مولده ونشأته
تزوّج اليمانُ امرأة من الأوس يقال لها: الربابَ بنت كعب بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل، وهي صحابية أنصارية أوسية، من قرابة سعد بن معاذ رضي الله عنهما، وولد لليمان في المدينة: حذيفة، وصفوان، وليلى، وفاطمة، وخولة.
فنشأ حذيفة مع والديه وإخوته وأخواله بني عبد الأشهل من الأوس؛ فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم أسلم هو وأبوه اليمان، وكان حذيفة كيساً فطناً نجيباً، ولم يزل مقرّباً من النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان من خاصة أصحابه وممن يفضي إليهم بسرّه، وله مناقب وفضائل مشهورة.
- قال ابن سعد: (وأمّه الرباب بنت كعب بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل).
- قال ابن حجر العسقلاني: (كان أبوه قد أصاب دماً فهرب إلى المدينة، فحالف بني عبد الأشهل، فسماه قومه اليمان، لكونه حالف اليمانية، وتزوّج والدة حذيفة، فوُلد له بالمدينة، وأسلم حذيفة وأبوه، وأرادا شهود بدر فصدّهما المشركون وشهدا أُحُداً).
فأما أخوه صفوان بن اليمان فذكر ابن سعد عن الواقدي أنه شهد أحداً.
وأما أخواته ليلى وفاطمة وخولة، فكلهن صحابيات، ومنهنّ من بايعت النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن أولاد حذيفة: سعد، وأبو عبيدة، لهم روايات عنه.
واختلف العلماء في عبد العزيز بن اليمان؛ فذهب البخاري في التاريخ الكبير إلى أنه أخو حذيفة، وعدّه ابن قانع من الصحابة، وقال أبو نعيم الأصبهاني: (هو وهم، وصوابه عبد العزيز ابن أخي حذيفة بن اليمان).
وقول أبي نعيم أقرب إلى الصواب، فالرواة عن عبد العزيز متأخرون، وقد صرّح في بعض الروايات بكونه ابن أخي حذيفة؛ ففي سنن أبي داوود من طريق عكرمة بن عمار، عن محمد بن عبد الله الدؤلي، عن عبد العزيز ابن أخي حذيفة، عن حذيفة، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى».
وأما ورود اسمه في بعض الروايات عبد العزيز بن اليمان؛ فهو محمول على نسبته إلى جدّه كما وقع لجماعة غيره من الرواة.
- قال ابن حجر في الإصابة: (ليس عبد العزيز ولد اليمان، بل نسب إليه في هذه الرواية لكونه جدّه، وأما الحديث الّذي فيه عبد العزيز ابن أخي حذيفة ولم يُسمَّ فيه أبوه فهو المعتمد).