قال محمد بن صالح العثيمين (ت:1421هـ): (موهم التعارض في القرآن)
مسائل التلخيص
• ما معني التعارض في القرآن ؟
• هل يمكن أن يقع التعارض في أخبار الله تعالى في القرآن ؟
• هل يمكن أن يقع التعارض في آيات الأحكام في القرآن ؟
• ماذا نفعل إذا رأينا ما يوهم التعارض ؟
• من الكتب في توضيح ما يوهم التعارض وكيفية الجمع:
• أذكر أمثلة علي آيات توهم التعارض وبين كيفية الجمع بينها ؟
التلخيص
• ما معني التعارض في القرآن ؟
التعارض في القرآن أن تتقابل آيتان ، مثل أن تكون إحداهما مثبته لشيء والأخرى نافية فيه.
• هل يمكن أن يقع التعارض في أخبار الله تعالى في القرآن ؟
لا يمكن ، لأنه يلزم كون إحداهما كذبا، وهو مستحيل في أخبار الله تعالى، قال الله تعالى:{ومن أصدق من اللّه حديثاً} [النساء:87] {ومن أصدق من اللّه قيلاً }[النساء:122].
• هل يمكن أن يقع التعارض في آيات الأحكام في القرآن ؟
لا يمكن أن يقع التعارض بين آيتين مدلولهما حكمي؛ لأن الأخيرة منهما ناسخة للأولى قال الله تعالى: {ما ننسخ من آيةٍ أو ننسها نأت بخيرٍ منها أو مثلها} [البقرة: الآية 106] وإذا ثبت النسخ كان حكم الأولى غير قائم ولا معارض للأخيرة.
• ماذا نفعل إذا رأينا ما يوهم التعارض ؟
أولاً : نحاول الجمع بينهما .
ثانياً : النسخ إذا تمكن معرفتة .
ثالثاً : التوقف وتكل الأمر إلي عالمه .
• من الكتب في توضيح ما يوهم التعارض وكيفية الجمع:
كتاب ( دفع إيهام الاضطراب عن أي الكتاب ) للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى وقد أثني عليه الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
• أذكر أمثلة علي آيات توهم التعارض وبين كيفية الجمع بينها ؟
المثال الأول: {هدىً للمتّقين} [البقرة:2] وقوله فيه: {شهر رمضان الّذي أنزل فيه القرآن هدىً للنّاس} [البقرة: 185]
الإشكال : أنه جعل هداية القرآن في الآية الأولى خاصة بالمتقين، وفي الثانية عامة للناس،
والجمع : بينهما أن الهداية في الأولى هداية التوفيق والانتفاع، والهداية في الثانية هداية التبيان والإرشاد.
المثال الثاني:{شهد اللّه أنّه لا إله إلّا هو والملائكة وأولو العلم} [آل عمران: 18] وقوله: {وما من إلهٍ إلّا اللّه} [آل عمران: 62] وقوله:{فلا تدع مع اللّه إلهاً آخر فتكون من المعذّبين} [الشعراء: 213] وقوله: {فما أغنت عنهم آلهتهم الّتي يدعون من دون اللّه من شيءٍ لمّا جاء أمر ربّك وما زادوهم غير تتبيبٍ} [هود: الآية 101]
الإشكال : ففي الآيتين الأوليين نفي الألوهية عما سوى الله تعالى وفي الأخريين إثبات الألوهية لغيره.
والجمع : بين ذلك أن الألوهية الخاصة بالله عز وجل هي الألوهية الحق، وأن المثبتة لغيره هي الألوهية الباطلة؛ لقوله تعالى:{ذلك بأنّ اللّه هو الحقّ وأنّ ما يدعون من دونه هو الباطل وأنّ اللّه هو العليّ الكبير} [الحج: 62].
المثال الثالث: {قل إنّ اللّه لا يأمر بالفحشاء} [لأعراف: 28] وقوله: {وإذا أردنا أن نهلك قريةً أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحقّ عليها القول فدمّرناها تدميراً} [الإسراء: 16] .
الإشكال : في الآية الأولى نفي أن يأمر الله تعالى بالفحشاء، وظاهر الثانية أن الله تعالى يأمر بما هو فسق.
والجمع بينهما : أن الأمر في الآية الأولى هو الأمر الشرعي، والله تعالى لا يأمر شرعا بالفحشاء لقوله تعالى: {إنّ اللّه يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلّكم تذكّرون} [النحل: 90] والأمر في الآية الثانية هو الأمر الكوني، والله تعالى يأمر كونا بما شاء حسب ما تقتضيه حكمته لقوله تعالى:{إنّما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون} [يّس: 82).