36: ما روي عن يحيى بن سعيد الأنصاري(ت:143هـ) رحمه الله:
أما يحيى بن سعيد الأنصاري فقد أدرك الناس وكانوا يتهيّبون كتابة الحديث؛ فكان يحفظ ولا يكتب، ثم أدرك اشتهار كتابة الحديث بعد ذلك، وندم على أنه لم يكن يكتب.
- قال الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري قال: (أدركت الناس يهابون [كتابة] الحديث حتى كان الآن حديثاً قال: (ولو كنا نكتب لكتبت من علم سعيد وروايته شيئاً كثيراً). رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.
- وقال ابن وهب: قال مالك: سمعت يحيى بن سعيد يقول: «لأَن أكون كتبتُ ما أسمع أحبُّ إليَّ من أن يكونَ لي مثلُ مالي » رواه يعقوب بن سفيان، والبيهقي في المدخل إلى السنن.
- قال الليث بن سعد: (أُتي يحيى بكتاب علمه يعرض عليه؛ فاستنكر كثرته لأنه لم يكن له كتاب؛ فكان يجحده، حتى قيل له: نعرضه عليك فما عرفتَه أجزتَه، وما لم تعرفه رددتَه؛ فعرفه كله). رواه ابن سعد وابن عساكر.
- وقال إسماعيل ابن أبي أويس: حدثني مالك بن أنس قال: لما أراد يحيى بن سعيد أن يخرج إلى العراق قال لي: اكتب لي مائة حديث من حديث ابن شهاب، وأتني بها.
قال: فكتبت مائة حديث من حديث ابن شهاب فأتيته بها فأخذها مني.
قلت لمالك: فما قرأها عليك، ولا قرأتها عليه؟
قال: (لا، هو كان أفقه من ذلك). رواه ابن سعد.
- وقال ابن وهب: حدثنا مالك، قال: قال يحيى بن سعيد: (اكتب لي أحاديث من أحاديث ابن شهاب في الأقضية).
قال: فكتبت له ذلك في صحيفة كأني أنظر فيها صفراء.
فقيل لمالك: يا أبا عبد الله أعرض عليك؟
قال: (هو كان أفقه من ذلك). رواه ابن أبي خيثمة والبيهقي في المدخل إلى السنن