دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > دورات علم السلوك > أعمال القلوب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 ذو القعدة 1440هـ/13-07-2019م, 07:05 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي

بم يُنال الصدق؟
فإن قيل: فبأي شأي ينال العبد الصدق؟ وما الذي يعينه عليه؟
قيل: أما السبب الحامل على الصدق فهو اليقين، وإذا حلَّ اليقين في القلب قاد إلى الصدق في القول والعمل والحال، ولذلك كان أعظم نعمة يُنعم بها على العبد: اليقين، بل هي أعظم من نعمة العافية؛ لأن اليقين مفتاح الصدق، والصدق دليل البر.
وقد روى جماعة من أهل الحديث منهم الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد وابن أبي شيبة والنسائي والترمذي وغيرهم من طرق أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قام خطيباً على المنبر بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه وسلم بسَنة؛ فقال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي هذا عامَ الأوَّل ثم بكى أبو بكر.
ثم قال:
(سلوا الله العفو والعافية؛ فإنَّ الناس لم يعطوا بعد اليقين شيئاً خيراً من العافية، وعليكم بالصدق فإنه مع البرّ، وهما في الجنة، وإيَّاكم والكذب؛ فإنه مع الفجور، وهما في النار، ولا تقاطعوا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا إخواناً كما أمركم الله عزَّ وجلَّ).
وبيان ذلك أن اليقين يثمر في قلبِ الموقِن قوَّة العلمِ حتى يكاد يستوي عنده الغيب والشهادة من قوة التصديق ، التصديق بالثواب ، والتصديق بالعقاب، فيكون في القلب من الرغبة والرهبة والخشية والإنابة ما يجعل القلب يعبد الله كأنّه يراه؛ فيصلح القلب بإذن الله تعالى،وتصلح الجوارح كلها، ويصلح العمل كله.
ومما يبيّن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في المنافقين: ((أثقلُ صلاة على المنافقين: صلاةُ العِشاء ، وصلاةُ الفجرِ ، ولو يعْلَمُونَ ما فيهما لأتوهما ولو حَبْوا)) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
فلمَّا غاب عنهم اليقين بالثواب والعقاب هان عليهم ترك الصلاة، ولو كان هذا العلم يقينا في قلوبهم لأتوهما ولو حبواً.
ومما يعين على اكتساب اليقين إقبال القلب على الله وطلب الهدى منه
جل وعلا، وكثرة الذكر والتذكر ، ومعاودة التفكر والتدبر ؛ حتى يكون العلم يقيناً يقرّ في القلب فيحيا به صاحبه، ويبصر به، ويمشي به، ويتكلم به، ويقوم به {أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}.
فالعلم المراد هنا هو علم اليقين؛ وهو مستمد من التصديق الذي هو حقيقة الإيمان.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدرس, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir