11: سمرة بن جندب بن هلال الفزاري(ت: 59هـ )
حليف الأنصار، نشأ بالمدينة، وكانت أمّه عند مرّيّ بن سنان عمّ أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
شهد سمرة أحداً وما بعدها مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم نزل البصرة فيمن نزلها، وغزا مع أبي موسى الأشعري ، وله ذكر في فتح الأهواز.
ثم كان زياد يستعمله على البصرة إذا خرج إلى الكوفة، ثم ولاه معاوية البصرة بعد زياد إلى أن جمع الكوفة والبصرة لعبيد الله بن زياد.
- قال الذهبي: (وكان سمرة شديداً على الخوارج، قتل منهم جماعة، وكان الحسن وابن سيرين يثنيان عليه).
- قال ابن سعد: (ثم أتى الكوفة فاشترى بها دورا في بني أسد بالكناسة فبناها فنزلها ومات بها، وله بقية وعقب).
تروى عنه صحيفة كتبها لبنيه وفيها علم كثير
- قال خبيب بن سليمان، عن أبيه سليمان بن سمرة عن سمرة بن جندب أنه كتب إلى بنيه: (من سمرة بن جندب، سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد، فإني أوصيكم بتقوى الله، وأن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة، وتجتنبوا الخبائث، وتطيعوا الله ورسوله، والخلفاء الذين يقيمون أمر الله، ألا وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا أن نصلي من الليل، أو يصلي أحدنا بعد الصلاة المكتوبة ما قلَّ أو كَثُرَ، ونجعلها وتراً ... ) وذكر أحاديث كثيرة.
أخرج البزار والطبراني والحاكم طائفة منها، وانتقى منها أبو داود السجستاني أحاديث أودعها في كتابه السنن.
وقال ابن سيرين: (في رسالة سمرة إلى بنيه علم كثير).
وصحيفة سمرة بن جندب مشتهرة، وكان الحسن البصري يحدث منها، لكن صار لها روايات بعد ذلك اختلف فيها.
- قال حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة، قال: قال سمرة بن جندب: « لقد كنتُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاماً، فكنت أحفظ عنه، فما يمنعني من القول إلا أنَّ هاهنا رجالاً هم أسنّ مني، وقد صليت وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة ماتت في نفاسها، فقام عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة وسطها » رواه مسلم
رواه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة.
- وقال هشيم: حدثنا عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن أبيه أنَّ أمَّ سمرة بن جندب مات عنها زوجها وكانت امرأة جميلة فقدمت المدينة فخُطبت فجعلت تقول: لا أتزوج رجلاً إلا رجلاً يكفل لها بنفقة ابنها سمرة حتى يبلغ؛ فتزوّجها رجل من الأنصار على ذلك؛ فكانت معه في الأنصار وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض غلمان الأنصار في كل عام فمن بلغ منهم بعثه؛ فعرضهم ذات عام فمرّ به غلامٌ فأجازه في البعث وعُرض عليه سمرة من بعده فردَّه؛ فقال سمرة: (يا رسول الله لقد أجزتَ غلاماً ورددتني، ولو صارعني لصرعته).
قال: (( فدونك فصارعه )).
قال: (فصارعني فصرعته فأجازني في البعث). رواه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة.
- قال الحسن البصري: (تذاكر سمرة وعمران بن حصين فحدّث سمرة أنه حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم سكتتين: سكتة إذا كبر وسكتة إذا فرغ من قراءته؛ فأنكر عمران فكتبا إلى أبيّ بن كعب وكان في كتابه - أو في رده – إليهما: حفظ سمرة). رواه البخاري في الأدب المفرد.
- قال أبو هلال الراسبي: حدثنا عبد الله بن صبيح عن محمد بن سيرين قال: (كان سمرة ما علمت عظيم الأمانة صدوق الحديث يحب الإسلام وأهله). رواه أحمد في العلل، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة.
أخذته شدّة البرد في مرضه الذي مات فيه فأوقد له كانون عن يمينه وآخر عن شماله وآخر بين يديه وآخر من خلفه فلم تنفعه فكان يغلى له ماء في قدرٍ يتعالج بالقعود فوقه فيخفّ عنه ما به، ثمّ إنه سقط مرّة في القدر وهي مملوءة ماء حاراً فمات فيه.
- قال ابن حجر العسقلاني: (فكان ذلك تصديقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم له ولأبي هريرة ولأبي محذورة: «آخركم موتا في النار»).
- وقال الذهبي: (إن صحّ هذا فيكون إن شاء الله قوله عليه السلام ((آخركم موتا في النار)) متعلقاً بموته في النار لا بذاته).