابن أبي خيثمة عن مصعب بن عبد الله الزبيري أنّ المنكدر خال عائشة، وفيه تجوّز؛ فإنّ أمّ عائشة كنانية، والمنكدر يصغر عن ذلك.
وكان محمد بن المنكدر من كبار القراء والعبّاد بالمدينة، وكان سيّداً جواداً، كريم النفس، رفيع القدر، عالماً فقيهاً، كثير الاجتهاد في العبادة، رقيق القلب، برّا بأمّه، محسناً إلى إخوانه وأصحابه، وكان يتابع الحجّ، ويصطحب معه جماعة وينفق عليهم.
وقد أدرك جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، منهم: جابر بن عبد الله وأكثر من الرواية عنه، وعائشة، وأبو هريرة، وابن عمر، وابن الزبير، وأنس بن مالك، وغيرهم.
- وقال يوسف بن الماجشون: أخبرني محمد بن المنكدر قال: دخلت على جابر بن عبد اللَّه وهو يموت، فقلت له: (أقرئ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مني السلام). رواه أحمد في الزهد.
- وقال سفيان بن عيينة: (بلغ سنه نيفا وسبعين ولم أر أحدا أجدر أن يحمل عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، جالسناه عام الزهري كان يجيئنا في الحج والعمرة وكان صديقا لعمرو). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
قلت: يريد عمرو بن دينار المكي.
- وقال عبد الله بن المبارك: جمع أبو حازم ناساً من أهل المسجد؛ فانطلق بهم إلى محمد بن المنكدر يكلمونه في أن يخفف عن نفسه مما حمل عليها من العبادة، قال: فلما كلموه قال: (إني لأستقبل الليل فيهولني؛ فإذا دخلت الصلاة وقرأت القرآن إنه لينقضي وما بلغت حاجتي).رواه الفسوي.
- وقال ابن وهب: حدثني عبد الرحمن بن زيد قال: (أتى صفوان بن سليم إلى محمد بن المنكدر وهو في الموت فما زال يهوّن عليه ويتجلّى عنه حتى لكأن في وجهه المصابيح، ثم قال له محمد: "لو ترى ما أنا فيه لقرّت عينك"، ثم قضى). رواه الفسوي في المعرفة وابن أبي الدنيا في المحتضرين.
روى عنه: عمرو بن دينار، وموسى بن عقبة، وابن جريج، وابن إسحاق، ومعمر بن راشد، وسفيان الثوري، وشعبة، وحجاج بن أرطأة، وسفيان بن عيينة، وابن لهيعة، والفضل بن عيسى الرقاشي، وموسى بن عبيدة، وغيرهم.

عبد العزيز الداخل 28 ذو القعدة 1442هـ/7-07-2021م 12:16 AM

31: شيبة بن نصاح بن سرجس المدني(ت:130هـ)
مولى أم المؤمنين أمّ سلمة، أدرك عائشة وأمّ سلمة ومسحت على رأسه ودعت له، وكان إمام أهل المدينة في القراءة في زمانه مع أبي جعفر القارئ، وهو زوج بنت أبي جعفر.
ونِصاح بكسر النون، بعدها صاد مخففة.
قرأ شيبة على عبد الله بن أبي عياش بن أبي ربيعة المخزومي.
- قال إسماعيل بن جعفر الأنصاري: أخبرني سليمان بن مسلم أن شيبة أخبره أنه (أُتي به أم سلمة، وهو صغير، فمسحت رأسه، وبركت عليه). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن.
وسليمان بن مسلم هو ابن جمّاز.
- وذكر ابن حبان أنّه كان قاصّ أهل المدينة، وروى البخاري في التاريخ الكبير عن الدراوردي أنه قال: (رأيت شيبة بن نصاح قاضيا بالمدينة).
- وقال نافع بن أبي نعيم: زوَّج أبو جعفر ابنتَه من شيبة بن نصاح وكان مقلّا، فقيل لأبي جعفر: زوجت ابنتك شيبة وهو مقلّ وقد كان يرغب فيها سروات الموالي!!
فقال أبو جعفر: (إن كان شيبة مقلّا فسيملأ بيتها قرآنا). رواه ابن مجاهد.
- وقال نافع أيضاً: لما تزوج شيبة بنت أبي جعفر قال الناس: (يولد بينهما مصحف).
- وقال مصعب الزبيري: (كان إمام أهل المدينة في القراءة في دهره، هو وأبو جعفر يزيد بن القعقاع مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، وعنهما أخذ نافع بن أبي نعيم القراءة وعدد الآي، ونافع بن أبي نعيم الذي صار أهل المدينة إلى قراءته). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال أبو عبيد: قال إسماعيل بن جعفر: (ثم هلك شيبة؛ فتُركَت قراءته، وقُرِئَ بقراءة نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم).
- وقال ابن الجزري: (وهو أوَّل من ألَّف في الوقوف، وكتابه مشهور).

عبد العزيز الداخل 28 ذو القعدة 1442هـ/7-07-2021م 12:20 AM

32: أبو الزناد عبد الله بن ذكوان المدني(ت:131هـ)
أصله من فارس، وهو مولى آل عثمان بن عفان، نشأ بالمدينة، ولقي ابن عمر وأنساً وأبا أمامة، وتفقه بالفقهاء السبعة وغيرهم، وهو الذي اشتهر عنه تسميتهم بالفقهاء السبعة.
وكان كاتباً لأمراء المدينة، عالماً بالحساب والعربية، وكانت له حظوة كبيرة في المدينة وأتباع، حتى نشأ ربيعة بن أبي عبد الرحمن فانجفل طلاب العلم إليه، ثم وقعت بينه وبين ربيعة جفوة وتنافر، والله يغفر لهما.
- قال ابن أبي خيثمة: (قالوا: كان ذكوان أخا أبي لؤلؤ قاتل عمر بن الخطاب بولادة العجم).
- وقال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: «عبد الله بن ذكوان لم نكن نكنيه بأبي الزناد، كنا نكنيه بأبي عبد الرحمن، وكان كاتبا لعبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب» رواه أبو بشر الدولابي في الكنى.
- وقال علي بن المديني: أخبرنا ابن عيينة قال: (كان كنية أبي الزناد أبو عبد الرحمن، وكان يغضب من أبي الزناد).
- وقال الأصمعي، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه قال: (كان الفقهاء كلهم بالمدينة يأتون عمر بن عبد العزيز خلا سعيد بن المسيب فإن عمر كان يرضى أن يكون بينهما رسول وأنا كنت الرسول بينهما). رواه ابن عساكر
- وقال علي ابن المديني: (كان أصحاب زيد بن ثابت الذين يذهبون مذهبه في الفقه، ويقولون بقوله هؤلاء الاثني عشر، كان منهم من لقيه، ومنهم من لم يلقه، كان ممن لقيه من هؤلاء الاثني عشر: قبيصة بن ذؤيب، وخارجة بن زيد بن ثابت، وأبان بن عثمان، وسليمان بن يسار.
وكان ممن يقول بقوله ممن لا يثبت لقاؤه مثلَ هؤلاء الأربعة: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعبد الملك بن مروان، وقبيصة بن ذؤيب.
وكان أعلم أهل المدينة بهؤلاء الاثني عشر ومذهبهم وطريقهم: ابن شهاب، ويحيى بن سعيد، وأبو الزناد، وأبو بكر بن حزم).

- وقال الليث بن سعد عن عبد ربه بن سعيد قال: (رأيت أبا الزناد دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه من الأتباع مثل ما على السلطان بين سائل عن حديث، وبين سائل عن قراءة، وبين سائل عن فريضة، وبين سائل عن حساب، وبين سائل عن عربية، وبين سائل عن شعر). رواه ابن عساكر.
- وقال سفيان بن عيينة: قلت لسفيان الثوري: جالست أبا الزناد؟ قال: (ما رأيت بالمدينة أميرا غيره).رواه ابن عساكر.
- وقال يحيى بن بكير: (سمعت الليث يقول: رأيت أبا الزناد وخلفه ثلاثمائة تابع من طالب فقه وعلم وشعر وصنوف، ثم لم يلبث أن بقي وحده، وأقبلوا على ربيعة، وكان ربيعة يقول: (شبر من حظوة خير من باع من علم). رواه ابن عساكر.
- وقال أبو يوسف عن أبي حنيفة قال: قدمت المدينة فأتيت أبا الزناد ورأيت ربيعة؛ فإذا الناس على ربيعة، وأبو الزناد أفقه الرجلين؛ فقلت له: أنت أفقه أهل بلدك والعمل على ربيعة!!
فقال: (ويحك! كفٌّ من حظ خير من جراب من علم). رواه ابن عساكر.
- وقال محمد بن إسماعيل البخاري: (أصح أسانيد أبي هريرة: أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة).
روى عن: سعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد، وعروة بن الزبير، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وخارجة بن زيد، وسليمان بن يسار، وعبد الرحمن الأعرج، وعمر بن عبد العزيز، وعامر الشعبي، وعروة بن عويم.
وأرسل عن ابن عباس.
وروى عنه ابنه عبد الرحمن، ومالك بن أنس، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وموسى بن عقبة، ويونس بن يزيد الأيلي، والمغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، وسعيد بن عبيد الله القرشي، وسعيد بن أبي هلال، وجهم بن أبي جهم.

عبد العزيز الداخل 28 ذو القعدة 1442هـ/7-07-2021م 12:57 AM

33: ربيعة بن أبي عبد الرحمن فرّوخ المدني(ت:136هـ)
مولى آل المنكدر التيميين، وهو المعروف بربيعة الرأي، الإمام الفقيه المفسر، مفتي أهل المدينة في زمانه، أدرك أنس بن مالك والسائب بن يزيد وسمع منهما.
روي أنه كان مُقبلاً على العبادة من صلاة وصيام وتلاوة إقبالاً شديداً في أول أمره؛ ثمّ جالس كبار العلماء في زمانه كالقاسم بن محمد وغيره؛ فتفقَّه وبرع، وحفظ واجتهد، وكان اعتماده على الفهم والمقايسة ومعرفة الأشباه والنظائر وأصول الأحكام أكثر من اعتماده على حفظ المسائل؛ فلذلك كثر منه الاجتهاد، وهو ثقة ثبت في مروياته.
- قال الليث بن سعد: (وكان صاحب معضلات أهل المدينة ورئيسهم في الفتيا).
ترأّس في المدينة مدّة حتى برع مالك بن أنس وتصدّر وجمع بين النقل والرأي فانجفل الناس إليه.
وقد روى الخطيب البغدادي من طريق أحمد بن مروان الدينوري - وهو متّهم - قصة مكذوبة على والد ربيعة في تركه إياه وهو حمل في بطن أمّه ثمّ رجوعه إلى المدينة بعدما بلغ سبعاً وعشرين سنة وتصدر في المسجد النبوي، وقد بيّن الحافظ الذهبي كذب هذه القصة من وجوه متعددة.
ابتلي بسعاية رجل من أهل المدينة؛ فجُلد وحُلقَ رأسه ولحيته، ثم تولى أمير آخر فسجن الذي سعى به وطيّن عليه ليقتله جوعاً؛ فبلغ ذلك ربيعة فلم يسعه أن يراه يُقتل بسببه؛ فسعى لإطلاقه، وقال: (سأحاكمه إلى الله).
استقدمه أبو العباس السفاح إلى العراق ليوليه القضاء، وأمر له بجائزة فأبى أن يقبلها، ومات بالأنبار على أرجح الأقوال في آخر خلافة أبي العباس.
روى عنه: مالك بن أنس، والليث بن سعد، ومحمد بن إسحاق، وعمرو بن الحارث المصري، وابن لهيعة، ونافع بن أبي نعيم، ويونس بن يزيد الأيلي، وعبد الجبار بن عمر الأيلي، وسليمان بن بلال، ورجاء بن جميل، وغيرهم.

عبد العزيز الداخل 28 ذو القعدة 1442هـ/7-07-2021م 12:58 AM

34: داود بن الحصين المدني (ت:135هـ)
المحدّث الصدوق، على بدعة فيه، وهو من كبار نقلة التفسير، ومن طبقة صغار التابعين، ولد عام الحرّة سنة 63هـ، وأدرك جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، له مرويات في كتب التفسير المسندة، وفي كتب السير والمغازي، وهو من أهل الصدق، روى عنه الإمام مالك بن أنس وكان ينتقي شيوخه، وأخرج له البخاري ومسلم.
اتُّهم داوود بالقول بالقدر، وكان قد جالس غيلان القدري، واتهم أيضاً برأي الخوارج، وذكر ابن حبان أنه كان ينتحل مذهب الشُّراةِ من الخوارج.
ولم يُعرف عنه أنه كان يدعو إلى هذه البدع، وروايته للحديث مستقيمة، ومن أهل العلم من تكلم في روايته عن عكرمة خاصة.
وهو الذي تخفى عنده عكرمة مولى ابن عباس حتى مات سنة 104هـ.
توفي داوود بالمدينة سنة 135هـ، وله 72 سنة.

عبد العزيز الداخل 28 ذو القعدة 1442هـ/7-07-2021م 03:02 AM

35: زيد بن أسلم العدوي(ت:136هـ)
هو الإمام الفقيه المفسر أبو أسامة، ويقال أبو عبد الله، مولى عمر بن الخطاب، كان والده من سبي اليمن، على الأرجح، فاشتراه عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وقد سمع من ابن عمر وأنس بن مالك، واختلف في سماعه من جابر والبراء بن عازب، وأما روايته عن أبي هريرة فهي مرسلة.
ورَوى عن جماعة من التابعين: منهم أبوه أسلم مولى عمر، وعلي بن الحسين، ومحمد بن المنكدر، وعاصم بن عمر بن قتادة، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وحمران بن أبان، وعطاء بن يسار، وأم الدرداء الصغرى، وغيرهم.
وكان في أوّل أمره معلّم كُتَّاب؛ ثمّ تفقّه في الكتاب والسنة حتى وعى علماً كثيراً، وتصدّر للتدريس في المسجد النبوي، وكانت له فيه حلقة، وكان رجلاً مهيباً، عني بالتفسير وبرع فيه، ووُلّي على معدن بني سُليم مدّة، وتولى خراج المدينة مدة، ورحل مع جماعة من علماء المدينة إلى الشام في خلافة الوليد بن يزيد، ثم رحل إلى مصر وأقام بالإسكندرية مدّة، ثم عاد إلى المدينة وتوفي بها.
- قال هشيم عن محمد بن عبد الرحمن القرشي قال: كان علي بن حسين يجلس إلى زيد بن أسلم، ويتخطَّى مجالس قومه؛ فقال له نافع بن جبير بن مطعم: تخطَّى مجالس قومك إلى عبد عمر بن الخطاب؟
فقال: (إنما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه). رواه البخاري في التاريخ الكبير وابن عساكر.
وله وصايا جليلة نافعة ذكرت ما تيسّر منها في سيرته المطوّلة.
وقد نُسب إلى زيد بن أسلم أنه يفسّر القرآن بالرأي، وانتقده بعض أهل عصره على ذلك، إذ كان معوّل أكثر المفسرين في بلده على النقل، وكثر فيهم التحفّظ عن القول في التفسير، ولذلك لما مات جماعة من كبار التابعين وأوساطهم ممن أخذوا عن مفسري الصحابة وكبار مفسري التابعين احتاج طلاب التفسير إلى من يجيب على أسئلتهم، فكان زيد بن أسلم يُسأل عن مسائل في القرآن فيجتهد رأيه ويجيب بما يفهمه، ويقع في بعض أجوبته ما يُستنكر، وقد يروي عنه بعض الضعفاء ما يفهمونه على غير وجهه فيستنكر، وهو يروي أيضاً أخباراً إسرائيلية عن وهب بن منبّه وغيره ممن يقرأ كتب أهل الكتاب، وأحيانا يذكر الخبر الإسرائيلي من غير إسناد.
- قال حماد بن زيد: قدمت المدينة وأهل المدينة يتكلمون في زيد بن أسلم؛ فقلت لعبد الله [أي ابن عمر العمري]: ما تقول في مولاكم هذا؟
قال: (ما نعلم به بأسا إلا أنه يفسر القرآن برأيه). رواه ابن عدي وابن عساكر.
وهذا لا يُراد به ما عُرف مؤخراً بالتفسير بالرأي المذموم، وهو تفسير أهل الأهواء للقرآن بما ينصرون به بِدَعهم، وإنما المراد به أنه كان يجتهد رأيه في التفسير؛ فيجيب بأجوبة بعضها من تلقاء نفسه لم يأخذها بالتلقي عن مفسري الصحابة وكبار التابعين، وقد تأملت بعض ما أنكر عليه من الأجوبة فوجدته يعتمد فيها على قواعد معروفة في التفسير؛ ومن خَفي عليه وجه القول ربما سارع إلى إنكاره، وهو غير معصوم من الخطأ في الاجتهاد، لكن أن يكون ممن يتعمد القول في القرآن بغير علم فلا.
- وقال ابن عدي: (زيد بن أسلم هو من الثقات، ولم يمتنع أحد من الرواية عنه، حدث عنه الأئمة).

وقد روى عنه جماعة من الأئمة، منهم: عبد الملك ابن جريج، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، ومعمر بن راشد، وسعيد بن أبي هلال الليثي، ومحمد بن عجلان، ويعقوب بن عبد الرحمن القاري، وأبو ضمرة أنس بن عياض، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وسليمان بن بلال التيمي، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري، وعبد الرحمن بن أبي الرجال، وأبو جعفر القارئ، وغيرهم من ثقات الرواة.
وروى عنه أولاده عبد الرحمن وأسامة وعبد الله، وهم ضعفاء في الحديث، وأشدّهم ضعفاً عبد الرحمن، وأمرهم في التفسير أهون.

عبد العزيز الداخل 28 ذو القعدة 1442هـ/7-07-2021م 02:46 PM

36: أبو حازم سلمة بن دينار الأعرج(ت:140هـ)
كان عالماً عابداً، وواعظاً بليغاً، صاحب حكم ومقولات سائرة، وله أخبار ووصايا يتناقلها العلماء في الزهد والورع، وكانت له كتب صارت إلى ابنه عبد العزيز من بعده؛ فكان يرويها عنه.
أصله من فارس، ونشأ بالمدينة، وتفقّه بها، وسمع سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، وأكثر من الرواية عنه، وروى عن جماعة من التابعين، منهم: أبو سلمة بن عبد الرحمن، وعطاء بن أبي رباح، ومحمد بن كعب القرظي، وسعيد المقبري، والنعمان بن أبي عياش، وغيرهم.
وكان جاراً للزهري في المدينة، وكان يقصّ بها ويحدّث، وكان ثقة ثبتاً.
- وقال ابن سعد: قدم سليمان بن هشام بن عبد الملك المدينة فأتاه الناس، وبعث إلى أبي حازم فأتاه، وساءله عن أمره وعن حاله، وقال له: يا أبا حازم ما مالك؟
قال: لي مالان.
قال: ما هما؟
قال: (الثقة بالله، واليأس مما في أيدي الناس).
- وقال إبراهيم بن سالم الهذلي: قال أبو حازم: (والله لئن نجونا من شر ما أُعطينا لا يضرنا ما زُوي عنا، وإن كنا قد تورطنا في شر ما قد بسط علينا ما يُطلب ما بقي إلا حُمقا). رواه ابن عساكر.
- وقال سفيان بن عيينة: قال أبو حازم: (ليس للملوك صديق، ولا للحسود راحة، والنظر في العواقب تلقيح للعقول).
قال سفيان: فذاكرت الزهري هذه الكلمات؛ فقال: (كان أبو حازم جاري، وما ظننت أنه يحسن مثل هذه الكلمات). رواه ابن عساكر.
وفي رواية عند ابن عساكر أيضاً: (ليس للمَلولِ صديق).
روى عنه: ابنه عبد العزيز، وسفيان بن عيينة، وأنس بن عياض، وسعيد بن أبي هلال الليثي، وأبو غسان محمد بن مطرف، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، ويعقوب بن عبد الرحمن بن عبدٍ القاري الإسكندري، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وسليمان الطائفي، وعبد الجليل القيسي، وأبو محمد عيسى بن موسى القرشي، وأبو صخر الخراط، وعبد الرحمن بن إسحاق المدني.

عبد العزيز الداخل 28 ذو القعدة 1442هـ/7-07-2021م 04:20 PM

37: يحيى بن سعيد بن قيس الخزرجي الأنصاري(ت:143هـ)
من بني النجار من الخزرج، جدّه قيس بن عمرو من الصحابة، ويحيى من طبقة صغار التابعين، أدرك أنس بن مالك وسافر معه إلى الشام، وروى عن أبي أمامة، وتفقّه بالفقهاء السبعة وغيرهم وحفظ حديثهم، فكان من كبار الحفاظ وأوعية العلم الذين تدور عليهم الأسانيد، وهو راوي حديث "إنما الأعمال بالنيات"، قال أحمد بن حنبل: (يحيى بن سعيد الأنصاري أثبت الناس).
وكان حافظاً لا يكتب، ثم ندم على تركه الكتابة، وكان كريم الشمائل، جليل القدر، نبيلاً حسن الصحبة والمؤاخاة.
تولى قضاء المدينة في عهد بني أمية، ثم في عهد بني العباس استقدمه أبو جعفر المنصور فولاه القضاء بالهاشمية وهي محلّة قرب الكوفة، وذلك قبل أن تُبنى بغداد، ومات يحيى بها سنة 143هـ.
له مرويات كثيرة جداً في كتاب التفسير المسندة، ورويت عنه أقوال من مسائل أصحابه له.
روى عن أنس وأبي أمامة بن سهل بن حنيف، وأرسل عن زيد بن ثابت وعائشة وغيرهما.
وروى عن جماعة من التابعين منهم: الفقهاء السبعة، وعمرة بنت عبد الرحمن، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن عمرو بن حزم، وحميد بن نافع، وعبد الرحمن بن القاسم، وغيرهم.
وروى عنه: معمر بن راشد، وسفيان الثوري، والليث بن سعد، ومالك بن أنس، ومحمد بن إسحاق، وابن جريج، وعبد الله بن المبارك، وشعبة بن الحجاج، والأوزاعي، وهشيم بن بشير، ويزيد بن هارون، وجرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وغيرهم.

عبد العزيز الداخل 28 ذو القعدة 1442هـ/7-07-2021م 05:45 PM

38: عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب(ت:145هـ)
أبو عثمان العدوي القرشي، العالم الفقيه المحدّث، كان من كبار الحفّاظ وثقاتهم، ومن أوعية العلم ونقلته.
من صغار طبقة التابعين، روى عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص ولها صحبة.
ولزم نافعاً مولى بن عمر فحفظ عنه حديثاً كثيراً، وروى عن الزهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري، والقاسم بن محمد وابنه عبد الرحمن بن القاسم، وسهيل بن أبي صالح، وغيرهم من أوعية العلم.
وكان زاهداً ورعاً، بصيراً بالفتن والمخارج منها، ولما خرج محمد بن عبد الله بن حسن بالمدينة على أبي جعفر المنصور لزم ضيعته واعتزل فيها إلى أن رفعت الفتنة، وقتل محمد؛ فرجع إلى المدينة.
وهو ثقة ثبت في الحديث، يقدّمه بعض الحفاظ على الإمام مالك في الرواية عن بعض الشيوخ.
- قال أبو حاتم الرازي: سألت أحمد بن حنبل عن مالك وعبيد الله وأيوب أيهم أثبت في نافع؟ فقال: (عبيد الله أثبتهم وأحفظهم وأكثرهم رواية).
- وقال يحيى بن معين: (عبيد الله بن عمر، عن القاسم، عن عائشة: الذهب المشبك بالدر).
روى عنه: حماد بن زيد، وحماد بن سلمة، والمعتمر بن سليمان، وابن وهب، وابن عياش، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعبد الوهاب الثقفي، ويحيى بن عبد الله بن سالم، ويحيى بن أيوب الغافقي، وعبدة بن سليمان، وغيرهم.


الساعة الآن 02:40 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir