20: أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي(ت:193هـ)
مولده سنة 94هـ في قول يحيى بن معين، وقيل: سنة 95هـ.
مولى واصل الأحدب، مشهور عند المحدثين بكنيته، واختلف في اسمه على أقوال ذكرها الخطيب البغدادي في تاريخه، وأشهرها فقيل اسمه كنيته، والمشهور عند القراء أن اسمه "شعبة"، وهو من أشهر الرواة عن عاصم وأوثقهم، اختاره أبو بكر ابن مجاهد في كتاب السبعة مع حفص بن سليمان راويين عن عاصم.
وكان من أثبت رواة القراءة عن عاصم، ذكر الذهبي أنه قرأ عليه ثلاث مرات.
- وقال ابن مجاهد: (وإلى قراءة عاصم صار بعض أهل الكوفة وليست بالغالبة عليهم؛ لأن أضبط من أخذ عن عاصم أبو بكر بن عياش فيما يقال لأنه تعلمها منه تعلماً خمساً خمساً، وكان أهل الكوفة لا يأتمون في قراءة عاصم بأحد ممن يثبتونه في القراءة عليه إلا بأبي بكر بن عياش، وكان أبو بكر لا يكاد يمكّن من نفسه من أرادها منه؛ فقلَّت بالكوفة من أجلِ ذلك وعزّ من يحسنها وصار الغالب على أهل الكوفة إلى اليوم قراءة حمزة بن حبيب الزيات).
ومع ذلك قرأ عليه: الكسائي، ويحيى بن آدم، وعبد الله بن عمرو بن أمية البصري، وحسين بن علي الجعفي، وغيرهم.
- وقال الذهبي: (كان قد قطع الإقراء قبل موته بنحو من عشرين سنة، لكنه كان يروي الحروف، وأثبت من حمل عنه قراءته يحيى بن آدم، وعليه دارت قراءته، مع أنها سماع للحروف فقط).
وروى أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق السبيعي، وحصين بن عبد الرحمن الأسدي، وسليمان الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وهشام بن عروة، وغيرهم.
وكان عابداً كثير الصلاة والقراءة نقل عنه أنه كان كثيراً ما يختم القرآن في يوم وليلة.
- قال أبو حاتم الرازي: حدثنا أحمد بن خالد، قال: قيل لأبي بكر بن عياش: كيف قراءتك بالترتيل؟
فقال: (كيف أقدر أرتل وأنا أقرأ القرآن في كل يوم وليلة مذ أربعين سنة؟!!). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال الحسن بن عيسى: (كان ابن المبارك يعظّم الفضيل وأبا بكر بن عياش). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال عثمان بن زائدة الرازي: (سألت سفيان الثوري: عمن آخذ العلم بالكوفة؟ قال: عليك بزائدة بن قدامة، وسفيان بن عيينة، قلت: فأبو بكر بن عياش؟ قال: ذاك صاحب قرآن). رواه الخطيب البغدادي.
- قال أحمد بن حنبل: (ثقة، ربما غلط، وهو صاحب قرآن وخير).
- وقال مهنا بن يحيى: سألت أحمد بن حنبل: أيهما أحب إليك، إسرائيل أو أبو بكر بن عياش؟
فقال: إسرائيل.
قلت: لم؟
قال: (لأن أبا بكرٍ كثيرُ الخطأ جداً)
قلت: كان في كتبه خطأ؟
قال: (لا، كان إذا حدث من حفظه). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أحمد بن سلمة بن عبد الله: سمعت إسحاق بن إبراهيم، يقول: جاء رجل إلى أبي بكر بن عياش، فقال: يا أبا بكر ألا تحدث الناس؟
قال: قد حدثت الناس خمسين سنة.
ثم قال أبو بكر للرجل: (اقرأ قل هو الله أحد، فقرأ، ثم قال الثانية: فقرأ حتى بلغ عشرين مرة، فكأن الرجل وجد في نفسه من ذلك؛ فقال: (أنا لا أضجر، وقد حدثت الناس خمسين سنة وأنت في ساعة تضجر). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال يعقوب بن شيبة: (وأبو بكر بن عياش شيخ قديم معروف بالصلاح البارع، وكان له فقه كثير، وعلم بأخبار الناس، ورواية للحديث، يعرف له سنه وفضله، وفي حديثه اضطراب).