5: تجييش الجيوش لفتح الشام في أوّل سنة 13هـ:
كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه قد شغل بحرب المرتدين في نجد وعمان؛ فلما استوسق الأمر للمسلمين في جزيرة العرب؛ شرع أبو بكر في تجييش الجيوش لفتح العراق والشام.
فبعث خالد بن الوليد إلى العراق في السنة الثانية عشرة للهجرة؛ ففتح فيها فتوحاً.
ثمّ بعث ثلاثة أمراء إلى الشام في أوّل سنة 13هـ، وأمّر على كلّ جيش أميراً:
- فأمّر عمرو بن العاص السهمي على جيش، وأمره أن يسير إلى فلسطين.
- وأمّر خالد بن سعيد بن العاص الأموي على جيش.
- وأمّر شرحبيل ابن حسنة الكندي على جيش.
وأمرهما أن يأخذا طريق البلقاء.
ثمّ إنّ عمر بن الخطاب كلّم أبا بكر في تولية يزيد بن أبي سفيان مكان خالد بن سعيد؛ ففعل، فجالت الجيوش في أطراف الشام يفتحون ما في طريقهم، وإذا اجتمع لهم عدوّ كبير العدد اجتمعوا له، وأمدّ بعضهم بعضاً.
- قال محمد بن إسحاق: حدثني العلاء بن عبد الرحمن عن رجل من بني سهم عن ابن ماجدة السهمي أنه قال: (حجّ علينا أبو بكر في خلافته سنة ثنتي عشرة؛ فلما قفل أبو بكر من الحج جهز الجيوش الى الشام: عمرو بن العاص ويزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة). رواه يعقوب بن سفيان كما في تاريخ دمشق لابن عساكر.
- وقال بكر بن يونس عن ابن إسحاق قال: (لما قفل أبو بكر عن الحج بعث عمرو بن العاص قبل فلسطين، ويزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة، وأمرهم أن يسلكوا على البلقاء). رواه خليفة بن خياط.
- وقال أحمد بن يحيى البلاذري: حدثني أبو حفص الدمشقي، عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن عدة منهم أبو بشر مؤذن مسجد دمشق (أن المسلمين لما قدموا الشام كان كلُّ أميرٍ منهم يقصد لناحية ليغزوَها، ويبثَّ غاراته فيها؛ فكان عمرو بن العاصي يقصد لفلسطين، وكان شرحبيل يقصد الأردن، وكان يزيد بن أبي سفيان يقصد لأرض دمشق، وكانوا إذا اجتمع لهم العدو اجتمعوا عليه، وإذا احتاج أحدهم إلى معاضدة صاحبه وإنجاده سارع إلى ذلك، وكان أميرهم عند الاجتماع في حربهم أوّل أيام أبي بكر رضي الله عنه عمرو بن العاصي حتى قدم خالد بن الوليد الشام؛ فكان أمير المسلمين في كل حرب، ثم ولى أبو عبيدة بن الجراح أمر الشام كله).