دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > الدورات العلمية العامّة > علماء الأمصار في القرون الفاضلة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #12  
قديم 1 ذو الحجة 1442هـ/10-07-2021م, 08:59 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي

11: أبو سليمان داوود بن نصير الطائي(ت:160هـ)
العالم العابد الزاهد، كان من كبار أصحاب الرأي، ثمّ اعتزل وأقبل على العبادة حتى مات.
روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش، وحميد الطويل، وهشام بن عروة، وغيرهم.
وروى عنه: سفيان بن عيينة، وعبد الله بن إدريس، وإسماعيل بن علية، ووكيع بن الجراح، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وغيرهم.
نشأ بالكوفة، وطلب الحديث، وسمع منه قدراً صالحاً، وتفقّه بأهل الرأي، وكان يجالس أبا حنيفة حتى عدّ من أحذق أصحابه، ثم ترك كلّ شيء ودخل في عزلة من غير ترك للجماعة ولا طعن على عامّة المسلمين، يخرج إلى المسجد إذا سمع الإقامة للصلاة، ثمّ يرجع إلى بيته، وترك التزوّج، وكانت أمه قد ماتت وتركت له جارية ومالاً ليس بطائل؛ فباع الجارية وعاش بالمال نحو عشرين سنة على اقتصاد شديد حتى فني المال؛ وآل به الأمر إلى أن نقض بعض أجزاء بيته وباعه، واعتاش منه، وكان يأبى الصلات والأعطيات من الأمراء والإخوان وغيرهم، وأقبل على العبادة والتلاوة والدعاء في عزلته مدّة طويلة، حتى مرض في آخر حياته مرضاً شديداً، ومات في بيته وحيداً، فاحتشد الناس للصلاة عليه وتشييعه، وكان يوم جنازته مشهوداً.
- قال سفيان بن عيينة: (كان داود الطائي يجالس أبا حنيفة، ثم إنه عمد إلى كتبه فغرقها في الفرات، وأقبل على العبادة وتخلى).
- وقال محمد بن إسحاق البكائي: حدثنا الوليد بن عقبة الشيباني، قال: (لم يكن في حلقة أبي حنيفة أرفع صوتاً من داود الطائي، ثم إنه تزهد واعتزلهم وأقبل على العبادة). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال جعفر بن الحجاج الرقي: حدثنا عبيد بن جناد، قال: سمعت عطاء، يقول: (كان لداود الطائي ثلاثمائة درهم، فعاش بها عشرين سنة ينفقها على نفسه).
قال: (وكنا ندخل على داود الطائي فلم يكن في بيته إلا بارية ولبنة يضع عليها رأسه، وإجانة فيها خبز، ومطهرة يتوضأ منها ومنها يشرب). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أحمد بن أبي الحواري: حدثني بعض أصحابنا قال: إنما كان سبب عزلة داود الطائي أنه كان يجالس أبا حنيفة؛ فقال له أبو حنيفة: (يا أبا سليمان! أما الأداة فقد أحكمناها).
فقال داود: فأي شيء بقي؟
قال: (بقي العمل به).
قال: (فنازعتني نفسي إلى العزلة والوحدة؛ فقلت لها: حتى تجلسي معهم فلا تجيبي في مسألة).
قال: (فكان يجالسهم سنة قبل أن يعتزل).
قال: (فكانت المسألة تجيء وأنا أشدّ شهوة للجواب فيها من العطشان إلى الماء؛ فلا أجيب فيها).
قال: (فاعتزلتهم بعد). رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال عبد الرحمن بن محمد بن يزيد، عن لوين، قال: (أراد داود الطائي أن يجرب نفسه: هل تقوى على العزلة؛ فقعد في مجلس أبي حنيفة سنة؛ فلم يتكلم؛ فاعتزل الناس). رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال ابن حبان: (كان داود من الفقهاء من كان يجالس أبا حنيفة، ثم عزم على العبادة؛ فجرّب نفسه على السكوت؛ فكان يحضر المجلس وهم يخوضون، وهو لا ينطق؛ فلما أتى عليه سنة وعلم أنه يصبر على أن لا يتكلم في العلم، غرّق كتبه في الفرات، ولزم العبادة، وورث عشرين ديناراً أكلها في عشرين سنة، ثم مات ولم يأخذ من السلطان عطية، ولا قبل من الإخوان هدية).
- وقال الخطيب البغدادي: (كان داود ممن شغل نفسه بالعلم، ودرس الفقه وغيره من العلوم، ثم اختار بعد ذلك العزلة وآثر الانفراد والخلوة، ولزم العبادة واجتهد فيها إلى آخر عمره، وقدم بغداد في أيام المهدي، ثم عاد إلى الكوفة، وبها كانت وفاته).
- وقال عبد الله بن أحمد بن شبويه: سمعت أبي، يقول: سمعت حفص بن حميد، يقول: سألت داود الطائي عن مسألة فقال داود: أليس المحارب إذا أراد أن يلقى الحرب؛ أليس يجمع له آلته؟ فإذا أفنى عمره في جمع الآلة فمتى يحارب؟ إنّ العلم آلة العمل، فإذا أفنى عمره فيه؛ فمتى يعمل؟). رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال عبد الله بن صالح العجلي: حدثني أبو خالد الأحمر قال: مررت أنا وسفيان الثوري بمنزل داود الطائي، فقال لي سفيان: ادخل بنا نسلم عليه، فدخلنا عليه فما احتفل بسفيان، ولا انبسط إليه، فلما خرجنا، قلت: يا أبا عبد الله! غاظني ما صنع بك، قال: وأيش صنع بي؟
قلت: لم يحفل ولم ينبسط إليك.
قال: (إن أبا سليمان لا يتَّهم في مودته، أما رأيت عينيه، هذا في شيء غير الذي نحن فيه). رواه أبو الحسن العجلي في الثقات.
- وقال محمد بن إسحاق الثقفي: حدثنا محمد بن زكريا، عن الربيع الأعرج، قال: أتيت داود الطائي، وكان داود لا يخرج من منزله حتى يقول المؤذن: "قامت الصلاة"؛ فيخرج فيصلي؛ فإذا سلم الإمام أخذ نعله ودخل منزله؛ فلما طال ذلك عليَّ أدركته يوماً؛ فقلت له: يا أبا سليمان على رسلك؛ فوقف لي؛ فقلت: يا أبا سليمان! أوصني.
قال: (اتق الله، وإن كان لك والدان فبرّهما) ثلاث مرات.
ثم قال في الرابعة: (ويحك صم الدنيا، واجعل الفطر موتك، واجتنب الناس غير تارك لجماعتهم). رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال محمد بن عبد المجيد التميمي: حدثنا عبد الله بن إدريس، قال: قلت لداود الطائي: أوصني.
قال: (أقلل معرفة الناس).
قلت: زدني.
قال: (ارض باليسير من الدنيا مع سلامة الدين، كما رضي أهل الدنيا بالدنيا مع فساد الدين).
قلت: زدني.
قال: (اجعل الدنيا كيوم صمته، ثم أفطر على الموت). رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال أبو الحسن أحمد بن عبد الله العجلي: حدثنا أبي عبدُ الله، قال: (قدم هارون الكوفة فكتب قومًا من القرّاء، فأمر لهم بألفين، وكان داود الطائي ممن كتب فيهم، فدعي باسمه: أين داود الطائي؟ قالوا: داود لا يحتمل! أرسلوها إليه.
قال ابن السماك وحماد بن أبي حنيفة: نحن نذهب بها إليه.
قال ابن السماك لحماد في الطريق: إذا نحن دخلنا عليه فانثرها بين يديه، فإن للعين حقها، رجل ليس عنده شيء فأمر له بألفي درهم يردها؟!!
فلما دخلوا عليه نثروها بين يديه قال: سوءة، إنما يفعل هذا بالصبيان، فأبى أن يقبلها).

- وقال علي بن الحسن الشقيقي: قال عبد الله بن المبارك، قيل لداود الطائي وحائطه قد تصدَّع: لو أمرتَ برمّه!
فقال داود: (كانوا يكرهون فضول النظر). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أحمد بن أبي الحواري: حدثنا محمد بن يحيى، عن داود الطائي، قال: «ما أخرج الله عبدا من ذل المعاصي إلى عز التقوى إلا أغناه بلا مال، وأعزه بلا عشيرة، وآنسه بلا أنيس». رواه أبو نعيم في الحلية، والبيهقي في الزهد الكبير.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدرس, العاشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir