دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #17  
قديم 13 ذو الحجة 1435هـ/7-10-2014م, 04:51 PM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

تفسير سورة الطارق
تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10)}
{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)}
مقصد الآيات :
أقسم الله تعالى بمخلوقات عظيمة على أن كل نفس عليها حافظ من الله تعالى ، وأن الله تعالى الذي خلقه من ماء مهين قادر على ارجاعه يوم القيامة
وأقسم بمخلوقاته العظيمة على أن هذا القرآن قول حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
وفي هذا كله اثبات قدرة الله وحقيقة يوم القيامة
القراءات :
قوله تعالى : ( إن كل نفس لما عليها حافظ ) – لما - بالتخفيف والتشديد
المسائل التفسيرية :
قال السعدي رحمه الله :
يقولُ تعالَى: {وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ} ثمَّ فسرَ الطارقَ بقولهِ: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}ووافقه ابن كثير رحمه الله - أي: المضيءُ، الذي يثقبُ نُورُهُ، فيخرقُ السماواتِ ، والصحيحُ أنَّهُ اسمُ جنسٍ يشملُ سائرَ النجومِ الثواقبِ.
وقدْ قيلَ:إنَّهُ (زُحلُ) الذي يخرقُ السماواتِ السبعِ وينفذُ فيها، فيرى منهَ
وقال صاحب زبدة التفسير هو الكوكب ، وسمي طارق لأنه يطرق بالليل ، وكل ما يطرق بالليل فهو طارق ، واستشهد ابن كثير بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( نهي أن يطرق الرجل أهله طروقا )
وسُمِّيَ طارقاً،لأنَّهُ يطرقُ ليلاً، والمقسَمُ عليهِ قولهُ: {إِن كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} يحفظُ عليهَا أعمالَهَا الصالحةَ والسيئةَ، وستجازى بعملِهَا المحفوظِ عليهَا كما قال السعدي رحمه الله ووافقه صاحب زبدة التفسير ، وقال ابن كثير : يحرسها من الآفات لقوله تعالى : ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله )) {فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ} أي: فليتدبرْ خلقتَهُ ومبدأهُ، وزاد ابن كثير : فيه تنبيه على ضعف أصل الانسان من مبدئه ،فإنَّهُ مخلوقٌ {مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ} وهوَ المنيُّ الذي {يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}يحتملُ أنَّهُ منْ بينِ صلبِ الرجلِ وترائبِ المرأةِ، وهيَ ثدياهَا كما قال السعدي وصاحب زبدة التفسير ووافقهم ابن كثير رحمه الله
وزاد السعدي – رحمه الله -.
ويحتملُ أنَّ المرادَ المنيُّ الدافقُ، وهوَ منيُّ الرجلِ، وأنَّ محلَّهُ الذي يخرجُ منهُ ما بينَ صلبهِ وترائبهِ، ولعلَّ هذا أولى، فإنَّهُ إنَّمَا وصفَ اللهُ بهِ الماءَ الدافقَ، والذي يحسُّ ويشاهدُ دفقهُ، هوَ منيُّ الرجلِ، وكذلكَ لفظُ الترائبِ فإنَّهَا تستعملُ في الرجلِ، فإنَّ الترائبَ للرجلِ، بمنزلةِ الثديينِ للأنثى، فلو أريدتِ الأنثى، لقالَ: (منْ بينِ الصُّلبِ والثديينِ) ونحوَ ذلكَ، واللهُ أعلمُ.
وقال : فالذي أوجدَ الإنسانَ منْ ماءٍ دافقٍ، يخرجُ منْ هذا الموضعِ الصعبِ، قادرٌ على رجعهِ في الآخرةِ، وإعادتهِ للبعثِ والنشورِ .
وقدْ قيلَ:إنَّ معناهُ أنَّ اللهَ على رجعِ الماءِ المدفوقِ في الصلبِ لقادرٌ، وبهذا قال ابن كثير رحمه الله – وعلق السعدي عليه فقال : وهذا - وإنْ كانَ المعنى صحيحاً - فليسَ هوَ المرادُ منَ الآيةِ،وذكر ابن كثير القول الثاني كما ذكرهما صاحب زبدة التفسير وهو اختيار الطبري كما ذكر ابن كثير ولهذا قالَ بعدهُ: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} أي: تختبرُ سرائرُ الصدورِ،ويظهرُ ما كانَ في القلوبِ منْ خيرٍ وشرٍّ على صفحاتِ الوجوهِ، قالَ تعالَى: {يَوْمَ تَبْيضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} ففي الدنيا، تتكتمُ كثيرٌ منَ الأمورِ، ولا تظهرُ عياناً للناسِ، وأمَّا في القيامةِ، فيظهرُ بِرُّ الأبرارِ، وفجورُ الفجارِ، وتصيرُ الأمورُ علانيةً.
{فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ} يدفعُ بهَا عنْ نفسهِ {وَلا نَاصِرٍ} خارجي ينتصرُ بهِ، فهذا القسمُ على حالةِ العاملينَ وقتَ عملهمْ وعندَ جزائهمْ.
ثمَّ أقسمَ قسماً ثانياً على صحةِ القرآنِ،فقالَ: {وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} أي: ترجعُ السماءُ بالمطرِ كلَّ عامٍ، وتنصدعُ الأرضُ للنباتِ، فيعيشُ بذلكَ الآدميونَ والبهائمُ، وترجعُ السماءُ أيضاً بالأقدارِ والشؤون الإلهيةِ كلَّ وقتٍ، وتنصدعُ الأرضُ عن الأمواتِ {إِنَّهُ} أي: القرآنُ {لَقَوْلٌ فَصْلٌ} أي: حقٌّ وصدقٌ، بيِّنٌ واضحٌ وقاله ابن كثير وصاحب زبدة التفسير.
{وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ} أي: جدٌّ ليسَ بالهزلِ، وهوَ القولُ الذي يفصلُ بينَ الطوائفِ والمقالاتِ، وتنفصلُ بهِ الخصوماتُ.
{إِنَّهُمْ} أي: المكذبينَ للرسولِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وللقرآنِ {يَكِيدُونَ كَيْداً} ليدفعوا بكيدهمُ الحقَّ، ويؤيدوا الباطلَ وقال ابن كثير : يمكرون بالناس في دعوتهم إلى خلاف القران {وَأَكِيدُ كَيْداً} لإظهارِ الحقِّ، ولو كرهَ الكافرونَ، ولدفعِ ما جاؤوا بهِ من الباطلِ، ويعلمُ بهذا مَن الغالبُ، فإنَّ الآدميَّ أضعفُ وأحقرُ منْ أنْ يغالبَ القويَّ العليمَ في كيدهِ،{فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً} أي: قليلاً، فسيعلمونَ
عاقبةَ أمرهمْ، حينَ ينزلُ بهمُ العقابُ
المسائل العقدية :
-يقسم الله تعالى على مايشاء من مخلوقاته وذلك للتفكر في عظمتها ومنفعتها التي تدله على عظمة خالقها
-المسلم لا يحلف إلا بالله وحده
-السماء والأرض من مخلوقات الله العظيمة الدالة على قدرته وقد أقسم الله بها عدة مرات في كتابه الكريم
-اليوم الآخر من أركان بالإيمان بالله ومن أنكره فقد كفر
-حقيقة الانسان وأصله أن خلقه الله تعالى من ماء هين فعلى ماذا يتكبر ويجحد نعم الله عليه
-يوم القيامة يحاسب الله خلقه على كل ماعملوا ويومها تبلى السرائر
-يوم القيامة لا تملك نفس لنفس شيئا ،فما لها من قوه في نفسها ولا ناصر من غيرها
-القرآن كلام الله تعالى ووحيه الذي أنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم
-القرآن لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
-إن الله تعالى من سنته في خلقه أن يمهلهم ولا يستعجل بأخذهم وإذا أخذهم جل وعلا أخذهم أخذ عزيز مقتدر
-علو الباطل في هذه الحياة لا يعني رضى من الله عنهم بل هو امهال واستدراج
المسائل اللغوية :
-قال شيخ الاسلام ابن تيمية : لفظ الماء عند الاطلاق لا يتناول الني ( وإن كان يسمى ماء مع التقييد كقوله تعالى : ( خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب
- قال تعالى : ( إنه لقول فصل ) أي فاصل بين الحق والباطل ، وكونه ( فصل )ا يؤكد أن كلام الله تعالى كله يمكن معرفته وفهمه
الفوائد السلوكية :
- على المسلم أن يتفكر بقدرة الله وعظمته عن طريق تفكره بمخلوقاته
-من عظيم فضل الله على عباده أن جعل عليهم حفظة من الملائكة ، فليستشعر الانسان هذه النعمة وليتذكر أن الملائكة تسجل عليه أعماله
-يجب على المسلم أن يقبل على القرآن تلاوة وتدبرا وعلما وعملا ففيه النجاة من الفتنا وقواصم الدهر
-يسعى المسلم لما يرضي ربه سرا وعلانية لأنه سيقف بين يدي ربه في بوم تبلى فيه السرائر

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir