· ما لا يقدح في الصبر
الصبر ينقضه الجزع والتسخّط، وأمّا ما يصنعه المرء مما لا تسخّط فيه ولا جزع؛ فلا يقدح في الصبر، ومن ذلك أن يحزن قلبه لما يصيبه، أو تدمع عينه، أو يتوجّع من ألمٍ يصيبه؛ أو يقول: وارأساه ، واظهراه، ونحو ذلك مما يقوله المتألم.
- قالت عائشة رضي الله عنها: رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جنازة، وأنا أجد صداعا في رأسي وأنا أقول: وارأساه قال: « بل أنا وارأساه ». رواه النسائي في الكبرى وأصله في الصحيحين.
- وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم، فقبَّله، وشمه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: وأنت يا رسول الله؟
فقال: «يا ابن عوف إنها رحمة»، ثم أتبعها بأخرى، فقال صلى الله عليه وسلم: « إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون». رواه البخاري.