3: غزوة ذات السلاسل وكانت في السنة العاشرة للهجرة:
وبعث فيها النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص على رأس جيش إلى قبائل من العرب على أطراف الشام من لخم وجذام وبلي وعذرة وبني القين، وكان كانت بليّ أخوال أبي عمرو العاص بن وائل، وهو بهم أعرف وأرأف.
ثمّ إنّ عمرو بن العاص لما تخوّف كثرة العدوّ بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستمدّه؛ فأمدّه بجيش فيهم أبو بكر وعمر، وعليهم أبو عبيدة ابن الجراح.
وكانت في بردٍ شديد؛ وكان في أصحابه قلّة فنهاهم أن يوقدوا ناراً حتى لا يعرف العدوّ عددهم؛ فلما أصبح قاتل العدوّ وظهر عليهم واستباح عسكرهم؛ فهزموا وفرّوا؛ فنهى عمرو أصحابه أن يتبعوهم خشية أن يكون لهم كمين.
فحوى ما غنم ورجع بالمسلمين إلى المدينة.
- قال أبو أسامة الكوفي: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرواً على جيش ذات السلاسل إلى لخم وجذام ومشارف الشام...) رواه ابن أبي شيبة في خبر طويل.
- وقال كيع بن الجراح: حدثنا إسماعيل، عن قيس، قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل فأصابهم برد شديد فقال: (لا يوقدن رجل ناراً، ثم قاتل القوم؛ فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم شكوا ذلك إليه؛ فقال: يا رسول الله! كان في أصحابي قلّة، وخشيت أن يرى القوم قلّتهم، ونهيتهم أن يتبعوا العدوَّ مخافة أن يكون لهم كمينٌ من وراء الجبل).
قال: (فأعجب ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم). رواه ابن أبي شيبة.
وفي المعجم الكبير للطبراني من حديث إبراهيم بن المهاجر البجلي، عن طارق بن شهاب، عن رافع بن عمرو الطائي رضي الله عنه ما يقتضي أنّ هذه الغزوة كانت قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بسنة.