15: ما روي عن الضحاك بن مزاحم الهلالي(ت:105هـ تقريباً) رحمه الله:
كان الضحاك معلّم كُتّاب، معتنياً بالتفسير، وقد كتبت عنه نسخ في التفسير؛ منها نسخة عبيد بن سليمان الباهلي، ونسخة جويبر بن سعيد الأزدي، ونسخة نصر بن مشارس الخراساني.
- قال ابن عديّ: (روى التفسير عنه عبيد بن سلمان وجويبر بن سعيد وأبو مصلح نصر بن مشارس، ومن غير كتابٍ مؤلَّف: سلمة بن نبيط، وعلي بن الحكم البنانيّ).
- وقال وكيع، عن حسين بن عقيل، قال: «أملى عليَّ الضحاك مناسك الحج». رواه ابن أبي شيبة.
- وأما ما رواه وكيع بن الجراح قال: حدثنا الوليد بن ثعلبة عن عبد الله مؤذن الضحاك، عن الضحاك قال: (لا تتخذوا للحديث كراريس ككراريس المصاحف). رواه أحمد في العلل، وابن أبي شيبة في مصنفه، والخطيب البغدادي في تقييد العلم.
فعبد الله مؤذن الضحاك مجهول، ثم ظاهر كلامه في النهي عن تشبيه كراريس الحديث بكراريس المصاحف، لئلا يظنّ الجاهل أنها مصاحف، وهذا لا يخالف ما تقدم من بيان مذهبه في كتابة العلم وإملائه المناسك، وإقراره أصحابه على كتابة التفسير عنه.
- وأما ما رواه نعيم بن حماد قال: حدثنا أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان، عن سنان البرجمي، عن الضحاك قال: «يأتي على الناس زمان تكثر فيه الأحاديث حتى يبقى المصحف بغباره لا ينظر فيه». رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.
فعله أراد أبا سنان سعيد بن سنان البرجمي صاحب الضحاك، وهو متكلّم فيه، قال أحمد: (لم يكن يقيم الحديث).
ثم إن هذا الأثر إخبار عن أمر سيقع، ولا منافاة بينه وبين ما تقدم من تقرير مذهب الضحاك في كتابة العلم.