دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > دورات علم السلوك > أعمال القلوب

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #14  
قديم 11 ذو القعدة 1440هـ/13-07-2019م, 09:21 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

عاقبة الإخلاص
-قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين في شرح كتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه:( قوله: (فمن خلصت نيته في الحق ولو على نفسه كفاه الله ما بينه وبين الناس، ومن تزين بما ليس فيه شانه الله)
هذا شقيق كلام النبوة وهو جدير بأن يخرج من مشكاة المحدث الملهم، وهاتان الكلمتان من كنوز العلم، ومَنْ أَحسَنَ الإنفاقَ منهما نفع غيره وانتفع غاية الانتفاع؛ فأما الكلمة الأولى فهي منبع الخير وأصله، والثانية أصل الشر وفصله.
فإن العبد إذا خلصت نيته لله تعالى وكان قصده وهمه وعلمه لوجهه سبحانه كان الله معه فإنه سبحانه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ورأس التقوى والإحسان خلوص النية لله في إقامة الحق، والله سبحانه لا غالب له فمن كان معه فمن ذا الذي يغلبه أو يناله بسوء فإن كان الله مع العبد فمن يخاف وإن لم يكن معه فمن يرجو وبمن يثق ومن ينصره من بعده فإذا قام العبد بالحق على غيره وعلى نفسه أولا وكان قيامه بالله ولله لم يقم له شيء ولو كادته السماوات والأرض والجبال لكفاه الله مؤنتها وجعل له فرجا مخرجا وإنما يؤتى العبد من تفريطه وتقصيره في هذه الأمور الثلاثة أو في اثنين منها أو في واحد فمن كان قيامه في باطل لم ينصر وإن نصر نصرا عارضا فلا عاقبة له وهو مذموم مخذول وإن قام في حق لكن لم يقم فيه لله وإنما قام لطلب المحمدة والشكور والجزاء من الخلق أو التوصل إلى غرض دنيوي كان هو المقصود أولا والقيام في الحق وسيلة إليه فهذا لم تضمن له النصرة فإن الله إنما ضمن النصرة لمن جاهد في سبيله وقاتل لتكون كلمة الله هي العليا لا لمن كان قيامه لنفسه ولهواه فإنه ليس من المتقين ولا من المحسنين وإن نصر فبحسب ما معه من الحق؛ فإن الله لا ينصر إلا الحق، وإذا كانت الدولة لأهل الباطل فبحسب ما معهم من الصبر، والصبر منصور أبداً:
-فإن كان صاحبه محقًّا كان منصوراً له العاقبة.
-وإن كان مبطلاً لم يكن له عاقبة.
-وإذا قام العبد في الحق لله، ولكن قام بنفسه وقوته، ولم يقم بالله مستعيناً به متوكلاً عليه مفوضاً إليه بريًّا من الحول والقوة إلا به؛ فله من الخذلان وضعف النصرة بحسب ما قام به من ذلك.
ونكتة المسألة أن تجريد التوحيدين في أمر الله لا يقوم له شيء البتة وصاحبه مؤيد منصور ولو توالت عليه زُمَرُ الأعداء)اهـ.
وخلاصة بيان الأمور الثلاثة التي ذكرها ابن القيم رحمه الله أن يكون العبد قائماً بالحق، وقائماً لله وبالله.
فأما قيامه بالحق فيكون بمعرفة الحق ، وذلك يدرك بالعلم النافع.
وأما قيامه لله؛ فيكون بالصدق والإخلاص.
وأما قيامه بالله؛ فيكون بتحقيق التوكل والاستعانة، وهو موضوع الدرس القادم بإذن الله.
اللهم أسلم قلوبنا لك ووجوهنا إليك يا حي يا قيوم، واجعلنا من أهل الصدق والإخلاص، واكتب الإيمان في قلوبنا وأيدنا بروح منك، اللهم اجعلنا قوامين لك وبك، اللهم برحمتك نستغيث فأصلح لنا شؤننا كلها ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة أعين، وهيء لنا من أمرنا رشداً، واجعلنا للمتقين إمامًا.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدرس, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir