بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص لمقدمة ابن تيمية (الحذف والتضمين )
اختلف علماء العربية في أحرف الجر وأحرف المعاني، على قولين:
1-مدرسة الكوفيين : التعاقب ،وهي أن يحل حرف مكان حرف آخر ، واستبعده ابن تيمية رحمه الله.
2- مدرسة البصريين :التضمين ، وهي أن يتضمن الفعل معنى فعل أوشبه فعل آخر مناسب لحرف الجر الذي يليه
-مثال :
1-قوله تعالى ( لقد ظلملك بسؤال نعجتك إلى نعاجه)
أ~ نحاة الكوفة : قالوا بأن ( إلى ) هنا بمعنى ( مع) .
ب~نحاة البصرة : قالوا بأن (إلى) متناسب معها فعل الضم أي ضم نعجتك الى نعاجه ،
أمثلة على التضمين:
1--قوله تعالى (وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ)[ سُورَةُ الإِسْرَاءِ : 73]
-الفتنة مناسب لها حرف الباء (يفتنونك ب) ولما أتى حرف الجر (عن ) هنا فقد تضمن الفعل معنى آخر وهو يزيغونك ويصدونك فناسب معها ( عن ) .
2-قولُهُ تعالى : ( وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا) [ سُورَةُ الأَنْبِيَاءِ : 77] ،
- النصر يأتى مع ( على ) ولما أتى حرف الجر ( من ) ضُمِّنَ معنَى " نجَّينَاهُ وَخَلَّصْنَاهُ".
3-قولُه تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بها المُقَرَّبُونَ}[سورة الإنسان : 6]
-فعل ( يشرب) ناسب معه ( من ) ولما أتى حرف الجر ( بها) فقد تضمن معنى يَرْوَى بها ويتلذَّذُ بها المقرَّبُون .
الحكمة من التضمين :
العرب أهل لغة وبلاغة ،فمن البلاغة الاختصار وعدم التكرار وهذا هو مقصود التضمين أن يتضمن فعل أو شبه فعل معنى لفعل أو شبه فعل آخر مناسب لحرف الجر الذي يليه ،فيعطي للسامع والقارئ معاني متعددة .
لماذا رجح ابن تيمية رأي نحاة البصريين على نحاة الكوفيين ؟
التَّضمِينُ أبْلَغَ في اللغةِ من تعاقُبِ الحروفِ؛ لأنه يتضمَّنُ معنًى زائدًا على المعنى الأصلِيِّ للكلمَةِ، وإلا فإنَّ تعاقُبَ الحروفِ لمجرَّدِ التفنُّنِ في الكلامِ ليس له معنًى.
التضمين يحتاج الى :
دقَّةٍ في الاختيارِ، وإلى معرفةٍ بالروابطِ والعَلاقاتِ بينَ الفعلِ والحرفِ.