مشاهده مع النبي صلى الله عليه وسلم
شهد حذيفة المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم غير بدر، حبسه المشركون عنها ثم أطلقوه بعد أن أخذوا عليه العهد أن لا يقاتلهم، وله في بعض تلك الغزوات مناقب عظيمة، ولا سيما غزوة الأحزاب، وغزوة تبوك.
واستشهد اليمان والد حذيفة يوم أحد قتله المسلمون خطأ؛ فاستغفر حذيفة لقاتليه، وتصدّق بديته عليهم، فزاده ذلك خيراً ورفعة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- قال الوليد بن عبد الله بن جُميع الزهري: حدثنا أبو الطفيل قال: حدثنا حذيفة بن اليمان قال: ما منعني أن أشهد بدراً إلا أني خرجت أنا وأبي حسيل، قال: فأخذنا كفار قريش، قالوا: إنكم تريدون محمدا، فقلنا: ما نريده، ما نريد إلا المدينة، فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة، ولا نقاتل معه، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرناه الخبر، فقال: «انصرفا، نفي لهم بعهدهم، ونستعين الله عليهم». رواه أحمد ومسلم وغيرهما.
- وقال هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: (لما كان يوم أحد هُزم المشركون هزيمة بيّنة، فصاح إبليس: أي عباد الله أخراكم، فرجعت أولاهم على أخراهم، فاجتلدت أخراهم؛ فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه، فنادى أي عباد الله أبي أبي).
فقالت: (فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه، فقال حذيفة: غفر الله لكم).
قال عروة: (فوالله ما زالت في حذيفة منها بقية خير حتى لقي الله عز وجل).رواه البخاري.
- وقال يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، عن عروة أن حذيفة بن اليمان أحد بني عبس، وكان حليفاً في الأنصار، قتل أبوه مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، أخطأ به المسلمون؛ فجعل حذيفة يقول: أبي أبي؛ فلم يفهموا حتى قتلوه.
فقال حذيفة: (يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) فزادت حذيفة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً. رواه ابن عساكر.
- وقال عقيل بن خالد الأيلي، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير أن حذيفة بن اليمان أحد بني عبس من الأنصار قاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأبوه اليمان يوم أحد؛ فأخطأ المسلمون يومئذ بأبيه يحسبونه من العدو؛ فتواسقوه بأسيافهم فجعل حذيفة يقول: إنه أبي! إنه أبي! فلم يفقهوا قوله حتى قتلوه؛ فقال حذيفة عند ذلك: (يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) فبلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فزادت حذيفة عنده خيراً). رواه ابن عساكر.
- وقال محمد بن إسحاق: حدّثني عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد، قال: (لما خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى أحد رُفع ثابت بن وقش وحسل بن جابر وهو والد حذيفة بن اليمان في الآطام مع النساء والصبيان، وكانا شيخين كبيرين، فقال أحدهما للآخر: لا أبا لك! ما ننتظر؟! إنما نحن هامة اليوم أو غدا، فلحقا بالمسلمين ليرزقا الشّهادة، فلما دخلا في الناس قتل المشركون ثابت بن وقش، والتفّت أسياف المسلمين على والد حذيفة، فقال حذيفة: أبي، أبي، فقتلوه وهم لا يعرفونه.
فقال حذيفة: يغفر اللَّه لكم، وتصدق بديته على المسلمين). ذكره ابن حجر في الإصابة.