1: أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (ت: 303هـ)
الإمام المحدّث الكبير صاحب السنن، ولد بنسا سنة 215هـ، ورحل في طلب العلم وهو ابن خمس عشرة سنة، وطوّف في البلدان، وأخذ عن جماعة من الأئمة الكبار، وولي القضاء بحمص مدة، ثم استقرّ بمصر.
روى عن: إسحاق بن راهويه، وهشام بن عمار، وقتيبة بن سعيد، وهناد بن السري، وأبي حفص الفلاس، وأحمد بن منيع، والحارث بن مسكين، وأحمد بن عبدة الضبي، ومحمد بن إسماعيل بن علية، ومحمد بن بشار، وغيرهم كثير جداً.
وروى عنه: أبو بشر الدولابي، وأبو جعفر الطحاوي، وأبو جعفر النحاس، وابن السني، وأبو القاسم الطبراني، وابن عديّ الجرجاني، وأبو جعفر العقيلي، وأبو بكر ابن الحداد، وأبو سعيد ابن يونس، وغيرهم كثير.
- قال أبو عبد الله الذهبي: (كان من بحور العلم، مع الفهم والإتقان والبصر، ونقد الرجال، وحسن التأليف، جال في طلب العلم في خراسان، والحجاز، ومصر، والعراق، والجزيرة، والشام، والثغور، ثم استوطن مصر، ورحل الحفاظ إليه، ولم يبق له نظير في هذا الشأن).
- وقال أيضاً: (ولم يكن أحد في رأس الثلاث مائة أحفظ من النسائي، هو أحذق بالحديث وعلله ورجاله من مسلم، ومن أبي داود، ومن أبي عيسى، وهو جارٍ في مضمار البخاري، وأبي زرعة).
- قال أبو عبد الله الحاكم النيسابوري: سمعت علي بن عمر [ وهو الدارقطني] يقول: (كان أبو عبد الرحمن النسائي أفقه مشايخ مصر في عصره، وأعرفهم بالصحيح والسقيم من الآثار، وأعلمهم بالرجال، فلما بلغ هذا المبلغ حسدوه؛ فخرج إلى الرملة، فسئل عن فضائل معاوية، فأمسك عنه، فضربوه في الجامع؛ فقال: أخرجوني إلى مكة، فأخرجوه إلى مكة وهو عليل، وتوفي بها مقتولا شهيداً).
- قلت: ذكر ابن يونس صاحب تاريخ مصر وهو تلميذ أبي عبد الرحمن النسائي أنه مات بالرملة في فلسطين، ورجحه أبو عبد الله الذهبي.
وكان النسائي قد دخل الشام ووجد في بعض أهلها انحراف عن عليّ فكتب كتابه "خصائص علي" ليعرّفهم فضائله لعل الله يهديهم به، لكن بدرت منه كلمة في شأن معاوية؛ أُسيء فهمها فضرُب ومات بعد ذلك بيسير.
له كتب طبع منها: السنن الكبرى، والسنن الصغرى انتخاب تلميذه ابن السني، وفضائل القرآن، وفضائل الصحابة، وخصائص علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وتسمية فقهاء الأمصار، وعمل اليوم والليلة، والضعفاء والمتروكون، وكتاب الجمعة، وكتاب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكتاب ذكر المدلسين، وكتاب الإغراب.
وفي السنن الكبرى كتاب كبير في التفسير ، وقد طبع مفرداً، وألحقت به ملحقات مما رواه في التفسير في غيره، وذكر شمس الدين أبو عبد الله الذهبي له كتاباً في التفسير، ولعله ما في ضمن سننه الكبرى.