مواعظه ووصاياه
- قال آدم بن أبي إياس: حدثنا شعبة، عن واصل الأحدب، عن أبي وائل، عن حذيفة بن اليمان، قال: «إن المنافقين اليوم شرٌّ منهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كانوا يومئذ يسرّون واليوم يجهرون» رواه البخاري.
- وقال مسعر بن كدام، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الشعثاء، عن حذيفة، قال: «إنما كان النفاق على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فأما اليوم فإنما هو الكفر بعد الإيمان». رواه البخاري.
- وقال أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همام، عن حذيفة، قال: كان يدخل المسجد فيقف على الحلق فيقول: «يا معشر القراء! اسلكوا الطريق؛ فلئن سلكتموه لقد سبقتم سبقاً بعيداً، ولئن أخذتم يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيداً». رواه ابن أبي شيبة.
- قال رُزين الجهني: حدثنا أبو الرقاد، قال: خرجت مع مولاي وأنا غلام، فدفعت إلى حذيفة وهو يقول: «إن كان الرجل ليتكلم بالكلمة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فيصير منافقاً، وإني لأسمعها من أحدكم في المقعد الواحد أربع مرات، لتأمرنّ بالمعروف ولتنهون عن المنكر، ولتحاضن على الخير أو ليسحتنكم الله بعذاب جميعاً، أو ليؤمَّرَنَّ عليكم شرارُكم، ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم». رواه أحمد وابن أبي شيبة.
- وقال أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي عمّارٍ، عن حذيفة، قال: «ليقرأنّ القرآن أقوامٌ يقيمونه كما يقام القدح، لا يدعون منه ألفًا، ولا يجاوز إيمانهم حناجرهم». رواه سعيد بن منصور في سننه.
- وقال عبد الله بن إدريس الأودي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن حكيم بن جابرٍ الأحمسي، قال: قال حذيفة: إنّ أقرأ النّاس المنافق الذي لا يدع واواً ولا ألفًا، يلفت كما تلفت البقر ألسنتها، لا يجاوز ترقوته). رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، والفريابي في صفة النفاق، ولفظه: «إن من أقرأ الناس المنافق الذي لا يترك واوا ولا ألفا يلفته كما تلفت البقرةُ الخلا بلسانها».
- وقال مجالد بن سعيد، عن محمد بن المنتشر الهمداني، عن ابن حراش، عن حذيفة بن اليمان، قال: «إنَّ في القبر حساباً، وفي يوم القيامة عذاباً، فمن حوسب يوم القيامة عذب». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال عبد الرزاق الصنعاني: حدثنا بكار بن عبد الله [اليماني] قال: حدثني خلاد بن عبد الرحمن أنه سمع أبا الطفيل يحدث، أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: (يا أيها الناس! ألا تسألوني؟ فإنَّ الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، إنَّ الله بعث نبيه صلى الله عليه وسلم فدعا الناسَ من الكفر إلى الإيمان، ومن الضلالة إلى الهدى، فاستجاب له من استجاب، فحيي من الحق ما كان ميتاً، ومات من الباطل ما كان حياً، ثم ذهبت النبوة؛ فكانت الخلافة على منهاج النبوة). رواه أحمد.
ورواه أبو نعيم في الحلية من طريق إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق بهذا الإسناد، وفيه: (أفلا تسألون عن ميت الأحياء؟ فقال: إن الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم فدعا الناس من الضلالة إلى الهدى، ومن الكفر إلى الإيمان، فاستجاب له من استجاب، فحيى بالحق من كان ميتاً، ومات بالباطل من كان حياً، ثم ذهبت النبوة فكانت الخلافة على منهاج النبوة، ثم يكون ملكاً عضوضاً، فمن الناس من ينكر بقلبه ويده ولسانه، والحقَّ استكمل، ومنهم من ينكر بقلبه ولسانه كافاً يده، وشعبةً من الحق ترك، ومنهم من ينكر بقلبه كافاً يده ولسانه وشعبتين من الحق ترك، ومنهم من لا ينكر بقلبه ولسانه فذلك ميت الأحياء).
- وقال سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل قال: سئل حذيفة: ما ميت الأحياء؟
قال: (ميت الأحياء هو الذي لا ينكر المنكر بيده ولا بلسانه ولا بقلبه). رواه ابن أبي شيبة في المصنف، والبيهقي في شعب الإيمان، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال شعبة بن الحجاج، عن عبد الملك بن ميسرة، قال: سمعت زياداً يحدث، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة أنه قال: «رب يوم لو أتاني الموت لم أشك، فأما اليوم فقد خالطت أشياء لا أدري على ما أنا منها»، وأوصى أبا مسعود فقال: «عليك بما تعرف، وإياك والتلوّن في دين الله». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن سليم العامري، قال: سمعت حذيفة، يقول: (بحسب المرء من العلم أن يخشى الله، وبحسبه من الكذب أن يستغفر الله ثم يعود). رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، وأبو داوود في الزهد، وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء.
- وقال موسى بن أيوب البجلي: حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: قال حذيفة بن اليمان: «ما استخفّ قوم بحق الله عز وجلّ إلا بعث الله عزّ وجل عليهم من يستخفّ بحقهم». رواه ابن أبي الدنيا في العقوبات.
- وقال أحمد بن يونس: حدثنا زائدة، عن عمر بن قيس، عن زيد بن وهب، قال: سمعت حذيفة يقول: (ألا إنَّ الفتنة تقبل مشبهة، وتدبر [مبيّنة]، ولها وقفات وبواعث؛ فمن استطاع أن يموت في مواقفها فليمت، فإنها مولعة بمن قال فيها وقال). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال عبد الرحمن بن مهدي: حدثنا عكرمة بن عمار، عن جنيد أبي عبد الله الفلسطيني، قال: حدثني عبد العزيز ابن أخي حذيفة عن حذيفة، قال: «أوّل ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون الصلاة». رواه أبو بشر الدولابي في الكنى.
- وقال الأعمش عن يحيى بن وثاب قال: قال حذيفة: «والله لا يأتيهم أمر يضجون منه إلا أردفهم أمر يشغلهم عنه» رواه ابن أبي شيبة.
- وقال معاوية بن هشامٍ القصار: حدّثنا سفيان [الثوري]، عن جبلة بن سحيمٍ، عن عامر بن مطرٍ، قال: كنت مع حذيفة فقال: «يوشك أن تراهم ينفرجون عن دينهم كما تنفرج المرأة عن قبلها؛ فأمسكْ بما أنت عليه اليوم؛ فإنها الطريق الواضح، كيف أنت يا عامر بن مطر إذا أخذ الناسُ طريقاً والقرآنُ طريقاً: مع أيهما تكون؟».
قلت: مع القرآن أحيا معه وأموت معه.
قال: «فأنت أنت إذا». رواه ابن أبي شيبة.
ورواه أحمد في الزهد من طريق وكيع قال: وكيع، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثني أبو عبد الله الفلسطيني، عن عبد العزيز أخي حذيفة، عن حذيفة قال: (أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة).
- وقال محمد بن جعفر المَطِيري: حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، قال: سمعت حذيفة، رضي الله عنه يقول: " (إنَّ الفتنة وكلت بثلاث: بالجاد النحرير الذي لا يرتفع له شيء إلا قمعه بالسيف، وبالخطيب الذي يدعو إليها، وبالسيد، فأما هذان فتبطحهما لوجوههما، وأما السيد فتبحثه حتى تبلو ما عنده). رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن حذيفة، قال: " وكلت الفتنة بثلاث: بالجاد النحرير الذي لا يريد أن يرتفع له منها شيء إلا قمعه بالسيف، وبالخطيب الذي يدعو إليه الأمور، وبالشريف المذكور، فأما الجاد النحرير فتصرعه، وأما هذان الخطيب والشريف فتحثهما حتى تبلو ما عندهما). رواه نعيم بن حماد في الفتن، وابن أبي شيبة في المصنف، وأبو عمرو الداني في الفتن.
- وقال منصور بن المعتمر، عن إبراهيم النخعي، عن همام بن الحارث قال: كان رجل ينقل الحديث إلى الأمير، فكنا جلوساً في المسجد فقال: القوم هذا ممن ينقل الحديث إلى الأمير، قال: فجاء حتى جلس إلينا؛ فقال حذيفة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يدخل الجنة قتات». رواه أحمد، والبخاري، ومسلم.
- وقال أبو الربيع الزهراني: حدثنا أبو شهاب الحناط، عن سعيد الجريري عن عمران العمي قال: (جاء رجل إلى حذيفة رضي الله عنه؛ فقال له: يا أبا عبد الله! إني أخشى أن أكون منافقاً.
فقال: تصلي إذا خلوت، وتستغفر إذا أذنبت؟
قال: نعم.
قال: (اذهب؛ فما جعلك الله منافقاً). رواه قوام السنة الأصبهاني في الترغيب والترهيب، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وهو منقطع، بل معضل؛ فعمران بن داور العمي من أصحاب الحسن البصري من طبقة تابعي التابعين، وقد تكلم فيه يحيى بن معين، والنسائي، والدارقطني، وقال أحمد: أرجو أن يكون صالح الحديث؛ فهذا الأثر لا يصحّ عن حذيفة.