2. ما روي عن عبيدة السَّلماني(ت:72هـ) رحمه الله:
كان عَبيدة ينهى عن أن يُكتب العلم ليُنشر في الكتب أو تخلّد تلك الكتابة، وكان يرخّص في الكتابة لغرض الحفظ ثم تتلف الكتب ولا تبقى.
وظاهره صنيعه يدلّ على أنه كان يخشى الغلط على من يقرأ الكتاب؛ وهو لا يعلم وجه كتابته، وربما صحّف وأخطأ فتسبب تصحيفه وخطؤه في وقوعه في ضلالة، وقد كان له كتب دعا بها عند موته وأمر بإتلافها لهذا السبب.
- قال شعبة عن إسماعيل بن رجاء عن إبراهيم النخعي قال: سألت عَبيدةَ قطعةَ جلدٍ أكتب فيه؛ فقال: « يا إبراهيم لا تخلدنّ عني كتاباً». رواه الدارمي في سننه، والخطيب البغدادي في تقييد العلم.
وروى نحوه ابن أبي شيبة والدارمي من طريق شعبة عن الحكم عن إبراهيم مختصراً.
- وقال حماد بن زيد، عن ابن عون، عن محمد، قال: قلت لعبيدة أكتب ما أسمع منك؟
قال: «لا».
قلت: فإن وجدت كتابا أقرؤه؟
قال: «لا». رواه الدارمي في سننه، وابن أبي خيثمة في تاريخه، والخطيب البغدادي في تقييد العلم، وفي رواية عنده قال ابن سيرين: قلت: أجيء بكتابٍ تقرأه علي؟
قال: «لا».
قال ابن عون: (فكان محمد والقاسم وأصحابنا لا يكتبون).
- وقال حماد بن زيد، عن يحيى بن عتيق، عن ابن سيرين، قال: «كنت ألقى عبيدة بالأطراف فأسأله». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال سفيان الثوري عن النعمان بن قيس المرادي أن عبيدة دعا بكتبه فمحاها عند الموت، وقال: (إني أخاف أن يليها قوم، فلا يضعونها مواضعها). رواه الدارمي في سننه، وابن أبي خيثمة في تاريخه، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.