· الفرق بين الحمد والشكر
بين الشكر والحمد فرق وجهي؛ فالشكر أعمّ من الحمد من وجه، والحمد أعمّ من الشكر من وجه آخر.
- فالشكر يكون بالقلب واللسان والعمل؛ الحمد يكون بالقلب واللسان، فمن هذا الوجه يكون الشكر أعمّ من الحمد.
- والحمد يكون على ما أحسن به المحمود، وعلى ما اتّصف به من صفات حسنة يُحمد عليها، والشكر أخصّ لأنه في مقابلة النعمة والإحسان؛ فمن هذا الوجه يكون الحمد أعمّ من الشكر.
وقد قال بهذا التفريق شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم في مواضع من كتبهما، ومن أجمع العبارات في ذلك قول ابن القيّم رحمه الله في مدارج السالكين: (والفرق بينهما: أن الشكر أعم من جهة أنواعه وأسبابه، وأخص من جهة متعلقاته، والحمد أعم من جهة المتعلقات، وأخص من جهة الأسباب.
ومعنى هذا: أن الشكر يكون بالقلب خضوعا واستكانة، وباللسان ثناء واعترافا، وبالجوارح طاعة وانقيادا. ومتعلقه: النعم، دون الأوصاف الذاتية، فلا يقال: شكرنا الله على حياته وسمعه وبصره وعلمه. وهو المحمود عليها. كما هو محمود على إحسانه وعدله، والشكر يكون على الإحسان والنعم.
فكل ما يتعلق به الشكر يتعلق به الحمد من غير عكس وكل ما يقع به الحمد يقع به الشكر من غير عكس. فإن الشكر يقع بالجوارح. والحمد يقع بالقلب واللسان) ا. هـ.
وقد ذهب ابن جرير الطبري والمبرّد وجماعة من أهل العلم إلى أن الحمد يطلق في موضع الشكر، والشكر يطلق في موضع الحمد، وأنه لا فرق بينهما في ذلك.
وهذا القول إنما يصحّ فيما يشترك فيه الحمد والشكر؛ وهو ما يكون بالقلب واللسان في مقابل الإحسان.