18: طاعون عِمْواس سنة 18هـ:
وعمواس موضع بفلسطين شمال القدس بنحو 28 كلم، وشرقي رام الله.
وأوّل ما وقع الوباء سنة سبع عشرة للهجرة ثم تعاظم في سنة 18ه ومات فيه خلق كثير من الصحابة والتابعين، واختلف في تقدير عددهم على أقوال لم أر ما تطمئنّ النفس لاعتماده منها.
- قال الحافظ ابن كثير: (هذا الطاعون منسوب إلى بُليدة صغيرة يقال لها: عمواس، وهي بين القدس والرملة، لأنها كان أول ما نجم هذا الداء بها، ثم انتشر في الشام منها؛ فنسب إليها).
وممن مات في الطاعون من الصحابة الكرام: أبو عبيدة عامر بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وشرحبيل بن حسنة، والفضل بن عباس، وسهيل بن عمرو، وابنه أبو جندل، والحارث بن هشام، ويزيد بن أبي سفيان، وغيرهم.
- قال شعبة، عن يزيد بن خمير، عن شرحبيل بن شفعة، قال: وقع الطاعون، فقال عمرو بن العاص: (إنه رجس؛ فتفرقوا عنه)
فبلغ ذلك شرحبيل بن حسنة، فقال: (لقد صحبتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمرو أضلّ من بعير أهله، إنه دعوة نبيكم، ورحمة ربكم، وموت الصالحين قبلكم، فاجتمعوا له، ولا تفرقوا عنه).
فبلغ ذلك عمرو بن العاص فقال: (صدق). رواه أحمد.