7: فتح غزّة سنة 13هـ:
توجّه عمرو بن العاص إلى فلسطين، وبدأ بغزّة ثم قرى الساحل وما جاورها، وكانت أوّل موقعة في موضع يقال له "داثن" جنوب غزة، شرقي "دير البلح" اليوم.
- قال أحمد بن يحيى البَلاذري في "فتوح البلدان": حدثني أبو حفص الدمشقي، عن سعيد بن عبد العزيز عن أشياخه، وعن بقية بن الوليد عن مشايخ من أهل العلم، قالوا: (كانت أوّل وقعة واقعها المسلمون الروم في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه أرض فلسطين، وعلى الناس عمرو بن العاصي، ثم إن عمرو بن العاص فتح غزَّة في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، ثم فتح بعد ذلك سبسطية ونابلس على أن أعطاهم الأمان على أنفسهم وأموالهم ومنازلهم، وعلى أن الجزية على رقابهم والخراج على أرضهم، ثم فتح مدينة لدّ وأرضها، ثم فتح يبنى وعمواس ويبت جبرين واتخذ بها ضيعة تدعى عجلان باسم مولى له، وفتح يافا ويقال: فتحها معاوية، وفتح عمرو "رفح" على مثل ذلك).
- وقال أبو الجماهر محمد بن عثمان الدمشقي: حدثني عبد الحميد بن جعفر عن أبيه قال: (لما سار أمراء المسلمين إلى الشام فنزلوا بقرية يقال لها "داثن" من قرى غزة، مما يلي الحجاز؛ فلقيهم بها بطريق من بطارقة الروم؛ فأرسل إليهم أن يخرجوا إليه أحدَ القوّاد ليكلمه.
قال: فتواكلوا ذلك، وقالوا لعمرو بن العاص: أنت كذلك؛ فخرج إليه عمرو؛ فلما انتهى إليه رحّب به البطريق، وأجلسه معه على سريره، ومَتّ إليه بقرابة العيص بن إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم؛ فكلّمه عمرو، ودعاهم إلى الدخول في الإسلام أو الجزية عن يد وهم صاغرون؛ فأبى وضنَّ بدينه.
فقال عمرو: قد أعذرت، ولم يبق إلا السيف؛ واقتتلوا؛ فكانت بينهم معركة عظيمة). رواه ابن سعد كما في تاريخ دمشق.