5: أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري (ت:44هـ) رضي الله عنه
من كبار قراء الصحابة وفقهائهم، وقد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن مع معاذ بن جبل أميراً ومعلّماً، ثم كان مع أبي بكر يستعين به في بعض شؤون المسلمين، ثم خرج في خلافة أبي بكر إلى الشام غازياً وشهد فتوح الشام، وخطبة عمر بالجابية.
ثم استقدمه عمر من الشام سنة 17ه، وبعثه أميراً على الكوفة والبصرة، ومعلماً لأهل البصرة، وبعث معه عبد الله بن مسعود معلماً لأهل الكوفة وأميناً على بيت المال.
فأقرأ أبو موسى بالبصرة حتى عدّ مرّة من جمع القرآن في مسجده فكانوا نحو ثلاثمائة.
وعلّم أهل البصرة وفقّههم وقضى بينهم، وقاد جيوش المسلمين فافتتح كثيراً من بلاد فارس منها أصبهان وتستر والأهواز والسوس ونصيبين وهمذان وغيرها.
ثمّ إنّ عمر أمّر على الكوفة عمار بن ياسر، وأبقى أبا موسى أميراً على البصرة، فلم يزل أميراً عليها حتى عزله عثمان بعبد الله بن عامر بعد سنوات من خلافته.
ثم انتقل إلى الكوفة وسكن بها، حتى خرج أهل الكوفة على أميرهم سعيد بن العاص وطردوه، وأرادوا أن يؤمّروا أبا موسى الأشعري مكانه؛ فأبى عليهم إلا أن يجددوا البيعة لعثمان، ثم يكتب له يستأذنه، ووعظهم وعظّم عليهم ما صنعوا، فاجتمعت كلمتهم عليه وكتب إلى عثمان بالأمر فأعجب عثمان ما صنع أبو موسى وأقرّه أميراً عليهم.
- قال ضمرة بن ربيعة الفلسطيني عن عبد الله بن شوذب عن الحسن البصري قال: بعث عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري وهو بالشام؛ فقدم عليه فلما قدم عليه قال له: إني إنما بعثت إليك لخير، لتؤثر حاجتي على حاجتك.
قال: (أما حاجتك فالجهاد في سبيل الله، وأما حاجتي فأبعثك إلى البصرة؛ فتعلّمهم كتاب ربهم وسنة نبيهم وتجاهد بهم عدوَّهم، وتقسم بينهم فيئَهم).
قال الحسن: (ففعل والله، لقد علَّمهم كتاب ربهم وسنة نبيهم، وجاهد بهم عدوهم، وقسم بينهم فيئهم؛ فوالله ما قدم عليهم راكب كان خيرا لهم من أبي موسى).
قال ابن شوذب: (ودخل على جمل أورق وخرج عليه حين عزل). رواه ابن عساكر.
- وقال شعبة عن أبي عامر الخزاز عن الحسن عن أبي موسى قال: (إنَّ أمير المؤمنين عمر بعثني إليكم أعلّمكم كتاب ربكم وسنة نبيكم وأنظّف لكم طرقكم). رواه ابن عساكر.